ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 17:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يكن احداً في كل العالم يتوقع ان يحدث ما حدث بالامس القريب بين الرئيس الامريكي رئيس أكبر وأعظم وأقوي بل أغني دولة في العالم علي الاطلاق . لم يكن متوقعاً ان يحدث أمراً كالذي حدث لترمب صبيحة يوم الجمعة المذل لترمب في عقر داره ان لم نقل داخل في عرينه . ويجوز لنا هنا ان نصف البيت الابيض بقلعة أمريكا الحصين او بالعرين المحصن وبالتالي يصح هنا ايضاً وصف الرئيس ترمب بالاسد او الضرغام ان لم نقل عنه بالوحش الضاري . فقد أطل الرئيس الامريكي الجديد ترمب علي العالم في ولايته الثانية التي بدأها منذ فجر يوم الاثنين الموافق 20 يناير كانون الاول 2025 م . أطل ترامب كالأسد المتأسد ملك الغابة الذي ما ان ظهر زأئر اً زئيراً داوياً مرعباً أرتجفت منه أوصال كل سكان الكون .
ترمب الذي يريد ان يعيد ويسترد لأمريكا مجدها الاول رائدة للعالم في كل أوجه ومناحي الحياة العصرية من عنفوان القوة العسكرية كقطب اوحد الي غيلاء الغني كأغني دولة في العالم . وهو ايضاً يريد ان يسجل لنفسه تاريخاً يخلده كأعظم وأقوي بل وأذكي رئيس أمريكي منذ نشأتها والي الابد . ترمب الشبه مهوس او المجنون غطرسة كما يبدو لكثيرين يريد ايضاً ان يكون سيداً وولياً لكل العالم بمنطق زهو وغيلاء وكبرياء القوة . ومن الجانب الاخر يسعي الرجل جاهداً ان يصير بطلاً عالمياً حقيقاً صانعاً للسلام الاقليمي الدولي العالمي . فهو يسعي سعيثاً حثيثاً للفوز بجائز نوبل للسلام هذا العام وتلك واحدة من أماني وأمنيات وأشواق ترمب الملهوف الي يكون الأول والأخير في كل شيئ . نعم يريد ترمب لنفسه وعلي طريقته الخاصة ان يكون هو الأمر الناهي في كل شئون وشجون هذا العالم القرية الصغيرة جداً التي يمكنه ان يديرها بالرموت كنترول وهو جالس علي كرسيه الوثير في قاعة مكتبه في البيت الامريكي البيضاوي الفخم .
كما يمكننا القول بأن ترمب قد نجح الي حد كبير وتمكن ان يحقق بعض من وعوده اجنداته الانتخابية التي نادي بها قائلاً : ( بانه لا يريد ان يري حروباً في كل العالم في اثناء توليه لولايته الثانية ) . حقيقة ينبغي ان تقال عن هذا الرجل الفريد ترمب : ( أنت رجل عظيم جداً بل أنت هائل أوي أوي علي الطريقة المصرية يا ترمب ) وكل سكان الكرة الارضية يقفون ويتخندقون معك في البيت الابيض حالمين طامحين مشرئبين ومتطلعين للسلم والسلام العالمي . الكل يتمني ويرجو مصلياً وداعياً الله بأن يتحقق حلم السلام في كل ارجاء الدنيا والمعمورة بفضل عزم كارزمياتك المتفردة حقاً . فالجميع مل ويأس وكره الحروب ونحن في السودان من ضمن الشعوب التي تتطلع وتأمل منك ان تضعها في قائمة أولويات أجندتك لتحقيق السلام في العالم . ولا يفوتنا هنا الا ان نشكرك شكراً جزيلاً جميلاً جداً لما قمت به من خطوات جادة في سبيل تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط . ذاك السلام النسبي الذي تحقق لسكان غزة حماس واسرائيل نتنياهو كما في لبنان وسوريا . ولا ننسي لك لجمك لايران المهددة الاولي للسلم في العالم بعد ان قطعت أذرعة في العراق واليمن ، لهذا ونشيد جداً بقطع رأس تلك الاذرع او رأس الافعي الايرانية حزب الله في لبنان . فيا لها من خطوات جادة ومتسارعة بغية تحقيق السلام العالمي. أنت الان تسير في الطريق الصحيح لتحقيق حلمك وهو بالطبع حلم كل العالم الذي ينشد السلم والسلام العالمين .
فقط نحن هنا نذكرك ببعض من من الاخفاقات وعدم التوفيق الذي جانبك من وقت لأخر . فعلي سبيل المثال لا الحصر كلامك عن ضم كندا وما قلته عن بنما والمكسيك ونشكرك علي التراجع وهو اعتراف ضمني بالخطأ وتصحيح واصلاح للمسار . ولا ننسي لك الخطأ الكبير الذي وقعت فيه بخصوص قطاع غزة التي اختصرتها الي عقار معروض للبيع في المزاد العلني بشرعية القوة والمال . كيف خطر هذا الامر ببالك وذهنك ان تركل شعباً بأكمله بقدمك لتخرجهم وتهجرهم من أرضهم ووطنهم ، او ان تفكر وأنت في تهجرهم لأوطان جميلة جميلة بحد زعمك . كل هذه تفعل لأنك تفكر بعقل رجل المضاربات والمقايضات لأنك رجل أعمال وراهن عقارات تريد ان تستثمر ساحل غزة المتميز الجميل وتحوله الي ريفيرا الشرق الاوسط . كل ذلك تفكر فيه وتحاول ان تجعله واقعاً معاشاً وأنت ناسياً او متناسياً بأن الاوطان للأنسان في كل مكان وزمان هي أوطان دونها الحياة بكرامة او الموت بعزة . فالوطن أين واينما وجد هو وطن ولا يمكن التفريط المساومة فيه بان تكون في يوم سلعاً يزاود عليها عرضاً وبيع . وهذا ما رفضه شعب غزة الابي الكريم جملة وتفصيلاً كما رفضه اصدقائك في السعودية ومصر والاردن وكل المنطقة العربية والاتحاد الاوروبي لا بل كل العالم أجمعوا قالوا لك لا . ونشييد ايضاً هنا بتراجعك الشجاع عن قراراتك الخاطئة لأن الاعتراف بالذنب فضيلة والكبار دائماً يخطأوون وبشجاعتهم يقرون ويعترفون ويتراجهون ويصححون .
أما فيما يختص بأوكرانيا ورئيسها الفتي المقدام الشجاع الباسل فلادمير زيلينسكي فأنت يا ترمب لم تكن منذ البداية موفقاً ابداً في الطريقة التي اتبعتها سلوكاً في التعامل معه بكياسة ودبلوماسية كرئيس لدولة وبلد وشعب ابداً . فقد أقدمت مسبقاً في شتمه وأهانته والتقليل من شخصيته كمانعته بنعوت كثيرة شتي . فعلت كل ذلك وأنت من ناحية تشييد بخصمه وعدوه فلادميير بوتن وصرت تكيل لبوتن روسيا كل آيات الشكر والمديح والثناء علي حساب فلادميير زيلينسكي رئيس أوكرانيا . لم تكن عادلاً في طرحك ولا منصفاً ابداً ولم تقف علي الحياد كرجل حلال للعقد تبغي وتريد ان تصلح وتصنع السلام بين روسيا وأوكرانيا . بل كنت في حقيقة أمرك منحازاً بصورة سافرة ساخرة مستفزةً جداً لكييف علي حساب صديقكم في موسكو . ولم تر ايضاً في أوكرانيا الا سلعة أخري مطروحة ومعروضة للبيع في مزاد اخر ساحته بلدكم الولايات المتحدة الامريكية . فعرضتم صفقة المعادن النادرة الاوكرانية لأنفسكم مقابل سلام فضفاض بلا ضمانات لمستقبل السلام في أوكرانيا . وهذا هو الامر الذي تم رفضه ليس فقط من زيلينسكي لكن تم رفضه جملة وتفصيلاً من شعب أوكرانيا المناضل المكافح لأجل وطنه . أوكرانيا التي يقودها هذا الرجل الرئيس الشجاع زيلينسكي . وأظن ان كل العالم اليوم يقف في صف واحد ويصطف مع هذا الشاب الفتي الاوكراني الوطني الحر الغيور زيلينسكي الذي تمكن بقوتة وشجاعة نادة لا يقبل تامساومة وانصاف الحلول هو الذي استطاع ان يقول لكم وأنتم في عقر داركم لا .. والف لا . قالها في ساعة الحقيقة وجهاً لوجه وها كل الاتحاد الاوروبي في حلفكم وهو حليفكم التاريخي يقف معه ويأزره ويساند مواقفه الشجاعة بل يصفق ويهتف له مهللاً مشيداً مكبراً معجباً به .
نأمل ان يتراجع الرئيس الامريكي دونالد ترمب وان يكون رشيداً و أكثر حلماً وحكمة في قراراته بخصوص أوكرانيا . بل أن يكون ترمب جاداً في سبيل وقف الحرب بين موسكو وكييف . ونتمني ان تكون المبادرات السلمية التي يقودها الرئيس الامريكي دونالد ترمب أكثر عقلانية عدلاً وانصافاً للشعوب والدول الصغيرة الضعيفة وبالتالي ان لا تكون لوله علي حساب المظلوميين المقهورين المعذبيين في الارض . فالقوة ميزانها العدالة والسلام ترجحه كفة نيل الحقوق وليس قوة النفوذ والبطش بقوة السلاح وحده . اشيد بالموقف الاوروبي الذي سارع وقال ل زيلينسكي نحن معك وأنت لست وحدك واشادت بعزيمة وصمود وشجاع زيلينسكي في وجه ترمب . وكذا فعل مفوض الاتحاد الاوروبي وكل الدول الاوروبية مجتمعة وعلي انفراد كفرنسا وبريطانيا وهولندا وغيرها . هو الذي دعاهم الي التفكير الجاد في ايجاد زعيم جديد رشيد قادر ان يقود العالم الحر الي بر الامان . فلقيادة وريادة العالم لمن يريد ثمناً يجب ان يدفع الا ان الرئيس ترمب يريد ان يقود العالم وان يكون صانعاً للسلام والفوز بجائزة نوبل للسلام ويدخل التاريخ العالمي بدون ان يدفع فلساً واحداً . وهذا أحسب من المستحيلات ولكل أمر تحت الشمس ثمناً يدفع وضريبة مستحقة . وهذا ما لا يريده ترمب فهو في حساباته الخاصة لا يريد ان تخسر أمريكا دولاراً واحداً ويريد ان يحوش كل العالم لصالح أمريكا وهذا هو التناقض ذاته .
فهل تلقت الولايات المتحدة الامريكية في شخص الرئيس دونالد ترامب المتأسد المتغطرس المتكبر المتعجرف . هل تلقت أمريكا ترمب صفعة قوية من نظيره الاوكراني الشجاع الباسل زيلينسكي . هذا الشاب او الممثل الكوميدي البارع جداً سيكتب عنه التاريخ يوماً ويخرج مسرحيات تحكي وتحدث عن بطولاته ليس ضد روسيا فقط بل ضد صلف الولايات المتحدة الامريكية يمكنني ان اسمي مواجهته لترمب ب ( صفعة القرن علي خد ترمب في البيت الابيض ! ) .
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟