أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فهد المضحكي - حلف الناتو.. هل يتفكك؟















المزيد.....


حلف الناتو.. هل يتفكك؟


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 14:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل نحو عام ونصف تقريبًا، قال ضابط المخابرات الأمريكي المتقاعد، سكوت ريتر، إن التصريحات حول وحدة حلف «الناتو» لا تتطابق مع الواقع، حيث سيتواجد الحلف مدة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات كحد أقصى قبل أن يتلاشى، بحسب ما ذكرته وكالة نوفوستي الروسية.
وأشار ريتر إلى أن الولايات المتحدة وكندا لا تهتمان كثيرًا برفاهية أعضاء «الناتو» الأوروبيين.
واعتبر أن «الناتو» ليس سوى أداة لنشر القوات الأمريكية، بما في في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتي لا علاقة لها بأمن القارة الأوروبية.

وأكد أنه لو كانت الولايات المتحدة تهتم بشعوب الدول الأوروبية الأعضاء في حلف «الناتو»، لما أجبرت أوروبا على التخلي عن موارد الطاقة الروسية الرخيصة.
وأضاف: «لقد خلقنا نقطة تصدع في أوروبا عندما قلنا (عام 2002 عشية غزو العراق) إن هناك من هم معنا (في هذه الحالة أوروبا الجديدة، ودول البلطيق، وبولندا) ومن هم ضدنا (فرنسا وألمانيا وإيطاليا). لقد خلقنا هذا الانقسام، ولايزال موجودًا حتى اليوم».
ولفت إلى الوضع مع تركيا، التي، باعتبارها عضوًا في «الناتو»، عارضت توسيع التحالف على حساب السويد وفنلندا.
وأشار أيضًا إلى مخاوف الولايات المتحدة من أنه إذا قامت بتزويد تركيا بطائرات «إف 16»، فمن الممكن أن تستخدمها أنقرة ضد اليونان.

وأردف: «اليونان عضو في حلف (الناتو) وتركيا أيضًا عضو في حلف (الناتو). كيف يمكنكم التحدث عن الوحدة إذا كنت تشعر بالقلق من أن أحد الأعضاء قد يستخدم الأسلحة التي أرسلتها له ضد عضو آخر؟ (الناتو) ليس موحدًا».
وفي سبتمبر عام 2023، توقعت مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية تفكك حلف «الناتو» حتى عام 2025 على خلفية أزمة أوكرانيا، والتقارب المرجح بين الولايات المتحدة وروسيا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وذكرت أن المحفز المباشر لانهيار الحلف سببه أوكرانيا حيث سيؤدي إلى انقسام أعضاء الحلف.

وفي تقديرها، تعتبر أن مصالح أوروبا في الأمن وأولويات الحزب الجمهوري الأمريكي مختلفة بالكامل، وبالتالي سيكون الأوروبيون أمام سياسة مستقلة وخاصة تجاه أوكرانيا في حال وصول ترامب إلى السلطة، حيث سيجعل الولايات المتحدة حليفًا أقل موثوقية لأوروبا.
وخلصت المجلة إلى أن أوروبا والولايات المتحدة تقفان على حافة الانفصال الأكثر خطورة في العلاقات الدولية منذ عقود.
وهو ما حدث بالفعل بعد انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
ثمة تحليل صادر عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات (ECCI) يذكر في مقدمته: تم وصف كل من تعيينات ترامب في مناصب الأمن القومي والسياسة الخارجية على الفور بأنها «صقر إيران»، أو «صقر الصين»، أو «مدافع عن روسيا»، أو «أمريكا أولاً». ولم يتم وصف أي منهم بأنه «مؤيد للتحالفات» أو «مؤيد للتعددية».

ولإيضاح ما سبق، يشير إلى أنه لا يوجد مكان يتجلى فيه هذا الأمر بشكل أكثر وضوحًا من حالة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التحالف الدفاعي والدبلوماسي الأكثر ديمومة ونجاحًا في التاريخ. فقد أوضح ترامب أنه يعارض حلف شمال الأطلسي، وقد طرح حججًا قوية حول احتياج الدول الأعضاء في الحلف إلى زيادة إنفاقها الدفاعي إلى ما يتجاوز 2% من الناتج المحلي الإجمالي؛ وينبغي لها أن تستهدف 3.5% إلى 4%.

يعد نهج ترامب القائم على الصفقات لا يناسب الحفاظ على مثل هذا التحالف الضخم، الذي توسع منذ حرب أوكرانيا في عام 2022. وقد أثار ترامب بالفعل فكرة الانسحاب من حلف شمال الأطلسي. ولكن ماذا يعني هذا بالضبط؟
إن حلف شمال الأطلسي هو في الأساس للنظام الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية. وقد تأسس لردع الاتحاد السوفييتي - الذي لم يعد موجودًا في شكله السابق وامتداده - لكن ترامب لا يرى فلاديمير بوتين عدوًا ويعتقد أن حلف شمال الأطلسي أصبح يشكل عبئًا ماليًا وسياسيًا ثقيلاً على الولايات. وإذا لم يدفع حلفاء الناتو حصتهم، فإنه سيشجع الروس على «فعل ما يحلو لهم»، كما قال في فبراير 2024 بينما هدد بقطع المساعدات عن أوكرانيا إذا انتُخب.

يذكر التحليل أن الولايات المتحدة، التي أسست حلف شمال الأطلسي في عام 1949، هي «الجهة الحاضنة» للمعاهدة، وفقًا للمادة 14 من معاهدة شمال الأطلسي. وبعبارة أخرى، يحتفظ الأمريكيون بالنسخة الأصلية من المعاهدة ويتلقون جميع الإخطارات الرسمية المتعلقة بالتحالف (بما في ذلك الانضمام والانسحاب). وهم القائمون على حفظ سجلات المعاهدة.
إن المادة 13 من ميثاق حلف شمال الأطلسي هي الأكثر أهمية، فهي تحدد آلية الانسحاب من الحلف. وتنص على أن أي عضو يمكنه الانسحاب بإرسال «إشعار إدانة» إلى الحكومة الأمريكية؛ ويدخل الانسحاب حيز التنفيذ بعد عام واحد من إخطار واشنطن رسميًا.
في عام 1966، غادرت فرنسا هيكل القيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي ( ولكنها لم تنسحب بالكامل) وانضمت إليه مرة أخرى في عام 2009. ولم يسبق لأي دولة أن انسحبت بشكل كامل من الحلف.

هل يرسل الأمريكيون خطاب إدانة لأنفسهم؟ يبدو واضحًا من الإجابة التي تضمنها التحليل، من الناحية القانونية، تلتزم الولايات المتحدة بقانون يتطلب موافقة الكونغرس على الانسحاب. ويتطلب قانون عام 2023 الذي رعاه السيناتور الديمقراطي تيم كين والسيناتور الجمهوري ماركو روبيو، ووزير الخارجية المعين من قبل ترامب، أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ.
وتعليقًا على ذلك، يقول الخبراء: إذا كان ترامب عازمًا على الانسحاب من حلف شمال الأطلسي، ونظرًا لأن 67 من أعضاء مجلس الشيوخ لن يؤيدوا مثل هذا القرار، فيمكنه أن يحاول الاستعانة بـ«السلطة الرئاسية» في العلاقات الخارجية. وهذا من شأنه أن يؤدي حتمًا إلى أزمة دستورية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، الأمر الذي من شأنه أن يضعف أمريكا والطريقة التي ينظر بها العالم إليها.

ثمة وجهات نظر أوروبية لا نعتقد أن الولايات المتحدة بقيادة ترامب،التي تتحدث عن الانسحاب من حلف شمال الأطلسي وتلبية رغبات بوتين سوف تؤخذ على محمل الجد من قبل أجهزة الاستخبارات الحليفة.
اختار ترامب «تولسي جابارد»، لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، والتي قالت عن أوكرانيا إن «الوقت قد حان لوضع الجغرافيا السياسية جانبًا». إن التفكك الحقيقي لحلف شمال الأطلسي عملية تدريجية، وقد يكون ذلك نتيجة لتقليص الأمريكيين لقائمة مسؤولياتهم، وخفض التمويل بشكل كبير، وتقليص حجم الانتشار العسكري الأمريكي. وقد نشهد أيضًا التخلي عن المادة الخامسة المتعلقة بالأمن الجماعي، وهي خطوة تسبق الانسحاب الأمريكي الكامل.

إن مجرد ظهور أي علامات على حدوث مثل هذا التصدع من شأنه أن يشكل تحولاً جذريًا في البنية الأمنية العالمية القائمة منذ عام 1945. ومن شأن هذا أن يؤثر بشكل فوري وسلبي في تحالفات واشنطن في المحيط الهادئ، ويصور أمريكا كحليف غير موثوق به وغير جدير بالثقة، وقد يؤدي إلى تأثير الدومينو النووي.
هناك وجهة نظر أخرى ترى أن بدون المظلة الأمريكية، بما في ذلك المظلة النووية قد تسعي دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وأستراليا وحتى أوكرانيا إلى امتلاك قوة ردع نووية خاصة بها. ولأسباب أخرى، وفي غياب اتفاق نووي جديد، قد تقرر إيران تجاوز العتبة العسكرية النووية، وقد ترد بعض دول الشرق الأوسط بالمثل.

ووفقًا للتقديرات الأوروبية، من المؤكد أن سيناريو تأثير الدومينو النووي كارثي تقريبًا، ومن غير المرجح أن يحدث في السنوات المقبلة، لن يعلن ترامب على الفور الانسحاب من حلف شمال الأطلسي، وهي عملية طويلة، ومن المرجح أن ينتظر حتى يأتيه المحفز أو الذريعة.
ولكن من الممكن أن نتوقع الانتقاد من جانب البيت الأبيض بشأن حلف شمال الأطلسي. ومن شأن هذا أن يضر بالأمن العالمي ليس فقط لأنه يشجع روسيا في السنوات القادمة، بل وأيضًا بسبب التأثيرات التي قد يخلفها على التحالفات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ومن منظور التحليل، قد يتحدث ترامب بشكل جيد عن الصين، ولكن اللامبالاة والعداء تجاه حلف شمال الأطلسي سيكون لهما بالتأكيد تأثير على مصداقية أمريكا الممتدة من شبه الجزيرة الكورية واليابان وحتى بحر الصين الجنوبي.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالعظيم أنيس.. المفكر والأديب
- فهل يحق لي أن أشتكي من انعدام التحرر؟
- العرب والدولة الحديثة والديمقراطية
- نعوم تشومسكي
- لماذا الأزمة البيئية كونية؟
- حديث عن الصحافة الثقافية
- الدكتور عادل العوا.. قامة فلسفية وفكرية
- العرب وأسئلة الهوية
- أمريكا: حدود الممكن إلى الانبعاث
- أكاديمي صيني: بريكس لا ينبغي أن تكون منظمة مواجهة.. بل خيارً ...
- المؤرخ والأديب أحمد أمين.. من رواد التنوير الإسلامي
- فوز ترامب.. انتصار للشعبوية الأمريكية
- وداعًا النقابي محمد المرباطي
- سيد درويش... رائد الأغنية الوطنية
- مأزق المشروع الحضاري العربي
- العرب والفكر النقدي
- قيم قابلة للتبديل بحسب الحاجة
- المنهج النقدي عند محمد مندور
- لماذا لا تزال أوروبا تدور في الفلك الأمريكي؟
- الكتابة والحرية


المزيد.....




- العراق يعلن منع بث مسلسل -معاوية- ويكشف السبب
- مستشار ترامب يروي كواليس ما حدث خلال الاجتماع -العاصف- مع زي ...
- كتائب القسام تعرض تسجيلات مصورة حديثة لرهائن إسرائيليين في غ ...
- الأمن السوري ينفذ عمليات ملاحقة في جرمانا وطرطوس بعد هجمات م ...
- مصر.. ضوابط جديدة للبرامج الرياضية في رمضان
- ماسك: ترامب أصر على وقف إطلاق النار بينما زيلينسكي ركز على ط ...
- تحقيق لـ-الغارديان- يوثق لحظات مقتل الطفل أيمن الهيموني برصا ...
- جاكارتا: صلاة المغرب وإفطار جماعي في أول أيام شهر رمضان بأكب ...
- -فشل سياسي لأوكرانيا-.. هكذا علّقت روسيا على المشادة الكلامي ...
- برلماني أوروبي: بعد خلاف ترامب وزيلينسكي من الممكن حل النزاع ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فهد المضحكي - حلف الناتو.. هل يتفكك؟