أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - متابعات – العدد الثّالث عشر بعد المائة بتاريخ الأول من آذار/مارس 2025















المزيد.....


متابعات – العدد الثّالث عشر بعد المائة بتاريخ الأول من آذار/مارس 2025


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتضمن العدد الثّالث عشر بعد المائة بتاريخ الأول من آذار/مارس 2025 فقرة عن الولايات المتحدة كزعيمة جبهة الأعداء، وفقرة عن بعض النّشاط التّخريبي لصندوق النّقد الدّولي، في بداية هذا العام 2025، وتَشمَل العَيّنة اقتصاد الحبشة وباكستان ومصر وهي بلدان كثيفة السّكّان وذات مواقع استراتيجية، وفقرة عن دَوْر قوات الأمن التّونسية في حراسة الحُدُود الجنوبية لأوروبا، وفقرة عن سيطرة المنظمة الإرهابية والمرتزقة على المناطق المنجمية شمال الكونغو، بدعم من جيش رواندا وأوغندا وشركات التعدين العابرة للقارات وفقرة عن ابتزاز أوكرانيا من قِبَل الرئيس الأمريكي الذي يُريد المعادن النّادرة مُقابل السّلاح وفقرة عن الجدل الدّاخلي الأمريكي حول إيجابيات وسلبيات قرار إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية، وفقرة عن الولايات المتحدة وأوروبال في إطار "الحرب الإقتصادية " المُعَمَّمَة

المغرب 20 شباط/فبراير 2011 – 2025
انطلقت انتفاضة الشباب يوم 20 شباط/فبراير 2011 واستمرت عدّة أسابيع رغم الشهداء والإصابات والإعتقال والمُحاكمات بعد حوالي شهْرَيْن من بداية انتفاضة تونس وحوالي شهر على انتفاضة مصر، أو الإنتفاضة التي تم إخمادها بسرعة في الجزائر، وكما حصل في تونس ومصر، آلَت السُّلْطة إلى تَيّار الإخوان المسلمين...

في جبهة الأعداء - الولايات المتحدة
تَشْمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة من المسيحيين الصهاينة والمؤيدين للعدو بشكل مُطْلَق وبدون شُرُوط، ويمكن ذكْرُ أسماء بعض "الإنجيليين الصّهاينة" الذين عيّنهم دونالد ترامب "لإدارة مِلَفّ الشرق الأوسط" ومن بينهم السفير الأميركي لدى الكيان الصهيوني مايك هاكابي وهو قِس إنجيلي سابق، وحاكم ولاية أركنساس سابقًا، واشتهر بإنكار وجود شعب فلسطيني، أو حتى أشخاص فلسطينيين، واقترح تهجير الفلسطينيين إلى البلدان العربية مثل مصر والسعودية، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الحرب بيت هيغسيث الذين شارك في العدوان على العراق وأفغانستان وخلال عمله كمقدّم برامج على قناة " فوكس نيوز، قاد حملة للتنديد ب"المعلومات الكاذبة التي تهدف تشويه إسرائيل من خلال المُبالغة في الحديث عن الضحايا الفلسطينيين في غزة"، و مايكل والتز، وزير الأمن القومي الذي يدعو إلى تدمير غزة وأهلها بالكامل، ويدعو إلى قصف مواقع وموانئ تصدير النّفط الإيراني، وستيفن ميلر، نائب رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض الذي يدعم طرد المهاجرين من الولايات المتحدة وحظر دخول المسلمين إلى ويدعم المنظمة الصهيونية الأمريكية (ZOA) التي تدعو إلى "طرد جميع الفلسطينيين المتواجدين بين البحر الأبيض المتوسّط ونهر الأرْدُنّ"، وممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إيليز ستيفانيك التي اشتهرت بإطلاق وقيادة الحملة ضد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين ( أنروا) في إطار دعمها المُطلق للكيان الصهيوني، ووزيرة الأمن الدّاخلي كريستي نويم، التي اشتهرت بإلصاق تهمة مُعاداة السّامية بأي شخص ينتقد أي جانب من السياسات الصهيونية، واشتهرت، لما كانت حاكمة لولاياة داكوتا الجنوبية، بملاحقة واضطهاد أي ناقد للكيان الصهيوني، كما يضم فريق دونالد ترامب شخصيات أخرى داعمة بشكل مُطلق للكيان الصهيوني، مثل مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، وهو صديق شخصي لجاريد كوشنر، زوج ابنة الرئيس دونالد ترامب، وأحد المُشرفين على إعداد "اتفاقيات أبراهام". أما سِباسْتيان غوريكا، نائب مُستشار الرئيس فله ارتباطات قوية بأحزاب ومنظمات اليمين الأوروبي المتطرف ومن الدّاعمين للكيان الصهيوني بدون قَيْد أو شَرْط، وعَيّن دونالد ترامب ستيفن ويتكوف مبعوثًا خاصّا للشرق ال,سط وهو شريك ترامب في لعبة الغولف ( لعبة أثرى الأثرياء) وزميل مهنة ( فهو مُطَوّر عقاري) وأحد كبار المتبرعين لحملته الإنتخابية وداعم كبير (ماليا وسياسا) للكيان الصهيوني، كما نائبته "مورغان أورتاغوس" التي كانت إنجيلية مسيحية متطرفة (مثل أفراد أُسْرتها) قبل اعتناق اليهودية اعتقادًا منها إن الصهيوني الحقيقي يجب أن يُصبح يهوديّا...
يريد دونالد ترامب – والمسؤولون والمُساعدون الذين عَيّنهم - فَرْضَ "السّلام الأمريكي" الذي يتضمّن إخلاء الأراضي الفلسطينية المحتلة ( سواء احتُلّت سنة 1948 أو 1967) بالقُوّة وحدها لإغلاق مِلَفّ القضية الفلسطينية، وهو الإستنتاج المنطقي للتعيينات التي أعلنها دونالد ترامب للفريق الذي يدير السياسة الأميركية في الوطن العربي، في وزارة الخارجية وسفارة أمريكا والمُستشارين والمبعوثين الخاصين الخ.

عينات من الإجرام الإقتصادي لصندوق النقد الدّولي
توقع صندوق النقد الدولي، أن يتجاوز الدّين العام العالمي نسبة 100% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول سنة 2030، وأن يتجاوز الدّيْن الخارجي لبعض الدّول العربية نسبة 70% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعرضها لمخاطر النمو المنخفض (بمعدل 3,6% سنة 2025 ) وارتفاع أعباء الديون، فيما يتوقع الصندوق نُمو الإقتصاد العالمي بنسبة 3,3% سنة 2025، وقد تتراجع النسبة إلى 3% خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو أقل من المتوسط التاريخي، وشَدّد صندوق النقد الدّولي الخناق على بعض البلدان ذات الكثافة السّكّانية والدّيون المرتفعة، منذ بداية شهر شباط/فبراير 2025، من بينها الحبشة وباكستان ومصر.
في الحبشة التي كلفتها حرب تيغراي نحو عشرين مليار دولارا، أكدت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدّولي يوم الأحد 09 شباط/فبراير 2025، أن الإصلاحات الاقتصادية "صعبة" لكنها ستجلب "مكافآت هائلة"، في ظل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8,1% سنة 2024، وسبق أن فَرَضَ صندوق النّقد الدّولي مجموعة من "الإصلاحات الإقتصادية" على الحبشة التي يعدّ سكانها نحو 120 مليون نسمة ( ثاني أكبر دولة تعدادًا للسكان بعد نيجيريا وقبل مصر ) بذريعة "اجتذاب الإستثمارات الأجنبية" و "إفساح الفُرَص للإستثمارات الخاصة"، كشرْط لإقراض الحكومة 3,4 مليارات دولارا ( يُسميها الصندوق "مُساعدات")، خصوصًا بعد عجزها وتخلّفها عن السّداد سنة 2023، مما جعلها تُفاوض الدّائنين لإعادة هيكلة الدّيون، فأزالت السّلطات – منذ تموز/يوليو 2024 - الضّوابط التي كانت مفروضة على عملتها ( البير) وربطت قيمتها بالدّولار، وأطْلقت – كانون الثاني/يناير 2025 - أول بورصة لها، وتسببت هذه "الإصلاحات" في انخفاض قيمة العملة المحلية ( البير ) بنحو 125%، وارتفاع نسبة التّضخّم إلى 33,9% سنة 2022 وإلى 23,9% سنة 2024 ويتوقع صندوق النقد الدّولي أن ينخفض إلى 13,3% سنة 2026، وهو مستوى مرتفع لأن ارتفاع الأسعار لا يُقابله ارتفاع في دَخْل المواطنين، فيما يظل ارتفاع نسبة النّمو نَظَريًّا ولا يستفيد منه المواطنون لأنه يعتمد على قطاعات ذات قيمة زائدة منخفضة ( الزهور والقهوة والشاي والمنسوجات وصناعة الجلود...)، ولا يُوفِّرُ وظائف ثابتة ورواتب مُجْزِيَة...
في باكستان، تزور بعثة صندوق النقد الدّولي البلاد لتُقيم – على حساب الدّولة والمواطنين أُسْبُوعَيْن كاملَيْن – بداية من يوم التاسع من شباط/فبراير 2025، "لتقييم آلية الحوكمة الحالية وتقديم توصيات للحكومة بإصلاح نظامها (... ) وتقييم القضايا الضريبية وترشيد نفقات الوزارات وغسل الأموال وسيادة القانون في البلاد"
زارت بعثة صندوق النّقد الدّولي باكستان، خلال الفترة من 12 إلى 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، والتقى فريق الصندوق بمسؤولين كبار من الحكومات الاتحادية والإقليمية والمصرف المركزي ونقابة أرباب العمل، وصدر عن البعثة تقرير يأمر الحكومة "بتبسيط اللوائح من أجل جذب المزيد من الاستثمارات وتحفيز النمو بشكل كبير"، وهو ما ورد كذلك في تقرير البنك العالمي الذي أعلن ممثله: "يمكن أن يرتفع معدل النمو السنوي لبكستان إلى 8% إذا ضاعفت استثماراتها واستغلت أصولها ورأس المال البشري بشكل أفضل"لكن وكالة بلومبرغ لا تتوقع نمو اقتصاد باكستان بأكثر من 3% سنة 2025، وفي الواقع تخنق شروط الدّائنين الإقتصاد الذي لا يتمكن من خلق فائض لاستثماره في قطاعات منتجة، فضلا عن حَظْر الدّائنين الإستثمار ( أو دعم الإستثمار المحلي ) في قطاعات منتجة كالزراعة والصناعات التّحويلية أو تلبية حاجيات السوق المحلية، وأظهرت بيانات وزارة المالية الباكستانية تَراجُعَ متوسط نسبة الاستثمار إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من 15% خلال السنوات الأخيرة، وهو الأدنى في المنطقة.
في مصر، فاقت قيمة الدّيون الخارجية 155,2 مليار دولارًا بنهاية شهر أيلول/سبتمبر 2024، وارتفعت قيمة أقساط الدّيون التي سدّدتها الدّولة من 29 مليار دولارا سنة 2023 إلى 38,7 مليار دولارا سنة 2024، ويجب على الحكومة تسديد مبلغ 914,2 مليون دولارًا خلال شهرَيْ كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2025 وفق بيانات صندوق النّقد الدّولي الذي يُراقب تفاصيل ميزانية البلدان المُقْتَرِضة قبل صرف أجزاء القروض، وتنتظر الحكومة المصرية صَرْفَ الشريحة الرابعة البالغة 1,2 مليار دولار بعد مراجعة برنامج إلغاء الدّعم، في ظل التحديات التي واجهها الاقتصاد المصري، من انخفاض إيرادات قناة السويس، بنسبة 60%، وإيرادات السياحة، كنتيجة مُباشرة للعدوان الصّهيوني على فلسْطِينِيِّي غَزّة، مما يُهدّد قدرة الحكومة المصرية على توريد احتياجاتها بالعملة الأجنبية والقدرة على الوفاء بسداد أقساط الدُّيُون...

تونس: حراسة الحدود الجنوبية لأوروبا
أعلنت سفارة بريطانيا في تونس عن زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي حاملاً معه مجموعة من "الهدايا" لتحسين فرص العمل للتونسيين، وذلك في أعقاب سلسلة من زيارات الزعماء الأوروبيين إلى شمال إفريقيا والضّفّة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسّط، ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه الزيات في الضّغط على حكومات المغرب العربي لتقديم تنازلات بشأن تدفُّق المهاجرين، مقابل بعض الفُتات المال، تحت ستار المساعدات للأمن والصحة وإزالة الكربون والتعليم والطاقة...
تشير أحدث التقارير إلى وجود أكثر من خمسين ألف مهاجر في تونس، ينتظرون فُرصة العُبُور إلى شواطئ إيطاليا، ومن بين هؤلاء، عاد 7250 شخصاً طوعاً إلى بلدانهم الأصلية من خلال "برامج العودة الطوعية" التي تم تنفيذها بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.
أصبحت الدّولة في تونس مُتعاقدة من الباطن مع أوروبا لتقوم بما لا تستطيع أوروبا فعله، وأن تصبح تونس حارسة الحدود الجنوبية لأوروبا، ويتمثّل دور أجْهِزة الدّولة التونسية في اعتقال المهاجرين واحتجازهم في معسكرات وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية أو إلى ليبيا، لأن تونس أصبحت خلال السّنوات الأخيرة منطقة عبور رئيسية لآلاف المهاجرين الواصلين براً عبر الحدود مع جيرانها الجنوبيين، خصوصًا بعد تدمير الدّولة في ليبيا حيث كان يعمل حوالي ثلاثة ملايين مُهاجر، وتم تفتيت البلاد وفتح ثكنات الجيش الليبي لتنهب المجموعات الإرهابية الأسلحة التي استخدمتها للسيطرة على مالي والنيجر ونيجيريا وغيرها...
هناك مؤشرات على وجود اتفاق غير رسمي بين الحكومة التونسية والاتحاد الأوروبي لتقوم مؤسسات الأمن التونسية بدور الدّرْكي على الحدود الجنوبية لأوروبا التي أشارت إحصائياتها إلى انخفاض تدفق المهاجرين الأفارقة الواصلين إلى أوروبا بنسبة 80% سنة 2024، بعد توقيع اتفاق بين حُكُمَتَيْ تونس وإيطاليا لوضْع إطار قانوني للهجرة، وبعد الموافقة على مشاركة تونس في "مسار روما"، الذي انطلق خلال شهر تموز/يوليو 2023...

الكونغو
بعد ثلاث سنوات من الحرب، تَعرّض جيش جمهورية الكونغو الدّيمقراطية ( الذي تدعمه جنوب إفريقيا وتنزانيا ومالاوي) لهزيمة ساحقة واستولى مقاتلو مليشيات إم 23 المسلحة، بدعم من الجيش الرواندي وقواته الخاصة، على مدينة غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، وأدت المعارك إلى تدمير منطقة شمال وجنوب كيفو بأكملها.
تُعْتَبَرُ الحركة المعروفة باسم "إم 23"، واحدة من بين العديد من المجموعات المسلحة التي تقاتل من أجل السيطرة على المنطقة وثرواتها المعدنية، حيث تتوفر المعادن النادرة بكثرة في باطن الأرض، وتتألف المجموعة من آلاف المرتزقة وتدعمها الشركات العابرة للقارات التي تُسيطر على معدن الكولتان، الضروري لتصنيع الهواتف المحمولة والسبائك الخاصة المستخدمة في الطيران المدني والعسكري، وينتج أحد مناجم شمال كيفو ( حوالي 40 كيلومترا من مدينة غوما ) لوحده نحو 15% من إنتاج العالم، حيث يقوم الحفارون باستخراج المعدن الخام من الأرض تحت تهديد المُرتزقة المسلحين، وينتقل الخام بعد ذلك إلى الدول الإفريقية المجاورة، مثل رواندا وأوغندا، حيث تتم معالجته تحت علامات محلية وبيعه إلى شركات متعددة الجنسيات، مثل أبل...
يُقدّر سكان مُحافظة شمال "كيفو" بنحو ثمانية ملايين نسمة ويسكن عاصمتها (غوما) حوالي مليون نسمة، وهي منطقة شاسعة تحدها أوغندا ورواندا ( يتدخّل جيْشَا الدّولَتَيْن باستمرار لدعم مليشيات المرتزقة ) ويُعاني سُكّان مناطق شمال وجنوب "كيفو" من المجازر والعنف المُسلّح والإتجار بالبشر والعنف بكل أشكاله والمذابح، وكذلك من الأَوْبِئَة التي لم ينقطع انتشارها منذ سنة 1976 وهي أوبئة ذات معدلات عدوى ووفيات عالية، مما أدى إلى تفاقم تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان، وأدت المجازر والأمراض الفتّاكة إلى نُزُوح أكثر من أربعة ملايين شخص إلى مخيمات مؤقتة، فيما تحاول الإمبريالية الفرنسية منذ أكثر من ثلاثة عُقُود الإحتفاظ بالسيطرة على هذه المنطقة، وأسّست الإمبريالية الفرنسية ( خلال حكم الحزب "الإشتراكي" ) حركة إم 23 وتم إرسال الجيش الفرنسي إلى رواندا سنة 1994، بهدف منع الجبهة الوطنية الرواندية من السيطرة على السّلطة، ودعمت الدّولة الفرنسية الإبادة الجماعية للمتطرفين "الهوتو" المدعومين من فرنسا، ضد "التُّوتسي" وحمى الجيش الفرنسي المجرمين الذين هربوا إلى "زائير" المجاورة ( الكونغو الدّيمقراطية حاليا)، ونشروا الرّعب بين السّكّان المحليين بدعم عسكري ودبلوماسي فرنسي، وَقُدّرت الخسائر بين 2012 و 2022 بنحو عشرة ملايين قتيل ونحو أربعة ملايين نازح وتدهور الوضع الإقتصادي والإجتماعي والصّحِّي للسّكان في بلد غني بالنفط والمعادن الثمينة والنادرة، بفعل جَشَع البلدان الرأسمالية الإمبريالية التي تفتقر إلى المواد الخام الضّرورية لصناعة شرائح الحواسيب والهواتف وبطاريات السيارات الكهربائية ومعدات التكنولوجيا العالية، وتمثل صادرات الخام أكثر من 90% من صادرات البلاد، يتجه أكثر من نصفها إلى الصين.
يُعْتَبَرُ باطن الأرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية من أغنى أراضي العالم، ويحتوي على الماس والنفط والذهب والنحاس ( ثالث أكبر منتج عالمي) والكاسيتريت والكولتان ونحو 70% من إنتاج الكوبالت في العالم، في حين يعيش أكثر من 70% من الشعب الكونغولي على أقل من دولارَيْن في اليوم.

أوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن أوكرانيا وافقت على منح الولايات المتحدة معادن أرضية نادرة كدفعة للمساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن إلى كييف، ولكنه يتحدّث احيانًا عن "السيطرة الكاملة على أوكرانيا لتصبح جزءًا من الولايات المتحدة".
سبق أن قدّم زيلينسكي "خطة للنصر" تتضمن "توفير إمكانية وصول الحلفاء (الولايات المتحدة في المقام الأول) إلى الموارد الطبيعية لأوكرانيا في مقابل الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي"، ورفض جوزيف بايدن هذه الخطة، لكنها رَاقَتْ لخَلَفِهِ دونالد ترامب الذي أعلن يوم الثالث من شباط/فبراير 2025 "إن الولايات المتحدة مهتمة بالحصول على موارد قَيِّمَة من أوكرانيا، مقابل مليارات الدّولارات التي نمنحها لها، ويجب استعادة هذه المبالغ في أقرب وقت ممكن (...) من خلال إِبْرام اتفاق يجعلنا نحصل على مقابل يتمثل في المعادن النادرة والسلع الأخرى"، وأعلن دونالد ترامب يوم السابع من شباط/فبراير 2025 أنه يخطط للقاء زيلينسكي لمناقشة هذه القضية في واشنطن، مؤكِّدًا: "يجب أن يُقدّم زيلينسكي شيئًا في مقابل الأموال التي أنفقناها على أوكرانيا... نُريد استعادة استثمارنا والحصول على ما يعادل خمسمائة مليار دولار من المعادن النادرة..."

جَدَل أمريكي بشأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض أو إيقاف نشاط الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية باسم "مقاومة الهَدْر والبيروقراطية"، وتَعْكِسُ خطوة دونالد ترامب رغبة جزء من الرأسمالية الأمريكية الإقتصار على التهديد والوَعِيد والتّرهيب والعدوان العسكري لتحقيق أهداف الشركات العابرة للقارات ذات المَنْشَأ الأمريكي، وإلغاء الجَزْرَة المتمثلة في التّدخُّل بالوسائل "النّاعمة"، وعلى سبيل المثال، نشرت مؤسسة هيريتاج مقالا قبل ثلاثين سنة ( كانون الثاني يناير 1995) يدعو إلى حَلّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية، وإلغاء "المساعدات" الخارجية الأميركية بذريعة "إنفاق مليارات الدولارات لمساعدة بلدان لا تزال تتميّز بالتّبعية والفقر والقَمْع..."
انطلق برنامج "المساعدات" الأمريكية خلال بداية الحرب الباردة، بهدف "محاربة الشيوعية"، أثناء فترة رئاسة هَاري ترُومَان الذي اقترح منذ تنصيبه سنة 1949 "برنامجًا جديدًا جريئًا لجعل فوائد تقدمنا العلمي والتقدم الصناعي متاحة لتحسين ونمو المناطق المتخلفة"، واستمر التّدخّل الأمريكي الخَشِن واللَّيِّن بواسطة الجيش ( الإنقلابات والعدوان ) ووكالة الإستخبارات المركزية ( سي آي إيه - C.I.A. ) التي تُدِير الحُرُوب الإيديولوجية والثقافية والإعلامية واحتواء المُفكّرين والباحثين والصحافيين، قبل أن يُوقّع الرئيس جون ف. كينيدي على قانون المساعدات الخارجية للعام 1961 ( سنة إقرار حصار كوبا ) الذي أقَرّ إشراف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ، التي تم إنشاؤها بالمناسبة، على برامج "المُساعدات" التي لا علاقة لها بالإحسان أو العمل الخيري بل يرتبط بالمصالح الأمريكية وإن كانت "المُساعدات" مُصْبُوغة بالإنسانية، بعنوان مقاومة المرض والمجاعة والفقر، أو "تحيقيق التّنمية"، كما تتضمّن "المُساعدات" خدمة الأهداف العسكرية الأمريكية ومصالح الشركات الفلاحية والصّناعية الأمريكية والعسكرية، وتقديم الرّشاوى لتَيْسِير حصول تلك الشركات على عُقُود مع مختلف الدّوَل، ووصَفَت لجنة الكونغرس للعلاقات الخارجية "المُساعدات" للدُّوَل المُتَعَثِّرَة بواسطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية بأنها "ركيزة من ركائز القوة الناعمة الأميركية، وتلعب دوراً رائداً في تنسيق السياسات الأمريكية في مجال الإستجابة لحالات الطوارئ الدولية مثل أزمة الأمن الغذائي العالمية (...) كما تُعَزّز الوكالة سمعة واشنطن الطيبة في مناطق الأزمات بمختلف أنحاء العالم، وهي تُساعد على توسيع دائرة تسويق الإنتاج الأمريكي في الخارج"، ويدَّعِي ستيوارت باتريك، أحد مُؤسِّسي مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ( وهي إحدى وسائل الهيمنة الأمريكية): "لقد ساهمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في التقدم الاستثنائي الذي أحرزته البشرية في الحد من الفقر وزيادة متوسط العمر المتوقع وتحسين الصحة وتحسين محو الأمية وغير ذلك الكثير".
أوردَتْ "دامبيسا مويو" في كتابها: المُساعدات المَيِّتَة – 2009 "قدّمت الولايات المتحدة تريليون دولار من المساعدات الإنمائية لأفريقيا على مدى خمسة عقود من الزمان ولكنها فشلت في الحد من الفقر أو تحقيق النمو المستدام ...) بل ارتفع الفقر في أفريقيا من 11% سنة 1970 إلى 66% سنة 1998..."
تُمثل "مُساعدات" الإمبريالية عموما والمساعدات الأمريكية التي تُقدّمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية بشكل خاص مُشكلة، لم تكن أبدًا حلاًّ لمشاكل التنمية لأنها مُساعدة فِعْلِيّة مُقدّمة من المال العام للشركات الأمريكية والمُتعاقدين والوُسطاء وَوُكَلاء المصالح الأمريكية، وتبقى الحِصّة الأكبر من هذه "المُساعدات" في مصارف الولايات المتحدة، وفق تقرير صادر عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ( حزيران/في يونيو 2023 ) يُشِير إلى "إن تسعة من كل عشرة دولارات أنفقتها الوكالة خلال السنة المالية 2022 ذهبت إلى شركاء ومتعاقدين دوليين، معظمهم في واشنطن العاصمة (...) كما أن تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يتسم بالإنتقاء والزّبُونِيّة، حيث احتكرت 25 مجموعة 60% من إجمالي تمويلات الوكالة وفق أرقام سنة 2017، ويجد الباحثون صُعُوبَةً في العثُور على قاعدة بيانات للأطراف المُستفيدة من "المُساعدات الإنسانية" الأمريكية لأن مهام الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية مُكَمِّلَة لعمل وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ( سي آي إيه ) وتهدف كلاهما خدمة أهداف الإمبريالية الأمريكية وشركاتها في مختلف أنحاء العالم...
يَتَمَثَّلُ جَوْهَر الجدل الحالي في اختلاف فئات الرأسمالية الإحتكارية الأمريكية بشأن أشكال الهيمنة على العالم: هل يجب المزج بين الجزرة والعصا أو الإكتفاء بالعصا، أي القُوّة الغاشمة.

الولايات المتحدة- حرب اقتصادية على الجميع؟
نكثت الولايات المتحدة كل العُهُود وتراجعت عن التزاماتها الدّولية وألغت عُقُود واتفاقيات الشراكة مع كندا والمكسيك والإتحاد الأوروبي، وبدأت تضغط على الدّول الأوروبية ( المًكوّن الرئيسي لحلف شمال الأطلسي) بهدف زيادة الإنفاق الأوروبي على شراء الأسلحة الأمريكية بنسبة 100% وزيادة أُفُق الإنفاق العسكري من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل بلد، كما فرضت الولايات المتحدة رُسومًا جمركية بنسبة 25% على جميع وارداتها من الصلب والألمينيوم بما فيها الواردة من أوروبا التي تُهدِّدُ بإجراءات مماثلة وفرض رسوم بنسبة "قد تصل إلى" 50% على الواردات الأمريكية غير الضّرورية بقيمة 4,8 مليارات دولارا، و" سيعمل الاتحاد الأوروبي على حماية مصالحه الاقتصادية"، وفق رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، لكن الرّدّ الأوروبي مائع وأعلن المفوض التجاري للاتحاد أمام نواب البرلمان الأوروبي: "لا نرى أيّ مبرّر لفرض رسوم جمركية على صادراتنا، بفعل تشابك سلاسل الإنتاج"، وكان الرّدّ الأمريكي حازمًا – في مقابل هذه "اللُّيُونة" الأوروبية، حيث أعلن الرئيس الأميركي " نحن ندرُسُ مزيداً من الرُّسُوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي وعلى جميع الدول لوضع حدّ للعجز التجاري الأمريكي مع هذه البلدان..."



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة تقدّمية: هاياو ميازاكي، مُبدع الرُّسُوم المُتحركة
- تبديد أوهام القروض الصغيرة للفُقراء
- بانوراما الإنتخابات في ألمانيا
- فلسطين - تواطؤ أمريكي مُباشر
- متابعات – العدد الثّاني عشر بعد المائة بتاريخ الثّاني والعشر ...
- فخ الدُّيُون الخارجية- نموذج سريلانكا في ظلِّ سُلْطة -اليسار ...
- الإستعمار الإستيطاني، من الجزائر إلى فلسطين
- متابعات – العدد الحادي عشر بعد المائة بتاريخ الخامس عشر من ش ...
- عيّنات من المخطّطات الأمريكية في الوطن العربي
- عرض كتاب -دعوني أتحدث!-
- الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية وشؤكاؤها ( USAID & Co )
- متابعات – العدد العاشر بعد المائة بتاريخ الثامن من شباط/فبرا ...
- تونس - في ذكرى اغتيال شُكْرِي بلْعِيد
- عَرْض كتاب بعنوان -فرنسا أرض الهجرة-
- الولايات المتحدة في مواجهة العالم
- إفريقيا بين الثروات الطّبيعية والدُّيُون والفَقْر
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد التّاسع بعد المائة، بتاريخ الأ ...
- سباق الذّكاء الإصطناعي ضمن الحرب التكنولوجية
- تواطؤ عمالقة التكنولوجيا في جرائم الحرب
- الولايات المتحدة: هيمنة الطابع العسكري على العمل الدّبلوماسي


المزيد.....




- العراق يعلن منع بث مسلسل -معاوية- ويكشف السبب
- مستشار ترامب يروي كواليس ما حدث خلال الاجتماع -العاصف- مع زي ...
- كتائب القسام تعرض تسجيلات مصورة حديثة لرهائن إسرائيليين في غ ...
- الأمن السوري ينفذ عمليات ملاحقة في جرمانا وطرطوس بعد هجمات م ...
- مصر.. ضوابط جديدة للبرامج الرياضية في رمضان
- ماسك: ترامب أصر على وقف إطلاق النار بينما زيلينسكي ركز على ط ...
- تحقيق لـ-الغارديان- يوثق لحظات مقتل الطفل أيمن الهيموني برصا ...
- جاكارتا: صلاة المغرب وإفطار جماعي في أول أيام شهر رمضان بأكب ...
- -فشل سياسي لأوكرانيا-.. هكذا علّقت روسيا على المشادة الكلامي ...
- برلماني أوروبي: بعد خلاف ترامب وزيلينسكي من الممكن حل النزاع ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - متابعات – العدد الثّالث عشر بعد المائة بتاريخ الأول من آذار/مارس 2025