أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم سلام عادل - الحزب الشيوعي العمالي العراقي من النضال الطبقي إلى عبادة السكرتير وجنون العظمة!














المزيد.....


الحزب الشيوعي العمالي العراقي من النضال الطبقي إلى عبادة السكرتير وجنون العظمة!


جاسم سلام عادل

الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحزب الشيوعي العمالي العراقي، بدل ما يكون حزب جماهيري حقيقي مرتبط بالطبقة العاملة ونضالاتها اليومية، هو عبارة عن مجموعة صغيرة معزولة تعيش على وهم العظمة، يقودها سكرتير سمير عادل عنده هوس شخصي بتقديس نفسه، لدرجة إنه يحط صورته فوق صورة ماركس وإنجلز وكأنه "الأعظم" بينهم، أو إنه الامتداد الحقيقي لهم، وكأنه قاد ثورة غيرت مسار التاريخ! لكنه مو الوحيد اللي يعاني من جنون العظمة داخل الحزب، لأن كل قياداته تقريبًا عندهم نفس المرض، كل واحد منهم شايف نفسه قائد تاريخي مفترض، يحيط نفسه بهالة من العظمة رغم أن الحزب ميت سريريًا وما عنده أي تأثير فعلي. اللي يتابع الحزب اليوم، يشوف حالة انهيار وفوضى داخلية، الأعضاء متفرقين انشقاقات والصراعات الداخلية ما تنتهي، والتأثير على الساحة السياسية معدوم ومع هذا يجي السكرتير الحالي كل فترة يطلع بتصريح منمّق، ويحكي عن "تطور الحزب على كل الأصعدة"، وكأنه عنده قاعدة جماهيرية واسعة، أو كأنه الحزب في صعود مستمر. لكن الحقيقة هي العكس تمامًا الحزب ما بقى منه غير مجموعة صغيرة مشتتة، أغلبها مجرد تجمعات على الإنترنت، بدون أي وجود حقيقي في الميدان، بدون تأثير في الحركات العمالية أو الاحتجاجية مجرد خطاب نظري فارغ معتمد على الشعارات القديمة . المشكلة مو بس بالكلام المنفصل عن الواقع، المشكلة إنه طريقة تسويق الحزب لنفسه صارت مضحكة بدل ما يقدم مشاريع حقيقية أو يحاول يكون قريب من قضايا العمال يستعرض نفسه بصور ضخمة وشعارات جوفاء وخطابات متضخمة عن الثورة والتغيير. السكرتير الحالي عنده هوس بوضع السماعات الضخمة في صوره، وكأنه يخطب أمام جماهير هائلة مثل لينين، بينما الواقع هو قاعة شبه فارغة وجم نفر لا غير. بس هو مستمر بنفس الأسلوب، وكأنه كل ما كبرت السماعات، كل ما صار كلامه أكثر تأثيرًا! كل يوم قايم ونازل يتهجم على الحزب الشيوعي العراقي وكأنه العدو الأول لهم في العراق، بابا روح الساحة مفتوحة لكم، الحزب الشيوعي حزب الشهداء والابطال وما يساومون بالسجون، هم مثل في البطولة، مو مثل بعض الناس تطلع بعد شهرين من الاعتقال وتسلم كل شيء وتتعاون، والحليم تكفيه الإشارة! اليوم، بدافع الفضول، دخلت إلى موقع الحزب لكن بعد دقائق قليلة شعرت برغبة بالتقيؤ من كمية الصور اللي غطت الموقع، كلها لسكرتير الحزب الحالي! وكأنه ماكو غيره، وكأن الحزب كله قائم على صورته لا فكر لا نضال لا تنظيم بس سكرتير متضخم الذات يفرض نفسه كرمز أوحد للحزب. بس المثير للسخرية هو أن باقي القيادات، رغم أن ما إلهم أي تأثير، ما زالوا يتنافسون فيما بينهم على من الأكثر عظمة! المفارقة المضحكة أن هذا الحزب اللي شعاراته ما تفرغ من "القيادة الجماعية" و"ديمقراطية التنظيم"، موقعه الرسمي يظهر وكأنه موقع شخصي لزعيم فردي، ماكو أي أثر لأي "قيادة جماعية"، ماكو وجوه ثانية، بس صورة السكرتير تتكرر بكل زاوية، بكل مقال، بكل تصريح، بكل نشاط، كأنه ماركس الجديد، بينما الحقيقة إن الحزب ميت سريريًا وما عنده أي تأثير حقيقي. المشكلة أن وهم العظمة ما مقتصر بس على السكرتير، كل قيادة الحزب عندهم نفس الطبع، كلهم يعتقدون نفسهم ثوار تاريخيين، رغم أنهم عمليًا منعزلين عن المجتمع. الاجتماعات الداخلية للحزب صارت أشبه بجلسات مديح وتضخيم ذاتي، كل شخص يحاول يثبت أنه الأكثر التزامًا بالماركسية، بينما الحزب كله ما عنده أي أثر في الحياة السياسية أو العمالية. الوضع العراقي صعب والمجتمع يعاني من أزمات كبيرة، من الفقر والبطالة إلى الفساد ، واليسار الحقيقي لازم يكون منخرط فعليًا في هذه القضايا، ويشتغل على الأرض، مو بس على مواقع التواصل الاجتماعي. بس الحزب الشيوعي العمالي العراقي ما زال عالق في فقاعة خطابية، يتكلم عن "البروليتاريا" و"الشيوعية العمالية" و"الإطاحة بالنظام الرأسمالي"، بدون ما يكون عنده أي ارتباط حقيقي مع الجماهير. ماكو قاعدة عمالية ماكو تأثير بالحركات الاحتجاجية ماكو حتى محاولات فعلية للتنظيم! كل اللي موجود هو بيانات وتصريحات وتصميمات فوتوشوب مليانة شعارات وصور القادة، بدون أي فعل ملموس. اللي يشوف الأحزاب الشيوعية الحقيقية مثل الحزب الشيوعي العراقي عبر التاريخ، يشوف أنها كانت مرتبطة بالحركات العمالية، كانت تشتغل في المصانع، في الشوارع، في النقابات، وتبني تنظيماتها بشكل عملي. أما الحزب الشيوعي العمالي العراقي، فصار مجرد مجموعة أشخاص يناقشون بعضهم في غرف مغلقة، يكررون نفس الأفكار لبعضهم البعض، بدون أي محاولة للانفتاح على الجماهير . السكرتير الحالي يمثل حالة قيادية نرجسية مغلقة يرفض الاعتراف بأن الحزب انتهى فعليًا، وما بقى منه غير اسم وصور على الفيسبوك، مستمر بوهم إن الحزب "يتطور على كل الاصعدة"، رغم أنه على أرض الواقع ميت سريريًا. المشكلة إنه ما وحده اللي يعاني من جنون العظمة، كل قيادات الحزب نفس الشي يعتقدون أنفسهم "طليعة الطبقة العاملة" مع أنهم لا يعرفون حتى كيف يتكلمون من العمال، ولا كيف يشاركون بالحركات الاحتجاجية. هذا النوع من القيادات ما عنده استعداد يراجع نفسه، أو يعترف بالأخطاء بل يستمر في تحميل الآخرين مسؤولية الفشل وكأن المشكلة هي في الشعب العراقي اللي "ما يفهم" أو في "الظروف الموضوعية"، أو في "القوى الإمبريالية اللي تتآمر على الحزب" أو في "الخونة داخل الحزب"، مع أن الحقيقة واضحة: الحزب فشل لأن قيادته عايشة بوهم وجنون العظمة، موهومة بأنها شيء عظيم، بينما الواقع يقول العكس تمامًا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



#جاسم_سلام_عادل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاسم علي فنجان: يسارية التخوين وبطل العركات


المزيد.....




- المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار تنتهي اليوم وسط
- الكاردينال كوكوبالميريو: البابا فرنسيس سيقرر الاستقالة إذا أ ...
- الرئيس السلوفاكي يدعو الاتحاد الأوروبي للتصرف بمسؤولية فيما ...
- -سنتكوم- تعلن تصفية قائد عسكري بارز في تنظيم -حراس الدين- ال ...
- مصر.. قرار للنيابة في واقعة فيديو سوزي الأردنية المسيء
- باريس تطرد زوجة سفير الجزائر لدى مالي وتمنعها من دخول الأراض ...
- حماس توجه رسالة للقمة العربية الطارئة وترفض القوات الأجنبية ...
- من السقا لباسم ياخور.. إصابات متلاحقة لنجوم دراما رمضان 2025 ...
- دي فانس يبرز مدافعا شرسا عن ترامب
- العراق يعلن منع بث مسلسل -معاوية- ويكشف السبب


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم سلام عادل - الحزب الشيوعي العمالي العراقي من النضال الطبقي إلى عبادة السكرتير وجنون العظمة!