احسان طالب
الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 19:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الديموقراطية كقيمة عليا ومفهوم سياسي، هي بالأصل فكرة محايدة، بمعنى أنها لا تتدخل في عقائد وأفكار الناس، حدودها إعطاء الحق لكل فرد، بممارسة حقه بالمشاركة السياسية، وتتطلب في آلياتها ليبرالية سياسية و اقتصادية واستدامة تنموية، لكنها لا علاقة لها بمسألة توجهات الناس الوجدانية. بمعنى أن ممارستها والحقوق التي تمنحها للشعب لا تنظر إلى عقائد الديموقراطيين. وجوهرها الأولي حق الأكثرية بالقيادة والحكم، وتمنح الأقلية حق التمثيل الكامل وفرصة تحولها لأكثرية، وميزتها أنها تستند إلى التكتلات الشعبية دون النظر لطبيعتها، وتمنح التكتلات السياسية حق الممارسة والتدخل والعمل ضمن الأطر الناظمة.
وليس هناك ربط شرطي في علم السياسة بين الديموقراطية والحداثة أو العقلنة أو التحرر إلا من جهة تحقيق إرادة المجمعات أو الهيئات الناخبة.
طور جون رولز مفاهيم الديموقراطية لتكون أكثر عدالة، كما نقد الليبرالية للحد من توحشها.
ألان تورين مؤلف كتاب ما هي الديمقراطية، هي ديمومة نظام أو منظومة قواعد وإجراءات تحكم علاقة الدولة والأفراد والجماعات الفاعلة في المجتمع. وأنها لا تنهض كنبات يزرع في التربة بل هي تأسيسية تعليمية تربوية، أي يلزمها زمن لتستقيم ممارستها ولا تتحول لاستبداد أكثرية.
إدوارد سعيد في كتاب الأنسنية والنقد الديموقراطي يركز على السمة الإنسانية المميزة للفكر البشري متمايزا عن حيادية العلم الطبيعي، وما يمكن وصفه بتعالي الإنساني على الماورائي والمثالي، والنزعة إلى كرامة الإنسان كواجب وحق أولي، بصرف النظر عن الانتماءات أيا كانت.
إذن الإنساني فوق الديموقراطي. ولا ينبغي أن يكون الأخير مقصيا أو متعاليا على الأول.
في كتاب الديموقراطية المستحيلة،فيبر وهبرماس، لمؤلفه الفرنسي إيف سينتومير.
نطلع على تناقض بين مطالب أعداد من الفاعلين السياسيين تضخمت سلطتهم الممنوحة بواسطة الممارسة الديموقراطية، لدرجة الهيمنة العالمية، وبين الخصوصيات القومية والوطنية،
توسع الديموقراطية أوجد حالة من الالتباس المتصاعد فيما يتعلق بدلالاتها وآليات عملها. ما يعد أهمية إعادة تعريف الديموقراطية.
في كتابي حوار الديمقراطية والإسلام تعرضت لتحليل النقاشات المطولة حول مفهوم الديمقراطية وعلاقتها بالإسلام بصورة عامة ثم انتقلت لمناقشة تأثير الجدل المعرفي على الواقع، كما الافتراق الحاصل بين النظرية والتطبيق.
#احسان_طالب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟