أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - لولا لهيب الانتقام...














المزيد.....


لولا لهيب الانتقام...


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 19:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مرّت خمسة أشهر على وجوده بالسجن...
كيف أصف امرأة وحيدة في قلب العاصفة!
حتى ابنتي أظهرت لي وجها أكثر حدّة مما قاسيته منها في بداية مراهقتها!
تخبرني فجأة بقرار سفرها للدراسة بالخارج بعد حصولها على منحة دراسة.
أقول لها بفزع: و تتركينني لوحدي؟
تقول أنها ذاهبة لتدرس و تعمل و لن تعود إلا حين يحين وقت الانتقام:
ʺسأنتقم لي و لأبيʺ!
أسألها باكية : أي انتقام: لا تدخلي نفسك في هذه الدوامة...أنت مازلت صغيرة.
تقول لي :ʺ أنت لا تعرفيني لأنك لا تدري بالنار التي بداخلي!
أنا لست مثلك... أنا لا أسامح ابدا!!
سترينهم يوم يأتون تحت قدميʺ.
يوم نجحت لم ترد أن تذهب لأبيها في السجن.
قالت لي و هي تنتفض من القهر والألم :ʺلا أريد أن أراه مقهورا... سأذهب لأدرس و أعمل و بخاصة لأثأرʺ.
أقول لها كيف تتركي تونس و تتركيني؟
تقول:ʺ و هل مازالت تونس تونس... أنا لست مصدقة كيف نجوت هذا العام و كيف نجحت...لولا لهيب الانتقام الذي كان يحرقني باستمرار لأقاوم لما صمدتʺ!
و أبتسم فخورة بها و بإصرارها و فجأة تنفجر دموعي!
تواسيني قائلة: ʺأنت امرأة مستقلة و معتمدة على نفسك...أعرفك قوية...ستصمدي... و إن شاء الهو يخرج ʺباباʺ قريبا و يؤنسكʺ.
أريد أن أقول لها إني لست قوية كما تتصور و إني سأشتاقها بل قد أموت من الشوق إليها!
أتراجع و أسالها إن كانت ستقدر على الغربة و على مغالبة الحنين للبيت و الوطن!
تجيبني بارتياح يزيد في قتلي :ʺ نعم سأقدر..سأقدر على كل شيء و يوم أنجح ستتذكرين قولي هذاʺ.
ثم تتركني و تخرج مسرعة لإتمام بقية شراءاتها قبل السفر.
و حان وقت السفر...
ظللت أمامها ثابتة...
لم أشأ أن أذهب معها إلى المطار... خفت أن أنهار!
حمدت الله أنها ستسافر مع طالبة مثلها تعرفت عليها عند الإعداد لإجراءات الترسيم بالجامعة الأجنبية.
ظللت و أنا هائمة أجمع لها كل ما يقع بين يدي من أشياء البيت لعلها تحتاجه: مناشف، شراشف، صابون، كؤوس، توابل... و ذلك الدب الصغير الذي كانت تحتضنه حين تنام منذ كانت طفلة.
قالت لي:ʺ لاتتعبي نفسك فقد وفّروا لنا كل شيء في غرفة السكن الجامعيʺ.
و زاد ألمي: يأخذون أولادنا منا و يُغرونهم بالمنحة و بالإقامة و أولادنا فرحون و أصحابهم لهم حاسدون و هم لا يدرون أنه نوع من الاستعمار أقوى و أخبث من ذلك الذي كان...
كانوا يأتون عندنا ليستعمرونا و يأخذوا خيراتنا... الآن يستدعوا أعظم خيراتنا- أنجب أولادنا- فينطلقوا إليهم طائعين حالمين.
ما أصعب أقدارنا...
ما أتعب قلوبا ترمي بأكبادها خارج ديارها...
ما أحزن أوطاننا!!
و أقول لها و أنا آخذ الدبدوب بيدي: و هل سيوفّروا لك أيضا ʺحبحوبʺ هناك؟؟؟
و تتجه إلى النافذة تكتم دمعا:ʺ يجب أن أكبر...يجب أنسى كل ما يذكّرني بهذه البلاد!!
لن أعود إلا و أنا منتصرة لأنتقم من كل من أراد أن يهينني و يهين أبي.
صحيح أن أبي كان يتمنى أن يكون له ولد لكنني سأجعله يفخر بابنته و سأرفع رأسه عالياʺ.
و التفتت لي تسألني إن كان معي مائتي دينار لحاجتها الأكيدة إليها.
لم يبقى معي وقتها من ذهب أمي الذي بعته إلا القليل الذي لم يعد يكفي لخلاص بقية أتعاب المحامي.
أعطيتها كل ما كان معي.
قلت في نفسي سيفتحها الله كما كان يقول أبي حين تتعسر الأمور.
(يتبع)



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الثوار يوم غاب رأس النظام؟
- و من كان يتصور لتونس أياما كهذه؟!
- هل تصبر أم تثور؟
- و كيف أُصدّق من خدعت أباها؟!
- يسألني شيطاني: ماذا لو...
- المواطن الممنوع من حراسة بيته!!
- و احترتُ أين أخفيه...كيف أحميه؟!
- تصاوير ʺأمك صنّافةʺ التي بدّلت حياتي!!
- من أين لي أن اعلم بما يُحاك في بيتي؟
- حتّى أنتِ يا خالتي هنيّة!!
- يوم ظنّ أنّه ذاهب إلى المقصلة!!
- ʺهذه دولة و لا تُدار إلاّ بالعصاʺ!
- لو كانت مثلك لَقَتَلْتُهَا!!
- أمّ سلَمة الحكيمة مستشارة حبيبنا و نبينا
- بركاتك يا شيخ ابن خلدون!
- احذروا أن تصيب اللعنة أمل طبرقة و الشمال الغربي!
- صاغر أمامهنّ...متكبّر فقط عليّ!!
- المهم أن ترضى عنه الرئيسة!!
- يَدُ الحكم الحانية!
- كيف يهرب و يتركنا!!


المزيد.....




- بنغلادش: أكثر من نصف النساء يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة
- مقتل امرأة وطفل بهجوم مسيّرة أوكرانية على سيارة إسعاف في مقا ...
- الصين.. إعدام امرأة خطفت وباعت 17 طفلا
- الجزائر.. الأمن يكشف تفاصيل توقيف المؤثرة وملكة جمال الجزائر ...
- سوريا.. اعتقال عضو سابق بمجلس الشعب -تورط وأسهم في زج العديد ...
- النمسا تبحث حظر ارتداء الحجاب على الفتيات دون سن 14 عاما
- 150 يومًا من الإضراب عن الطعام.. تدهور صحة الناشطة ليلى سويف ...
- الرضيعة سيلة عبد القادر (46 يومًا).. قتلها البرد القارس وحصا ...
- الاحتلال يعلق الافراج عن 24 أسيرا من الاطفال حتى التأكد من ه ...
- استقبل حالا.. تردد قناة وناسة بيبي نايل سات وعرب سات لمتابعة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - لولا لهيب الانتقام...