أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - تداعيات رسالة أوجلان: فرصة سلام أم بداية صراع جديد؟














المزيد.....


تداعيات رسالة أوجلان: فرصة سلام أم بداية صراع جديد؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تأجيل دام اثني عشر يوماً، جاء اليوم المنتظر في 27 شباط 2025، حيث ألقى القائد عبد الله أوجلان رسالته من سجنه في جزيرة إمرالي. كانت لحظة تاريخية أثارت اهتمام الجماهير الكردية في جميع أجزاء كردستان، بالإضافة إلى ترقّب دولي واسع. فقد حملت الرسالة إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) عن مبادرة سلام مع الحكومة التركية، في خطوة قد تعيد رسم مسار القضية الكردية بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح.

من أهمّ ما جاء في كلمته: «أوجّه الدعوة لكل الجماعات لإلقاء السلاح، وأتحمّل المسؤولية التاريخية عن ذلك، وأدعو حزب العمال الكردستاني إلى عقد مؤتمر عام واتخاذ القرار بحلّ نفسه».
لطالما كان أوجلان رمزاً للمقاومة الكردية، رغم سنوات الأسر الطويلة، ظل صوته مؤثراً في قرارات الحزب وتوجهاته، لكن السؤال الأبرز هو: هل ستلتزم قيادات الحزب الميدانية بهذه المبادرة؟
فمن المعروف أن بعض الفصائل داخل (PKK) قد ترفض التخلي عن الكفاح المسلح، خاصة في ظل تعقيد الوضع الإقليمي والتحديات الميدانية. وإذا لم يكن هناك إجماع داخلي على هذه الخطوة، فقد يؤدي ذلك إلى انقسامات حادة داخل الحزب بين مؤيدٍ لنهج السلام، ومعارضٍ يرى فيه استسلاماً بلا ضمانات حقيقية.

تباين بين السلطة والمعارضة
الحكومة التركية، رغم تصريحات مسؤوليها المتكررة حول أهمية إنهاء الصراع، تواجه معضلة كبيرة في التعاطي مع هذه المبادرة. فأي خطوة نحو إزالة صفة "الإرهاب" عن (PKK) أو إطلاق سراح أوجلان ستواجه بمعارضة شرسة من عدة أحزاب وقوى سياسية، في مقدمتها:
حزب الحركة القومية: الحليف الرئيس لحزب العدالة والتنمية، الذي يُعدّ من أشد معارضي أي تفاوض مع الأكراد. عِلماً أن زعيمه كان هو من أطلق المبادرة في المقام الأول، ما يضع الحزب في موقف متناقض قد يعقّد المسار السياسي للمفاوضات.
حزب الشعب الجمهوري: والمعروف عنه أنه يتبنّى خطاباً إصلاحياً، فإنه يخشى أن تؤدي أي تنازلات إلى تهديد وحدة الدولة التركية، ما يجعله متردداً في دعم المبادرة.
حزب الخير: ذو التوجه القومي المعتدل، الذي يرفض الاعتراف بـ(PKK) كطرف سياسي مشروع، ما يعني موقفاً صارماً ضد أي خطوات نحو الحوار معه.
المؤسسة العسكرية وجهاز الأمن القومي: لطالما عدّ الجيش والأجهزة الأمنية (PKK) تهديداً مباشراً، ومن غير المرجح أن يتقبلوا هذه المبادرة بسهولة.
الشارع التركي والجماعات القومية: حيث ستلعب وسائل الإعلام القومية دوراً محورياً في تأجيج الرأي العام ضد أي خطوات قد تُفسَّر على أنها تنازلات أمام الأكراد.

لن تقتصر تداعيات رسالة أوجلان على الداخل التركي، بل ستمتد إلى دول الجوار. فنجاح هذه المبادرة قد يعيد تشكيل المعادلات السياسية في العراق وسوريا، حيث تتمتع الأحزاب الكردية بنفوذ متزايد. كما أن القوى الدولية، لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ستراقب الوضع من كثب، إذ لطالما أدرجت (PKK) على لوائح الإرهاب، لكنها قد تستغل هذه الفرصة للضغط على أنقرة من أجل حل سياسي للقضية الكردية.
أما إيران، فستتوجس خيفةً من أي تطور قد يُلهم الأكراد داخلها للمطالبة بمزيد من الحقوق، ما قد يدفعها لتشديد قبضتها الأمنية، واتخاذ إجراءات استباقية لكبح أي تحرك داخلي.
وفي سوريا، فإن أي تحولات في موقف (PKK) ستلقي بظلالها على "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري والسياسي الغربي، والتي تعدّها تركيا "إرهابية" وأنها أحد أذرع (PKK). وبالتالي فإن نزع صفة الإرهاب عن الحزب سينعكس إيجاباً على (قسد).

هل تنجح مبادرة السلام؟
لا يمكن النظر إلى دعوة أوجلان لإلقاء السلاح على أنها خطوة مفاجئة أو مجرد تنازل تكتيكي، فقد جاءت بعد مفاوضات طويلة مع الحكومة التركية، ويمكن تفسيرها كنقد ذاتي لتجربة الكفاح المسلح المستمرة منذ أكثر من 40 عاماً. فالحزب، على الرغم من صموده، لم يحقق أهدافه الجوهرية، ويعتقد أوجلان أنه قد حان الوقت لتبنّي استراتيجية جديدة تعتمد على النضال السياسي السلمي، الذي أصبح أكثر فاعلية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية. خاصة أن طرفي الصراع لم يتمكنا من حسم المواجهة أو القضاء على الآخر، فضلاً عن الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبّدها الجانبان، ما يجعل البحث عن بدائل غير عسكرية ضرورة لا تحتمل التأجيل.
لكن نجاح هذه المبادرة مرهون بعدة عوامل:

- وجود ضمانات حقيقية: لن يكون من المنطقي أن يلقي الحزب سلاحه دون مقابل سياسي واضح، مثل تعديلات دستورية تعترف بالهوية الكردية وتضمن حقوق الشعب الكردي الثقافية والسياسية.
- التزام الحكومة التركية: على أنقرة أن تُثبت جدّيتها من خلال خطوات ملموسة، مثل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفتح قنوات الحوار.
- الموقف الدولي: أي دعم غربي لهذه المبادرة قد يعزز فرص نجاحها، بشرط عدم التدخل المباشر، فقد يثير حساسية تركيا.
- إجماع داخلي في (PKK): لا بد أن يكون هناك توافق داخلي بين القيادات حول جدوى التحول من الكفاح المسلح إلى العمل السياسي.

إن دعوة أوجلان للسلام تفتح نافذة أمل في منطقة أنهكتها الصراعات، لكنها في الوقت ذاته تثير أسئلة صعبة حول مستقبل القضية الكردية وموقف الدولة التركية منها. فهل ستكون هذه الرسالة بداية حل سياسي طال انتظاره، أم مجرد حلقة جديدة في مسلسل التوترات الإقليمية؟
الإجابات ستتكشف في قادم الأيام، لكن المؤكد أن هذه المبادرة، بغضّ النظر عن مصيرها، قد أعادت القضية الكردية إلى قلب المشهد السياسي من جديد.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الحوار.. اجتماع 🚀 سريع لحلول مسبقة الصنع
- السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط ...
- شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة
- الإيزيديون في سوريا: تاريخهم ومعتقداتهم ومعاناتهم من الاضطها ...
- من التطرف إلى الاعتدال.. حقيقة التحول أم ضرورات البقاء؟
- ثقافة التصفيق والتهليل: متلازمة الاستبداد والتبعية
- دور الخوف في تخلّف الشعوب
- الغطرسة لا تُهزم إلا بمثلها
- الساحل السوري بعد فرار الأسد.. فرح عابر وتحديات مستمرة
- خطة ترامب لتهجير غزة: بين المخطط الأمريكي وإرادة الشعوب
- هل يشكل نظام اللامركزية تهديداً للوحدة السورية؟
- مذاهب مختلفة وقلوب واحدة
- العلمانية في سوريا.. خيار الخلاص من الطائفية
- إسقاط سلطة أم إسقاط نهج؟
- ترامب وفلسطين.. صراع مفتوح وأمل لا يموت
- دعوة للعيش المشترك واحترام التعدد الديني والطائفي
- لماذا لم يلقِ قائد إدارة هيئة تحرير الشام خطاباً حتى الآن؟
- التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي
- مستقبل غامض لملايين السوريين تحت حكم هيئة تحرير الشام
- وحدة القوى الكردية في سوريا.. مفتاح لضمان حقوق مستدامة


المزيد.....




- شاهد لحظة تفجير أطول وأسرع أفعوانية في العالم
- -نيويورك تايمز-: ترامب قد يوقف تدريب العسكريين والطيارين الأ ...
- رئيس الصومال يطالب الشعب بدعم الحكومة في حربها ضد الإرهاب
- -حماس-: لا مفاوضات حالية بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة
- مصر.. برلماني يتحدث عن موعد الانتخابات النيابية وتعديلات على ...
- ماذا قال مسؤولون أمريكيون ووسائل الإعلام الأمريكية في لقاء ت ...
- 27 ألف جريمة.. ماذا يحدث داخل محطات القطارات في ألمانيا؟
- مصر.. مصرع وإصابة 14 شخصا بحادث سير مروع
- مسؤول إيراني بارز يكشف أهم أسباب رفض طهران التفاوض مع واشنطن ...
- ألمانيا.. تزايد جرائم العنف في محطات القطارات خلال 2024


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - تداعيات رسالة أوجلان: فرصة سلام أم بداية صراع جديد؟