حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)
الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 14:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قبل الحديث عن الحاصل في مدينة الأصابعة، وهي مدينة من مدن الجبل الغربي، شهدت ولا تزال تحدث فيها ظاهرة اشتعال النيران بدون أي تبرير لها حتى الآن، شاءت الأقدار أن أكون من ضمن الفريق البحثي الذي زار المدينة ورأيت أشياء كثيرة. لقد اطلعت على أحوال الناس والبيوت التي تعرضت لهذه الظاهرة، وكل شيء هامد كأنه ينتظر قدرًا غامضًا، وهي تتخبط في دياجير الحيرة والاضطراب. لقد أصبح الناس هناك عاجزين عن التفكير، وعن الاستفسار، وحتى عن الكلام. والخوف وجد إلى أنفسهم سبيلاً، كما إن مساحة القلق اتسعت لتملأ كل مشهد، صارت تبكي البعض. بررها البعض بأن السحر هو الذي فعل فعله في تلك البيوت، وهناك من يجزم بأن هناك فاعلًا غير مرئي هو ذلك السحر الذي يفعل فعله دون علم بني الإنسان أو بتدبير ما بين الإنسان. في الحقيقة، أود سرد قول للدكتور مصطفى محمود عندما قال: "إن المسلم الذي لا يعرف السباحة سوف يغرق، بينما الكافر الذي يجيد السباحة لن يغرق". الفارق هنا هو معرفة السباحة؛ الله لن ينجي المسلم الذي لا يعرف السباحة كونه لم يأخذ بالأسباب. عندما يتعلق الناس بالأوهام ويتم اختلاس عقولهم ويرون أنها ستنقذهم من الحالة التي هم عليها، وينتظرون قدوم الحل دون تدبر والأخذ بالأسباب، فإن هذا يعد قمة الجهل والضعف والانحطاط الفكري. أعتقد أن مسألة النيران في مدينة الأصابعة بحاجة إلى أن يأخذ العلم دوره في حلها دون أي ضغوط، بهدف رفع الستار الذي يحجبها. إن ما يعزز عقول البشر ويوسعها هو التأمل والتفكير الحر والجريء في أرفع المواضيع وأسماها. الأمر بحاجة فقط إلى الدخول إلى المشكلة وصولا إلى طريق حلها من خلال جمع المعلومات والبيانات، ووضع فرضيات، والتأكد من النتائج، بدلًا من تخويف الناس وافتعال معارك وهمية ليكون البعض أحد أبطالها. حيث لا توجد مشكلة بدون حل، بل توجد مشاكل مطروحة بطريقة خاطئة. فالجهل يبدأ عندما ينتهي دور العلم، فتنتج أفكار ملوثة. والعاقبة للمتقين.
#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)
Hussein_Salem__Mrgin#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟