كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 09:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طالب بنيامين نتنياهو بإفراغ جنوب سوريا من قوات النظام الجديد، وقال إن دولة الاحتلال لن تتسامح مع تهديد الطائفة السورية الدرزية وستدعمها، ولن تسمح للجيش السوري بالانتشار جنوب مدينة دمشق، وإن الجيش الإسرائيلي سيبقى في منطقة جبل الشيخ والمنطقة العازلة التي احتلها حديثا لفترة زمنية غير محدودة من أجل حماية الدولة الصهيونية من أي تهديد مستقبلي.
الوضع الداخلي السوري معقد؛ إذ ما زالت قوات " سوريا الديموقراطية " الكردية المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، والتي قامت بتأسيس إدارة ذاتية تسيطر على شمال وشمال شرق البلاد، وهناك أيضا أزمة ثقة وخلافات بين الحكومة الحالية ومحافظة السويداء التي تعتبر مركزا للطائفة الدرزية خاصة بعد تشكيل " المجلس العسكري للسويداء " الانفصالي التوجه فيها في 23/2/ 2025 الذي رفضته الحكومة واعتبرته غير شرعي؛ أضف إلى ذلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السوريون، ومتطلبات عودة واستيعاب ملايين المهجرين في الداخل والخارج، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
فما هي دلالات تصريحات نتنياهو حول حماية الدروز في محافظة السويداء والتي تزامنت مع تشكيل المجلس العسكري فيها؟ نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة يدركون أهمية اللعب على حماية الأقليات السورية خدمة لمصالح دولتهم ولا تهمهم سلامة ومصالح الدروز كما يزعمون، ويخططون لتعزيز واستمرار احتلالهم لجبل الشيخ والمناطق العازلة مستغلين حل وتدمير الجيش السوري النظامي الذي كان سندا لسوريا وللآمة العربية، وضعف وتعقيدات الوضع الداخلي السوري.
إسرائيل تريد تحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح، منزوعة السيادة، فاشلة وعاجزة عن حماية نفسها؛ ولهذا فان تصريحات نتنياهو التي أكد خلالها عزم دولة الاحتلال على البقاء في المناطق التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد ورغبتها في حماية الدروز ليست سوى غطاء لتحريضها دروز محافظة السويداء على الانفصال وإقامة كيان تهيمن عليه ويمكّنها من التحكم في جنوب سوريا وتقسيم البلد إلى أربع دويلات طائفية: سنية وعلوية وكردية ودرزية تماشيا مع المخطط الصهيوني للسيطرة على الوطن العربي.
وردا على تصريحات نتنياهو شهدت المحافظات السورية الجنوبية وقفات شعبية حاشدة شارك فيها دروز السويداء وعبروا خلالها عن رفضهم لتدخل دولة الاحتلال في شؤون سوريا الداخلية، وأكدوا تمسكهم بوحدتها، ورفضهم لانسلاخ الجنوب عنها، وطالبوا حكومة دمشق بإرسال مزيد من القوات الحكومية إلى مناطقهم لضبط الأمن وإفشال المؤامرة الصهيونية.
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟