إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8267 - 2025 / 2 / 28 - 00:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سحر أنقرة ينقلب على رؤوس طباخيها.
ما حدث اليوم في البرلمان التركي فضيحة مدوية، تمت أمام أنظار العالم الحر، وشحذٌ لإرادة وهمم الكردستانيين، في أجزاء كردستان، ليقال لهم:
ليس لكم إلاكم وأحرار العالم
ماجرى من مسرحية بإخراج فاشل كان صفعة جديدة بل ركلة جديدة لمزاعم دكتاتوريي تركيا بكل تصنيفاتهم. لقد انقلب سحر سحرتهم على رؤوسهم، وكشف المشهد حقيقتهم أمام العالم. لم يكن ذلك إلا امتحاناً جديداً لإرادة الكردي ونقاء روحه وسمو خلقه وحبه للسلام الحقيقي، فخرج منه أشد صلابة، وأعمق وعياً، وأكثر إيماناً بأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع.
لم يُسمح لعبدالله أوجلان بإلقاء كلمته حراً، بلا يدين مكبلتين وبلسان حر الحركة يستمد قوته من عيون وملامح كرده. كان المشهد بأكمله محاولة يائسة لمواصلة مشروع الإبادة بحق الكرد لمئة سنة أخرى، لكن الرسالة التي أراد المحتل إيصالها جاءت بنتيجة معاكسة: لقد أشعلوا الروح الكردية بدلاً من إخمادها، وجعلوا الحقيقة أكثر وضوحاً.
إلقاء السلاح من جهة واحدة استسلام، وحل الحزب دون تحقيق السلام خديعة، لطالما استُجرّ إليها بعض الكرد فكانت فخاً قاتلاً. سبق أن شهدنا ذلك في تاريخنا، ولن يُعاد المشهد نفسه اليوم.
لقد وقّعتُ شخصياً على بيان إدانة خطف عبدالله أوجلان- فك الله أسره وشعبنا- بعد ساعات من خطفه، رغم خلافي الكبير الذي كان ولايزال مع فكره وحزبه، لأن المسألة ليست حرية فرد نال العقاب في أقصى حدود الظلم، بل المسألة حرية شعب بأكمله. أمة بأكملها.
اليوم، أيضاً، أطالب بإطلاق سراحه، و أنا مع أي سلام حقيقي في تركيا، في أجزاء كردستان كلها، لأن الحرية لا تُصنع في أقبية القمع، ولا يهبها الطغاة، طواعية.
القاتل والمستبد لا يصنعان حرية، ولا يحكمان إلا باستعباد الشعوب وسفك دمائها. إنهم أصحاب الأيدي الملطخة بالدم، ورثة الجلادين، لكن الشعوب التي خبرت الظلم قرناً بعد قرن، لا تستسلم، ولا تسقط في فخ الخديعة نفسها مرتين...مرات...!
ما أشبه ماتم في برلمان أنقرة اليوم بما تم في قصر الشعب الدمشقي في الأمس!
من هنا فإن على ب ك ك و ب ي د تبييض سجونهما، حالاً، وإطلاق سراح كل أصحاب الرأي والموقف السلميين، أية كانت رؤاه
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟