بلقيس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 21:16
المحور:
الادب والفن
في نهار باردٍ
شوارع تئن فيها الريح، وعلى الرصيف مثل نساء حزينات، تنود الأشجار.
سيارات مسرعة تمر، كأنها تهرب من شيء ما، أو تلاحق شيئا..
الناس يمشون برؤوس مطرقة، أكتافهم قوسها البرد، مختبئون بمعاطفهم وخلف أوشحتهم، تكمن وجوههم، كما لو أنهم يحملون أسرارًا ثقيلة ً
الأنفاسُ: بلوراتٌ.. تتراقص في الهواء.
على الأرض ظلي، يرتجف أيضا، يحاول أن يختبئ تحت قدميّ، ابتسمُ
أرفع رأسي.. السماء رمادية، ثقيلة، كأنها تحمل كل أسئلة العالم.
بين غيمة واخرى، تتمدد وتطول الظلال، كأنها تحاول أن تمسك بأذيال الشمس الهاربة. وسرعان ما تعود.. ويعود إلى الاختباء تحت قدميّ، ظلي.
وأنا هنا.. محملةٌ بأكياسٍ ممتلئةٍ بكنوز شتوية: برتقالٌ يضيءُ كشموسٍ صغيرة، ونارنجٌ يفوحُ بأريجِ الدفء، ورمانٌ يتلألأُ بحباتِ ياقوتٍ حمراء. وبعضُ الحلوى، تذوبُ في القلبِ قبلَ الفم.
أشياءٌ انشغلَ بها فكري، ليلةَ أمسِ، وأنا أُخطّطُ لترتيبِ مائدةِ عشاءٍ تليقُ بليلةِ نهارِ باردٍ
#بلقيس_خالد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟