عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)
الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 06:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الازمة الاقتصادية الطاحنة باتت أکبر بکثير من إمکانيات النظام الإيراني في التغطية والتستر عليها ولاسيما بعد أن باتت إنعکاساتها الأسوأ تتوضح في الاوضاع المعيشية للشعب الذي صار أغلبيته يعيشون تحت خط الفقر، ولذلك فإن تزايد الاعترافات بسوء الاوضاع وتبادل التهم بين أجنحة النظام، صار کما يبدو ظاهرة تفرض نفسها.
زنغنة، عضو برلمان النظام يکشف خلال إجتماع للبرلمان عن سرقة ضخمة مرتبطة بالذهب قائلا:" تم تحويل 6 مليارات دولار من عائدات الصادرات إلى سبائك ذهبية. لمن تذهب أرباح هذه الفقاعة في سوق الذهب؟"، أما علي آبادي، العضو الآخر في البرلمان، ومن جراء الوتائر المتسارعة في إرتفاع الاسعار والغلاء الفاحش، خصوصا وإن أزمة الادوية قد وصلت الى حد لا يطاق حيث قفزت أسعارها إلى خمسة أضعاف، وأعلنت شركة "زهراوي" الدوائية الحكومية زيادة أسعار منتجاتها بنسبة 415٪. فيعترف هو الآخر قائلا:" أسعار الأدوية باتت مرهقة للغاية، لدرجة أن المرضى لم يعودوا قادرين على شرائها".
مشکلة الغلاء وإرتفاع الاسعار، ليست منحصرة في مجال الادوية فقط بل إنها وصلت الى المواد الاساسية للمائدة الإيرانية نظير الخبز والبطاطس والرز وغيرها حيث وصلت الى حد صار من الصعب على المواطن الإيراني شرائها، ويبدو إن مشاعر الخوف والقلق باتت تنعکس في مفاصل النظام، حيث حذرت صحيفة"جوان" التابعة للحرس الثوري من أن:" اتساع نطاق الأزمة قد يفرض تكاليف باهظة على النظام" ومن جانب آخر وبنفس السياق، يشير العنوان الرئيسي لصحيفة "اعتماد" الرسمية إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في المجتمع، واصفا إياها بالخطيرة. إنه تحذير، ناقوس خطر. في حين أن عضو البرلمان، شريعتي يصف الوضع المعيشي بأنه أصبح "کابوسا للمواطنين، والجميع يتساءل: الى متى يستمر هذا؟"!
من دون شك، فإن هذه الاوضاع وبشکل خاص الاقتصادية منها، وفي ضوء سياسة الضغط الاقصى لترامب، ينتظر أن تتفاقم وتزداد سوءا، وإن النظام بقرعه الابواب الاوربية من خلال محاولته تجاوز محنته من خلال اللجوء لمغازلتها ولکن، لا يمکن للنظام أن يحصل على الضمان إلا بالضوء الاخضر الامريکي الذي هو أبعد ما يکون عنه ولا يمکن نيله إلا بتقديم برنامجه النووي وبرامج صواريخه کقرابين لإدارة ترامب، وهذا هو ذروة ما يخشاه النظام لأنه يعني وبعد الذي جرى في لبنان وسوريا، من إنه سيفتح الابواب على مصاريعها لتکرار سيناريو مشابه في إيران.
مع تصاعد الأزمة الاقتصادية، يبدو أن الرئيس مسعود بزشکیان يفقد السيطرة على حكومته. فقد وجه له النائب علي شيرين زاد انتقادات مباشرة قائلًا: "لقد عقدت اجتماعًا في وزارة الاقتصاد وقلت: ’تغيير الأشخاص لن يغير شيئًا.‘ إذن، لماذا تستمر في تغيير الوزراء؟ ما فائدة هذه التغييرات المستمرة إذا كانت لا تحل أي شيء؟" كما هاجم تركيز الحكومة على الضغط على النواب لمنع إقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي، بدلًا من تقديم حلول حقيقية للأزمة الاقتصادية.
في کل الاحوال يبدو واضحا إن النظام يمسك عصا ليس من الجانبين بل وحتى من الوسط أيضا نار تحرق کل من يلمسها!
#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)
Abl_Majeed_Mohammad#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟