أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - عزيز أخنوش وتداعيات سياساته: من شركات الغازوال إلى غلاء الأسعار














المزيد.....


عزيز أخنوش وتداعيات سياساته: من شركات الغازوال إلى غلاء الأسعار


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8265 - 2025 / 2 / 26 - 20:36
المحور: كتابات ساخرة
    


تعتبر تصريحات عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، الأخيرة بمثابة صاعقة أثارت موجة من الغضب والجدل في صفوف المواطنين، إذ كشف فيها عن رؤيته المتناقضة تجاه معاناة الطبقات الاجتماعية الفقيرة. في رده على أسئلة النواب بشأن الزيادات المتواصلة في الأسعار، أطلق أخنوش سلسلة من التصريحات التي يمكن تلخيصها في عبارة واحدة: "لا تهتموا بالفقراء، فلدينا استراتيجيات أكبر".

بدلا من الاعتراف بالمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشعب المغربي، أصر أخنوش على أن الحكومة تعمل وفق "استراتيجية مدروسة" تتماشى مع "النظرة الحكيمة" للملك محمد السادس. ولكن هل تكفي هذه "الحكمة" في تخفيف معاناة المواطنين الذين يواجهون صعوبات يومية بسبب الغلاء المستمر؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل استبعاد الحلول الواقعية التي يحتاجها الشعب في هذا الوقت العصيب.

ومن أبرز ما أثار الاستغراب في تصريحاته هو دعوته الإعلام إلى وصف الزيادات في الأسعار بـ"زيادة طفيفة" بدلا من "غلاء". هذه الدعوة تكشف عن انفصال تام عن الواقع الذي يعيشه المواطن، فكيف يمكن أن تكون الزيادة "طفيفة" في ظل الارتفاع المستمر للأسعار في مجالات أساسية مثل المواد الغذائية والمحروقات؟ التسمية لا تغير من حقيقة أن المواطن المغربي أصبح غير قادر على تلبية احتياجاته اليومية.

وما زاد الطين بلة هو تصريح أخنوش حول دعم الأسعار، حيث قال: "لا يمكن أن ندعم الأسعار ليستفيد منه مواطن لا ينتج شيئا". هذا التصريح يعكس تفكيرا ضيقا لا يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثير من المواطنين الذين يعملون بجد لكنهم لا يتقاضون أجورا كافية. كيف يمكن لرئيس حكومة أن يبرر تجاهل معاناة هؤلاء الناس؟

ولكن الأدهى من ذلك هو أن الأزمة الاقتصادية التي يشهدها المغرب حاليا لا تقتصر على الزيادات في الأسعار فقط، بل هي نتاج سياسات اقتصادية غير مدروسة بدأ تنفيذها قبل عدة سنوات. فالمغزى الحقيقي للأزمة يكمن في دور شركات الغازوال التي يملكها أخنوش والتي تساهم بشكل كبير في زيادة الأسعار، خاصة في قطاع المحروقات. يظل أخنوش، وهو نفسه المالك لشركات رئيسية في هذا القطاع، أحد الأسباب المباشرة التي تساهم في التضخم الحاصل في الأسعار. كيف يمكن لرئيس حكومة أن يرفض تحمل المسؤولية عن سياسات لا تؤدي إلا إلى تفاقم معاناة المواطنين؟ هذه السياسات التي تركز على حماية مصالحه الشخصية في السوق قد ساهمت في ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل غير مسبوق، ووضعت المواطنين في موقف لا يحسدون عليه.

وفي هذا السياق، يعتبر تصريح أخنوش حول "عدم الحاجة لدعم مواطن لا ينتج شيئا" بمثابة تجاهل تام للواقع الاقتصادي الذي ساهم هو في خلقه. فالكثير من المواطنين يعملون في ظروف صعبة ولكنهم لا يجنون ما يكفي لسد احتياجاتهم. بدلا من اتخاذ خطوات جادة لمعالجة هذه الأزمة، فضل أخنوش التركيز على تطوير علاقات المغرب مع الشركاء الأجانب وتجاهل "المطالب التافهة" التي يرفعها المواطنون، حسب تعبيره.

الواقع أن الحكومة المغربية تحت قيادة أخنوش لم تظهر أي إرادة حقيقية لمعالجة الأزمة الاقتصادية من جذورها. بدلا من ذلك، تواصل السير في استراتيجيات بعيدة عن الواقع، في الوقت الذي يزداد فيه المواطنون معاناتهم. فالأزمة التي نحن بصددها اليوم هي ثمرة سياسات اقتصادية فاشلة كان من المفترض أن تأخذ بعين الاعتبار مصلحة المواطن قبل مصلحة الشركات الكبرى التي يملكها رئيس الحكومة.

في الختام، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لحكومة أخنوش أن تجد حلا حقيقيا للأزمة الاقتصادية، أم أن السياسة التي يعتمدها ستظل تركز فقط على مصالحه الشخصية بينما يبقى المواطن المغربي هو الضحية؟



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشر الرخيص: وصفة الفوضى الإنسانية
- -رشيد الطالبي العلمي: الأستاذ الذي يحاضر في الوطنية والسيادة ...
- -السلام في زمن الماديات: عندما يتحول حلم العالم إلى صفقة تجا ...
- -كأس إفريقيا: مهرجان الرفاهية الذي يمول بدموع الفقراء-
- -عندما يسوق العالم مجنون: الرئيس الأمريكي على دراجة بلا عجلا ...
- الإنسانية للبيع: قراءة ساخرة في ملف تبادل الأسرى
- حكومة الكراسي الفارغة: مشهد ساخر في زمن العزلة السياسية
- -سيرك الدماء: حين تتحول الحرب إلى عرض عبثي تصرخ فيه الأمهات-
- -النجم الشعبي: حين يصبح التحكيم أشبه بجلسة شاي في عرس شعبي-
- ترامب ونتانياهو: كوميديا السياسة بين التهديدات والنفاق الدبل ...
- أسكاس أمباركي 2975 : عندما يصبح العبث سياسة رسمية
- -انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة: سلام مرتقب أم استراحة محارب ...
- حين تشتعل الأرض: السياسة بين العبث وإنذار النهاية
- -النار التي أحرقت جنون العظمة: من كاليفورنيا إلى غزة.. حين ت ...
- نبيل عيوش، وأوسكار المغرب: عندما يصبح -الكل يحب تودا- أسوأ م ...
- بدون فلتر *** ليبيا: قهوة ورصاص مع لمسة من الموت
- بدون فلتر *** أحلام الطفولة: حين تسخر الحياة من طموحاتنا وتع ...
- -منطقة الساحل: منافسة أم فرصة للتعاون؟ المسألة التي طرحتها ج ...
- لطيفة أحرار: خطوة جريئة أم مشهد من مسرحية؟
- -عندما يصبح لعب الأطفال مأساة سياسية: هل من يوقف هؤلاء؟-


المزيد.....




- رامز جلال يوقع بضحاياه مستعينًا بنوال الزغبي.. أبرز ما جاء ف ...
- -بغداد تثور-... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير
- كلاكيت: المخرجون عندما يقعون في غرام الأدب
- اتحاد الأدباء يستذكر الفنان الراحل طعمة التميمي
- إحياء فن الخط العربي في سريلانكا.. مبادرة لتعزيز الهوية الثق ...
- “عثمان يرى بالا على قيد الحياة”.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثما ...
- عن الحرب والسياسة والقوانين المعيبة.. 5 أفلام وثائقية مرشحة ...
- فنانون يدعمون عمرو مصطفى في معركة السرطان.. وعمرو دياب يتجاو ...
- -ما وراء لسان الغريب-: استكشافات ترجمة كلاسيكيات المسرح الغر ...
- واكاليوود: سينما الأحياء الفقيرة التي أبهرت أوغندا والعالم! ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - عزيز أخنوش وتداعيات سياساته: من شركات الغازوال إلى غلاء الأسعار