أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمنية وعسكرية وسياسية ونفسية















المزيد.....


العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمنية وعسكرية وسياسية ونفسية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8265 - 2025 / 2 / 26 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية
أهداف أمنية وعسكرية وسياسية ونفسية
بقلم :- راسم عبيدات
ما يجري من عمليات عسكرية اسرائيلية واسعة ومتدحرجة في شمال الضفة الغربية ،مدنها وبلداتها وقراها ومخيماتها،والتي يجري فيها استخدام،"عقيديتي الضاحية الجنوبية " و"جباليا،القيام بتدمير الحاضنة الشعبية وحرقها وسياسات الطرد والتهجير والتطهير العرقي،تتعدى اهدافها قضية الجانب الأمني،وما يسمونه قطع أذرع ايران في المنطقة،والقضاء على قوى المقاومة الفلسطينية،ومنع تجذرها وتوسعها وتمددها وتطوير قدراتها العسكرية والتسليجية،وامتلاكها للقدرات التقنية والتكنولوجية،التي تمكنها من تصنيع صواريخ او مسيرات،وبما يمكنها من تهديد عمق اسرائيل،ولذلك هذه العملية العسكرية المستمرة والمتواصلة على جنين ومخيمها وقراها وبلداتها وكذلك طولكرم ومخيماتها وبلدة قباطية والإنتقال الى طوباس ومخيمات نابلس، الفارعة وعسكر وبلاطة ،كل ذلك يقول بأن هذه العملية الواسعة،التي تشبه ما يسمى بعملية "السور الواقي" عام 2002 ،الهدف منها اعادة صياغة المشهد الميداني وتحقيق اهداف سياسة واستراتيجية، تخدم حكومة اليمين والتطرف على المدى البعيد،ولتحقيق اهداف مباشرة وغير مباشرة..فالقيام بعمليات " الهندسة" الجغرافية والديمغرافية،وتدمير ممنهج للمخيمات الفلسطينية،وفتح شوارع واسعة فيها،وتقطيع التواصل بين سكان المخيمات،عبر هذه التدمير الواسع للمنازل،120 منزل دمرت بشكل كامل في مخيم جنين،وعشرات اخرى دمرت بشكل جزئي،وكذلك مخيم طولكرم 40منزل دمرت بشكل كامل و 300 محل تجاري،وتضرر عشرات المساكن بشكل جزئي.
شق الشوارع الواسعة،وهدم المنازل والتهجير القسري،ومنع السكان من العودة الى مخيماتهم،لفترة طويلة،بتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي كاتس،حتى نهاية عام 2025.تؤكد بأن هذه العملية،التي كان مخطط لها قبل عملية السابع من اكتوبر/2023 ،لها اهداف تتعلق بشطب حق العودة أولاً، بعد ان جرى شطب وكالة الغوث واللاجئين " الأونروا"،بقرار أمريكي- اسرائيلي، مما يشكل ضغط اقتصادي واجتماعي كبيرين على سكان المخيمات واللاجئين الفلسطينيين،وكذلك منع سكان المخيمات من العودة الى منازلهم، يراد منه تفكيك النسيج الإجتماعي لسكان تلك المخيمات،لكي يستقروا في القرى والمدن المحيطة،وبالتالي قطع التواصل الإجتماعي بين سكان تلك المخيمات.
المشهد يعاد صياغته ميدانياً في شمال الضفة الغربية،وعملية إدخال الدبابات ومدرعات " ايتان" للعمل في شمال الضفة الغربية،وعملية استعراض القوة الواسعة،عبر تلك القوات الكبيرة، التي ستواجه ليس جيش منظم ومدرب، أو وحدات مقاومة على درجة عالية من التسليح ،وهي كذلك لا تمتلك إمكانيات وقدرات قوى المقاومة التسليحية والعسكرية والتقنية والتجسسية والتكنولوجية،التي تمتلكها قوى المقاومة في قطاع غزة، ولذلك واحد من اهداف تلك العملية العسكرية، بث الرعب والخوفي صفوف الشعب الفلسطيني،ودفع الحاضنة الشعبية للتخلي وفك علاقتها مع المقاومة،وكذلك إرسال رسائل طمأنة للمستوطنين بقدرة الجيش الإسرائيلي على تأمين الأمن والحماية لهم على المستوين الشخصي والعام،وكذلك حماية الطرق والشوارع الإستيطانية،وهذا يسير وفق مخطط ضم وتهويد الضفة،وزرعها بعشرات البؤر الإستيطانية والمستوطنات، لإقامة ما يعرف بدولة " يهودا والسامرة" في الضفة الغربية.
يبدو بأن اسرائيل عازمة على اضعاف السلطة الفلسطينية التي تعاونت معها في الجانب الأمني الى أقصى حد ممكن، وهي باتت لا تقيم أي وزن لهذه السلطة وما تبقى من بقايا اتفاق أوسلو،حيث تعمل في مناطق " الف" والتي يفترض ان تكون تحت سيادة السلطة الفلسطينية،ولذلك تريد ان تظهر تلك السلطة،بالسلطة العاجزة والتي لا تستطيع حماية شعبها،وهذا يضع الكثير من علامات الإستفهام على شرعية هذه السلطة،وما تسميه بخيار " حماية المشروع الوطني".
اسرائيل في رؤيتها واستراتيجيتها، لا تريد ان يكون هناك أي كيانية فلسطينية تؤدي الى قيام دولة فلسطينية على جزء من ارض فلسطين التاريخية،بلغة المتطرف سموتريتش ، " أرض اسرائيل التاريخية". وهناك قرار في الكنيست " البرلمان الإٍراسئيلي، تحول لقانون بعد اقراره بالقراءات الثلاثة، برفض اقامة دولة فلسطينية،ما بين النهر والبحر ،وأي فك أو الغاء لهذا القرار يحتاج الى 80 صوت من اصل 120، بالإضافة الى مشاركة المستوطنين في الضفة الغربية بالتصويت عليه.
مشاريع الطرد والتهجير للشعب الفلسطيني، قائمة ومستمرة ومتواصلة، تحت حجج وذرائع " حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها" ،وتوفير الأمن لمواطنيها، وهي في التماهي الأمريكي معها، لا تقيم أي وزن للمؤسسات الدولية وللرأي العام الدولي، ولا للمؤسسات الدولية ولا للشرعية الدولية، فهي تعتمد على امريكا،في منع تلك المؤسسات،من ترجمة قراراتها الى أفعال على أرض الواقع، وخير مثال على ذلك العقوبات التي فرضتها أمريكا على رئيس وقضاة محكمة الجنايات الدولية، لأنها تجرأت وأصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو،ووزير حربه المقال يؤاف غالانت.
ولم تكتف امريكا بالدعم العسكري والمالي غير المسبوقين لإسرائيل، ولا بتوفير الحماية السياسية والقانونية لها في المؤسسات الدولية،بل أعلنت انسحابها من مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية، وقطع التمويل بشكل كامل عن وكالة الغوث واللاجئين الفلسطينيين " الأونروا".
اليوم نحن امام مجتمع اسرائيلي تتماهى معه حكومته بيمنيته وتطرفه،ويرفض ويغلق أي حل سياسي مع الشعب الفلسطينيني،ويؤيد مشاريع ومخططات الطرد والتهجير للشعب الفلسطيني،وهذا المجتمع تتعاظم فيه قوى الصهيونية الدينية والقومية،فبعدما كانت تلك القوى على اطراف وهوامش المشروع الصهيوني، باتت في قلبه،وهي المتحكمة في القرار السياسي الإسرائيلي،وفي الحكومات الإسرائيلية بقاءً وسقوطاً،ونحن نرى كيف يخشاها نتنياهو،وهي تمسك ب"عنق" قراره السياسي،وتهدد مستقبله السياسي والشخصي أيضاً.
الحرب اليوم شاملة على الشعب الفلسطيني،وجوداً وهوية وثقافة ورواية وسردية وتاريخ وحضارة ، وانتقلت الى حرب تصفية لهذا الوجود، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني – 48 -،وليس بضوء اخضر امريكي،بل هناك شراكة امريكية كاملة ،دعم وتغطية وحماية.
هذه المشاريع والمخططات التهويدية والإقتلاعية التي يتصدى لها الشعب الفلسطيني وقواه الحية، تحتاج إلىى إرادة فلسطينية، توحد هذا الشعب،و" تصهر" كل مكوناته ومركباته سياسية ومجتمعية ومؤسساتية وشعبية وجماهرية،في "بوتقة " واحدة، تعزز من قدرات وإمكانيات بقائه وصموده،وهذا لن يكون ممكناً في ظل استمرار الشرذمة والإنقسام وغياب القيادة المؤتمنة المتسلحة بالشعب وحواضنه ومؤسساته وقواعده ،وكذلك العمل على تفعيل البعد الشعبي العربي والإسلامي،واستمرار الضغط على النظام الرسمي العربي، لكي يترجم قراراته السياسية والإعلامية،برفض خطط ومشاريع ومخططات طرد وتهجير الشعب الفلسطيني" خطة ترامب" وغيرها الى فعل وقرارات تترجم على أرض الواقع،فالرفض على المستوى النظري والسياسي والإعلامي، على الرغم من أهميته،ولكنه لن يفلح لا في منع تنفيذ خطه،أو "قبر" مشروع.

فلسطين – القدس المحتلة
26/2/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة
- في القدس:- حرب على الوعي ،المناهج ،الهوية ،الذاكرة، والتاريخ
- ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
- مشروعترامب للتطهير العرقي،استهداف لفلسطين قضية وهوية
- الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
- التهدئة في لبنان،الغموض سيد الموقف
- بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة
- هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة..؟؟
- الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية
- هذه الحرب التي تقترب من نهايتها ،ماذا قالت وماذا كشفت ..؟؟
- ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي ...
- سوريا بين الأطماع الإستعمارية ومخاطر التقسيم
- هل تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية..؟؟
- 2024 عام الزلازل وعام 2025 عام الهزات الإرتدادية
- نتنياهو ذاهب الى حرب مفتوحة مع اليمن
- نحن في حالة ضياع وتيه
- في ارض الميلاد للسنة الثانية تغيب عنها احتفالات الميلاد
- سوريا يعاد صياغتها بالحديد والنار ودخلت مرحلة التقسيم
- بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي
- اما -كرت- احمر في وجه التركي،وإلا فالخسارة كبيرة وشاملة


المزيد.....




- اصطفوا لأميال ممتدة.. شاهد كيف خرج إسرائيليون للشوارع استعدا ...
- -ترامب غزة هنا أخيرًا-.. الرئيس الأمريكي يروج لخطة غزة بفيدي ...
- غزة.. كابوس الولادة خارج المشافي
- الجزائر ـ باريس تقترح تقييدا أوروبيا متزامنا لإصدار التأشيرا ...
- مراسلنا: مقتل شخص وإصابة آخر بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة ف ...
- مباحثات روسية أمريكية لعودة عمل السفارات
- لقطات من استقبال ملك الأردن للرئيس السوري أحمد الشرع في عمان ...
- العراق والعلاقة مع الإدارة السورية
- الحياة تعود إلى طبيعتها في واد مدني في السودان
- فرنسا: اجتمتع وزاري لبحث ملف الهجرة والأزمة مع الجزائر


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمنية وعسكرية وسياسية ونفسية