أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - و من كان يتصور لتونس أياما كهذه؟!














المزيد.....


و من كان يتصور لتونس أياما كهذه؟!


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 19:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كنت طوال الطريق أدعو الله ألاّ يعرفني أحد...و في الطريق انفجرت شلاّلات عيوني: كم حبستها في البيت خوفا عليه و لكني في الطريق الخالي كنت أبكي و أشهق من هذا الحال المريع الذي سقطنا فيه و لا ذنب لنا فيه... على الأقل: أنا.
ماذا فعلت...؟؟؟
ماذا ربحت من هذا الزواج غير الحزن و الكمد و الآهات و كنت أظن أني الأسعد حين فزت يومها بحضرة الأستاذ المساعد معشوق الطالبات!
ماذا ربحت من هذا المناصب الكثيرة غير القلق و الفجعات و الغصرات...
إلى من ألتجىء اليوم و قد فقدت الأب و الأم...
إلى أخواتي البنات الكارهات لي و الحاقدات؟!
أختي الكبرى اتصلت بي من الجزائر كما لتطمئن على عائلة أحد رجال المخلوع المحترقة بنار ثورة الياسمين!
قبل اتصالها بقليل كنت قد فكّرت في فرضية تهريبه إلى الجزائر مستذكرة قصة هروب محمد مزالي إليها خوفا من حبل مشنقة كان يجهّزه له بورقيبة بعد أن عزله.
قلت في نفسي لعل أختي تحن علي و تساعدني خاصة و أن إخوتنا في الجزائر يعرفون الأصول و يكرمون اللاجئ إليهم و المحتمي بهم و تاريخنا معا يشهد فلقد أجاروا و أكرموا محمد مزالي و من قبله أحمد بن صالح.
من يدري لعلّ محمود يكون ثالثهما؟!
لاحظت أختي صوتي المنهك فذهبت بأملي فيها و زادت في إنهاك صوتي و قلبي و أعصابي.
قالت لي بشماتة مغلّفة بحكمة قاسية لم تكن أبدا ما كنت أحتاجه منها و أنا و عائلتي في ذلك الظرف القاسي الأليم !!
لقد اكتفت بأن قالت بمنتهى البرود لأختها في محنتها: من تتزوّج سياسيا يجب أن تستعد لأيام كهذه!
و من كان يتصور لتونس أياما كهذه؟!
أقصى ما تصورته و ما تمنيته من صميم قلبي أن يعزله بن علي فيعود لعمله الأول و نعود لحياتنا البسيطة فننام بلا مهدّئات و نتناول طعامنا بشهية و بلا منغصات و نشرب قهوة العصر في ʺالبركونʺ و نحن نلعب الشطرنج كما فعلنا في البدايات.
أما أن تقوم ثورة لتنتهي بهذا الشكل فلم أفكر فيها مجرد التفكير.
قرأت كثيرا عن الثورات و خاصة الثورة الفرنسية و تعلّقت بمبادئها السامية و أحببت كل الثوار الأحرار كتشي غيفارا و باتريس لوممبا الذي يحمل شارع بيت أبي إسمه.
و تمنيت من كل قلبي أن ينتهي نظام بن علي القمعي ليحل محله نظام عادل لا يظلم الناس و لا ينتهك الكرامة و الحريات...
حلمت كثيرا بهذا فأنا حالمة منذ الأزل أما أن أحلم بثورة تنتهي بهذا الشكل المرعب فلا...
كيف لي أن أتوقع هذا السيناريو المفجع لتونس البلد الهادئ الآمن... فحتى الانقلاب الوحيد الذي عاصرته في تاريخ تونس كان راقيا و مهندسا بطريقة دقيقة لدرجة أنه لم تسل فيه قطرة دم واحدة بل خرجت فيه الجماهير تُهلّل لصانع التغيير رغم حبها و وفائها لصانع الاستقلال أبوهم بورقيبة الحنين.
*مقتطف من قصة ʺكنت سأكون زوجة للدكتاتورʺ تونس2011



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تصبر أم تثور؟
- و كيف أُصدّق من خدعت أباها؟!
- يسألني شيطاني: ماذا لو...
- المواطن الممنوع من حراسة بيته!!
- و احترتُ أين أخفيه...كيف أحميه؟!
- تصاوير ʺأمك صنّافةʺ التي بدّلت حياتي!!
- من أين لي أن اعلم بما يُحاك في بيتي؟
- حتّى أنتِ يا خالتي هنيّة!!
- يوم ظنّ أنّه ذاهب إلى المقصلة!!
- ʺهذه دولة و لا تُدار إلاّ بالعصاʺ!
- لو كانت مثلك لَقَتَلْتُهَا!!
- أمّ سلَمة الحكيمة مستشارة حبيبنا و نبينا
- بركاتك يا شيخ ابن خلدون!
- احذروا أن تصيب اللعنة أمل طبرقة و الشمال الغربي!
- صاغر أمامهنّ...متكبّر فقط عليّ!!
- المهم أن ترضى عنه الرئيسة!!
- يَدُ الحكم الحانية!
- كيف يهرب و يتركنا!!
- و أخفيتُ الإحساس الوحيد الذي سَنَدَنِي!
- عن رجل الأعمال الذي أراد أن يُصاهر الرّئيس!


المزيد.....




- تامر حسني يدعم وعد في قرارها بارتداء الحجاب
- المطربة وعد تعلن ارتداء الحجاب وحذف صورها: -سأستمر في عملي م ...
- حماس: وفاة الاطفال هي نتيجة لجرائم الاحتلال ومنعه ادخال المس ...
- لم تأكل منذ 10 سنوات.. مرض قاتل يحرم امرأة من الطعام!
- السعودية.. الأمن العام يضبط رجلا وامرأة لممارستهما الدعارة ف ...
- مظاهرة في دمشق للمطالبة بطرد الصحفي الإسرائيلي
- اعتداء على الإعلامية نور الخفاجي وسط بغداد
- زيادة منحة المرأة الماكثة في المنزل قبل رمضان 2025 .. الشؤون ...
- “سجلي فيها” رابط تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت.. 800 دي ...
- السعودية.. وعد تعلن ارتداءها الحجاب قبل رمضان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - و من كان يتصور لتونس أياما كهذه؟!