شروق أحمد
فنانة و كاتبة
(Shorok)
الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 19:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنا على علم أن هذا المقال لن يغير في الواقع شيئٍا، ولكني أدونهُ للتاريخ ولو بعد حين عندما تعود الأجيال اللاحقة لقراءة الماضي وماذا حدث لأوطانهم ومن كان السبب؟ ربما يقرأون هذا المقال ليفهموا الأحداث وتسلسها. لنبدأ أولاً بالقول إن الأحداث الأخيرة ومنذ السابع من أكتوبر وفي كل أقطاب الكرة الأرضية أصبحت هناك قناعة لدى الجميع أن المشكلة لم تعد الإسلام السياسي، بل أصبحت مشكلة مع ذلك دين يحكم بالسيف والخنجر.
في البداية لنبدأ بالإعلام العربي والذي أصبح في الفترة الأخيرة بتوجيهات عليا أو غير ذلك بوقًا إعلاميًا للجماعات المتطرفة النازية، أصبح الإعلام العربي مثل الصرف الصحي تخرج منه رائحة عفنة كريهة. فقد بدأت القصة في السابع من أكتوبر عندما قام الإعلام العربي بالتبرير لحماس العميلة الإرهابية ضد مدنين في إسرائيل ونقل صورة مخالفة للواقع تماماُ، أصبحت القنوات الإخبارية العربية وكأنها تتحدث بلسان إعلام غوبلز النازي وكأن الذين قتلوا واغتصبوا وأحرقوا ليس سوى قطع ورقية، وأخذ الإعلام العربي يصف الحدث كما غوبلز النازي ومقولته أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس، ربما يتساءل البعض لماذا كل هذا السخط والغضب من هذه القنوات الإعلامية؟ طفح الكيل منذ أيام عندما قامت منظمة حماس النازية بتسليم رفات الطفلين كفير واريل بيباس الذين قتلوا بدم بارد، قاموا بخنقهم ثم التلاعب بالجثث لإخفاء آثار جريمتهم الشنيعة وبعد ذلك قاموا باستخدام أجسادهم الطاهرة كأداة تفاوضية وبعدها تم وضع التوابيت وسط ساحة مع اهازيج واغاني عن الانتصار وبجانبهم صاروخين وكأنه احتفال لكن على ماذا على طفليين تم قتلهم بوحشة نادرة، فما قاموا به افزعني حتى النخاع وتوقعت أن يقوم الإعلام العربي بذكر على الأقل أن من يوجد في التوابيت هم أطفال كفير 9 شهور واريل 4 سنوات ولكن ما قامت به القنوات العربية افظع من ما قامت به حماس الارهابية بالقول أنهم سلموا جثث أربعة أسرى، يا للهول اجساد أطفال تسمونهم أسرى كيف وصولوا هؤلاء الأطفال إلى غزة؟ وبعد ذلك تقوم هذه القنوات بالتحريض على الرهائن ولوم حكومة إسرائيل على موتهم وكأنه فيلم خيال علمي المذيع والمحلل يقولون معا أن حماس كرمت الموتى وأقامت مراسم التسليم باحترام للجثث، هل هذا معقول أم خيال؟ وفي نفس النشرة يقوم نفس المذيع بوصف أبو محمد الجولاني على أنه الرئيس السوري الشرعي والجملة التي تليها الاحتلال الإسرائيلي الوحشي، فعلا هو إعلام غوبلز، أصبح الجولاني الداعشي الإرهابي من كان يقطع الرؤوس رئيس شرعي ونصر الله الإرهابي الأول من قتل لقمان سليم ورفيق الحريري وسمير قصير هم المقاومون الشرعيون حيث تقام لهم جنازات وتغلق الشوارع ويستقبل الحوثي والحشد الإرهابي ويتم الاحتفاء بهم على أنهم قادة شرعيين، من قتل وهجر وأغتصب الأزيديات وباعهم ألف مرة وقتل معارضيه أصبحوا اليوم مقاومة؟ إسرائيل هي من قتلت هؤلاء الإرهابين وهو ما لا يذكره هذا الإعلام، على ما قامت به وسوف تقوم بتخليصنا ممن تبقى من هؤلاء الإرهابيين، هذا ما لن تسمعه على القنوات العربية. ومازال هذا الإعلام يستقبل على قنواته قيادات النصرة وحماس وحزب الله على أنهم شرعيين وبكل احترام يتم التعامل معهم ويتفنن المذيع في إهانة الضيف من تل أبيب على أنها بطولة وشهامة، أصبحنا نعيش في زمن الجولاني ونصر الله والسنوار أبطال أما أمثال البطل الحقيقي أنور السادات ووصفي التل وغيرهما من الشرفاء هم صهاينة وعملاء الغرب.
ثم ننتقل من الإعلام العربي إلى القيادات العربية الرسمية والشعبية، انتظرت أياماً لكي أسمع تنديد عربي واحد بشأن طريقة قتل الطفلين كفير واريل بيباس ووالدتهم شيري بيباس انتظرت ولو كلمة شجب حتى من باب الإنسانية فقط لا من باب السياسة والمجاملة، إلى هذه الدرجة هذا الجبن ومن من؟ حماس ثلة من الإرهابين؟ أين ذهب الضمير أم فقط الضمير يصحوا عندما يكون الضحية "عربي ومسلم" أما المسيحي واليهودي، الكردي، الدرزي لا يشكلون لهم شيء، نتساءل دائما لماذا يكرهنا الجميع ولماذا لا يحبنا أحد، لأن الحكام العرب والشعوب العربية تتظاهر بالإنسانية فقط عندما يكون الضحية مسلم عربي لا غير، متى سمعتم من العرب خطابات تنديد عندما قتل أردوغان الأكراد في سوريا؟ أو عندما قصفت إيران كردستان العراق وذهبت ضحيتها عائلة كاملة منهم أطفال؟، ماذا يقول العرب لأخواتهم الدروز والمسيحيون عندما يتم حرق كنائسهم ونعتهم بالكفرة، لم أسمع يوماً بيان عربي يحفظ للأقليات كرامتهم ولا أتحدث عن خطابات للخارج وعن التسامح، سؤال أريد أن اطرحه فقط، من سفك دماء الأكراد الأيزيديات، هل إسرائيل هي من قتلتهم؟ من قتل وصفي التل إسرائيل؟ من قتل السادات وفرج فودة إسرائيل؟ أم هي قميص عثمان الذي تتشبث به كل الشعوب والحكام العرب عندما تحين ساعة رحيلهم أو عند مواجهة اي أزمة اقتصادية، هم من تسبب بها وليست إسرائيل.
خريطة الشرق الأوسط بدأت التغيرات فيها فعلا, والأحداث تجاوزتنا تماماً والعالم انتهى من رسم الخرائط وبدأ التنفيذ ونحن مازلنا نتصارع على بيان يندد بما تقوم به جماعات إرهابية، وما زالنا نتصارع على يزيد والحسين الدول تفككت والتقسيمات بدأت، ومستعدون أن نخسر ونمزق النسيج الداخلي وان نحرق كل شيء في سبيل ان لا نتقبل الآخرين الذين هم أصل هذه المنطقة أخوننا الأكراد والدروز واليهود العرب الذين تم طردهم من بيوتهم وأرضهم على أساس ديني عرقي وهذه النظرة الفوقية المتعالية هي تشبه ألمانيا النازية هذا ليس كلامي بل كلام معظم العرب الذين يتهمون الجميع بالكفر والتعالي على الآخرين حتى الإخوة في الوطن.
من خطاب الرئيس محمد أنور السادات في الكنيسيت الإسرائيلي:
"لماذا لا نتصدى معًا، بشجاعة الرجال، وبجسارة الأبطال، الذين يهَبون حياتهم لهدف أسمَى؟
لماذا لا نتصدى معًا، بهذه الشجاعة والجسارة، لكي نُقِيم صرحًا شامخًا للسلام، يحمي ولا يهدِّد، يشعّ لأجيالنا القادمة أضواء الرسالة الإنسانية نحو البناء والتطور ورِفعة الإنسان؟
لماذا نُورِث هذه الأجيال نتائج سفك الدماء، وإزهاق الأرواح، وتيتيم الأطفال، وترمل الزوجات، وهدم الأُسر، وأنين الضحايا؟
لماذا لا نؤمن بحكمة الخالق، التي أوردها في أمثال سليمان الحكيم:
" الغش في قلب الذين يفكرون في الشرّ. أما المبشرون بالسلام، فلهم فرح ".
" لقمة يابسة، ومعها سلامة، خير من بيت مليء بالذبائح، مع الخصام ".
لماذا لا نردّد معًا من مزامير داوود النبي:
"إليك، يا رب، أصرخ. اسمع صوت تضرعي، إذا استغثت بك. وأرفع يدي إلى محراب قُدْسك، لا تجذبني مع الأشرار ومع فَعَلة الإثم، المخاطبين أصحابهم بالسلام، والشرّ في قلوبهم. أعطهم حسب فِعلهم، وحسب شر أعمالهم. أطلب السلامة وأسعى وراءها".
#شروق_أحمد (هاشتاغ)
Shorok#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟