محمد الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 16:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
العاصمة المثلثة
اثرت عليها تأثيرا كبيرا
الحروب التي استمرت
لأكثر من نصف قرن من الزمان.
في الثمانينات ونهاية السبعينات
كان كل همّ الناس
توصيل المياه والكهرباء
وكانت هناك مشاكل أمنية فقط
خاصة في الأطراف
والأطراف لم تكن بعيدة
حيث لم تكن هناك
لا ثورة لا امبدة
لا ازهري لا كلاكلة
لا دروشاب لا حاج يوسف
وحتي المناطق العسكرية
مثل المدرعات والذخيرة
ووادي سيدنا والاحتياطي
كانت علي الأطراف فأصبحت في الوسط
والموقف الرئيسي للمواصلات
كان ميدان الامم المتحدة
وبجوار زنك الخضار
عندما كانت البصات ابورجيلة
ولكن ..
منذ بداية التسعينات
عرف سكان الخرطوم
أزمات المواصلات
وفي زمن من الازمان
وجد الناس أنفسهم
يركبون البكاسي كمواصلات
و الدفار ابو كنبتين بدل البص
ومع ازدياد أعداد الفارين
من مناطق النزاعات والحروب
أصبح الناس يعانون
من شتي الأزمات
المياه ..الكهرباء.. غاز الطبخ
السكن.. العلاج
التعليم.. النفايات
وشيئا فشيئا
صارت الخرطوم مدينة طاردة
حيث تفاقمت المشاكل
بصورة غير طبيعية
صار الناس يسهرون الليل
للحصول علي المياه
والمياه نفسها صارت ملوثة
بسبب اهتراء شبكات المياه
خاصة في الأحياء القديمة
وكذلك تلوث مياه الشرب
بمياه السايفونات الموصولة بالمياه الجوفية
لأن معظم المنازل والعمارات
متاخمة لنهر النيل
وهذه الطريقة رغم خطورتها
صارت الأكثر شيوعا
لقلة تكلفتها
والنتيجة أن الناس اتجهت
لشراء مياه القارورات المعبأة
وصار كثير من الناس
يضطر إلي تناول نوع او نوعين
من المضادات الحيوية
بين الفينة والاخري
حتي الهواء ..
صار ملوثا
لأن الناس
صاروا يتخلصون من النفايات
عن طريق حرقها
وبسبب أدخنة المصانع
حيث أن القطاع السكني
قد زحف علي المناطق الصناعية
وهناك كمائن تصنيع الطوب
التي تنتشر
علي طول شواطئ النيل
فازدادت بصورة ملحوظة
أعداد المصابين بالربو والحساسيات
وحدّث ولا حرج
عن الإنتشار الكثيف للبعوض
وحدّث أكثر
عن الإنتشار الفظيع للذباب
مع الانقطاع المتكرر للكهرباء
احيانا مبرمج واحيانا عشوائي
فالخرطوم في الحرب الحالية
- كما ذكرنا من قبل-
تعرضت لتدمير متعمد وممنهج
لكنها حتي قبل الحرب
كانت اصلا مستنقعا كبيرا
قبيح المنظر .. نتن الرائحة
وحركة المرور .. وما ادراك..
اختناقات مرورية مستمرة
بسبب التخزين العشوائي للسيارات والركشات
علي جانبي الطرق الرئيسية
وطوابير السيارات التي تنتظر تعبئة الوقود
وانتشار الباعة المتجولين
وبائعات الشاى والمأكولات
بصورة عشوائية
▪▪▪▪▪
معظم سكان الخرطوم
صاروا غلابة
لا يستطيع أحدهم
تناول وجبة
في مطعم شعبي عادي
فقد شاهدنا طلاب الجامعة
والعمال والموظفين
يفطرون بليلة وام جنقر
وباكمبا ولقيمات
أما الأرقي قليلا
فهم يفطرون بوش فول
او صحن سلطة طماطم
والاخير يمكنك أن تجده
تحت شجرة بشارع عبد المنعم محمد
بالضبط قبالة مول الواحة الغني عن التعريف
فباعة هذه المأكولات والمشروبات
ينتشرون حتي داخل الجامعات
وداخل مقار المؤسسات نفسها.
قبل حوالي اربعين عاما
كان أفقر مكان لتناول الطعام
هو كافيتريا معروفة بشارع الجمهورية شمال الجامع الكبير
تبيع الساندوتشات
وتوفر مكان لتناول الساندويش
ليقف فيه الشخص ونظره إلى الحائط
وامامه طاولة علي مستوي اليدين.
▪▪▪▪▪
زحام المدينة الغير عادي
شكل بيئة مثالية للاستغلال
في مجال التعليم
قبل ستة أشهر من الحرب
أعلنت المدارس الخاصة
رسوم الدراسة (من غير الترحيل):
الخرطوم العالمية ٤٨٠ ألف
الذهبية ٥٢٥ الف
الفتح ٥٥٠ الف
المنار ٤٩٠ الف
مدارس الجودة العربية ٧٠٠ ألف جنيه
المورد ٧٠٠ ألف جنيه
ابجد هوز ٩٠٠ دولار
الجودة الإنجليزية ١٨٠٠ الف
الإتحاد ٦ ألف دولار
...الخ ..الخ
▪▪▪▪▪
لتجنب التطويل ..
دعوني اذكركم
ببعض عناوين الصحف
التي ارتبطت
بمستنقع الخرطوم قبل الحرب:
○ وفاة سيدة بالإسهال المائي بمستشفي شرق النيل
● محلية امبدة تفقد السيطرة علي مرض حمي الضنك
○ كارثة بحمامات مطار الخرطوم الدولي والطيران المدني ينفي مسؤوليته
● مصرع معلمة في انهيار مرحاض بمدرسة بنات الثورة الحارة ١٣
○ ١٠٠ اسرة تدخل الخرطوم في اليوم الواحد
● التربية: ٦ مليون تلميذ بالسودان يفتقدون وجبة الفطور
○ الخرطوم : الولاية تحتاج لـ 750 عربة نفايات و المتوفر 350 فقط
● والي الخرطوم يصادق على ميزانية برنامج إسعافي لمياه الشرب
○ انفجار الصرف الصحي في الخرطوم
● ازدياد نسبة المخالفات المرورية بنسبة ١٥٠٠ %
○ إعادة فتح ملف انهيار برج جامعة الرباط الوطني
● تعطل حركة السير بشارع النيل بالخرطوم نتيجة لسقوط شجرة
○ تعطّل عربة بكبري المنشية والمرور تطالب بتغيير المسار
● شرطة الخرطوم : الأوضاع الاقتصادية الصعبة ادت لانتشار الظواهر السالبة و الجرائم
○ شرطة الخرطوم تواصل حملاتها لمحاربة الجريمة و مداهمة عصابات (9 طويلة)
● ولاية الخرطوم: حوافز تشجيعية حقيقية لجذب تحويلات المغتربين
▪▪▪▪▪
الخبراء ارجعوا سوء المواصلات والخدمات
لضعف التخطيط
فالخرطوم تمددت بطريقة عشوائية
علي مدار عشرات السنين
اذكركم بالحديث اليائس المشهور
لوالي الخرطوم الأسبق:
هكذا جاء الخبر بالصحف:
"اقرّ والي الخرطوم
الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين،
بصعوبة حل مشكلات النقل والمواصلات في الولاية،
وأرجع ذلك لشح الميزانيات المرصودة لتخطيط الطرق
والزيادة المضطردة للسكان
بسبب الهجرة من الريف للمدن.."
"وقال حسين في ملتقي النقل والمواصلات
في مجال وسائط النقل
الذي اختتم اعماله بنادي الشرطة بالخرطوم أمس،
(ناس صلعتهم وصلت حقتي دي
وما لقوا ليها حلول
في ظل الميزانيات الشحيحة)
وزاد: (لوصلعكم وصلت صلعتي
ما بتلقوا ليها حل
والكاش بقلل النقاش).
"وذكر الوالي بأن هنالك (736) الف مركبة مرخصة تسير في شوارع الولاية
بخلاف مركبات النظاميين،
وأشار إلى ان اوقات الذروة على الصعيد المحلي تصل إلى ذروتين.."
".. ازمة حادة في حركة المرور بسبب ماوصفه بسوء التخطيط، وأضاف: (اوسع طريق شارع الستين
وغالبية الشوارع ما بتتعدى 15 متر
وتصل 6 أمتار في الاحياء).
وانتقد حسين أوضاع مواقف المواصلات الحالية
التي قال انها قد تحولت إلى اسواق
وضرب مثلاً بموقف (كركر):
(لو فكرنا نعمل قطار دايرين ضخ اموال
وتكلفة حل اشكال قطاع المواصلات ضخمة ومعقدة).
وانتقد والي الخرطوم ما وصفها بالهجرة المُضطردة
من الريف إلى الولاية،
ولفت إلى انها ساهمت في زيادة نسبة السكان
الضغط على الخدمات وقال: (الراعي جاء هنا يبيع موية
وزاحمين محطات المواصلات) وزاد: (ماعندنا حل للاشكال ده).
وأوضح الوالي بأن الضغط السكاني على الولاية
ادى لخلل إقتصادي
وتراجع في المساحة المزروعة بسبب الهجرة للمركز
والعمل في المهن التي وصفها بـ (الهامشية)
واضاف: (المساحة المزروعة في الولاية 2 الف فدان
من جملة 200 ألف فدان
صالحة للزراعة).
ولفت إلى ان الطلاب الذين جلسوا لإمتحان مرحلة الأساس في العام الماضي
كانوا حوالي (141) الف طالباً وطالبة
بينما جلس هذا العام حوالي (151) الفا
ً بزيادة تقارب (10) آلآف طالب خلال عام واحد.
الجريدة - لبنى عبدالله
▪▪▪▪▪
..
عثرت قبل أيام
علي دراسة
قدمها أحد مرشحي رئاسة الجمهورية
في العام ٢٠١٥
يري فيها أنه لكي يتم تطوير الخرطوم
لابد من نقل السكان إلي مدن الولايات
وبناء ثلاثة مدن حديثة في اقاصي أطراف العاصمة
وبناء شبكة طرق حديثة
و .. و.. الخ ..الخ
هذه الفرصة مواتية الآن
خاصة في ظل
الدمار الكبير المخيف
الذي أصاب البنية التحتية
والذي أدي إلي انعدام كل الخدمات
بالإضافة الي دمار جزء من المساكن
فحتي لو رجع البعض
فسيكون اهتمامهم
هو بناء وصيانة منازلهم خاصتهم
المشكلة ان الميسورين الذي كان يمكن ان يساعدوا
في عملية التأهيل والصيانة
هؤلاء هاجروا إلي الخارج
وكذلك كل المغتربين والجاليات
لقد رأيتم الحجم الهائل للجاليات والبعثات الأجنبية
من ١٩٤ دولة
الذين تم إجلاؤهم أول الحرب
هؤلاء هم من كانوا ينعشون الاسواق وحركة البيع والشراء
لا ادري ما هي رؤية من ينادون اهل الخرطوم لكي يعودوا
كيف ستكون العودة ؟؟ !!
متي واين وكيف ستعود الخدمات؟؟ !!
الآن معظمهم استقروا بمواطنهم الاصلية في الولايات
التي تم فيها
بناء عشرات الآلاف
من المساكن والمتاجر والمرافق
والآن انتعشت الزراعة - المشروعات الصغيرة
وتربية البهائم والدواجن
لو كانت الحكومة تعمل من أجل الصالح العام للمواطنين
لعملت علي استقرار الناس بالولايات
ولو كانت هناك ميزانية إعادة اعمار
لماذا لا تُدعم بها مدن وقري الولايات
لأن الناس توزعت علي مئات القري والمدن
ولم تتركز فقط في المدن
وهذا شئ جيد
(انا اكتب الآن وأشاهد علي التلفاز
حديث عن مشكلة المياه بالنهود)
وبدل إعادة المستشفيات والجامعات والمصانع
مرة أخري إلي الخرطوم
لماذا لا يتم إعادة تشييدها
بمدن وقري الولايات
مدن وقري كردفان ودارفور
وكسلا والقضارف والشمالية
وسنار والنيل الأبيض والازرق ..الخ
المسألة ليست موضوع (ذكريات)
أنني درست بهذه المدرسة
التي درس بها ابي
وانا وأصحابي نتناول الآيس كريم بهذا المحل
ونأكل السمك عند فلانة
والكوارع عند فلان
الآن الحكومة المصرية
بصدد تطوير منطقة وسط البلد بالقاهرة
والتي عمرها عدة قرون
بإعادة تشييدها بتصميمات حديثة
فلماذا الإصرار في السودان
علي إعادة المستنقع القديم ؟!
ووضع البيض مرة اخري في سلة واحدة
خاصة وأن الخرطوم ستظل تعاني
من مهددات أمنية
لأن بها كل المرافق الحيوية للدولة
ونسبة لموقعها الوسط وانفتاح حدودها علي الشرق والغرب؛
ولكثرة الغبائن في الشرق والغرب
وتذكرون ما حدث في مايو ٢٠٠٨
ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!
ثم إن عملية إعادة تأهيل الخرطوم
عملية تكلفتها باهظة جدا
لو انفق ثلثها بالولايات
لكان الخير كبيرا وعاما
ثم الخوف كل الخوف
من تشتيت الجهد والمال
بين هنا وهناك
فلا يتم تعمير الخرطوم بصورة جيدة
ولا يتم تنمية وتطوير الولايات؛
إذ أنه بعد استقرار الكثيرين بالولايات
لا يمكن تخيّل
أن سكان الخرطوم سيعودون
بنسبة ١٠٠ % !!
في السابق كنت قد تعجبت
من فتوي غريبة لكبار العلماء
أنه يجوز للفقير الاستدانة لشراء الاضحية
وسوغوا فتواهم بمبدأ لا ضرر ولا ضرار
فلقد خافوا أن يتضرر تجار المواشي
اذا احجم الناس عن شراء خراف الأضاحي !!!
فهل الخوف الآن
علي من لديهم عقارات بوسط الخرطوم
تقدر بمليارات الجنيهات .. بل مليارات الدولارات
أو بعبارة اخري (ونعتذر للتطويل):
هل إعادة المستنقع القديم هدفه
الصالح العام
ام أنها المصالح الخاصة ؟؟ !!
□■□■□■
>>> تذكرة متكررة<<<
نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
-قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
((واخرجوا الناس من ديارهم
بغير حق))
واسترهبوا الناس
النساء والاطفال وكبار السن
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا ..
فالله (قادر)
والله (غالب)
ودعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك :
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.
#محمد_الصادق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟