أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي؟(1/2)















المزيد.....


التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي؟(1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اهم مظاهر الانحطاطية الشرق متوسطيه المستمرة منذ اكثر من سبعة قرون، غياب التحدي الابراهيمي من الاهتمام العقلي، على افتراض وجود مايدل على حضوره الفعال باية درجه ومستوى، وفي مكان وموضع من المعمورة، تعبيريته الرئيسية والاهم عن ذاته، نبوية حدسية ابراهيمية، لم تحضر هذه على الاطلاق من بين مايمكن اعتباره مجالات وموضوعات جديره بالمراجعه، بحثا عما يمكن ان يكون مساعدا على عبور حالة التردي الشامل وتوقف عمل الديناميات التاريخيه المجتمعية، هذا على الرغم من تعاظم الرغبه باللجوء لمتبقيات هذا المنجز، ومحاولة بعث فعاليته المتوقفه عن طريق تكرار نماذجه ومناسباته الفعالة المنصرمه، والتي غدت من الماضي، وادت المطلوب بناء على اشتراطات زمنها الذي انقلب وتغير مع حضورها، لنغدو بعدها، وبعدما وجدت، مشمولين بمفاعيل زمن اخر كمثل الاسلام الختامي وماتحقق بفعله انتشارا وفعالية امبراطورية دامت لاكثر من خمسة قرون، وكرست الانتشار المفهومي شرقا وصولا الى الصين وغربا حتى غرب اوربا.
والاشكال الاكبر والعقبة الكاداء لهذه الجهه، ان الابراهيمية والنبوية العملية منها كالمسيحية والاسلام، لايخضعان عقليا للتاريخانيه، وانهما مع جملة النبوية خارج فعل الزمن والتاريخ، فليس لهما ماض وحاضر ومستقبل، وهذه الصفة المتعدية للتاريخ تناسب مصدرهما الالهي فوق الزمني، والذاهب بهما الى انتهاء الوجود البشري على كوكب الارض/ القيامه، مايعني كونهما حضور عالم آخر في قلب الحياة الارضية المجتمعية المادية، تاخذها لمافوق ارضوية.
هذا في حين سادت مع الحضور الاوربي المتاخر الالي على مستوى المعمورة، نزعه متشبهه بالمصدر الغالب تفكرا ونموذجا، تكرس الارضوية ومايعرف بالعقلانيه والعلم، بما يخرج المنظور المعروف بالدبني من دائرة الاهتمام، وصولا لالغائة كضرورة وموجب حياتي فضلا عن الخياراو احتماليته على مستوى الحياة المعاشة وتنظيمها، قابله في هذا الموضع من العالم نزوع مضاد سلفي انبعاثي، تعددت اشكاله كصيغة دفاعية بلا فعالية منتظره، حضور الغرب ومثله ومفاهيمه الحداثوية ظل يعزز انبعاثها، من دون اية حصيله يمكن احتسابها على صعيد مضاهاة الواقع عالميا، بعد الانقلاب الالي ونهوض الغرب، او الخروج من دائرة وعالم الانهيار الانحطاطي المستمر.
لم تخطر على البال على الاطلاق، احتمالية وقوف المنطقة الابراهيمه الشرق متوسطية امام مفترق تاريخي ابراهيمي، يخرج بالتعبيرية الكونية التاريخيه من عالم غير المدركة خلفيته الى الواقع والمعاين، بمعنى الثورة داخل الابراهيميه، ومع ان الغرب قد شرع كابتداء وتمهيد في وضع اسس النظر الى الظاهرة المجتمعية التي كانت خارج الادراكية العقلية على مدى تاريخ البشرية، الا ان ماقد تحقق في مجال "اخر العلوم" لم يكن قد وصل الحد الضروري واللازم لاجل مقاربة ماهو مطلوب ومساعد على ظهور مايمكن ان يفتح الباب، امام طور اخر تكميلي مناسب للمرحلة التاريخيه من الرؤية اللاارضوية النبوية بصيغتها الحدسية الاولى، فلقد كان المطلوب وغير المتوفره اسباب بلوغه بعد، اماطة اللثام عن الحقيقة المغفله غير المكشوف عنها بما خص المجتمعات ونوعها، واذا كانت كما هو سائد وغالب، واحدة ام اكثر نوعا، وصولا الى التعرف على ثنائية النمطية المجتمعية اللاارضوية/ الارضوية.
وقتها كان من الوارد او يصير من المعقول التفكير بمصدر اخر واقعي وملموس للتعبيرية الاخرى النبوية الابراهيمه، فضلا عن ان يحضر التفكير بضرورة وامكان ان تكون الرؤية المذكورة خاضعه، وان بحسب شروطها وكينونتها، للتاريخانيه وللتطور نوعا، ومع ان الغرب قد اكتشف وقتها بان التعبيرية الفوقية نتاج البنية التحتية، الاانه ظل يرى في التعبيرية النبوية صيغة وحيده ماورائية دينيه، نافيا عنها صفة المجتمعية ولو من باب الاحتمال، ولايقف الامر لهذه الجهه عند النوع والنمطية المجتمعية من دون مكمله، والعامل البنيوي التكويني البشري وازدواجية كينونته العقلية الجسدية، الامر الذي يسهم في تعميم اشكال الرؤية المعتبرة ماورائية كطور من اطوار مسيرة العقل، كما قرر الغرب اعتباطا بحسب هيغل على الاقل، متنقلا بالعقل من الاسطورة، الى الدين، الى الفلسفة، بينما الواقع ان ماعرف من تعبيرية هو الاخر ثنائية، ابراهيمه نبوية شرق متوسطية، وفلسفية اغريقية مقابلة من نوع وصيغه اخرى، هي قمة التعبيرية الارضوية مقابل التعبيرية اللاارضوية الشرق متوسطية.
هل الانتقال من اليدوية مجتمعيا الى الاله يغير شكل التعبيرية اللاارضوية واعلى صيغها واكملها النبوية الابراهيمه؟ لقد قلبت الاله الغرب الاوربي على الصعد كافة، وغيرت منظوره للاشياء وللكون كما كان ممكنا، وبحسب مامتاح ومتوفر من قدرة المجتمعية الارضوية الاعلى ديناميات ضمن نمطيتها وصنفها بسبب الازدواجية الطبقية، على التفاعل مع الطاريء الانقلابي النوعي، غير ان هذا ليس اخر ولانهاية مامتضمن في الانقلابية الالية على مستوى المعمورة، بانتظار شمولها العالم بعد اوربا الرائدة، ومطلقة الانقلابيه المفعومية والمجتمعية الابتداء، وهو مالن يكون النهاية، ولا اخر ماسيترتب على الحدث التحولي الحاسم، وخصوصا بما يتعلق بالجزء من العالم المعروف بالشرق الاسوط الابراهيمي، الاسبق تبلورا مجتمعيا، وصياغه تاسيسية بدئية للحياة البشرية، وللتعبيرية الكونية الازدواجية الاكمل، فاذا كانت الالة لم تنبجس ابتداء في هذا الموضع بالذات، وظهرت مقابله على الطرف الاخر من المتوسط، موضع التفاعلية التاريخي مع الجانب الشرقي، فان ماعرف وحدث الى اليوم لن يكون النهاية، ولا اخر مامنتظر كونيا.
بالتوقف عند باب التعبيرية اللاارضوية الشرق متوسطية باعتبارها مجتمعية غير مدركة، وقف العقل البشري بسبب قصوريته الابتدائية دون الكشف عن خاصياتها ومصدر تعبيرها، ليس من المستبعد ان نجد المحركات المتزايدة الفعالية مع الوقت وزيادة اسباب التردي الثاني، بعد فترة التماهي الاولى مع الغرب، الغالبة اليوم، والسائدة كانحطاطية ثانيه، شامله بعدان انتفت وخرجت من الحسبان الاسباب المتوهمه عن اللحاق بالغرب لمجرد الرغبة ووطاة العجز عن مقاربة الذات والاخر.
فلنتوقع اليوم ومن هنا فصاعدا، بدء الاضافة النوعية اللاارضوية المعتادة بصيغتها الراهنه، الموافقه لطبيعة هذا الجزء من المعمورة، ولمقتضيات حقيقة الوعي الكوني بعد الانقلاب الالي، لاارضويا، بانتظار الثورة الكبرى في علم الاجتماع ومترتبات البنية التعبيرية الموافقه للانقلابية المجتمعية اللاارضوية الالية، بعد النبوية اليدوية، وهو مايمكن تخيله كمسار انتقالي كوني مستجد، من المنتظر ان يكون هو الانقلاب الكوني الفعلي المواكب لظهور الالة وقد شارف على الانبثاق، بمقابل احتمالية اخرى هي الفناء.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكية المجتمعية واشتراكية ماركس الطبقية(2/2)
- الاشتراكية المجتمعية واشتراكية ماركس الطبقية( ½)
- عراق بلا منظور وطني عراقي/ ملحق
- عراق بلا منظور وطني عراقي(2/2)
- عراق بلا منظور وطني عراقي(1/2)
- سوريا حيث إقامة-الدولة-جريمه
- هل يعودالشرق الاوسط ل-قيادة-العالم/ملحق ج
- هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/ ملحق ب
- هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/ملحق أ
- هل يعود الشرق الاوسط ل -قيادة- العالم/ 2
- هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/1
- -اللاارضوية- بديل الماركسية الافله/ ملحق ج
- - اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ ملحق ب
- -اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ملحق أ
- خطوة فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-/ملحق
- خطوة فاصله قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-(2/2)
- خطوه فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ ترامبيه-*(1/2)
- -اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/ 4
- - اللاارضويه- بديل الماركسية الافله/3
- -اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/2


المزيد.....




- Politico تشير إلى بدائل أسلحة أوروبية في حال توقفت المساعدات ...
- نواف سلام يقدم بيان حكومته أمام البرلمان اللبناني لنيل الثقة ...
- استطلاع رأي يكشف انقسام المجتمع الألماني حول مسألة مواصلة دع ...
- أرقى 5 جامعات في العالم لعام 2025: هارفارد تحتفظ بالصدارة
- فرنسا: احتجاز شخصين بعد الهجوم على القنصلية الروسية في مرسيل ...
- مهمة -صعبة- داخل ألمانيا وخارجها في انتظار فريدريش ميرتس- صح ...
- شويغو يعلن نتائج مباحثاته في إندونيسيا
- شركة Cinia: الكابل بين فنلندا وألمانيا تضرر في يناير
- هل تقع مصر في منطقة زلازل؟ رئيس البحوث الفلكية يوضح
- الكونغو الديمقراطية.. 20 قتيلا وعشرات المصابين في اشتباكات ب ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي؟(1/2)