أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - إعلان السياسة الاستعمارية الجديدة















المزيد.....


إعلان السياسة الاستعمارية الجديدة


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 13:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لم تهدأ المنطقة العربية بعد نهاية الحرب الإمبريالية الثانية، وتأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين في 1948، ونشر حروب الاستيطان العنصرية، وتركيز مرحلة الحروب اللصوصية ذات صبغة دينية طائفية، وتسخيرها أيديولوجيا لعرقلة الوعي بالصراع الطبقي للحروب، وتحريفه بتوضيف الإسلام واليهودية في نسخة جديدة للحروب الدينية الأوروبية البائدة، بعد بروز مبادئ الثورات البرجوازية، لحجب الهدف الاستعماري للحروب الإمبريالية المتجلي في حماية الرأسمال المالي الإمبريالي، وتحريف أهداف الحروب الوطنية الثورية التحررية بالبلدان المضطهدة المدعومة من طرف الاتحاد السوفييتي، وعرقلة نشر المبادئ الاشتراكية في أوساط الشعوب المضطهدة، عبر تنصيب أنظمة عميلة للإمبريالية بالشرق الأوسط وإفريقيا، في أفق تفكيك الاتحاد السوفييتي وتنفيذ الأهداف الاستعمارية للإمبريالية، عبر نشر الحروب اللصوصية للسيطرة على مصادر الطاقة والمعادن.
وبعد تفكيك الاتحاد السوفييتي وبروز أنظمة تابعة للإمبريالية بروسيا والصين تغير هدف الحروب الإمبريالية، وانتشرت الحروب اللصوصية للسيطرة على الموارد الطبيعية بالبلدان المضطهدة، وتصفية أزمات الرأسمالية في أعلى مراحلها الإمبريالية وتصديرها إلى هذه البلدان، عبر تسخير ما يسمى الإسلام السياسي في هذه الحروب، منذ حرب الاتحاد السوفييتي على أفغانستان مما ساهم في تفكيكه، وفتح المجال لإشعال حروب تتمركز حول الصراع الشيعي السني، تجلت في الحرب الإيرانية العراقية، والحرب الأهلية اللبنانية، واستقرار هذه الحروب حول مثلث فلسطين ـ العراق ـ لبنان، لعبت فيها سوريا دورا كبيرا بعد التطبيع بين مصر والكيان الصهيوني، وتصفية الصراعات المذهية بين حزبي البعث السوري والعراقي، واستمرار على شكل صراعات تاريخية شيعية سنية.
هكذا تأسست الحروب الدينية الجديدة بالمنطقة العربية حول ما يسمى الصراع العربي الصهيوني، مركزه فلسطين وقوده الشيعة والسنة، بعد اختفاء البعد القومي للصراع بغياب دعم الاتحاد السوفييتي، وتطويع الأحزاب الشيوعية والقومية بالبلدان العربية، وضبط هذه الحروب من طرف الإمبريالية لصالح الصهيونية، عبر ثلاث حروب أساسية :

ـ الحرب الإيرانية العراقية.
ـ الحرب الأهلية بلبنان.
ـ الحرب الإمبريالية على أفغانستان والعراق.

وتم تركيز هذه الحروب بالمنطقة العربية، بعد الحرب الإمبريالية على العراق وتفكيك حزب البعث العراقي، وعزل البعث السوري لعرقلة تطورهما الأيديولوجي الثوري، وإشعال الحروب الطائفية بالعراق بين السنة والشيعة وفتح المجال لإيران لتغديتها، وتركيزها بأفغانستان بعد تأسيس القاعدة، وتعميقها في أبشع صور لها بتأسيس داعش بالعراق، وامتداداتها بسوريا على شكل عشرات الفصائل الحربية، وفتح المجال للشيعية الإيرانية لنشر أتباعها بلبنان عبر دعم حزب الله، وتوظيفه بالحرب بالعراق، سوريا واليمن، للضغط على الرجعية العربية بمزيد من التنازلات السياسية عبر التطبيع، واستغلال البترول والغاز من طرف الإمبريالية بشكل سافر في الفترة الأولى لانتخاب ترمب.
هكذا تم إشعال الحروب بين الكيان الصهيوني وحزب الله لعرقلة تطور المد الشيعي، وتبرير الدعم غير المشروط من طرف الإمبريالية للكيان الصهيوني، وفتح هوامش لهذه الحروب بشمال إفريقيا بليبيا، وبالخليج والقرن الإفريقي باليمن وامتداداتها بإفريقيا، وكانت حرب الإبادة الجماعية للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني آخر مراحل هذا البرنامج الحربي التدميري بالمنطقة، ليفتح ترمب في الفترة الثانية من انتخابه مرحلة جديدة من الحروب اللصوصية بتبشير العالم ب"السلام" باسم قوة الإمبريالية الأمريكية، على غرار تبشير بوش ب"نشر حقوق الإنسان والديمقراطية ومحاربة الإرهاب" بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي، المقرون بسلام أوسلو بفلسطين، ونشر مفهوم العولمة ونهاية التاريخ الصيغة الجديدة للأيديولوجية الرأسمالية آنذاك، التي فتحت عصر الحروب الطائفية بالمنطقة بأهدافها الثلاثة وهي التطبيع سياسيا وسيطرة الصهيونية أيديولوجيا واحتكارية الدولة اقتصاديا.

ماذا ينتظر العالم إذن..؟

اليوم تجتمع الإمبرياليات بالغرب لتصميم أفق سيطرة الرأسمال المالي وهيمنة الإمبريالية، بعد إنهاك كل القوى الثورية بالحروب بعضها ببعض، وإخضاع الشعوب بالمنطقة، وفرض إيقاع التجويع والتفقير باسم التضخم وأداء فاتورات الحروب، التي أعلنها ترمب في خطابه على عرش الإمبريالية، بعد إخضاع الصين وولاء الهند وإنهاك روسيا بالحروب وعلى رأسها حرب أوكرانيا، وتطويع الرجعية العربية وتعيين السعودية على عرشها، وتقديم الولاء من طرف المتطبعين للكيان الصهيوني، وإجماع كل الجيوش ومخابراتها على الولاء للبنتاغون.
هكذا يستقبل العالم أسوأ مراحل من الإمبريالية، عبر بروز سياسة الضم التي أعلنها ترمب كشعار للمرحلة القادمة، الشكل الجديد للحروب والاستعمار، في ظل عيش الشعوب المضطهدة في أسوأ مراحل اقتصادية واجتماعية، تم التخطيط لها في سنوات الإغلاق/سجون الشعوب بسبب كوفيد/القاتل المخيف، وما تلاه من حروب بيئية ـ بيولوجية ـ جيولوجية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي ونانوسيونس في البرامج التدميرية الجديدة، وعلى رأسها تدمير الإنتاج الصغير القديم، عبر إبادة عشرات ملايين الشركات الصغرى، وتعطيل مئات الملايين من الطبقة العاملة، وفتح المجال للإنتاج الصغير الجديد، بشروط أكثر تعقيدا وأغلى تكلفة، في عصر جديد لاحتكارية الدولة، التي ترأسها أمريكا دون منازع، يتحكم فيها اتحاد الاحتكاريين السياسيين والاقتصاديين وعلى رأسهم ترمب.
العالم يعيش أخطر مرحلة تاريخية من أزمة العلوم الطبيعية، التي نتجت عنها أزمة الرأسمالية، بعد تهميش النقد الفلسفي العلمي المادي وسيطرة الأيديولوجية البرجوازية، وما واكب ذلك من أزمات اقتصادية، اجتماعية وثقافية، مما عرض جميع النظريات العلمية للمراجعة، قصد تصحيح أخطائها، في أفق بلورة مفهوم جديد للحياة، وفق منظور علمي جديد لقوانين الطبيعة، المجتمع والمعرفة، في عالم يتخلص من القديم عبر انقراض الشركات الصغرى القديمة، وولادة أخرى جديدة، تغذي الرأسمال المالي الإمبريالي في مرحلة جديدة، بعد بلورة قوانين طبيعية عامة جديدة في صيغتها الاجتماعية الجديدة، وبالتالي إعلان ولادة مفهوم إنسان العصر الجديد، وموت أجيال بشرية لا مصلحة للرأسمال بها، ونضج أجيال من العمال التقنيين وقف تقنية الذكاء الاصطناعي ونانوسيونس,
إنه مخاض عسير في حضن عالم الرأسمالية، قبل وضع المولود الجديد العاصي لكل وسائل الخضوع التقليدية، لا يتوقف عن إلتهام جميع الرساميل، التي خزنتها البشرية منذ نشأة نظام النقد بالسوق، وانقراض أسلوب المقايضة في التبادل التجاري، في صيغه البدائية بين الفلاحين بالبوادي والمهنيين بالمدن، عالم جديد يتم فيه تشيع جثامين الفلاحين بالجبال والسهول، بعد استنزاف المياه بالزراعة الرأسمالية والصناعة المعدنية، وتدمير طبيعة التكوينات الجيولوجية بالجبال، باستغلال المعادن وهي أرقى أشكال التكوينات الجيولوجية الطبيعية، التي لها دور كبير في التوازن الطبيعي لكوكبنا.
اليوم يعلن ترمب أبشع أشكال استنزاف الطبيعة، واضطهاد العمال والفلاحين الذين بنوا الرأسمال المالي الإمبريالي، ولا غرابة أن يساوم أوكرانيا على ما يسميه المعادن الثمينة مقابل وقف الحرب، في إعلان لاستمرار سياسة استعمارية قديمة، وبأبشع أساليب الاستغلال اللاإنسانية، وبسائل الإنتاج المتطورة، والمتحكم فيها عبر الذكاء الاصطناعي ونانوسيونس.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يفعل الأركيولوجيون بشمال غرب إفريقيا..؟
- ماذا يجري في العالم..؟
- قائد ثورة الريف والماركسية ممارسة
- عن الثورة والثورة المضادة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط
- عن الحزب الثوري والمقاومة الثورية
- النقد والنقد الذاتي بعد حرب الإبادة على غزة
- في التناقض بين البروليتاريا والبرجوازية وحسم السلطة
- عن حرب الإبادة ونشر الفكر الخرافي
- حوار مع زائر حول الحريق وأشياء أخرى
- عائلة تنازع وزير العدل في ملكية قصبة تالوين وتقاضي رئيسي جما ...
- عن جدال تعيينات الوكالة الوطنية لجودة التعليم العالي بالمغرب
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثالثة
- ماذا يجري بسوريا..؟ - الحلقة الثانية
- ماذا يجري بسوريا..؟
- اللمسات الأخيرة لتقسيم العمل عالميا
- حسن نصر الله ومكر التاريخ
- ما هي مهام الماركسيين اللينينيين في الحرب الإمبريالية الحالي ...
- من يؤدي ضريبة الحرب الإمبريالية..؟
- من يحارب من..؟
- بأي معنى يمكن أن تكون مع المقاومة..؟


المزيد.....




- ألمانياـ محادثات بين المحافظين والاشتراكيين بهدف تشكيل حكومة ...
- البيان الختامي للمجلس الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومن ...
- بيان المجلس الجهوي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الشمال ...
- ميرتس يمهد للتحالف مع الاشتراكيين في ألمانيا
- بين الشعبوية والتناقضات... صعود سياسي مذهل لزعيمة اليمين الم ...
- زعيمة اليمين المتطرف تشيد بنتيجة تاريخية في الانتخابات
- رئيس -حزب الشعب الأوروبي-: كل أوروبا تنتظر الاستقرار من ألما ...
- انتخابات ألمانيا: اليمين المحافظ في المركز الأول وهزيمة تاري ...
- مباشر: عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري ...
- استطلاع: فوز للمحافظين واليمين المتطرف يحل ثانيا في الانتخاب ...


المزيد.....

- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - إعلان السياسة الاستعمارية الجديدة