التنمر رؤية سوسيولوجية

محمود محمد رياض عبدالعال

الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 09:08
المحور: قضايا ثقافية
    

التنمر: رؤية سوسيولوجية
مفهوم التنمر:
التنمر هو شكل من أشكال العنف الذي يمارسه فرد أو مجموعة تجاه فرد آخر أو مجموعة أخرى، غالبًا ما يكون الضحية أقل قوة أو متفردًا بطريقة ما. يتضمن التنمر أفعالًا متكررة تهدف إلى إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي بالضحية. يمكن أن يحدث في المدارس، أماكن العمل، أو عبر الإنترنت (التنمر الإلكتروني).
النظريات السوسيولوجية المفسرة للتنمر:
- نظرية الصراع (Conflict Theory):
ترى هذه النظرية أن التنمر هو نتاج للصراع بين الفئات الاجتماعية المختلفة، حيث يسعى الأفراد أو الجماعات الأقوى إلى السيطرة على الأضعف. يمكن أن يكون التنمر تعبيرًا عن التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، حيث يستخدمه الأفراد لتعزيز مكانتهم الاجتماعية.
- نظرية التفاعل الرمزي (Symbolic Interactionism):
تركز هذه النظرية على كيفية تشكيل المعاني والتفاعلات الاجتماعية للسلوكيات. في سياق التنمر، قد يرى المتنمر أن أفعاله تعزز صورته أو مكانته بين أقرانه، بينما قد يشعر الضحية بالعجز والإقصاء.
- نظرية النسق الاجتماعي (Systems Theory):
تنظر هذه النظرية إلى التنمر كجزء من نظام اجتماعي أكبر، حيث تلعب الأدوار الاجتماعية، والقواعد، والهياكل دورًا في تشجيع أو منع السلوكيات العدوانية. قد يكون التنمر نتيجة لخلل في النظام الاجتماعي، مثل غياب الرقابة الأسرية أو المدرسية.
- نظرية التعلم الاجتماعي (Social Learning Theory):
تقترح هذه النظرية أن الأفراد يتعلمون السلوكيات العدوانية من خلال ملاحظة الآخرين وتقليدهم. إذا نشأ الفرد في بيئة حيث العنف والتنمر مقبولان أو مكافئان، فمن المرجح أن يتبنى هذه السلوكيات.
الواقع الاجتماعي للتنمر:
- في المدارس:
يعتبر التنمر في المدارس من أكثر أشكال العنف انتشارًا، حيث يتعرض الطلاب للتنمر الجسدي أو اللفظي أو الاجتماعي. قد يؤدي ذلك إلى عواقب نفسية خطيرة مثل الاكتئاب، القلق، وحتى الانتحار.
- في أماكن العمل:
التنمر في مكان العمل يمكن أن يتخذ أشكالًا مختلفة مثل التحرش، الإهانة، أو الإقصاء. هذا النوع من التنمر يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للضحية، ويقلل من إنتاجيتها.
- التنمر الإلكتروني:
مع تطور التكنولوجيا، أصبح التنمر الإلكتروني ظاهرة متزايدة، حيث يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني لإلحاق الأذى بالآخرين. هذا النوع من التنمر يمكن أن يكون أكثر خطورة بسبب سرعة انتشاره وصعوبة السيطرة عليه.
الاقتراحات للتعامل مع التنمر:
- التوعية والتربية:
يجب تعزيز التوعية حول مخاطر التنمر وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمع. يمكن أن يتم ذلك من خلال برامج تثقيفية في المدارس وأماكن العمل.
- تعزيز القوانين والسياسات:
يجب أن تكون هناك قوانين صارمة تجرم التنمر بكافة أشكاله، مع وجود آليات فعالة للإبلاغ عن الحالات ومعالجتها.
- دعم الضحايا:
يجب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا، بما في ذلك الاستشارات النفسية وبرامج إعادة التأهيل.
-تعزيز القيم الاجتماعية الإيجابية:
يجب تعزيز القيم الاجتماعية التي تدعو إلى الاحترام المتبادل والتعاون، وتقبل الاختلافات بين الأفراد.
- تدخل الأسرة والمجتمع:
يجب أن تلعب الأسرة والمجتمع دورًا فعالًا في مراقبة السلوكيات العدوانية وتصحيحها منذ
الخاتمة:
التنمر ظاهرة اجتماعية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للأسباب الكامنة وراءها والآليات التي تعززها. من خلال النظرية السوسيولوجية، يمكننا تحليل هذه الظاهرة بشكل أفضل وتطوير استراتيجيات فعالة للحد منها. يجب أن يكون التعامل مع التنمر شاملاً، يشمل الأفراد، المؤسسات، والمجتمع ككل، لضمان بيئات آمنة وصحية للجميع.

#محمود_محمد_رياض_عبدالعال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات