أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - الحرس الجديد لملء الفراغ السياسي الريعي التقليدي في البلاد.














المزيد.....


الحرس الجديد لملء الفراغ السياسي الريعي التقليدي في البلاد.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8264 - 2025 / 2 / 25 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس بالامر المستغرب ان يتجه منحنى تطور الاحزاب السياسية المختلفة ليعلن على الدوام ولادة الجديد منها سراعا ً وتقوقع القديم منها عبر التاريخ الديمقراطي الحديث للعراق . فمنذ العام 2003 والبلاد تلتئم في نزاعات طبقية بين الاحزاب نفسها ، ليفصح لنا ان ظاهرة تكاثر الاحزاب او الكتل المنبثقة عنها سراعاً ، تؤكد ان صراعات القوى السياسية على ادارة الدولة الريعية بعد ان هيمنت الاولغارشيات على الجيل التقليدي منها وولادة مصالح اقتصادية قوية ، جاءت بعد ان انكمشت مسارات الحرس القديم من دون ريب عن جماهير البلاد ، لتُظهر لنا تجربة العقدين المنصرمين ، ان النسيج الاجتماعي لم يعد يتقبل أحزاباً تقليدية اغرقها الريع النفطي وامتيازاته على حساب تعطيل التنمية لسنوات ، وانه لا مخرج اليوم الا باتجاهين اما اصلاح الاحزاب القديمة (الحرس السياسي القديم) وهو امر يبدو شديد التعقيد ، او قبول الدور الجديد للقوة الناعمة من (الحرس السياسي الجديد).
اذ لايزال من المبكر الحكم على ما إذا كان هذا الحرس السياسي الجديد سيؤدي إلى إصلاح فعلي، أم أنه سيعيد إنتاج المشكلات نفسها في التحالف الاوليغارشي - الريعي للحرس القديم ولكن بوجوه جديدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. فالتحدي الأكبر أمام الحرس الجديد ، هو تجاوز المحاصصة والفساد، وإقناع الشارع العراقي بأنه يمثل بديلاً حقيقيًا للقوى السياسية التقليدية من الحرس القديم وليس مجرد امتدادًا له.
ومن هنا يطالعنا المفكر السياسي الكبير ابراهيم العبادي في مقال بعنوان: احزاب لادارة الدولة … !! مؤكداً القول ((…. احوال العراق الراهنة- رغم كل الجهود المبذولة لتحسين الاداء وتفكيك المشكلات - تشي بالحاجة الى حراكات نخبوية ،حسب مطالبات بيان المرجعية الدينية بعد لقاء المرجع السيستاني مع ممثل الامم المتحدة محمد الحسان ،لانعاش الحياة السياسية وتجديد الطواقم الحكومية والادارية ،ووضع البلاد على طريق التنمية الشاملة ،التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية .القوى السياسية الراهنة ،بشيوخها وشبابها ،باجيالها المتعددة ،واحزابها القديمة والجديدة ،وزعاماتها التقليدية توقفت عن صناعة بدائل مقبولة للوضع القائم ،الانتخابات التي تكرر نفسها تعيد انتاج ذات القوى وتسمح لها بشرعية ناقصة بالسيطرة على مراكز القوة والثروة ماافقدها القدرة على اقناع الجمهور ببرامجها وشعاراتها وافكارها وحتى تحليلاتها للاحداث اليومية ….ويواصل المفكر العبادي القول: ثمة حراكات صامتة تجري في احشاء المجتمع العراقي ،تقوم بها نخب مختلفة ،لبناء تصورات وتأسيس بنيات لعملية العبور من القديم السياسي القائم الى الجديد الضروري ،والحقيقة ان القديم يحتضر فعلا كما يقول (المفكر الايطالي غرامشي ) لكن حتى يولد الجديد لابد من تجاوز العقل السياسي القديم المأزوم،بالقطيعة مع متبنياته وخطوطه الحمر ومعاركه التاريخية وخصوماته السياسية ، الحراكات الجديدة مطالبة بأن تكون متوافقة مع مايحتاجه المجتمع من افكار وقيم واخلاقيات سياسية ،وان تستجيب لمتطلبات ادارة دولة حديثة ترتكن الى القانون والمؤسسات ،وقادرة على تنفيذ اصلاحات أو تغييرات جريئة ،فالعراق في عين عاصفة التغييرات والاستحقاقات السياسية ،والاستجابة لهذه التحديات منوطة بعقل جديد راكم فهما لمايجري في الاقليم والعالم من متغيرات ،ويمتلك حدسا قويا بما ستحدثه الموجة الراهنة من الشعبوية واليمينية واللامتوقع من تفاعلات النظم السياسية والتحديات الاقتصادية .
العالم يتغير بسرعة من حولنا ،والاستجابة لهذه المتغيرات لم تعد خيارا يمكن قبوله او رفضه ،بل هي متطلبات عاجلة لادارة الدولة عبر تشكيلات حزبية حديثة ذات اهداف تنموية قبل الاهداف الفكرية والايديولوجية ،الحزب الحديث شرط لدولة حديثة ديمقراطية .والحزب الناجح هو الحزب الذي يولد بمتطلبات مجتمعية محلية وليس صدى واستنساخ لافكار الخارج…)).

وبناء على ما تقدم ، فان الحراك الانتخابي الديمقراطي القادم سيبقى مولدا لظاهرة الحرس السياسي الجديد عبر (الظاهرة الريعية السياسية ) التي تشير إلى اعتماد النخب السياسية في الصراع على الموارد الريعية، مثل عائدات النفط أو المساعدات الخارجية، بدلاً من الإنتاج الاقتصادي الحقيقي مما يؤدي إلى استمرار مسار نشاط الدولة الريعية التي تُهيمن فيها الحكومات على توزيع الثروة والامتيازات، و تستخدم الأحزاب المال الريعي لتوظيف أتباعها في القطاع العام أو منحهم عقودًا حكومية، ما يعزز الزبائنية السياسية و ترسيخ حكم الأحزاب المهيمنة، حيث تتحكم في توزيع الموارد للحفاظ على نفوذها ، وهو الفساد السياسي بعينه. لذا فان تعطيل الديمقراطية الحقيقية، يتم باستخدام الأموال الريعية لكسب الولاءات بدلاً من بناء برامج سياسية حقيقية.
ختاما، يبقى الحل كامناً في تنويع الاقتصاد بالخدمات وبرامج البناء والاعمار و تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز الشفافية والمساءلة لضمان التوزيع العادل للموارد، كي ينصلح الحرس القديم و يتحول الحرس الجديد من فوره الى احزاب حقيقية تتولى بناء حياة سياسية تلبى شروط الديمقراطية من خارج لعبة الصراع على المنافع لكي تضمن مكاسبها السياسية بالصوت الشعبي الحقيقي لا بالصوت الريعي… لذا فالكل ينتظر ليرى ما ستسفر عنه الانتخابات البرلمانية المقبلة؟؟



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترامبية الجديدة : امبريالية بلا تكاليف..!!
- مكان خلا من صورته: خاطرة في بنك هولندا المركزي.
- صعود القوة وهبوط الديمقراطية : اميركا في حوار بين الدبلوماسي ...
- حكيم الاستثمارت في الاسواق الرمزية : راي داليو ..!!
- نهايات حروب الشرق الاوسط بين كثافة الدولة -الامة وكثافة الاي ...
- ثمن الاغتراب القسري :الكانتونية السورية انموذجاً ..
- عندما نتنفس الحرية في لحظة بيضاء او داكنة.
- علم الانسان البغدادي او الانثروبولوجيا البغدادية.
- ذوبان الدولة-الامة في الدولة-العائلة..!! المسألة السورية
- تشغيل الخط النفطي العراقي السوري / سيناريو افتراضي
- انتظار يالطا الجديدة -حرب سوريا الراهنة واستراحة الكيان الإس ...
- الترامببية الجديدة :قانون نوبك وتوازن ناش Nash equilibrium
- الشخصية المستقلة ومطرقة التحيز السياسي : بين القبيلة والقومي ...
- مصالح البلاد العليا : دقة الذكاء بين الواقعية والأيديولوجية.
- البترودولار الاحمر :الصين و حروب العملة الناعمة
- السياسة الواقعية العراقية و الترامبية الجديدة
- الظاهرة المركزية في المنظومات الطرفية للراسمالية : غزة انموذ ...
- الكيان الأسرائيلي و حروب العولمة الموازية
- حرب اسرائيل وتعاقب الأجيال
- سوق الصرف غير النظامية في العراق: حصان( طروادة ) في الصراعات ...


المزيد.....




- ماكرون يؤكد من واشنطن خلال لقائه ترامب أن السلام لا يمكن أن ...
- الدفاع الروسية: خسائر أوكرانيا في محور كورسك تجاوزت 220 جندي ...
- شاهد: بالهتاف والأعلام وبوجوه مخفية.. مسيرة لمجموعة يمينية م ...
- البرد القارس في غزة يودي بحياة 6 أطفال رضّع ويهدد حياة آخرين ...
- ميرتس يؤكد أن بإمكان نتنياهو زيارة ألمانيا رغم مذكرة الجنائي ...
- بعد هجوم مولوز.. باريس تضغط على الجزائر لاستعادة مواطنيها ال ...
- فيديوهات فاضحة.. تفاصيل حبس بلوغر مصرية شهيرة
- -CNN-: وفاة عميل الخدمة السرية الأمريكية الذي حاول إنقاذ الر ...
- إعلام عبري: حماس ستسلم مصر 4 جثث لإسرائيليين
- بيسكوف: الشراكة الاستثمارية بين موسكو وواشنطن ممكنة بعد تسوي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - الحرس الجديد لملء الفراغ السياسي الريعي التقليدي في البلاد.