أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد خيري الحيدر - ذكريات آثارية ... مَسح آثاري لمَشروع رَي الضلوعية عام 1994 .. القسم الأول















المزيد.....


ذكريات آثارية ... مَسح آثاري لمَشروع رَي الضلوعية عام 1994 .. القسم الأول


حامد خيري الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 21:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في أواخر شهر كانون الأول عام 1994، أبلغ مفتش آثار محافظة صلاح الدين إدارة المؤسسة الآثارية العراقية بمُذكرة رسمية، أن "شركة المحاصيل الصناعية" التابعة لوزارة الصناعة والتصنيع العسكري، كما كانت تُسمى آنذاك في زمن وزيرها "حسين كامل" صهر رئيس الجمهورية، قد شَرَعت بأنشاء مشروع أروائي كبير في المناطق المُمتدة من ناحية "الضلوعية" التابعة لقضاء "بَلد"، دون أخذ الموافقات الأصولية من المؤسسة الآثارية أو التنسيق معها، كما هو الإجراء الروتيني المعتاد والمُفترض عند البدء بتنفيذ أي عمل يَخص أعمال التنمية في البلد، كي يتم اتخاذ ما يَلزم لحماية المواقع الأثرية المُنتشرة في المنطقة التي يشملها المشروع، وبالتالي فأن تلك المواقع ستكون عرضة لخطر التخريب أو الزوال إذا لم يتم التدخل بإجراء عاجل بشأنها. على أثر ذلك شَكلّت ادارة المؤسسة بعد تشاورها مع قسم التنقيبات والتحريات الأثرية (آنذاك)، فريق مَسح آثاري مُكوّن من ثلاثة آثاريين للذهاب الى منطقة الضلوعية والاطلاع على حال المواقع الأثرية الواقعة هناك، وإعداد تقرير مُفصّل بأسرع وقت، وقد تألف فريق المَسح من الأستاذين الراحلين برهان شاكر وصلاح سلمان إضافة الى كاتب البحث.
بعد صدور الأمر الاداري الذي يُخول الفريق الآثاري إجراء عملية المسح وكذلك قيادة سيارة العمل الحكومية التابعة للمؤسسة الآثارية، وأيضاً متابعة الموضوع مع الجهة المُنفذة للمشروع وفق سياقات العمل الروتينية الرسمية، قام فريق المسح في اليوم الأول بمراجعة مقر "شركة المحاصيل الصناعية" الكائن في منطقة باب المعظم، وعند مقابلتنا مديرها لغرض طلب التعاون وأبداء المساعدة في مهمتنا، من خلال اطلاعنا على معلومات وافية عن المشروع، بالإضافة الى تزويدنا بخرائط تفصيلية توّضح مَسارات وامتدادات قنواته المائية، لغرض مطابقتها مع خرائطنا الخاصة التي تُبيّن أماكن المواقع الأثرية، ومعرفة فيما أذا كانت ستتقاطع معها وتشكل ضرراً عليها، مما جعله يُبدي امتعاضاً شديداً اتجاهنا، ليجيبنا على طلبنا بلهجة هازئة مُتعجرفة، خاصة عندما سألناه بشيء من الحِدّة عن سبب عدم إبلاغ مؤسسة الآثار بالمشروع قبل المباشرة به حسب تعليمات مجلس الوزراء، وأنهم سيتحملون المسؤولية الكاملة عن المواقع الأثرية في حال تعرضها للتخريب.. (أخوان يا آثار يا بطيخ، الشعب اليوم مع هذا الحصار الاقتصادي اللعين المفروض على بلدنا وظروفه الصعبة محتاج المواد الغذائية مو لهاي الطابوكَات، شركتنا بأمر الأستاذ "حسين" ماضية بتنفيذ المشروع لأنها تنظر للشعب مو لهاي التربان الما نحَصّل منه خير!!!).
وبعد أخذٍ ورَد وطول نقاش وتوضيح، أحالنا المدير الى أحد المهندسين المُقيمين في المشروع، كي يُقدّم لنا ما جئنا من أجله. كان المهندس على النقيض من مديره تماماً، شاب ذكي دَمث الخلق هادئ الطبع، وله حَمّية وغيرة كبيرة على آثار العراق، لذلك تفّهم غايتنا وطبيعة عملنا بسرعة فأبدى تعاوناً استثنائياً معنا، وزَوّدنا بالكثير من المعلومات الفنية وبما نحتاجه من مخططات وخرائط تفصيلية وصور توضيحية وكل ما من شأنه أن يُسهل عملنا.
وبناءً على المعلومات التي حصلنا عليها، فأن الغاية من هذا المشروع الإروائي الكبير هو سَقي المنطقة الواسعة المُمتدة من نهر العظيم شرقاً حتى نهر دجلة غرباً، بعد أن ظلت عقوداً طويلة غير مُستَغلة اقتصادياً لاعتمادها بشكلٍ كلي على الإرواء الدَيمي، مما جَعل زراعتها موسمية وغير مضمونة.
ويتكون تصميم المشروع من قسمين، الأول هو "مشروع ري الضلوعية الشمالي"، وهو عبارة عن قناة أروائية، تستمد مياهها من نهر العظيم، وتمتد موازية له لمسافة أربعة وخمسين كيلومتراً، عن طريق بناء سد غاطس الى الجنوب من سد العظيم بمسافة أربعة كيلومترات، كي يتم رفع منسوب مياه النهر ويحولها الى هذه القناة، التي تتفرع منها فيما بعد العديد من القنوات الفرعية والسواقي الصغيرة المُبطنة بالإسمنت والمُمتدة باتجاه الغرب، لتروي منطقة واسعة تصل حتى ناحية "الضلوعية" تقدر بحوالي أربعين ألف دونم، من المُفترض أنها ستُخصص لزراعة محاصيل الحنطة والشعير والذرة الصفراء والبنجر السكري وزهرة عباد الشمس. أما القسم الثاني فهو "مشروع ري الضلوعية الجنوبي" ويكون أصغر من الأول، ويتمثل بقناة أروائية طولها أحد عشر كيلو متراً، تتفرع من نهر دجلة الى الشمال الشرقي من ناحية "الضلوعية" بمسافة تقارب الثمانية كيلومترات، تتفرع منها سواقي وقنوات مائية عديدة مبطنة بالإسمنت أيضاً تروي مساحة تقارب العشرة آلاف دونم، سيتم زراعتها بمحصولي البنجر السكري وزهرة عباد الشمس.
واستناداً الى خريطة المشروع بقسميه الشمالي والجنوبي وبعد تحديدنا لمواقع التلال الأثرية القريبة من خط سير قنواته، وضعنا خطة المَسح الذي قدّرنا أنها ستستغرق بحدود ثلاثة أيام بعد تقسيمها الى ثلاث مراحل، آخذين بنظر الاعتبار التقلبات الجوية وخاصة الأمطار التي قد تُعيقنا أو تُأخرنا بعض الوقت، إضافة الى اتساع المنطقة وعدد التلال الأثرية المشمولة بالمَسح والكشف والتي يبلغ عددها أثنا عشر، سبعة منها ضمن منطقة القسم الشمالي وقد خصصنا لها يومين، وخمسة ضمن منطقة القسم الجنوبي، يكون اليوم الثالث مُخصصاً لمسح منطقتها القريبة من ناحية الضلوعية، ومنها نعود أدراجنا مباشرة الى بغداد، كما أتفقنا على أن نَتخذ من أحد البيوت المُستأجرة سابقاً من قبل مؤسسة الأثار بالقرب من سد العظيم عند جبل حمرين مقراً لنا، والذي يبعد بحدود عشرة كيلومترات عن منبع قناة القسم الشمالي من السد الغاطس، حيث يُعتبر موقعه ملائماً جداً بالنسبة لنا كي ننطلق منه بمسوحاتنا، مُتتبعين القنوات المائية للمشروع بتجاه الجنوب والغرب.
انطلقنا في صبيحة اليوم التالي الأثنين لإداء مهمتنا، متوجهين الى مقرّنا في منطقة العظيم عند سلسلة جبال حمرين، سالكين في البداية الطريق المُتجه الى قضاء "الخالص" الذي يبعد بحدود سبعة وستين كيلو متراً الى الشمال من العاصمة بغداد، والمُمتد موازياً للجهة الشرقية من نهر دجلة، ليمّر تباعاً بنواحي "الراشدية" و"الغالبية" و"هِبهب"، إضافة الى عشرات القرى الصغيرة والكبيرة المنتشرة على جانبي الطريق تحيطها الأراضي والحقول الزراعية، التي بدت بفعل الأمطار كأنها سجادة خضراء كبيرة تمتد نحو الأفق.
ورغم أن الطريق كانت موحلة بسبب الأمطار، مما يقتضي الانتباه والتأني أثناء القيادة، إلا أن تلك المناظر الجميلة الخلابة مَنحتنا قسطاً كبيراً من التأمل والاسترخاء لتجعلنا نَنسى كل شيء حتى المهمة التي جئنا من أجلها، وخصوصاً عند وصولنا "الخالص" ومرورنا وسط بساتينه الجميلة ذات الأسوار المُشيّدة بالطوف "الكتل الطينية"، والعامرة بأشجار الحمضيات والنخيل الشامخ بهاماته نحو السماء، لتبدو ثمار البرتقال و"النارنج" والليمون الحلو والليمون الحامض والحلو المتدلية بكثافة تفوق أوراقها، كمصابيح ملونة تزداد توهجاً مع هطول الأمطار، مالئة الجو على امتداد الطريق بعبقِ روائحها الأخّاذة الطيبة، ولتجعل كل من يَمّر بها بسيارته يفتح نوافذها رغم شدة البرد، كي تتلقف رئتيه شيئاً من تلك الروائح الزكية، أو التوقف عندها لشراء بعضاً من تلك الفواكه الطازجة المُعبأة بأقفاص جميلة مَعمولة من جريد السَعف، حيث أعتاد المزارعون عرضها أمام بساتينهم لغرض بيعها للمارة العابرين.
يُعتبر "الخالص" أكبر قضاء تابع لمحافظة ديالى، مناخه مُعتدل صيفاً وغزير الأمطار شتاءً، يبلغ عدد سكانه بحدود مئة وأربعين ألف نسمة، ينتمون الى عشائر عربية عريقة، منها.. "العِزة"، "خفاجة"، "المكامدة"، "البو عامر"، "العبيد"، "المجَّمع"، "البَيات"، "بني تميم"، "الخزرج"، "المراسمة"، "القيّسية"، "شمّر"، "الكَرطان"، "العنبكَية". وهو يضّم أربع نواحي هي.. "المنصورية"، "العظيم"، "السلام"، "هِبهب" التي اشتهرت سابقاً وعلى وجه الخصوص وبسبب كثرة انتاجها للتمور بصناعة مشروب "العَرَق" الروحي، الذي كان من الجودة بحيث أنه غدا منافساً لـ"عرق" مدينة "بعشيقة" الشهير في محافظة نينوى.
ويَمّر من هذا القضاء أحد أهم الطرق في العراق الذي يربط الوسط بالجنوب، كما عُرف عبر تاريخه الطويل ببساتينه العامرة بأشجار النخيل والحمضيات، بسبب جودة تربته ووفرة مياه الارواء فيه، وكان يُسمى سابقاً "ديلتاوة"، ولا يُعرف تماماً معنى هذا الاسم، لكن من الراجح أنه مُحوّر عن الكلمة الفارسية "دلتا باد" والتي تعني "دولة أباد"، وهو أسم لإحدى القرى الواقعة في منطقة "النهراون" خلال العصر العباسي، ومن الآراء أيضاً تذهب الى أن هذه التسمية مُشتقة من كلمة "دلتا" أي المنطقة المحصورة بين نهرين، وهذا ما ينطبق تماماً على هذه الارض، حيث أنها تتوسط المسافة بين نهري دجلة وديالى لتُمنحها تلك الخصوبة، أما أسم "الخالص" ففي الغالب أنه مُعرّب عن الكلمة "الفرثية" "خلاسار" التي لا يُعرف معناها على وجه التحديد.
بعد مرورنا بـ"الخالص" سَلكنا الطريق المهم القاطع لجبال حمرين والذي يصل حتى مدينة كركوك، ويَمّر خلالها بناحية "العظيم" التي تبعد عن "الخالص" بمسافة خمسة وخمسين كيلومتراً، وهذا الطريق يقطع في بدايته الأرض الفضاء المُنبسطة المحصورة بين نهري ديالى والعظيم المُسماة بـ"الغرفة"، والمذكورة في كتب البلدانيين العرب باسم "طفر"، التي تمتد لمسافة تقارب السبعين كيلومتراً تبدأ من شمالي "الخالص" بمسافة ثمانية كيلومترات، وحتى سفوح جبل حمرين، يستصلحها سكان القرى البعيدة لزراعة الحنطة عن طريق الإرواء الدَيمي، كما ويُلاحظ على جانبي الطريق الكثير من الثعالب والارانب البرية وهي تَتراكض هنا وهناك داخل بيئتها الطبيعة.
علماً أن هذه المنطقة كانت في السابق ملاذاً آمناً وموطناً لحياة العديد من الحيوانات البرية التي أختفى معظمها للأسف، مثل القطط الوحشية والغزلان والخنازير، بل وحتى الفهود التي كانت تُعرف بـ"النمور الفارسية" حسب ما يرويه أهالي المنطقة، بالإضافة الى أنواع كثيرة من الطيور مثل "القطاة" و"الدرّاج" و"السمّان"، مما جعلها مَقصداً لهواة الصيد ومُحبي التجوال في البراري المفتوحة. كما وتنتشر في هذه البقعة الواسعة العديد من التلال الأثرية، جاوز عددها العشرين، جميعها مثبّتة في سجلات المؤسسة الآثارية العراقية، منها.. تل "حلاوة"، تل "سعيّدة"، تل "العطر"، تل "الأحمر"، تل أبو راسين"، تل "كَبر البنات"، تل "طويزح"، وجميعها تمثل بقايا مستوطنات مندثرة، تشير ملتقطاتها السطحية من كِسر فخارية وقطع طابوق كبير الى عائديتها الى الفترتين "الفرثية" و"الساسانية"، بالإضافة الى الاسلامية التي تلتهما.
وما كان يلفت النظر في هذا الطريق وجود معسكر المعارضة الايرانية "مجاهدي خلق"، عند منتصف المسافة تقريباً بين "الخالص" و"العظيم"، والذي سُميَّ "معسكر أشرف"، نسبة الى "قرية أشرف" التي شُيّد عليها ولمسافة تتجاوز العشرة كيلومترات، ليغدو بمثابة مدينة صغيرة مَنحتها لهم الحكومة العراقية آنذاك، بعد تسليحهم وتجهزيهم بشتى أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مقابل أن يكونوا مرتزقة لها تستغلهم لمصلحتها عند الحاجة، أما في مواجهة أيران أو لقمع المعارضة العراقية الآخذة في النمو خلال تلك الفترة، وبالفعل فقد كان لهؤلاء المرتزقة دور سلبي جداً خلال انتفاضة آذار التي اندلعت ضد النظام الحاكم عام 1991، حيث ساهموا بقمع العديد من الفصائل المنتفضة حينها.
كانت ناحية "العظيم" عند مرورنا بها بمثابة بلدة صغيرة تابعة لمحافظة ديالى، يسكنها حوالي ثمانون الف نسمة من عشائر "العزّة" و"العبيد"، وقد سُميّت باسمها هذا نسبة إلى نهر العظيم الذي يَمّر الى الغرب منها بمسافة لا تتجاوز الكيلومتر، وتكمن أهمية هذه الناحية في طريقها الهام الذي يربط مدينة كركوك بالعاصمة بغداد. وبعد اجتيازه هذه "الناحية" يأخذ الطريق بالامتداد موازياً لنهر العظيم الذي يُعتبر الحدّ الطبيعي الفاصل بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، كما يُعتبر بطوله البالغ مئتين وثلاثين كيلو متراً من منبعه في منطقة جبال "قرة داغ" التي تعني "الجبل الأسود"، وحتى مَصَبه جنوب ناحية "الضلوعية" بمسافة تقارب الخمسة كيلومترات رابع روافد نهر دجلة، والوحيد منها الذي ينبع من داخل الأراضي العراقية.
حيث تتجمع مياهه من السيول الكثيرة خلال موسم الأمطار في المنطقة الجبلية، كما تغذيه أيضاً ثلاثة أنهر صغيرة هي.. "آق صو" ويَمّر بمدينة "طوزخورماتو"، و"طاووق صو" ويَمّر بمدينة "داقوق" التي وردت في المصادر البابلية والآشورية بصيغة "داقوقا"، علماً أن هذا النهر قد ورد في المصادر الساسانية القديمة باسم "باسرا"، و"خاص صو" الذي يُعرف أيضاً بنهر "الخاصة" ويَمّر بمدينة كركوك(1). وكان نهر العظيم قد وَرّد في المصادر البابلية والآشورية باسم "ردانو" التي تعني "الذراع"، ومن الطريف ذكره هنا أننا حتى اليوم لانزال نستخدم هذه الكلمة بقولنا "ردان الثوب" أو "ردان القميص"، أي ذراعه، كما أنه ورد وفي الكتابات العربية بنفس الصيغة تقريباً هي "الراذان"، أما في المصادر اليونانية والرومانية فقد ذُكر باسم "فيسكوس".
والى الشمال من ناحية "العظيم" بمسافة تقارب الثلاثين كيلو متراً وصلنا ناحية "أنجانة"، وهي المحطة الأخيرة قبل وصولنا لمقرّنا في جبل حمرين، بالقرب من موقع سد العظيم الذي يُعتبر أحد أكبر مشاريع الري في العراق، غايته السيطرة على فيضان هذا النهر وتأمين كميات المياه اللازمة لري المساحات المزروعة في حوض العظيم، حيث تبلغ سِعته التخزينية حوالي مليار ونصف متر مكعب، بالإضافة لتوليده كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية. وكان هذا الطريق يقتضي مُرورنا ببقايا السد التاريخي القديم الموجود في هذه المنطقة، والذي تُعرف بقاياه اليوم بـ"البَند" والمُسمى من قبل أهالي المنطقة بـ"بَند العظيم"، والذي كان يُعد واحداً من أضخم المشاريع الإروائية في وادي الرافدين، أثبتت البحوث بعائديته الى الفترة الساسانية (2).

الهوامش:

1_ "آق صو" تعني "الماء الأبيض".. "طاووق صو" تعني "ماء مدينة داقوق".. "خاصة صو" تعني "الماء الخاص"، أما "طوزخورماتو" فتعني بالتركية "الملح والتمر".
2_ سَبق للكاتب أن نَشر بحثاً مُفصلاً عن موقع وهندسة سد "البَند" الأثري وتاريخ تشييده وأسلوب عمله الإروائي.



#حامد_خيري_الحيدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غُروب سانتوريني ... قصة قصيرة
- عُيون اللازَورد ... قصة قصيرة
- قصة أكتشاف أكبر معبد دائري في وادي الرافدين ... القسم الرابع ...
- قصة أكتشاف أكبر معبد دائري في وادي الرافدين ... القسم الثالث
- قصة أكتشاف أكبر مَعبد دائري في وادي الرافدين ... القسم الثان ...
- قصة أكتشاف أكبر مَعبد دائري في وادي الرافدين ... القسم الأول
- نظرة على سَد البَند الأثري
- خلف أسوار السنين .. مشاهدات من واقع المجتمع العراقي ... القس ...
- خلف أسوار السنين .. مشاهدات من واقع المجتمع العراقي ... القس ...
- خلف أسوار السنين .. مشاهدات من واقع المجتمع العراقي ... القس ...
- خلف أسوار السنين .. مشاهدات من واقع المجتمع العراقي ... القس ...
- خلف أسوار السنين .. مشاهدات من واقع المجتمع العراقي ... القس ...
- خلف أسوار السنين .. مشاهدات من واقع المجتمع العراقي ... القس ...
- طرائف الأخبار في عمل الآثار
- آثار مَنسية في محافظة كربلاء
- أطفال العراق يقهرون الظلام
- لغز مَدافن المَلكات الآشوريات في مدينة النمرود
- كركوك مدينة التاريخ والتآخي والقلعة الشامخة
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم الثامن
- أم الربيعين .. تاريخ وصور وذكريات ... القسم السابع


المزيد.....




- ماكرون يؤكد من واشنطن خلال لقائه ترامب أن السلام لا يمكن أن ...
- الدفاع الروسية: خسائر أوكرانيا في محور كورسك تجاوزت 220 جندي ...
- شاهد: بالهتاف والأعلام وبوجوه مخفية.. مسيرة لمجموعة يمينية م ...
- البرد القارس في غزة يودي بحياة 6 أطفال رضّع ويهدد حياة آخرين ...
- ميرتس يؤكد أن بإمكان نتنياهو زيارة ألمانيا رغم مذكرة الجنائي ...
- بعد هجوم مولوز.. باريس تضغط على الجزائر لاستعادة مواطنيها ال ...
- فيديوهات فاضحة.. تفاصيل حبس بلوغر مصرية شهيرة
- -CNN-: وفاة عميل الخدمة السرية الأمريكية الذي حاول إنقاذ الر ...
- إعلام عبري: حماس ستسلم مصر 4 جثث لإسرائيليين
- بيسكوف: الشراكة الاستثمارية بين موسكو وواشنطن ممكنة بعد تسوي ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد خيري الحيدر - ذكريات آثارية ... مَسح آثاري لمَشروع رَي الضلوعية عام 1994 .. القسم الأول