أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام حافظ - -رمضان في السجون المصرية: آلاف المعتقلين بين القهر والحرمان-














المزيد.....


-رمضان في السجون المصرية: آلاف المعتقلين بين القهر والحرمان-


إسلام حافظ
كاتب وباحث مصري

(Eslam Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعتقلون في مصر يدخلون شهر رمضان وسط أوضاع مأساوية تتفاقم عامًا بعد عام حيث يعيش آلاف السجناء السياسيين في ظروف احتجاز غير إنسانية بينما تتجاهل السلطات النداءات الحقوقية والمطالبات المحلية والدولية بالإفراج عنهم أو تحسين أوضاعهم داخل السجون ومع دخول الشهر الفضيل الذي يفترض أن يكون شهر الرحمة والتسامح يعاني هؤلاء المعتقلون من الحرمان من أدنى حقوقهم الإنسانية مثل الرعاية الصحية الكافية والغذاء المناسب والتواصل مع أسرهم في الوقت الذي تروج فيه الدولة لصورتها عبر مبادرات العفو الرئاسي التي لم تؤد إلى أي تغيير جوهري في المشهد القمعي المستمر منذ أكثر من عقد

داخل الزنازين الضيقة والمكتظة يواجه السجناء السياسيون ظروفًا بالغة السوء حيث الحرمان من التهوية الجيدة والمياه النظيفة مع انعدام الحد الأدنى من الرعاية الطبية وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض المزمنة بين المعتقلين وتفاقم حالات المصابين بأمراض خطيرة مثل السرطان والفشل الكلوي وأمراض القلب بينما يتم تجاهل طلباتهم المتكررة للحصول على العلاج وتوثق منظمات حقوق الإنسان حالات وفاة داخل السجون بسبب الإهمال الطبي المتعمد حيث فقد العشرات حياتهم خلال السنوات الأخيرة نتيجة الحرمان من الدواء أو التأخير المتعمد في نقلهم إلى المستشفيات وبينما يواصل المعتقلون معركتهم اليومية للبقاء على قيد الحياة تعيش عائلاتهم معاناة لا تقل قسوة حيث ينتظرون بفارغ الصبر أي أخبار عن ذويهم ويواجهون صعوبات اقتصادية واجتماعية بسبب غياب المعيل الأساسي فضلًا عن القيود الأمنية التي تمنعهم من الحديث عن معاناة ذويهم خوفًا من التعرض للملاحقة الأمنية

في السنوات الأخيرة توسعت الدولة في بناء السجون بشكل غير مسبوق حيث تم إنشاء 35 سجنًا جديدًا بعد 2011 ليصل إجمالي عدد السجون في مصر إلى 78 سجنًا وهو ما يعكس حجم التوسع في سياسات القمع والاعتقال السياسي في الوقت الذي كان من المفترض أن يتم فيه توجيه الموارد نحو تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين بدلًا من استثمارها في بنية تحتية لقمع المعارضين وتشير تقديرات حقوقية إلى وجود أكثر من 60 ألف معتقل سياسي في السجون المصرية بينهم صحفيون وأكاديميون ونشطاء سياسيون ومدافعون عن حقوق الإنسان بل وحتى مواطنون عاديون لم يكن لهم أي نشاط سياسي سوى التعبير عن آرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو المشاركة في وقفات احتجاجية سلمية ومن بين هؤلاء يوجد مئات الأطفال الذين تم اعتقالهم في سن صغيرة وتعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة داخل أماكن الاحتجاز

مع دخول شهر رمضان تتزايد معاناة المعتقلين حيث تفرض قيود إضافية على إدخال الطعام من الخارج وهو ما يجعل السجناء يعتمدون بشكل أساسي على الطعام المقدم من إدارة السجن الذي غالبًا ما يكون غير كافٍ وغير صحي ما أدى إلى إصابة العديد منهم بسوء تغذية حاد إضافة إلى ذلك يتم منع كثير من المعتقلين من أداء الشعائر الدينية بشكل طبيعي حيث يتم التضييق عليهم في ممارسة الصلاة الجماعية أو قراءة القرآن وهو ما يحرمهم من الأجواء الروحانية التي تميز هذا الشهر الكريم وتؤكد شهادات مسربة من داخل السجون أن بعض المعتقلين يقضون رمضان في زنازين انفرادية دون أي فرصة للتواصل مع الآخرين أو تلقي زيارات من أسرهم التي تضطر إلى الانتظار لشهور طويلة قبل أن يُسمح لها برؤية ذويها

في مواجهة هذه الأوضاع الكارثية تبرز عدة حلول يمكن أن تخفف من معاناة المعتقلين وتساهم في تحسين أوضاعهم على رأسها ضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين الذين لم يرتكبوا أي جرم سوى ممارسة حقهم في التعبير عن آرائهم حيث يجب أن يتم إطلاق سراح الصحفيين المحتجزين بسبب عملهم والإفراج عن النشطاء السلميين ووقف استخدام الحبس الاحتياطي كأداة للعقاب السياسي كما ينبغي أن يتم تحسين أوضاع السجون وفقًا للمعايير الدولية بحيث يحصل المعتقلون على الرعاية الصحية اللازمة ويتم السماح لهم بالتواصل مع أسرهم بشكل منتظم كذلك يجب أن يكون هناك ضغط حقوقي ودولي مستمر لإجبار السلطات على وقف الانتهاكات الجسيمة داخل أماكن الاحتجاز ومحاسبة المسؤولين عن حالات التعذيب والإهمال الطبي والوفيات داخل السجون وأخيرًا لا يمكن فصل قضية المعتقلين السياسيين عن السياق العام الذي تعيشه مصر حيث يتطلب الأمر إصلاحًا سياسيًا حقيقيًا يفتح المجال العام أمام المعارضة السلمية ويضع حدًا لسنوات من القمع والاستبداد التي لم تؤدِ إلا إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وتعميق حالة الاحتقان داخل المجتمع المصري

وبينما يدخل المعتقلون عامًا جديدًا من رمضان داخل زنازينهم يظل الأمل معلقًا بأن يتحرك المجتمع لإنهاء معاناتهم وإعادتهم إلى أسرهم ليتمكنوا من مشاركة أحبائهم مائدة الإفطار بدلًا من قضاء الشهر الكريم في العزلة والقهر خلف القضبان



#إسلام_حافظ (هاشتاغ)       Eslam_Hafez#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة الدفاع الجوي: عشر سنوات على الجريمة والعدالة الغائبة
- مذبحة بورسعيد.. جريمة العسكر التي لن يغفرها التاريخ
- -المنفى وطنٌ من رماد-
- إضراب ليلي سويف: صرخة أمٍّ في وجه الظلم
- 25 يناير: أنشودة الحرية التي لا تموت
- -عصر السيسي الذهبي للنساء: أكذوبة تُخفي القمع والاستغلال-
- -القمع خلف ستار التحرر: معتقلات المنازل ومعاناة المرأة السعو ...
- -نظام السيسي: شعارات للبرمجة وقمع للحرية... مصر تحتضر في ظل ...
- إحنا بتوع التحرير..!
- -الظلم لا يدوم... وصوت الحق أقوى من السجون-
- نظام السيسي: استغلال الضرائب لتكريس الفشل الاقتصادي
- -2024: عام القمع والإخفاء القسري في مصر-
- رسالة الي الوالي..
- ثورة يناير: الحلم الذي لن يموت
- خطر الجولاني على سوريا: هل ينتظر السوريون نفس مصير المصريين ...
- القصور الفاخرة مقابل العيش الكريم.. كيف يرسخ النظام فجوة الط ...
- -حين ينكر الواقع نفسه: عن الدم والمال... والأيدي البيضاء-
- شوارع المحروسة
- مصر السجن الكبير
- مصر .. السجن الكبير


المزيد.....




- كييف: 70% من الأوكرانيين لن يعودوا إلى وطنهم
- موسكو: أوروبا التي اختارت نهج العسكرة فقدت حق المشاركة في ال ...
- وزير الخارجية الفرنسي يعلن اتخاذ قيود على دخول -شخصيات جزائر ...
- مكتب ترامب الصحفي يجرد جمعية مراسلي البيت الأبيض من صلاحياته ...
- على خطى الأندلسيين.. 3 إسبان في طريقهم إلى الحج على ظهور الخ ...
- 155 أفغانيا مهددون بالملاحقة من طالبان يصلون ألمانيا (فيديو) ...
- اقتراب خطير بين طائرتين بمدرج مطار شيكاغو كاد يؤدي إلى كارثة ...
- مرشح للرئاسة البولندية يطالب أوكرانيا بوقف تمجيد ستيبان باند ...
- ختام مؤتمر الحوار الوطني ببنود تدعو لبناء -سوريا الجديدة-
- لحظة الهجوم على القنصلية الروسية في مارسيليا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام حافظ - -رمضان في السجون المصرية: آلاف المعتقلين بين القهر والحرمان-