أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - السيد بوتين إنها فرصتك الآن فتقدم















المزيد.....


السيد بوتين إنها فرصتك الآن فتقدم


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" ليس اقرب من غزة الى غرب اوروبا طريقا لشرقها ولكل جهات العالم القديم "

سيدي الرئيس فلاديمير بوتين يبدو ان العالم يتغير رغما عن انف الجميع فهي سنة الحياة ولا شيء ثابت على الارض فالماء والهواء والرمال وحتى التراب ايضا يتحرك فالثبات هو صفة الجماد الميت في ارض لم تعرف الثبات يوما لكن الحال اليوم بدا يتغير فما يسمى بالولايات المتحدة تسعى الى الانتقال بالأرض الى عالم جديد تسود فيه ولا احد سواها وقد لا اكون مغاليا ان قلت انها فحصت العالم على مدى عقود ووصلت الى قناعة مطلقة ان بإمكانها ان تفعل ما تشاء دون ان يعترضها احد وقد كانت غزة النموذج الاكثر وقاحة عبر التاريخ ودائما ظل الاتحاد السوفياتي والصين هي ازمتها الوحيدة وبعد ان انتهت من الاتحاد السوفياتي سعت الى تحويل اشتراكية الصين وشيوعيتها الى رأسمالية الدولة على طريقة الراس مال غير المغامر وهو عادة ما يكون راس مال وسيط يخدم الاكبر على حساب الاصغر ويجني الربح المضمون مكتفيا بالصورة دون المضمون وقابلا بدوره ما دام مضمونا
على يد ترامب تحاول الولايات المتحدة الانتقال الى مرحلتها التي تريد وهي اشعال العالم بالحروب والبقاء بعيدة بمعنى ادارة الحروب في كل جهات الارض لكي تتخلص من الجميع فالضعيف يغيب والقوي منهك ولا تبقي الولايات المتحدة لذاتها الا دول امريكا اللاتينية التي لا تفكر بمواجهة دولة مثل الولايات المتحدة وبعض دول امريكا الشمالية الراضية عن سلامها.
ثلاث ازمات امام الولايات المتحدة الاولى هي الشرق الاوسط وهي تسعى اليوم لترتيب اوراقها هناك عبر اداتها الاهم دولة الاحتلال في فلسطين لكي تمنع ايا من العرب او المسلمين من الوحدة وقد اسست لذلك طويلا منذ الحرب العراقية الايرانية وما تلاها والثانية هي الصين وقد اشتغلت على تربة مناسبة للانقضاض عليها بعد ان اشغلتها بازدهار اقتصاد خادم لاقتصادها واقتصاد غيرها وهو اقتصاد تكميلي في معظمه الى جانب ان الكثرة السكانية ليست بالضرورة مصدر قوة وهي الان امام ازمة بحر الصين الجنوبي مع الفليبين واندونيسيا وماليزيا وفيتنام وبروناي الصغير قوة القوية مالا وتايوان المنشقة عن الام والمعتدة بالحماية الامريكية التي ستبدأ امريكا بالاقتراب من رفعها لتشجيع الصين على الاقتراب وتبقى افغانستان وباكستان وقضية مسلمي الصين التي غذتها امريكا جيدا وترغب الهند بشكل او بآخر بإضعاف الصين لتحل مكانها.
بقيت بلادكم كأخطر جبهة حقيقية على مشروع الامبراطورية الامريكية الراغبة بالانتقال الى مرحلة تحطيم النظام العالمي القائم والانتقال به الى عالم اقتصاد المعرفة بقيادتها كسيدة لإمبريالية المعرفة المسلحة والتي تزاوج اليوم بين المال والمعرفة لصالح سلاح السطو بالمعرفة لاستعادة المال المنثور في جيوب البشر عبر اسكات عقولهم واستنهاض بطونهم او التخلص منهم بانتقائية تشبه انتقائية هتلر ولذا فالخطر على الكون اكبر بكثير مما يتخيل البعض.
الابواب مفتوحة لكم اليوم فما بدأته امريكا بايدن لم يفلح في اضعاف بلادكم ولا في عزلها فقد جاءت اليكم ايران وكوريا الشمالية وغازلتكم الهند ولا زالت وتدرك الصين حاجتها لكم وهي تدرك ان هذه الحاجة باتت تتصاعد فهل تقترب منكم ام تنحني لأمريكا ترامب لكن غلطة الشاطر بألف وهو ما اعتقده بتفكير ترامب بعقل ايلون ماسك اي المعرفة مع القوة " المال والعنف المسلح بالمعرفة نارا " فكما تريد امريكا حربا في اسيا تضعف من خلالها الصين تريد ايضا حربا في اوروبا تضعف من خلالها الجميع وفي المقدمة روسيا وتعود لتسطو على اوروبا ولكن هذه المرة دون قوة الشراكة بل بضعف المنهك من الحروب ويحلم بمارشال امريكي جديد يخرجه من ازمته.
يصحو اليوم في اوروبا الممزقة اليمين على ذاته كما هو الحال في الانتخابات التشريعية في فرنسا وكذا اليوم في المانيا وصعود اليمين القومي في عديد الدول وبرعاية امريكا في كل مكان طمعا بتدمير هذه البلدان معا فهو من جانب يعلن انسحابه من دعم اوكرانيا ومن جانب اخر يشجع تدخل عسكري اوروبي ويكتفي بالسطو على خيرات اوكرانيا مبكرا ويقدم نفسه لكم كصانع سلام يشجع غيره للحرب عليكم علما بان عديد من قوى اليمين القومي وخصوصا في المانيا يرون العكس ويرون في بلادكم حليفا ان امكن ايجاد الوسيلة لقطع الطريق على امريكا ترامب وخلق تحالف فوري مع قوى اوروبا الصاعدة وتحويل مسارها لخدمة اوروبا شرقها وغربها واذا ما امكن لهذا التحالف ان يلفت انتباه الصين والهند فان مؤامرة ماسك الترامبي لن تجد طريقها للحياة وسيتحول العالم من امبراطورية امريكا الى امبراطورية ناسه وبدل اللجوء الى نظرية المليار الذهبي يمكن ان نصل الى نظرية ذهب البشر كلما ازدادت الارض غنى بناسها فالفرصة اليوم متاحة يا سيدي فلا تلتفت الى ما يريد لك ترامب ان تلتفت اليه ويكفي ان تراه يغازلكم من جهة ويدعو اوروبا لحماية اوكرانيا ضد بلادكم ويقدم اوراق سطو على خيراتها قبل كل شيء فمتى يمكننا ان نصل الى نظرية الحياة القائلة بان الذهب الحقيقي هم البشر وان حياة الروح اسمى وارقى من حياة دولار امريكا الذي تحول الى ورق بلا قيمة الا قيمة السطو على يد نيكسون ويسعى ليتحول الى نقد الوهم على يد عملات ماسك وترامب الالكترونية.
حتى الان لا زال اليمين غير قادر على السيطرة وحده على اطراف اوروبا وهو مجبر على التحالف مع سواه ولذا فان الفرص امام الوسط او الاشتراكيين لرد الصاع صاعين لترامب لا زالت قائمة وهي الاداة التي يمكن اللعب عليها مع قوى الوسط ويسار الوسط في اوروبا خصوصا وان ترامب يلعب الان لعبته على المكشوف فهو من جهى يتفاوض مع روسيا نيابة عن اوكرانيا وبتغييب لأوروبا مع تلميح بانه سيتخلى وبالمقابل يطلب اتفاقية معادن بعد ان تنازل عن فكرة 50% من اوكرانيا ثم سيسمح لأوروبا بالغرق في حرب مع بلادكم سيكون ثمنها شراء المزيد من السلاح الامريكي وانفاق اكثر ودمار اكثر وسيشكل ذلك ارهاقا للاقتصاد الروسي والاوروبي معا وسيكون المنتصر الوحيد هو من لم يخسر شيئا اي الولايات المتحدة.
ان اخطر ما يعلن الان هي رغبة امريكا ترامب بالسطو على غزة بوابة للنار من شرق المتوسط على غربه فليس لغزة قيمة حقيقة بعد غازها الذي يمكن للولايات المتحدة ان تسطو عليه دون ان تسطو على الارض بألف شركة وشركة ووسيلة ووسيلة وكذا قناة بن غوريون التي يمكن الاستغناء عنها بإضعاف مصر والسطو على القناة كما يحاول السطو على قناة بنما او معادن اوكرانيا ولذا فان غزة بوابة غرب المتوسط الاخطر عند الضرورة فعادة ما يختار اللص اقرب الشبابيك واسهلها للدخول الى هدفه وليس اقرب من غزة الى غرب اوروبا طريقا لشرقها ولكل جهات العالم القديم.
ان عديد من دول العالم تجد نفسها اليوم عرضة للابتزاز من قبل هؤلاء اللصوص بعد ان جربوا صمت العالم على غزة والسودان دون ان يحرك احد ساكنا وتذكر جيدا من امتنع عن التصويت غير بلادكم ضد قرار مجلس الامن الكاذب بشان غزة في مجلس الامن والمقدم من الولايات المتحدة ولذا فان عدد الغاضبين من سياسة السطو الترامبي يتزايد فإلى جانب اوروبا المغدورة هناك كندا والمكسيك وبنما وتركيا والسعودية ومصر وحتى اوكرانيا نفسها ولذا فان مشروع سلام روسي مع اوروبا تجاه اوكرانيا بدعم تركي سيفشل مخططات ترامب ويصنع قطبا خطيرا يخرس احلام اسياد ترامب الدمية خصوصا اذا ما انضم الى هذا الحلف من سيخشون على بلادهم ومصالحهم في البحور الأبيض والاحمر والاسود.
سيدي الرئيس فلاديمير بوتين المحترم
لقد كان لبلادكم في القرن الفائت شرف ردع احلام الامبراطورية الرأسمالية الأمريكية واعتقد ان شرف ردع هذه الاحلام في القرن الحالي تبدو وكأنها تقع على عاتقك بلادكم ايضا ولذا اريد تذكيركم بالقول الاذكى للرجل الاغبى في التاريخ حين قال دونالد ترامب في خطاب القسم " ان الحروب التي تنتصر بها هي تلك الحروب التي لا تخوضها " فقد ترك بلادكم وتركيا تقتتلان في سوريا وسطا هو على نفطها وفعل ذلك في ليبيا ايضا وفي اماكن عدة ولذا فإنني اعتقد ان التفكير بهذا القول يثبت ان ترامب مجرد بوق غبي لخطط اذكى يصوغها اليوم سادة المشروع الأوقح في التاريخ وهم ما اسميهم " امبرياليوا المعرفة ".



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 9
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 8
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 7
- السابع من اكتوبر ضرورة ام خطيئة
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 6
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 5
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 4
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي -
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - ( 2 )
- إمبريالية المعرفة -1 -
- أبو عبد الله الصغير السوري ومستقبل محور المقاومة
- يا أهل غزة فجروا سلاحكم النووي الآن
- هزيمة الأعداء بالنصر المؤجل
- من 181 الى 1701 حتى غزو لاهاي
- أيها الصامتون إنتظروا دوركم
- سُباتنا هذا الى متى؟
- أفواه الغزيين تخرج عن الخدمة
- الإعلام العربي بين الغباء وخدمة الاعداء
- يحيى حسن إسماعيل
- الهدف راس المقاومة الفلسطينية والشعب والقضية


المزيد.....




- برلماني أردني عن الملك: تهجير الفلسطينيين إلى الأردن يعني ان ...
- لماذا تنشر إسرائيل دبابات في الضفة الغربية؟.. مراسل CNN يشرح ...
- إسرائيل ترسل دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ 20 عامًا. ...
- البابا فرنسيس يعاني من الالتهاب الرئوي الثنائي، فما هو هذا ا ...
- مظاهرة أمام مقر -ميرسك- في كوبنهاغن واتهامات للشركة بنقل معد ...
- العرب وإسرائيل في ذكرى اتفاقية رودوس: تحولات وتحديات
- ميرتس يسعى لفك الارتباط العسكري الألماني بواشنطن .. فهل ينجح ...
- مشروع اتفاقية المعادن: أوكرانيا ستحول نصف عائداتها إلى صندوق ...
- العالم المصري يرد على التشهير به.. زاهي حواس ينفي تعرض تمثال ...
- كوريا الجنوبية تلغي قيودا مفروضة على إرسال معدات طبية إلى رو ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - السيد بوتين إنها فرصتك الآن فتقدم