أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالرحيم كمال - حين تكون الثقافة “حيطة مايلة”.. يصبح الفن بالمزاد.. والإبداع بالكيلو!!














المزيد.....


حين تكون الثقافة “حيطة مايلة”.. يصبح الفن بالمزاد.. والإبداع بالكيلو!!


عبدالرحيم كمال
كاتب

(Abdulrahim Kamal)


الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 12:04
المحور: قضايا ثقافية
    


شاهدت منذ فترة إحدى حلقات برنامج "حديث العرب" على القناة الفضائية المصرية الأولى، وتقدمه "درية شرف الدين".. ضيف الحلقة كان المخرج المسرحي "عصام السيد" الذي بات علما في إخراج المسرحيات الغنائية تحديدا.
بقدر سعادتي باختيار "عصام السيد" ضيفا، كان ألمي.. فالحوار الذي اعدته "د. درية شرف الدين" وهي من أفضل من أنجبهم التليفزيون المصري، ومن أفضل من يتناول موضوعا ثقافيا، ولا ننسى ارتباط اسمها لدينا بالثقافة السينمائية، فقد حصلت على الدكتوراة من أكاديمية الفنون، وكانت موضوع أطروحتها سينمائيا، وكان بعنوان “السياسة والسينما في مصر من 1961- 1981”، وصدرت الطبعة الاولى منه في 1992، كما ارتبطت في أذهان الجماهير بواحد من أفضل البرامج الكلاسيكية في السينما، وهو برنامج "نادي السينما" وكان التليفزيون يقدمه أسبوعيا.. وبالمناسبة، فقد بُح صوتنا لإعادة البرنامج في ثوب جديد، مع برامج ثقافية/ جماهيرية هامة مثل "فن الباليه" وكانت تقدمه "ناهد جبر"، و"الموسيقى العربية" الذي كانت تقدمه "د. رتيبة الحفني"، و"صوت الموسيقى" وكانت تقدمه "د. سمحة الخولي"، و"العالم يغني" الذي كانت تقدمه "حمدية حمدي"، وهناك برنامج "العالم العربي يغني" الذي ظهر في آخر فترة الاهتمام بالصبغة الثقافية في تليفزيوننا العزيز.. وأيضا -ومن باب الأمانة- شاهدت بعض حلقات لبرنامج عن الموسيقى العربية قدمها المطرب "أحمد إبراهيم" في إحدى القنوات التليفزيونية الخاصة ولا أعرف إذا كانت هذه القناة ما تزال مستمرة في بث البرنامج أم لا.
مصدر الألم
مصدر الألم عندي جاء من شقين.. الأول أن الحلقة بكاملها تم عرضها بدون تضمين ولو مشهد واحد من المسرحيات التي تطرق إليها الحديث، خاصة مسرحيته الأخيرة "موش روميو وجولييت" التي قدمها للمسرح القومي بمشاركة "رانيا فريد شوقي" و"علي الحجار"، وقد ركز البرنامج على هذه المسرحية منطلقا منها وعاد إليها في الحوار.. وللأمانة فقد تم عرض لقطتين أُلتقطتا -بالموبايل- لفريق العمل أثناء البروفات.

هدم ذاكرة وطن
السؤال الذي يفرض نفسه هو: أليس التليفزيون تليفزيون الدولة، والمسرح والفرقة يتبعان الدولة، فلماذا التقصير في تصوير هذه الأعمال، ثم إن التليفزيون كوسيلة إعلامية من المفروض أن يغذي مكتبته والأرشيف بكل حدث جديد في كل المجالات، وإلا يكون قد ارتكب جريمة تتعدى مبنى التليفزيون وشاشاته لترفع معول هدم ذاكرة مصر وتشويه وجدان المواطن المصري.. وهو ما يعني خلو مكتبة التليفزيون من أشرطة لهذه الأعمال.
بل إن التليفزيون مطالب بتصوير كل مايحدث ويهم مصر التي يحمل هويتها -داخل مصر وخارجها- الأمر الذي يشير إلى إهمال تاريخ مصر وعدم الاهتمام بجمعه وتوثيقه، ناهينا عن التفريط فيما ورثناه من السابقين وقد بيع كثير من الأصول حتى وصل بعضها إلى إسرائيل.
سوابق كروية
الأمر نفسه نراه منذ سنوات وننظر له ببراءة في البرامج الرياضية، خاصة التي تتناول كرة القدم -وهي أكثر المواد جماهيرية- فهناك مسكتاة كبرى، حيث يخلو الحوارات والنشرات من أي لقطات للفرق المصرية وعلى رأسها المنتخب الوطني، والسبب أن التليفزيون ليس لديه شرائط هذه المباريات، وليس من حقه عرض لقطات فيديو لها لأنه لم يشتر حق عرضها.. وطبيعي أن تحتفظ الجهة صاحبة التصوير بحقها -سواء كان قناة تليفزيونية أو شركة- ولكننا نسأل مسئولي كل الشاشات المصرية -والتليفزيون الحكومي على رأسها- ألا يعني بث اللقطات التوثيقية جذب مزيد من المشاهدين ثم حرصهم على متابعة القناة، مما يعني زيادة نسبة الإعلانات بها؟.. إذن لماذا الإهمال في حق المشاهد، الذي ينعكس إهماله في الانصراف عن التليفزيون الوطني لمتابعة تليفزيونات غير مصرية.
الفن بالمزاد
مصيبة أخرى لكنها أشد وطأة أشار إليها المخرج المسرحي "عصام السيد" في حواره مع "د. درية شرف الدين" في برنامج "حديث العرب" بالقناة الفضائية الأولى لتليفزيون مصر، فماذا قال "السيد"؟
قال "عصام السيد" إن وزارة المالية وضعت تقنينا لتصوير العمل المسرحي، وهو أن يتم طرحه والإعلان عنه في مناقصة بالمزاد!!!!؟؟؟؟، نعم بالمزاد، وبالتالي ليس من حق أحد التساؤل عن مستوى هذا التصوير وهل يصلح للعرض التليفزيوني أم لا، ومدى العمر الافتراضي لهذه النسخ.. الأمر نفسه يشمل بقية فروع العمل الفني، فيتم إعلان مزاد عن طلب مخرجين، وآخر للمؤلفين وثالث للممثلين.. وهكذا إلى نهاية الطابور.. وإذا كان العمل عبر آلية المزاد، فالطبيعي أن يكون الحكم بالكيلو.
تجربة قديمة
هذه النقطة تعيدنا إلى ما قاله الاقتصادي الراحل "د. صلاح جودة" منذ سنوات طويلة في حديث عن آلية العمل في الكتاب المدرسي -موجود باليوتيوب- حين كشف أن تأليف الكتب المدرسية يتم بالمزاد، وطبعا الأقل سعرا يرسو عليه المزاد لتأليف هذا الكتاب أم ذاك.. وليس غريبا ولا جديدا رداءة مستوى الكتاب المدرسي محتوى وإخراجا، خاصة بمقارنته بالكتاب الخارجي.. وإذا كان بعض الظن إثما، فأعتقد أن الربط بين الجزئيتين -الجريمتين- ليس إثما، بل ليس ظنا، فطبيعي أن ناشري الكتب الخارجية يهمهم سوء مستوى منافسهم وهو الكتاب المدرسي.. والمعلومات تشير إلى هزيمة الكتاب الإلكتروني المدرسي أمام الكتاب الورقي، بما يعني أن الكتاب الخارجي للمناهج الدراسية سيظل على عرشه. “ويا جبل ما يهزك ريح”.

وعي ثقافي
ما نخلص إليه -وبدون سوء نية- أن كثيرا من المسئولين ليسوا مؤهلين ثقافيا وليس لديهم وعي يؤهلهم لتولي مناصبهم العليا.. وهنا نتساءل: إذا ما صدر قرار عجيب غريب مدهش من وزارة كبرى كوزارة المالية، وعلى رأسها الذي أصدر القرار، ألا يوجد من ينبهه إلى خطأ هذا القرار أو ذاك وما يثيره، سواء من مستشاريه في الوزارة، أو من مجلس الوزراء أو من الرئاسة.. صحيح أننا نكتب.. لكننا نعلم بتسيد المثل القائل: "ودن من طين.. وودن من عجين"، لكننا على أمل أن تكون الثقافة ليست "الحيطة الواطية" في هذا العصر.
كاتب وصحفي مصري



#عبدالرحيم_كمال (هاشتاغ)       Abdulrahim_Kamal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتحول -علاء الأسواني- للإحباط في -جمهورية كأنّ-؟
- هدم مقابر القاهرة.. خيانة الشعب والتاريخ
- رواية -وداد الحلبية- صراع الدين والوطن
- معنى العمل الفني
- “وعاظ السلاطين”.. الأزمة الدائمة في الأمة الإسلامية
- -بيت خالتي-.. رواية تفضح آلة التعذيب السورية
- موسى.. الجدل المتجدد بين الدين والعلم


المزيد.....




- بدون معطف أو حذاء وتتوسل للدخول.. طريقة معاقبة طفلة بالتبني ...
- مئات الألوف يشيعون حسن نصر الله الأمين العام الراحل لحزب الل ...
- فرنسا: محاكمة طبيب جراح اغتصب 299 طفلا
- الاتحاد الأوروبي يعلن تعليق عدد من العقوبات على سوريا
- داخل المعتقل الذي فضح فيه -قيصر- جرائم النظام السوري
- ألمانيا - خسارة مدوية لحزبين قد تحدد هوية الإئتلاف الحكومي ا ...
- بيسكوف: موسكو ترحب برغبة واشنطن في إعادة صياغة العلاقات الثن ...
- تقرير: الاتحاد الأوروبي ينفق على النفط والغاز الروسي أكثر مم ...
- طاقة غامضة داخل أهرامات مصر تحيّر العلماء.. هل سبق المصريون ...
- لافروف يشيد بالتعاون مع تركيا في الشأن السوري ويعلق على آثار ...


المزيد.....

- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبدالرحيم كمال - حين تكون الثقافة “حيطة مايلة”.. يصبح الفن بالمزاد.. والإبداع بالكيلو!!