أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة














المزيد.....


شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يظنّ المدعوون إلى جلسات الحوار الوطني أنهم بالفعل من سيقررون مصير البلاد؟
وهل يمتلكون شرعية تمثيل تطلعات الشعب السوري، أم أنهم مجرد شهود زور على مشهد يعاد إخراجه بوجوه مختلفة؟
هل يمكن أن تمثل هذه الاجتماعات الحوارية التمهيدية لانطلاق المؤتمر، خطوة حقيقية نحو بناء مستقبل سوريا، أم أنها مجرد استمرار لسياسة المماطلة التي كانت تعتمدها السلطة الساقطة سابقاً؟
أيّ "حوار وطني" هذا، إذا كان المشاركون فيه لا يمثلون الواقع السياسي السوري وتنوعه؟ وكيف يمكن اعتباره حواراً وطنياً إذا كانت اللجنة المُشكلة تستبعد عمداً قوى بارزة في الساحة السياسية السورية؟

التاريخ يعيد نفسه.. بحوارات شكلية
هذه الأسئلة تفرض نفسها بقوة في ظل المشهد السياسي المعقد، خاصةً عندما نستحضر تجارب سابقة لحوارات انتهت إلى لا شيء.
لننظر إلى الوراء قليلاً: في تموز 2011، عُقد لقاء تشاوري في دمشق برئاسة فاروق الشرع، خرج بتوصيات مهمة، لكنها ذهبت أدراج الرياح، كما حدث مع العديد من الحوارات التي أُجريت في المراكز الثقافية والفنادق وحتى المقاهي. كانت تلك اللقاءات مجرد أداة لإضاعة الوقت وإلهاء الشعب، بينما تعاملت السلطة مع التوصيات بإهمال واضح، وكأنها مجرد أوراق لا قيمة لها.
واليوم، لا يبدو أن الأمور تسير بشكل مختلف. فجلسات الحوار التمهيدية لمؤتمر الحوار الوطني التي عُقدت مؤخراً في بعض المحافظات لم تكن سوى تكرار باهت لما سبق، حيث دُعي المشاركون على عجل، دون أن يعرفوا حتى موضوع النقاش، فجاءت اللقاءات مخيّبة للآمال. لا جدول أعمال واضح، ولا بنود محددة، بل مجرد أحاديث عامة حيث "كلّ يغنّي على ليلاه".

حوار بلا تعددية.. نتائج بلا شرعية
هنا تستحضرنا القاعدة القانونية الشهيرة: "ما بُني على باطل فهو باطل". فإذا كانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني قد تشكلت من لون واحد، مع إضافة بعض الأسماء للتمويه، ولتزيين المشهد بمظهر "التعددية"، فكيف يمكن الوثوق بمخرجاتها؟
هذه اللجنة التي كان يُفترض أن تكون ممثلة لجميع أطياف المجتمع، جرى تشكيلها بإقصاء معظم القوى السياسية الفاعلة في البلاد، ما يجعلها غير قادرة على تمثيل التنوع الحقيقي في البلاد.
ثمّة خلط مقصود بين "مؤتمر الحوار الوطني" و"المؤتمر الوطني العام".
الأول لا يصدر سوى توصيات غير ملزمة، أما الثاني فهو الذي يمكن أن ينتج عنه قرارات حاسمة وواجبة التنفيذ. وحتى الآن، لم تُظهر السلطة أي نية لعقد مؤتمر وطني عام، ما يرسّخ الشكوك حول أن الهدف الحقيقي ليس الإصلاح، بل إضاعة المزيد من الوقت، والتذرّع أمام الداخل والخارج بأنها "لبّت مطالب الحوار"، بينما تمضي في تنفيذ أجنداتها الخاصة.

حكومة آذار.. نسخة عن لجنة الحوار؟
بناءً على ذلك، ليس مستبعداً أن تكون الحكومة المرتقبة، التي يُفترض تشكيلها في آذار، مجرد انعكاس للجنة الحوار نفسها: حكومة من لون واحد، مع بعض الوجوه الجديدة للتمويه، لكن دون أي تغيير جوهري. أي أن السلطة قد تستخدم الحوار كغطاء، بينما تُبقي زمام الأمور في يدها بالكامل.

ما العمل؟
لهذا، فإن القوى الوطنية والشخصيات المستقلة والعقلاء في سوريا مطالبون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بتوحيد جهودهم لتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية عريضة، تتفق على برنامج مشترك لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد.
كما يجب المطالبة بإعادة النظر في تركيبة اللجنة المشرفة على الحوار، بحيث تضم جميع القوى السياسية دون إقصاء، وأن تبدأ اجتماعاتها في كل محافظة على حدة، ليُنتخب ممثلوها بشكل ديمقراطي، ومن ثم الانتقال إلى حوار نهائي في دمشق يُفضي إلى مؤتمر وطني عام تكون قراراته ملزمة للجميع.

الأيام القادمة ستكون صعبة بلا شك، لكن الشعب السوري، الذي دفع من دمائه وأحبّته وأملاكه ثمن الحرية، لن يقبل بأن يُقصى أي طرف يؤمن بسوريا ديمقراطية، وحرّة، وعادلة ومزدهرة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيزيديون في سوريا: تاريخهم ومعتقداتهم ومعاناتهم من الاضطها ...
- من التطرف إلى الاعتدال.. حقيقة التحول أم ضرورات البقاء؟
- ثقافة التصفيق والتهليل: متلازمة الاستبداد والتبعية
- دور الخوف في تخلّف الشعوب
- الغطرسة لا تُهزم إلا بمثلها
- الساحل السوري بعد فرار الأسد.. فرح عابر وتحديات مستمرة
- خطة ترامب لتهجير غزة: بين المخطط الأمريكي وإرادة الشعوب
- هل يشكل نظام اللامركزية تهديداً للوحدة السورية؟
- مذاهب مختلفة وقلوب واحدة
- العلمانية في سوريا.. خيار الخلاص من الطائفية
- إسقاط سلطة أم إسقاط نهج؟
- ترامب وفلسطين.. صراع مفتوح وأمل لا يموت
- دعوة للعيش المشترك واحترام التعدد الديني والطائفي
- لماذا لم يلقِ قائد إدارة هيئة تحرير الشام خطاباً حتى الآن؟
- التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي
- مستقبل غامض لملايين السوريين تحت حكم هيئة تحرير الشام
- وحدة القوى الكردية في سوريا.. مفتاح لضمان حقوق مستدامة
- دعوة لبناء الدولة المدنية والعيش المشترك
- مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السور ...
- هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المت ...


المزيد.....




- 3 أعوام منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا.. كيف يبدو المشهد؟
- المستشار الألماني القادم المحتمل: استقلال أوروبا عن أمريكا ه ...
- تشاؤم الجنود الأوكرانيين مع تراجع الدعم الأمريكي
- الاتحاد الأوروبي يعلن تعليق عدد من العقوبات على سوريا.. فماذ ...
- سفير روسيا في مصر يوجه رسالة للمصريين في الذكرى الثالثة لبدء ...
- -حزب الله يستغل جنازة نصر الله لإظهار أنه ما زال حياً- - وول ...
- مفاوضات شاقة تنتظر فريدريش ميرتس لتشكيل الحكومة
- بيسكوف يطالب بحماية البعثات الدبلوماسية الروسية في الدول غير ...
- الرئيس الروسي يطلع نظيره الصيني على الاتصالات الروسية الأمري ...
- بركان يلوستون العملاق.. قنبلة موقوتة قد تغيّر العالم


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة