أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة لقشيشي - قاطرة الأحلام














المزيد.....

قاطرة الأحلام


فريدة لقشيشي

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 08:56
المحور: الادب والفن
    


في محطة قديمة مهجورة، جلست ليلى على مقعد خشبي متآكل، حقيبة صغيرة بجوارها، وعينان تراقبان سكة الحديد الممتدة نحو الأفق كخط غامض بين الحلم والسراب.

مرت الفصول من حولها كأنها مشاهد مسرحية، تتغير الستائر لكن الركح يبقى ساكنًا. كانت تشعر بالزمن يهمس في أذنيها، ليس على هيئة عقارب تدور، بل كأنفاس الشجر حين يواجه الريح. كل لحظة تمر، تترك أثرها في قلبها، كأنها ندبة خفية لا تراها العين.

تلمست دفء الشمس الزاحف على جلدها في الصباحات الهادئة، وشعرت بلسعة الفجر حين ينسحب النور على أطراف السكون. وفي قلب الليل، كانت الدُجنة تحضر كصديق قديم، تجلس بجانبها بلا حديث، تشاركها وحشة الانتظار، بينما الحنين يتراقص بين ضلوعها كطفل فقد طريق العودة.

مرت قاطرات كثيرة، تحمل مسافرين يتبادلون الضحك والصمت، لكنها لم تكن القاطرة التي تنتظرها. كانت تنتظر تلك التي لا تصدر ضجيجًا، بل تأتي في هدوء، قاطرة الأحلام، التي تحمل الأجوبة أو ربما الأسئلة الأعمق.

مرت سنوات كأنها دقائق متثاقلة. باتت المحطة أكثر صمتًا، والسماء فوقها أكثر بعدًا. تساءلت بين حين وآخر: "هل ستصل القاطرة؟ أم أن الانتظار هو الرحلة الحقيقية؟"

وفي ليلة شتوية، حين التصق الضباب بسكة الحديد، سمعت صوتًا خافتًا، لم يكن صوت قاطرة بل صدى قلبها ينبض بإيقاع مختلف. أدركت فجأة أن القاطرة لن تأتي أبدًا، لأن الأحلام لم تكن وجهة، بل كانت هي المحطة ذاتها، والمقعد، وحتى السكة التي انتظرت عليها طويلاً.

ابتسمت ليلى للمرة الأولى، حملت حقيبتها، وغادرت المحطة، تاركةً خلفها صدى السؤال معلقًا:
"هل كنا ننتظر الأحلام... أم كنا نحن القطار؟"



#فريدة_لقشيشي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر المطاف..
- غربه الروح ..
- -ألحان الحزن وروايات الحب في صندوق صغير -
- أين انا مني ....؟!
- عُرسُ حبيبتي
- الوطن..
- أكتب ياسيدي
- الربيع الأخير...
- -الهروب من الذات: بين القلب والعقل وعبء الحياة
- أين الإنسانية؟..
- يوم جديد
- دقائق تحت المطر
- أجمل الذكريات
- هنا الفجر
- إيقاع الحروف
- كفاح وصمود
- هذه قصتي ....
- و بالوالدين إحسانا
- الحياة
- جرائم في حق الإنسانية


المزيد.....




- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريدة لقشيشي - قاطرة الأحلام