أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مسكور - محمد أركون و الوساطة الدينية














المزيد.....


محمد أركون و الوساطة الدينية


وليد مسكور

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 00:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جنح اركون الى القيام بدراسة علمية و نقدية لمختلف أشكال العلاقة بين النصوص الدينية و جماعة المؤمنين في السياقات العربية و الإسلامية، و ما يطبعها من وساطة فقهية، فرضت ضرورة بلورة منهج عصري قادرعلى تفكيك هذا الإنغلاق التاريخي. و واقع الحال أن وصاية الفقهاء و رجال الدين على النص إنما عمرت لقرون من الزمن، كما لو كانوا يمثلون الفئة الوحيدة التي تملك شرعية احتكار تأويل النصوص و فهمها. و على هذا النحو استخلص اركون من قراءته للتراث الديني الإسلامي المتمثل في الوحي، أن النصوص الدينية- باعتبارها مصدرا للسيادة العليا عند المؤمن(القران و السنة)- بقيت أسيرة فهم ماضوي، يتعالى بقدسيته خارج التاريخ، و السبب في ذلك إنما يعزى الى انفراد الجماعات ذات المرجعيات الأصولية بفرض نوع من الفهم القار و الثابت الذي استنفد كل صلاحياته التاريخية.
الحق أن الإنسان العربي و المسلم لا يمكنه النهوض اليوم، ما لم يخض تجربة إصلاحية جريئة، تدفعه إلى إعادة قراءة النص الديني و هيكلة معانيه، استنادا إلى مكتسبات الحداثة الغربية، من هيرمينوتيقا، و تفكيكية و علوم إنسانية و لسانيات .....إلخ. و هنا سنفهم مسوغ رهان أركون في معظم أعماله على ضرب من الإيمان العاقل، المناهض لكل الإيديولوجيات التقليدانية، التي أبقت على روح النصوص الدينية الإسلامية في رفوف الزمن الغابر، واضعة بينها و بين حاجات العصر الموضوعية جدارا صلبا يصعب اختراقه. فكان من مالات ذلك أن أضحى الخروج مما سماه اركون " سياجا دوغماتيقيا" امرا لا فكاك منه، في ظل ارتباط النص بشروطه التاريخية المؤطرة له، فالنص هو التاريخ.
إن من بين المحامل التي تحمل على الأصولية الدينية في العالم الإسلامي بأسره، كونها اقتفت أثر المدارس التأويلية الكاثوليكية في الغرب المسيحي، في الإستيلاء على مضامين النصوص التشريعية، مانحة إياها فهما ارثودوكسيا لا يمكن استبداله أو تغييره بفهم اخر، مع تغييب وعي المؤمن و مصادرة اراء الجماهير المؤمنة بهذا الدين. و ما الفجوة الحاصلة بين النص الديني الإسلامي و بين الغالبية العظمى من المؤمنين إلا خير دليل على السلطة الرمزية المتعالية، التي كانت و ما زالت تتمتع بها المؤسات الفقهية الوصية على الشأن الديني، و مختلف رجالاتها من حيث هم حراس المعابد على الطريقة المسيحية في القرون الوسطى.



#وليد_مسكور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس و السلطة
- الفلسفة و الحياة
- مفهوم العدالة عند برلمان في كتاب: « Ethique et Droit » إنجاز ...
- ابن رشد والسياسة: قراءة في كتاب الضروري في السياسة لصاحبه اب ...
- من الفلسفة الدينية إلى فلسفة الدين


المزيد.....




- هزيمة مدمرة لحزب شولتز بالانتخابات.. مراسل يرصد CNN ما حدث ف ...
- بعد تصريحات نتنياهو حول جنوب سوريا.. دعوات للاحتجاج في درعا ...
- واحدة في سماء طهران.. 5 معارك شهيرة ضد أجسام طائرة مجهولة!
- بولتون: أوكرانيا بعد انتهاء الصراع قد تصبح في وضع أكثر صعوبة ...
- -التايمز-: ماكرون وستارمر ينسقان جهودهما لإقناع ترامب بوقف ا ...
- خريطة الدولة الفلسطينية، التي كانت يمكن أن تجلب السلام للشرق ...
- أستراليا تفرض غرامة مليون دولار على تليغرام بسبب تقاعسه في م ...
- نائب رئيس الكنيست: نحن متسامحون أكثر من اللازم ويجب قتل كل ا ...
- رصد توهج شمسي من الفئة العليا
- رجل يهاجم وحيد القرن في حديقة حيوان سويسرية


المزيد.....

- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مسكور - محمد أركون و الوساطة الدينية