أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - تقديس اللغة














المزيد.....


تقديس اللغة


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 21:52
المحور: الادب والفن
    


مغامره اللغه في قصيده حوارية (الموت بينهما) لصلاح عبد الصبور
المزاوجة ما بين المعنى الإنساني الكامن داخل النص المقدس وتضاعيف ذلك المعنى داخل البعد الوجودي للذات الإنسانية ، وبالتالي فإن قراءة السياق المشترك ما بين الحالتين وذلك كي يكون النص باعثا لخلق الإنسان وليست خصوصية الحالة وذلك من خلال التفرقة ما بين صوت عظيم وصوت واه كلاهما صوت والباعث هنا مرصود للمجهول، مع بقاء القيمه الفعليه للتفرقه ما بين كلمة عظيم وواهن، هنا فكرة اليقين حيث نجد أنفسنا هنا تجاه منحي فلسفي وارد في تلك القصيده ليعبر عن نظريه الولاية والنبوة والتي وردت من خلال قصة العبد الصالح وموسى ولتؤكد تلك النظرية على فكرة أن النبي محمد هو أخر الأنبياء وذلك بعد إكتمال النسق الأخلاقي القادر على إستمرار فكرة النبوة من خلال فكرة الإرتقاء عبر سلم العلاقة بين العبد وربه وبذلك تصبح فكرة تقديس اللغة نوعا من الهروب تجاه متطلبات الواقع في النص ليس حكرا تاريخيا على واقع معين ساد في مرحلة تاريخية معينة وإلا يصبح النص قادر على إنتاج الواقع وليس تقويمه، هنا تصبح فكرة المسؤولية هراء لأن العزلة والتقوقع المولدان للعنف نتيجة طبيعية وهو على غير مراد السماء من واقع التدخل لتقويم المجتمع وليس خلقه.
في ذلك يمكن قراءة النص فالحيرة النفسية التي عاناها محمد صلى الله عليه وسلم بعد غياب الوحي عنه وتعرض قريش له بالسخرية من ذلك الامر نزلت تلك الاية، ومع استدعاء السياق التاريخ يأتي ذلك الصوت الواهن ليناقش حيرة الشاعر/ الانسان /الباحث عن وجوده، وبالتالي يأتي الصوت الواهن ليبحث عن ذرة نور في الوجود الخاص به وليست وصفا تابعا للنص الأول ، إذا فما هي الأعراض؟ الملل الذي يلد كل يوم خنجر صدئ ،ولتأكيد الشاعر على الفصل ما بين الحالتين يأتي ما بين معكوفتين للتأكيد على عدم الخلط بين مكون الصوت العظيم والصوت الواهن، ليكون ذلك الصوت الواهن حال إنسان باحث عن ملامح التكون الوجداني ولتصبح الشكوى لله نوعا من الإمتثال للأمر الوارد بقرب الله من عبده دون واسطة وفي هذه القصيده تصبح اللغة هي البطل وتكثيف الفعل الصوفي من خلال نظرية الولاية والنبوة كجزء تنويري وإعادة إنتاج التراث الأخلاقي دونما مباشرة.
ثقل المعرفة الإنسانية حيث الحرية كنزق وجودي يجعل الإنسان باحثا عن الرضا، وهل تحقق المعرفة قدرا من الإستقرار؟ لأن المعرفة الانسانية باب الموت، بحكم أن المعرفة حيث الوجدان السابق للعقل المجرد ذلك العقل الذي يتمترس خلف مجموعة من الأفكار التي تكتسب قداسة مع مأسستها وفق قوانين المصلحة الإجتماعية. ولكن الشاعر هنا يعاني من ثقل المعرفة التي تزكي المسؤولية عن العالم وبالتالي تنامي الإحساس بالعجز لأن نار المعرفة تكوي من يحملها ، ولكن الصورة الكاملة لنمط المعرفة أن اليقين بالحرية كقدر وجودي يجعل الشاعر يستنجد بالله لأن الشر الكامن مع القهر وتملك القوة والفقر الروحي وتلفيق الأنباء وزيف الكلمات، النداء هنا صيغة تحمل فكرة الرجاء ومناط المخاطبة هنا أن الله خالق المعرفة من خلال ذلك الجزء البرهاني داخل الذات الإنسانية وهنا يكون التأويل مدخل رئيسي لقراءة هذه الأشعار التي تتناص مع الأيات القرانية حيث فكرة العجز عن التوافق مع واقع لا يحترم معارفه لأن الظلام لا يتسق مع نور المعرفة الذي يحمل الذات لأفاق جديدة تطلع على البؤساء من عل ، هنا المفارقة ما بين فكرة الجسد والروح والعقل والمادة تلك الثنائية الخالدة في العقل العربي.
وهو أمر يؤكد علي ضرورة الفصل ما بين اللغة كمنتج إجتماعي ضروري للتواصل الانساني وكذلك قداسة الألفاظ المعبرة عن النصوص المقدسة ،وهو أمر يؤكد علي ان المستهدف باللغة في كل الأحوال هو الانسان وأن ورود اللغة لإعادة إنتاج التطبيق الإنساني للمقدس بدليل إنه علم الإنسان البيان ،فتلك حجة أوثق علي عدم تقديس اللغة. وهو مارسخه صلاح عبد الصبور من خلال صلابة البنية اللغوية لتلك القصيدة.



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد ان يموت الملك
- وكانت إمرأة قراءة في ادب محمد الجابري
- المجد للشباب
- طه مقلد ابداع لن يمون
- سيد النماس
- عالم يطن في اذني قراءة في ادب مروة مجدي
- العالم الروائي لمحمد المراكبي
- مصطفي نصر وابراء الذمة
- الذات عبر الشعر رؤية وجودية
- السردية الفلسطينية
- ز وز سلامة وردة في دوحة قصيدة النثر
- عز الدين نجيب المثقف العضوي
- غزة والعالم
- من تداعيات ٧ اكتوبر ٢٠٢٣
- امريكا بعد ٧ اكتوبر
- محمد عبدالله الهادي مبدعا
- مرسي جميل عزيز والتراث الشعبي
- كيف تصنع ذاكرة الاجيال
- زكي مبارك وسؤال النهضة
- الزمن الامريكي


المزيد.....




- الرئيس بارزاني يستقبل رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والف ...
- لماذا تلهم -تفاهة الشّر- سوريّي اليوم؟
- كنز العراق التاريخي.. ذاكرة وطن في مهب الريح بين بغداد وواشن ...
- مهرجان -ربيع ماسلينيتسا- في مسقط: احتفاء بالثقافة الروسية
- مشاركة الممثلين عن قائد الثورة الاسلامية في مراسم التشييع
- ماتفيينكو تدعو إلى تجديد النخبة الثقافية الروسية بتضمينها أص ...
- جدل حول مزاد للوحات الفنية بواسطة الذكاء الاصطناعي ومخاوف من ...
- توغل بفن الراب والثورة في -فن الشارع- لسيد عبد الحميد
- -أحلام (حب الجنس)- يفوز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين ا ...
- رحيل الشاعرة السورية مها بيرقدار والدة الفنانين يوسف وورد ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - تقديس اللغة