أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - قهوة بطعم الحنظل














المزيد.....


قهوة بطعم الحنظل


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 19:50
المحور: الادب والفن
    


مع وحي هابط جاء بيى من مدن الجليد الى ارض كنت اضاجها ليل نهار لا تفارق ذاتي.
كنت يوما اجاري زملائي الاطفال في العابهم واعد عند المساء او يل بجسمي التعب الى البيت الذي كان ملاي وماواي انا وابويه واخوتي من بعدي . منزل اشبهه على شكل مغارة انزوي في احد زواياه , تصحبني آهات وآلام من عبثي الطفلي مع ثلة من اقراني.
بيتنا المغاري كما يحلو لي لان اسميه في تلة خلف المدينة في البصرة القديمه المعرفة بنظران يسميها الاهلي من المناطق المجاورة باسم الجبل.
الوحي لم يخطا جاء بي الى المكان الذي انجبني وولت فيه . لهو علي فضل الولادة والتبني
في احد الازقة القديمة من هذه المدينة كانت هناك مقهى تدعى مقهى السباع حيث الضوء الخافت ينعكس على الجدران المتآكلة,
المقهى كان مشهوراً , لكنه كان ماوى لمن لا ينتمون لمن سحقوا تحت وطئة الواقع وعجلاته ولم يجدوا مكاناًفي صفحات المدينة المتخمة الباحثين لمن يريد معاشرة الحياة كان صاحب المقهى رجل جيس بالخمسين من العمر.بوجه ممتلئ بالدمامل يشبه خارطة العراق باتجاهاتها الاربعة ذات العد المتربص الواحد.وجهه كانما رسم من الطين اليابس يوما ونسى ان يغسلها الندب والتجاعيد تتقاطع فيه . متخذ من مكانه المعتاد خلف طاولة خشبية قديمة , يراقب المارة من الناس ورواد المقهى المعتادون زبائنه المعتادون يجتمون في اغلب الاحيان ليرتشفوا الشاي الأسود, ويقتسمون الصمت اكثر مما يتحدثون.
في ليلة مقمرة جرته قدماه الى تلك المقهى او بالاحرى كان قاصد المكان فهو جزء منه ومن ماضيه.اخد ركن منزويا بعيد عن الانظار صامتاً دون كلام وبعد دخل رجل غريب . كان يرتدي لباساً شتوياً , معطفًا رماديا ,وعيناه تحمل بريقًايشبه الضوء المنبعث من الغيوم التي تسبق العاصفة.لم يكن مالوف من الجالسين, لكنه وكانه يعرف الجميع.جلس الى الطاولة القريبة من الباب.وطلب شاي دون ان ينظر لصاحب المقى ابو فراس
العراق ليس بلدًا انه جرح يتنفس قالها بصوت بارد كانه يخاطب الجدران المتهرئة والاشباح في المكان.احد الزبائن المدمنين الرجل الذي يتخذ من الزويه مكان دائم,اجاب بصوت خفيض مخافة سماعه " انه جرح لكننا نحيا به ." ضحك الرجل الغريب ضحكة لم تحمل الفرح , بالشئ يشبه الحنين للمسموم.لكنكم لم تعيشوا بل نجوتم فقط . النجاة ليست حياة." اخذ الرجل رشفة ثم قال بصوت اقرب للهمس"ساخبركم لكن عليكم ان تسمعوني حتى النهاية ."ما الحاضرين جميعهم للأمام, مسمرون يخشون أن يضيع منهم حرف واحد.أنا لست من هنا . كنت هنا,لكني لم أعد كذلك. كنت يومأ مواطنأ,لكن الطائفية , ثم أخذتني الحرب,ثم أخذني المنفى,ثم أخذني النسيان. اليوم عدت لأتناول قهوتي الاخيرةفي هذا المكان قبل أن أختفي مرة أخرى."
سأل صاحب المقهى أبو فراسوهو يشعل سيجارة بيد مرتجفة,والى أين ستذهب؟"
أبتسم الغريب وأجاب ," الى حيث يذهب الذين لم يعد لهم وطن, حيث تتراكم الاحلام المحطمهوتصي ترابًا"
ضحك سلمان ,لكن كانت ضحكة مريرة"لكننا بقينا"
هز الرجل رئسه ببطئ ,بقائكم ليس حياة,بل لعنة. من بقى صار شاهدًا على جريمةلم يرتكبها, لكن الجميع يعاقب عليها."" عندما تمحى الأسماء وتُصبح المدنمقابر للأحياء, يصبح الرحيل فعل مقاومة."
ثم خرج من الباب دون أن يلتفت.نظر سلمان الى ابو فراس , وقال وهو يتنهد.كان يشبه صديقًا قديمًا لنا ,لكنه توفي في الحرب."
أكفأ ابو فراس سيجارته, ونظر لمكان الذي كان يجلس فيه الغريب, تمتم
" ربما لم يمت, ربما فقط عاد بعد فوات الأوان."
فيالخارج كان الليل يبلع الشوارع كما يفعل منذ مئات السنين.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسطات واكشاك بصرة
- عيد المسنين
- تراتيل أنسية
- بساتين
- لحن الفصول
- خطوات خطوات
- صور
- هيفاء
- صهيل
- كلمات
- سحاب
- قلم أبيض
- نسيت
- وطن جريح
- سأرحل
- أوراق
- سماء عاشقة
- الرجل الهرم
- أعراس
- سميه


المزيد.....




- الرئيس بارزاني يستقبل رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والف ...
- لماذا تلهم -تفاهة الشّر- سوريّي اليوم؟
- كنز العراق التاريخي.. ذاكرة وطن في مهب الريح بين بغداد وواشن ...
- مهرجان -ربيع ماسلينيتسا- في مسقط: احتفاء بالثقافة الروسية
- مشاركة الممثلين عن قائد الثورة الاسلامية في مراسم التشييع
- ماتفيينكو تدعو إلى تجديد النخبة الثقافية الروسية بتضمينها أص ...
- جدل حول مزاد للوحات الفنية بواسطة الذكاء الاصطناعي ومخاوف من ...
- توغل بفن الراب والثورة في -فن الشارع- لسيد عبد الحميد
- -أحلام (حب الجنس)- يفوز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين ا ...
- رحيل الشاعرة السورية مها بيرقدار والدة الفنانين يوسف وورد ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - قهوة بطعم الحنظل