أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)
الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 09:29
المحور:
الادب والفن
في تاريخ الأدب الإنجليزي، هناك أسماء لامعة مثل شكسبير، تشارلز ديكنز، وجين أوستن، لكن ماذا عن أولئك الذين لم يحالفهم الحظ؟ ماذا لو كان هناك كاتب عبقري في العصر الإليزابيثي، كتب أعمالًا عظيمة، لكن اسمه مُحي من التاريخ لأسباب غامضة؟ هذه المقالة تستكشف فكرة كاتب نُسي عمدًا، وتخيّل رواية تكشف مأساته.
القسم الأول: الكاتب المنسي
تبدأ القصة في لندن، عام 1595، حيث يعيش "توماس مارلو"، كاتب موهوب لكنه يعاني من الفقر. لديه موهبة في كتابة المسرحيات، وأعماله تضاهي أعمال كريستوفر مارلو وويليام شكسبير، لكنه لا يستطيع نشرها لأن المسرحيين الكبار يسيطرون على المشهد الأدبي.
يحاول توماس بيع نصوصه، لكنه يتلقى عرضًا غريبًا من أحد النبلاء: "اكتب لي مسرحياتك، وسأنشرها تحت اسمي. ستحصل على المال، لكنك ستبقى مجهولًا." بعد تردد، يوافق، غير مدرك أنه يبيع اسمه للأبد.
القسم الثاني: الخيانة والمأساة
تبدأ مسرحيات توماس في الظهور تحت أسماء كتّاب آخرين، وتحظى بنجاح هائل. الجمهور يعشقها، لكنه لا يستطيع الاعتراف بأنه كاتبها الحقيقي. مع مرور الوقت، يجد نفسه في عزلة، بينما ينال الآخرون الشهرة التي يستحقها.
يقرر أخيرًا أن يكشف الحقيقة، لكنه يتلقى تهديدات صريحة. في النهاية، يُلفَّق له اتهام بالخيانة ضد الملكة إليزابيث، ويُحكم عليه بالإعدام، وتُحرق جميع مخطوطاته. اسمه يُمحى من السجلات، وكأنه لم يوجد يومًا.
القسم الثالث: البحث عن الحقيقة
في الزمن الحاضر، يجد باحث أدبي مخطوطة مجهولة في مكتبة بريطانية، تحمل اسم "توماس مارلو". عندما يبدأ في البحث، يكتشف أن هذه المسرحية تتشابه مع أعمال شكسبير الأولى، مما يثير تساؤلات: هل كان توماس هو الكاتب الحقيقي لبعض أعمال شكسبير؟
لكن بمجرد أن يبدأ في نشر بحثه، يتلقى رسائل تهديد، ويبدأ أشخاص مجهولون في ملاحقته، فيتساءل: هل لا تزال هناك جهات تحاول إخفاء الحقيقة؟ ولماذا؟
القسم الرابع: التأثير الأدبي والفكري
تطرح هذه القصة أسئلة مهمة حول العدالة الأدبية:
كم من الكتّاب الموهوبين لم تُتح لهم الفرصة ليصبحوا عظماء؟
هل هناك أسماء أدبية نُسبت أعمالها لأشخاص آخرين؟
كيف يمكن للتاريخ أن يُقصي مبدعين فقط لأنهم لم يكونوا في المكان المناسب أو تحت الحماية المناسبة؟
إن فكرة "الكاتب المجهول" ليست جديدة، فقد وُجدت شكوك حول هوية كتّاب بعض الأعمال الكلاسيكية. لكن ماذا لو كانت هناك بالفعل مؤامرة لإخفاء بعض الأسماء العظيمة؟
"مأساة كاتب لم يُكتب له أن يكون عظيمًا" ليست مجرد قصة خيالية، بل تساؤل عن التاريخ الأدبي غير المكتوب. ربما هناك أعمال عظيمة دُفنت مع أصحابها، وربما لا تزال بعض الأسرار الأدبية تنتظر من يكتشفها.
#أميمة_البقالي (هاشتاغ)
Oumaima_Elbakkali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟