[الجزء الثاني]
(نصّ مفتوح)
....... ..... .......
رفرفي يا روحي رفرفي ..
نوافذُ القلبِ مفتوحة
للهلالِ
لحبّاتِ المطرِ
هطلَ الحلمُ حبراً
كدكنةِ الليلِ
تناثرَ فوقَ مناجلِ الطفولة
نهضَتْ أميرةُ البحر
تلملمُ أحلاماً راعشة
صمتٌ لا يختلفُ
عن هدوءِ الصحارى
ضلَّتْ قبّرة الطريق
إلى فراخِهَا
دارَتْ حولَ نفسِهَا
تشمُّ الحشائش
فرشَتْ أجنحتَهَا تلامسُ الأرضَ
لعلّها تلتقطُ زغباً متطايراً من فراخِهَا
هل كبرَتِ الفراخُ
وطارَتْ تبحثُ عن حبّاتِ الحنطة
المنبعثة من شموخِ السنابلِ
أم أنّها تاهَتْ بينَ أخاديدِ الحياة؟
تنهضُ الطفولةُ متلألئةً
فوقَ جمرةِ الشوقِ
تبحثُ
عن خيوطِ الخلاصِ ..
الخلاصُ من ضجرِ الغربة ..
ضجرُ الليلِ الطويل ..
برودةُ المسافاتِ الزاحفة
على
أسوارِ
المراكبِ ..
قلبٌ مفتون بحبقِ الروابي
مسكونٌ في صهيلِ الريحِ
شوقاً إلى بيادرِ الحنينِ
ووشوشاتِ الهداهدِ
يخرُّ زيتُ العمرِ
على مصاطبِ الروحِ
فتهطلُ دموعُ القلب
توقاً إلى الدالياتِ المظلّلة
ساحاتِ البيتِ العتيقِ
نسائمُ الشرقِ
تخورُ فوقَ دخانِ العمرِ
حنينٌ مخثَّرٌ بشهوةِ الاشتعال
إلى شرفةٍ غارقة
في
لوعةِ
الانتظار
..... ...... ...... يُتبَع
ستوكهولم: نيسان (أبريل) 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتِّفاق خطّي مع الكاتب.