رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 01:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو إن العراق يقف عند مفترق طرق، حيث تواجه تهديدات مناخية وبشرية متصاعدة في حين تسعى جاهدة لتحقيق النمو الاقتصادي. وعلى الرغم من إسهامها القليل في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، فإنها تواجه ضعفًا متزايدًا في مواجهة عواقب تغير المناخ. ومن المتوقع أن يسهم زيادة عدد السكان في البلاد الى فرض ضغوط كبيرة على الحكومة العراقية لتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات الأساسية مع بناء القدرة على الصمود في مواجهة تأثيرات المناخ. ومع مواجهة الفجوة الكبيرة في تمويل البنية التحتية المتهالكة التي تزيد عن 100 مليار دولار، فإن هناك حاجة إلى استثمارات وإجراءات عاجلة لتأمين مستقبل مستدام.
تتبنى الحلول القائمة على الطبيعة (NBS) لتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة المناخ. من دمج الأشجار في الأراضي الزراعية، واستعادة الأراضي الرطبة (الاهوار العراقية)، وحماية شط العرب من اللسان الملحي، واستعادة الطبيعة في المناطق الحضرية، تعالج هذه المشاريع فجوات البنية التحتية الحرجة لجودة الحياة، والتخفيف من الفيضانات والسيول الوميضية، والسيطرة على تآكل وتدهور التربة. كما أنها تخلق فرص العمل، وتحمي الصحة العامة، والتنوع البيولوجي وتعززه في نفس الوقت. في بعض الحالات، يمكن دمج الحلول القائمة على الطبيعة مع البنية التحتية التقليدية للاستفادة من نقاط القوة التكميلية لكل نهج.
إطلاق العنان للإمكانات الكاملة للعراق (البشرية والمالية) كبلاد الرافدين للحلول القائمة على الطبيعة يتطلب تغييرًا منهجيًا لدمج الحلول القائمة على الطبيعة في السياسات المائية والزراعية والميزانيات ومشاريع البنية التحتية المخطط لها. ويتعين على المنظمات المتعددة الأطراف والجهات المانحة والمجتمع المدني زيادة الاستثمار في إعداد المشاريع في وقت مبكر، والقدرة الفنية، والرصد. ولتوسيع نطاق التمويل، يتعين على القطاعين العام والخاص توسيع نطاق الأدوات المبتكرة مثل السندات الخضراء، والصناديق الوطنية المخصصة وآليات تقاسم المخاطر. ونظرًا لأن الأسواق الخاصة لا تعترف بعد بالقيمة الاقتصادية للحلول القائمة على الطبيعة بشكل كامل، ولكن لدى الحكومة فرصة لإجراء استثمارات أساسية قصيرة الأجل وإنشاء أسواق جديدة للتمويل الخاص للحلول القائمة على الطبيعة والتي تقدم فوائد طويلة الأجل لمواطنيها وكوكب الأرض.
إن المخاطر هائلة، ولكن الفرص أعظم. وتضع التحديات الفريدة التي تواجه العراق كدولة مصب لنهري دجلة والفرات وكأرض امام اختبار حاسم لتوسيع نطاق حلول المناخ المرنة وإدارة متكاملة لمواردها المائية من خلال تبني الحلول القائمة على الطبيعة، لا يستطيع العراق التكيف مع تغير المناخ والحد من فقدان التنوع البيولوجي فحسب، بل وأيضًا خلق فرص العمل وزيادة جودة الحياة لمئات الملايين من الناس. نأمل ان يلهم العمل الجريء والجهود التعاونية والالتزام المشترك بمستقبل مشرق للمجتمع العراقي.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟