أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - السياسيون العراقيون ما اتركك ولا أترك رحمه الله تنزل














المزيد.....


السياسيون العراقيون ما اتركك ولا أترك رحمه الله تنزل


صادق جبار حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا تلاحق حكومات العراق المتعاقبة اللاجئين الهاربين بدل الاستفادة منهم؟

في الوقت الذي تسعى فيه العديد من الدول للاستفادة من جالياتها المغتربة سواء من خلال تحويلاتهم المالية أو دعمهم السياسي والاقتصادي ، نجد أن الحكومات العراقية المتعاقبة تتخذ نهجًا معاكسًا ، حيث تسعى إلى إعادة اللاجئين والعمال العراقيين من الخارج بدلاً من تسهيل بقائهم والاستفادة من مساهماتهم . هذا السلوك يثير تساؤلات حول دوافعه الحقيقية ، خاصة عند مقارنته بتجارب دول أخرى تشجع هجرة مواطنيها لدعم اقتصادها ورفده بالعملة الصعبة .
لطالما مارست الحكومات العراقية ضغوطًا على الدول المستقبلة للاجئين لإعادتهم إلى العراق سواء عبر اتفاقيات رسمية أو من خلال الضغط السياسي والدبلوماسي . يمكننا ملاحظة هذا السلوك في عدة محطات تاريخية :

1. التسعينيات وفترة الحصار الاقتصادي
خلال التسعينيات وفي ذروة الحصار الاقتصادي المفروض على العراق ورغم حاجة العراق إلى العملة الصعبة ، عمدت الحكومة العراقية بقيادة صدام حسين إلى إرسال مبعوثين ووزراء لمطالبة الدول بإعادة العراقيين الفارين من الحروب والقمع السياسي وتسليمهم الى العراق هذا القرار لم يكن اقتصاديًا بل سياسيًا ، حيث كانت السلطة تخشى من تحول الجاليات العراقية في الخارج إلى معارضة منظمة ضد النظام ، أو من أن تنقل صورة سلبية عن الأوضاع الداخلية .

2. ما بعد 2003 وحتى اليوم
لكن حتى بعد سقوط النظام البعثي ، لم يتغير النهج كثيرًا ، إذ سعت الحكومات العراقية إلى توقيع اتفاقيات مع الدول الأوروبية لإعادة اللاجئين العراقيين ، بحجة أستقرار العراق وتحسن أوضاعه الأمنية ، رغم أن التقارير الدولية تشير إلى استمرار التدهور الأمني والمعيشي . وكان من أبرز هذه الاتفاقيات ما وقعته بغداد مع بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا والسويد وهو ما أدى إلى ترحيل مئات العراقيين قسرًا رغم المخاطر التي يواجهونها في وطنهم .
في المقابل ، نجد أن العديد من الدول النامية ، مثل الفلبين والهند ومصر، تشجع مواطنيها على الهجرة ، نظرًا للفوائد الاقتصادية التي تجنيها من تحويلاتهم المالية ، والتي تشكل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي على سبيل المثال :
- الفلبين : تعتمد على تحويلات العمال المهاجرين ، وتعمل الحكومة على حمايتهم وضمان حقوقهم بدلاً من إعادتهم .
- الهند : تستفيد من جالياتها في الخارج، سواء في الخليج أو في الغرب، من خلال الاستثمار وتحويل الأموال، كما تسهّل لهم المشاركة السياسية عبر آليات مثل التصويت الإلكتروني للمغتربين.
- سوريا وإيران : رغم الأزمات السياسية ، لم تسعَ حكومات هذه الدول إلى إعادة اللاجئين قسرًا ، بل عملت على الاستفادة من وجودهم سياسيًا واقتصاديًا .
- مصر والمغرب : تستفيد حكوماتهما من تحويلات المغتربين ، بل وتسهل لهم عمليات الاستثمار والاندماج في الاقتصاد الوطني.
إذن، لماذا تصر الحكومات العراقية على إعادة اللاجئين بدلاً من الاستفادة منهم؟ هناك عدة أسباب محتملة:
1. الخوف السياسي : الحكومات العراقية تخشى أن يتحول اللاجئون إلى معارضة سياسية منظمة يمكن أن تؤثر في الداخل .
2. غياب الرؤية الاقتصادية : لا توجد سياسات اقتصادية تركز على استغلال تحويلات المغتربين أو تعزيز علاقتهم بالوطن اقتصاديًا .
3. الفساد وسوء الإدارة : العديد من المشاريع والمساعدات الدولية المخصصة للعائدين لا تصل إليهم بسبب الفساد ، مما يجعل عودتهم مجرد ورقة سياسية وليست خطوة مدروسة.
4. الصفقات السياسية مع الدول المستقبلة : في بعض الحالات ، يكون الاتفاق على إعادة اللاجئين جزءًا من صفقات سياسية أو اقتصادية بين العراق والدول الأوروبية.
السياسات العراقية تجاه اللاجئين تعكس فشل الحكومات المتعاقبة في التعامل مع مواطنيها ، حيث لم تنجح في توفير بيئة آمنة ومعيشية جيدة في الداخل ، ولم تحسن استغلال جالياتها في الخارج . بدلاً من ذلك ، تسعى لملاحقتهم وإجبارهم على العودة ، مما يفاقم معاناة العراقيين ويؤكد أن المشكلة ليست فقط اقتصادية ، بل سياسية بامتياز .



#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمائم السوداء ، غربان الخراب
- العشائر في العراق : بين ترسيخ الفوضى وإجهاض العدالة
- لم تعد الهند بلد العجائب بل العراق
- إيران ودورها في تجهيل عقول الشباب
- بوكا معهد أعداد الإرهابيين
- بلد الحضارات يحكمه القطاء
- فوضى مواقع التواصل الاجتماعي في العراق : فساد وانحدار القيم ...
- الارهابي الذي أصبح بطل
- جند السماء الفرصة التي ضاعت
- بين صدام والأسد : دكتاتورية صدام حسين وعائلة الأسد : مقارنة ...
- ماذا لو خرج المهدي المنتظر ؟
- ثمن سقوط الأسد
- رجال الدين وشيوخ العشائر السرطان الذي يجب أستئصاله قبل أي تغ ...
- حكومة العتاكة و بنات اليل
- يقاطعون الكنتاكي ويركبون التاهو: ازدواجية المقاطعة في العراق
- العمامة رمز الجهل والتخلف والظلم
- أقتحام البرلمان : مسرحية جديدة من تأليف وإخراج مقتدى الصدر
- ملابس منى زكي الداخلية أهم من معانات العرب
- الجيش العراقي ماضيًا عظيم و مستقبل مجهول
- العدالة العرجاء في العراق


المزيد.....




- عودة القراصنة الصوماليين وسط أزمة البحر الأحمر والحرب في غزة ...
- حشود بجنازة حسن نصرالله.. وطائرات إسرائيلية على ارتفاع منخفض ...
- الآلاف يشاركون بتشييع نصرالله وآلاف آخرون يعلّقون على وسائل ...
- إسرائيل توسع عملياتها العسكرية شمال الضفة: تهجير 40 ألف فلسط ...
- الناخبون الألمان يختارون برلمانهم الجديد وسط تحديات داخلية و ...
- تشييع حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في بيروت
- زيلينسكي يعلن استعداده لترك منصبه
- مقاتلات إسرائيلية تحلق فوق جنازة نصر الله
- خبير عسكري: لهذه الأسباب يدفع الاحتلال بأسلحة للضفة لم تستخد ...
- -قمة الويب- أكبر تجمع عالمي لشركات ورواد التقنية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - السياسيون العراقيون ما اتركك ولا أترك رحمه الله تنزل