أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - بإيجاز: ميشيل فوكو بين سلطة العقل و سلطة الدولة/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري














المزيد.....


بإيجاز: ميشيل فوكو بين سلطة العقل و سلطة الدولة/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


"يجب علينا تحرير ذاتيتنا وعلاقتنا بأنفسنا" (فوكو)

في مقابلة أجريت عام 1979 مع مجلة كامبوس ريبورت الأميركية ؛ رقم 6 (). اثار الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (1926-1984)() موضوعات العقل وقوة الدولة والعنف، مقدماً منظوراً نقدياً لا يزال يتردد صداه حتى اليوم. يكشف الحوار، الذي حمل عنوان "فوكو يدرس العقل في خدمة سلطة الدولة"، عن تأملات المفكر حول كيفية تشابك العقلانية الحديثة مع آليات السيطرة والهيمنة.

- تأثير فوكو في فرنسا والولايات المتحدة؛
وسلط فوكو الضوء على الاختلافات في استقبال أعماله بين فرنسا والولايات المتحدة. وفي حين كان عمله في فرنسا يشكل جزءاً من الثقافة الشعبية، كان تأثيره في الولايات المتحدة يقتصر بشكل رئيسي على الدوائر الأكاديمية. وبحسب الفيلسوف، فإن ذلك كان بسبب الأزمة السياسية والثقافية التي كانت تعيشها الجامعة الفرنسية منذ عام 1964()، مما سمح لأفكاره بتجاوز المجال الأكاديمي والاندماج في الحركات الاجتماعية مثل الواجبات النسوية وحقوقهن. "منذ عام 1964، تعيش الجامعة الفرنسية أزمة عميقة ـ أزمة سياسية وثقافية على حد سواء"()، كما أوضح فوكو.

- تحقيق الفرد والذاتية؛
وفي تناوله لقضية "تحقيق الفرد"، انتقد فوكو فكرة أن الذاتية هي عنصر طبيعي وغير سياسي. بالنسبة له، الهوية والفردية هي بناءان يتأثران بالعوامل الاجتماعية والسياسية. وحذر الفيلسوف من مخاطر قبول الذاتية المفروضة، مثل تلك التي تروج لها التحليلات النفسية، ودعا إلى تحرير علاقتنا بأنفسنا من هذه الهياكل. وقال "يجب علينا تحرير ذاتيتنا، وعلاقتنا مع أنفسنا".()

- مفارقة الدولة الحديثة؛
لقد أشار فوكو إلى مفارقة أساسية في الدولة الحديثة: إن اهتمامها بالحياة الفردية يتعايش مع قدرتها على ممارسة العنف على نطاق واسع. واستشهد على سبيل المثال بالكتاب الأول حول الصحة العامة في فرنسا، والذي كتب في عام 1784()، قبل الثورة الفرنسية والحروب النابليونية مباشرة. ويرى فوكو أن هذا التناقض بين رعاية الحياة وممارسة الموت هو سمة أساسية من سمات سلطة الدولة. وأوضح أن "الدولة بدأت تشعر بالقلق بشأن الصحة الجسدية والعقلية للأفراد في الوقت الذي بدأت فيه ارتكاب أكبر مجازرها"().

وقارن الفيلسوف أيضًا بين سيطرة الدولة في المجتمعات الرأسمالية والاشتراكية، مسلطًا الضوء على أنه في دول مثل الاتحاد السوفييتي والصين، تكون السيطرة على حياة الفرد بنفس القدر من الشدة. وأشار فوكو إلى أن السوفييت قاموا بقتل الملايين من الناس باسم الاشتراكية، مما يدل على أن العنف والسيطرة متأصلان في جميع المجتمعات الحديثة. وأضاف أن "المذابح الجماعية والسيطرة الفردية هما من السمات العميقة لكل المجتمعات الحديثة"().

ومن أكثر النقاط المثيرة للجدل في المقابلة كانت العلاقة بين العقلانية والعنف. لقد زعم فوكو أن العنف لا يتعارض مع العقل؛ والحقيقة أن خطورتها تكمن في عقلانيتها. وقال "إن أخطر ما في العنف هو عقلانيته"()، متحديا الفكرة القائلة بأن العالم العقلاني سيكون خاليا من العنف.

وعندما سئل عن علاقته بمنتقدي السلطة الآخرين، مثل المفكر الهنغاري/الأمريكي توماس سزاس (1920-2012)()، أوضح فوكو أن عمله لا يركز على المؤسسات، كما يفعل المفكر وعالم الاجتماع الكندي إيرفينج جوفمان (1922-1982)()، بل على عقلنة إدارة الفرد. ويهدف هذا البحث إلى تحليل كيفية عمل العقلانية في المؤسسات وفي السلوك البشري، وكشف المنطق الذي يدعم السلطة. "مشكلتي ليست مهاجمة العقل، بل تحديد طبيعة هذا العقلانية المتوافقة مع العنف"، كما أوضح.

كما تحدث فوكو عن كيفية تأثير تجاربه في بلدان مثل السويد وبولندا وألمانيا على تفكيره. هذه الجمعيات، على الرغم من قربها من الجمعيات الفرنسية، سمحت له بملاحظة الاتجاهات التي مرت دون أن يلاحظها أحد في بلاده. على سبيل المثال، في السويد تمكن من رؤية التقدم المحرز في مجال الرعاية الاجتماعية بنفسه، بينما واجه في بولندا تناقضات النظام الاشتراكي. وقال "لقد بدت لي هذه المجتمعات في بعض الأحيان وكأنها مبالغة أو تفاقم من نفسي"().

ورغم إقراره بأن القوة السياسية تعني دائما الهيمنة، فقد أكد فوكو أن البشر لديهم قدرة متأصلة على المقاومة. وقال "لا أحد يريد أن يخضع للأوامر"()، مذكرا بأن التاريخ مليء بأمثلة عدم الاستقرار والثورة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيو ـ 02/23/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صنعة الأنطباع عند إيرفينغ غوفمان / شعوب الجبوري - ت: من الأل ...
- قصة -ذاكرة شايكسبير- / بقلم خورخي لويس بورخيس - ت: من الإسبا ...
- بإيجاز: وليام شايكسبير وحفريات الروح البشرية/ إشبيليا الجبور ...
- الفكر والخلود/ بقلم حنة آرندت - ت: من الألمانية أكد الجبوري
- زيجمونت باومان والحرية غير المكتملة/ الغزالي الجبوري- ت: من ...
- إضاءة: -رسائل سكروتيب- للكاتب سي. إس. لويس/ إشبيليا الجبوري ...
- إضاءة: -حياة هنري برولارد- لستندال/ إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- العمل بين الأغتراب والحرية وفقًا لزيجمونت باومان/ الغزالي ال ...
- إضاءة: رواية -كاميلا- لفرانسيس بورني/إشبيليا الجبوري -- ت: م ...
- إضاءة: قِصَر الحياة ووهم الخلود في تأملات سينيكا / إشبيليا ا ...
- إضاءة: البحث عن الزمن المفقود لمارسيل بروست/ إشبيليا الجبوري ...
- إضاءة؛ -في مديح الحماقة- لإيراسموس روتردام/ إشبيليا الجبوري ...
- بإيجاز: -الزمن الكافكوي: الاغتراب من أجل غرس عبثية الوجود/ إ ...
- برفقتك/ بقلم مانويل التولاغوير - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- صناعة الضحية؟… جيجيك مواجهًا فوكو/ شعوب الجبوري - ت:من الألم ...
- النافذة/ بقلم مانويل التولاغوير بولين - ت: من الإسبانية أكد ...
- الدراما الخفية للفقر في مجتمع الاستهلاك/ بقلم زيجمونت باومان ...
- إعادة التفكير في الحداثة/ بقلم زيجمونت باومان -- ت: من الإنك ...
- بإيجاز؛ -مثقف المشهد-.. من هول الثورية إلى ذهول العدمية / إش ...
- إضاءة: رواية -كاميلا- لفرانسيس بورني/إشبيليا الجبوري - ت: من ...


المزيد.....




- كنز العراق التاريخي.. ذاكرة وطن في مهب الريح بين بغداد وواشن ...
- مهرجان -ربيع ماسلينيتسا- في مسقط: احتفاء بالثقافة الروسية
- مشاركة الممثلين عن قائد الثورة الاسلامية في مراسم التشييع
- ماتفيينكو تدعو إلى تجديد النخبة الثقافية الروسية بتضمينها أص ...
- جدل حول مزاد للوحات الفنية بواسطة الذكاء الاصطناعي ومخاوف من ...
- توغل بفن الراب والثورة في -فن الشارع- لسيد عبد الحميد
- -أحلام (حب الجنس)- يفوز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين ا ...
- رحيل الشاعرة السورية مها بيرقدار والدة الفنانين يوسف وورد ال ...
- نجوم الغناء العربي يحتفلون بيوم التأسيس السعودي
- متحف الإثنوغرافيا في كابل.. نافذة على التنوع الثقافي في أفغا ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - بإيجاز: ميشيل فوكو بين سلطة العقل و سلطة الدولة/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري