أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم الثامن 8-8














المزيد.....


مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم الثامن 8-8


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف *

يلينا بانينا
سياسية روسية
عضو البرلمان الإتحادي
مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد



11 فبراير 2025

8) يالطا-45، اليوم الثامن - الأخير. الدروس والاستنتاجات

بحلول 11 فبراير 1945، كانت الوثائق النهائية لمؤتمر يالطا جاهزة. ومن بينها الاتفاقية السرية آنذاك بشأن دخول الاتحاد السوفياتي في الحرب ضد اليابان بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من استسلام ألمانيا. وبموجبها، كان من المقرر أن تُعاد إلى روسيا كل ما فقدته نتيجة للحرب الروسية اليابانية في عامي 1904 و1905 - "نقل جزر الكوريل إلى الاتحاد السوفياتي"، فضلاً عن النصف المتبقي من سخالين.

▪️ جعلت رغبة روزفلت في كسب دعم الاتحاد السوفياتي في المرحلة الأخيرة من الحرب ضد اليابان ومهارة ستالين الدبلوماسية من الممكن اتخاذ قرارات لعبت دورًا رئيسيًا في منع الحرب العالمية الثالثة.
أولاً، كان من الممكن الدفاع عن حق النقض الكامل للاتحاد السوفياتي كعضو دائم في مجلس الأمن في ميثاق الأمم المتحدة المستقبلي.
وثانياً، تحقيق الاعتراف من جانب الغرب بالواقع الذي تطور في بولندا، التي حررتها القوات السوفياتية للتو. وقد منع هذا الأخير تشرشل لاحقًا من استخدام بولندا كنقطة انطلاق لشن حرب جديدة ضد الاتحاد السوفياتي كجزء من عملية "لا يمكن تصورها" "Operation Unthinkable".


(كانت "عملية لا يمكن تصورها" Operation Unthinkable هي الاسم الذي أُطلق على خطتين محتملتين للحرب في المستقبل طورتهما لجنة رؤساء الأركان البريطانية ضد الاتحاد السوفياتي خلال عام 1945. ولم يتم تنفيذ الخطط أبدًا. أمر رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بوضع الخطط في مايو 1945 وطورتها هيئة التخطيط المشتركة للقوات المسلحة البريطانية في مايو 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا-ZZ).

كانت هذه القضايا، فضلاً عن موضوع التعويضات من ألمانيا، تشكل أولوية للوفد السوفياتي. وفي مجالات أقل أهمية، أعطى ستالين الحلفاء الفرصة لإنقاذ ماء الوجه.

▪️ منذ ذلك الحين، كان هناك تقييمان متعارضان تمامًا لمؤتمر يالطا في الغرب. كتب وزير الخارجية الأمريكية آنذاك، ستيتينيوس Stettinius، في مذكراته: "كانت التنازلات التي قدمها الاتحاد السوفياتي للولايات المتحدة وإنجلترا أكبر من التنازلات التي قدموها للإتحاد السوفياتي".
من ناحية أخرى، أعرب نائب وزير الخارجية الأميركي دانييل فريد Daniel Fried عن أسفه لأن يالطا 45 كانت واحدة من أكثر اللحظات مأساوية في القرن العشرين: فمن المفترض أن بريطانيا والولايات المتحدة اعترفتا ضمناً بحق الاتحاد السوفياتي في توسيع نطاق نفوذه إلى أوروبا الشرقية.

في الواقع، لا يعكس كلا التقييمين الوضع الحقيقي للأمور. فقد كانت "منطقة النفوذ" في أوروبا الشرقية بالفعل تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي ــ ليس فقط بسبب العوامل العسكرية، بل وأيضاً بسبب تعاطف سكان البلدان المحررة مع الجيش الأحمر. ومن جانبه، كانت "التنازلات" التي قدمها الاتحاد السوفياتي في يالطا تتعلق بتلك "الأصول" assets الجيوسياسية التي تمسك بها الشركاء الأميركيون والبريطانيون منذ فترة طويلة ب"قبضة الموت". ولكن حقيقة أن الحلفاء اعترفوا "بالواقع على الأرض" تشكل ميزة شخصية ضخمة لستالين باعتباره مفاوضاً من الطراز الأول بنى نظاماً "منيعاً" من الحجج بشأن القضايا الرئيسية.

(قبضة الموت death grip - قبضة قوية خاصة في الكلاب وبعض الحيوانات الأخرى، حيث لا يمكن فتح الفكين لفترة طويلة، مما يؤدي إلى الموت السريع للضحية-ZZ).

لقد تحقق التقدم في يالطا أيضًا بسبب حقيقة أن اثنين على الأقل من المشاركين الثلاثة - ستالين وروزفلت - أرادوا حقًا بناء نظام متوازن للأمن الدولي في المستقبل، مع مراعاة الاختلافات في مصالح الأطراف. لقد نجحوا جزئيًا في هذا - تم وضع آلية الأمم المتحدة موضع التنفيذ. على الرغم من أن الدبلوماسية السوفياتية اضطرت إلى النضال من أجل اتفاقيات يالطا في بوتسدام وسان فرانسيسكو.

▪️ هل هناك نفس الرغبة في السلام اليوم؟ هل "يالطا 2.0" ممكن؟ وهل روسيا الحديثة قادرة على تكرار نجاح يالطا بالنسبةِ للاتحاد السوفياتي؟

ما نراه اليوم لا يعطي سوى القليل من الأسباب للتفاؤل. في سلوك القادة الغربيين، بما في ذلك ترامب، لا يمكن للمرء أن يتبين حتى تلميحًا إلى الرغبة في التوفيق بين العلاقات الدولية. إذا كان الأمريكيون والبريطانيون في يالطا على الأقل قد فهموا أن الروس هم الفائزون وبالتالي لديهم، على الأقل، حقوق متساوية معهم، فلا يوجد اليوم مثل هذا الفهم في الغرب. "والجدال كله بين العولميين "المثليين" والترامبيين الإمبرياليين يدور فقط حول أفضل السبل لتعزيز مصالحهم في أوكرانيا. وهذا أمر مفهوم: فالقوات الروسية ليست في منطقة الكاربات أو كييف اليوم... (القصد أن روسيا لم تحقق حتى الآن نصراً كاسحا كما حدث في الحرب العالمية الثانية- ZZ).

ومع ذلك، فإن "يالطا 2.0" ليس ممكنًا فحسب، بل إنه أمر لا مفر منه أيضًا. ولكن يجب أن تكون الظروف ناضجة لذلك. من ناحية، سيحدث هذا عندما تصل التناقضات بين المعسكرين في الغرب إلى نفس مستوى الشدة الذي كانت عليه بين الأنجلو ساكسون والألمان في الأربعينيات. ومن ناحية أخرى، يجب أن تصبح بلدان الأغلبية في العالم مستقلة حقًا عن الولايات المتحدة.

سوف يعتمد ما إذا كان "يالطا 2.0" سيصبح تكرارًا ليالطا 45 بالنسبة لنا على انتصار روسيا الذي لا جدال فيه في أوكرانيا، فضلاً عن تحقيق اختراق في الداخل الروسي. المهمة هي التخلص من كل شيء غير مهم والتحرك نحو الهدف الكبير.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 504 - العيب القاتل في الشرق الأوسط الجديد - غزة ...
- مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم السابع 7-8
- طوفان الأقصى 503 – مفاوضات السعودية بين روسيا وأمريكا
- مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم السادس 6-8
- طوفان الأقصى 502 – كريس هيدجز – دولة المافيا
- مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم الخامس 5-8
- طوفان الأقصى 501 – تاريخ موجز لفكرة -ترحيل الفلسطينيين- - من ...
- مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم الرابع 4-8
- طوفان الأقصى 500 – الولايات المتحدة تبدأ في إعادة تشكيل الخر ...
- مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم الثالث 3-8
- طوفان الأقصى 499 – الأقوى هو على حق - هل تستطيع للولايات الم ...
- مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم الثاني 2-8
- طوفان الأقصى 498 – دروس التاريخ والقضية الفلسطينية
- مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم الأول 1-8
- طوفان الأقصى 497 - الأردن في الإعلام الروسي - ملف خاص - 2
- طوفان الأقصى 496 – الأردن في الإعلام الروسي – ملف خاص – 1
- طوفان الأقصى 495 - إذا نجح ترامب في -الاستيلاء على غزة-، فقد ...
- ترامب المستهتر - حول دبلوماسية الأثير للرئيس الأمريكي
- طوفان الأقصى 494 – أسرار واشنطن
- طوفان الأقصى 493 - ريفييرا غزة - ملف خاص - 3


المزيد.....




- هل تعاني روسيا نقصًا في عدد قواتها؟ شاهد ما كشفه جندي روسي س ...
- ميلوني تشيد بترامب: قوي وفعال وأراهن عليه
- كيف نشأ حزب الله اللبناني وما كان دور حسن نصر الله فيه؟
- تقرير عبري: نتنياهو رفض توصية الشاباك بتصفية قادة حماس قبل 7 ...
- لوكاشينكو يؤكد قدرة جيش بيلاروس على الرد على أي تهديدات
- صحيفة: فرنسا وبريطانيا تخططان لنشر 30 ألف جندي في أوكرانيا
- اتصال هاتفي بين ترامب وترودو
- في ظل غياب دستور رسمي بأفغانستان كيف تحكم طالبان؟
- الفارعة مخيم في الضفة الغربية يقاوم التهجير والتنكيل
- 6 فوائد ثمينة لشرب العيران.. بروتين أعلى من الحليب وبكتيريا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - مؤتمر يالطا-45 في ثمانية أيام – اليوم الثامن 8-8