أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وسبل تعزيز الاستقرار















المزيد.....


تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وسبل تعزيز الاستقرار


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولًا: الوضع الأمني الراهن في العراق وتأثيره على العلاقات مع إيران

لا يزال العراق يواجه تحديات أمنية كبيرة رغم الانتصار الرسمي على تنظيم داعش. هذه التحديات تتوزع بين تهديدات إرهابية مستمرة، وضغوط داخلية وخارجية على فصائل المقاومة، والتدخلات الإقليمية، إضافةً إلى مشكلات هيكلية مثل الفساد وضعف المؤسسات. كما أن التواجد العسكري الأمريكي والضغوط الاقتصادية التي تمارسها واشنطن على العراق تُضيف بُعدًا آخر لتعقيد المشهد.

ثانيًا: التحديات الدولية والإقليمية التي تعيق تحقيق الاستقرار

1. التواجد العسكري الأمريكي وهيمنة واشنطن على الاقتصاد العراقي

رغم تصويت البرلمان العراقي عام 2020 على قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد، لا تزال القوات الأمريكية موجودة تحت غطاء “المهام الاستشارية”. هذا التواجد العسكري يُثير تساؤلات حول السيادة العراقية، خاصةً مع استمرار الهجمات المتبادلة بين الفصائل العراقية والقواعد الأمريكية، مما يزيد من احتمالية تصعيد عسكري يُهدد الاستقرار.

إلى جانب البعد العسكري، تمارس الولايات المتحدة هيمنة اقتصادية كبيرة على العراق من خلال آليات مثل:
• السيطرة على الأموال العراقية في البنك الفيدرالي الأمريكي: تُودع عائدات النفط العراقي في حسابات بالبنك الفيدرالي الأمريكي، ما يمنح واشنطن نفوذًا كبيرًا في التحكم بالسيولة المالية العراقية وفرض شروط سياسية واقتصادية مقابل الإفراج عن الأموال.
• الضغوط على العراق لتقليل التعاملات المالية والتجارية مع إيران: الولايات المتحدة فرضت عقوبات على المصارف العراقية التي تتعامل مع إيران، مما يخلق أزمة في المعاملات التجارية بين البلدين، رغم حاجة العراق المستمرة للغاز والطاقة الإيرانية.
• التأثير على قرارات العراق المالية والنقدية: تقييد التحويلات المالية والتعاملات المصرفية يضغط على الحكومة العراقية لتبني سياسات اقتصادية تتماشى مع المصالح الأمريكية.

2. أسباب عدم تنفيذ باقي بنود القرار الدولي 598

القرار 598 الصادر عن مجلس الأمن عام 1987 نصّ على وقف إطلاق النار بين العراق وإيران، ووضع إطارًا نظريًا لتسوية النزاع، لكنه لم يُترجم إلى معاهدة سلام شاملة. ومن أبرز أسباب ذلك:
• الملفات العالقة، وأبرزها التعويضات: أقرت لجنة دولية تابعة للأمم المتحدة مسؤولية العراق عن بدء الحرب، وأوصت بتقديم تعويضات لإيران. ومع أن الوضع السياسي بعد 2003 غيّر المعادلة، إلا أن هذا الملف لم يُحسم رسميًا، ما يجعله نقطة خلاف مستمرة.
• التوترات السياسية والتنافس الإقليمي: العلاقات العراقية-الإيرانية تتأثر بشكل مباشر بالعلاقة بين طهران وواشنطن. استمرار العداء الأمريكي-الإيراني يجعل أي تقارب بين العراق وإيران عرضةً للضغوط والعراقيل.
• التأثير الأمريكي في منع أي اتفاق شامل بين العراق وإيران: واشنطن لا ترغب في تقارب استراتيجي بين بغداد وطهران، بل تسعى إلى إبقاء العراق ضمن دائرة نفوذها، مما يُعيق أي محاولات حقيقية لتحويل حالة “اللا حرب واللا سلم” إلى سلام مستدام.

ثالثًا: لماذا يحتاج العراق وإيران إلى معاهدة سلام شاملة؟

تحويل اتفاق وقف إطلاق النار إلى معاهدة سلام قابلة للتطوير أمر بالغ الأهمية للأسباب التالية:
1. تعزيز الاستقرار الإقليمي: إنجاز تسوية دائمة سيساعد في تخفيف حدة التوترات في المنطقة، ويُقلل من احتمالية الصراعات المستقبلية.
2. تقليل التأثير الأمريكي على العراق: كلما زادت الروابط الأمنية والاقتصادية بين العراق وإيران، قلت قدرة واشنطن على فرض شروطها على بغداد.
3. تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية: معاهدة سلام حقيقية تُتيح فرصًا أوسع للاستثمار والتبادل التجاري وتطوير البنية التحتية بين البلدين.
4. تعزيز التعاون الأمني والعسكري: بالنظر إلى التهديدات المشتركة (مثل داعش والجماعات الإرهابية)، فإن التعاون الأمني المشترك بين العراق وإيران سيُعزز الأمن القومي لكلا البلدين.
5. حسم الملفات العالقة: معالجة قضايا مثل ترسيم الحدود، والتعويضات، والتعاون الاقتصادي، سيُسهم في بناء علاقة صحية قائمة على المصالح المشتركة.

رابعًا: ما الذي ينبغي على العراق وإيران فعله؟

1. على العراق:
• إطلاق حوار استراتيجي شامل مع إيران يستند إلى المصالح المشتركة، بدلًا من التعامل بردود الفعل.
• تعزيز السيادة الوطنية عبر تقليل الاعتماد الأمني على الولايات المتحدة.
• إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية لضمان فاعلية أكبر في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
• تقليل الاعتماد على الدولار في التجارة عبر استخدام آليات بديلة مثل التعامل بالعملات المحلية أو المقايضة لتجاوز الضغوط الأمريكية.

2. على إيران:
• ترسيخ مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، من خلال تعزيز التعاون القائم على الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية.
• إبداء مرونة أكبر في القضايا العالقة مثل ترسيم الحدود، وحسم ملف التعويضات بطريقة عادلة تُراعي الظروف السياسية والاقتصادية لكلا البلدين.
• تعزيز التعاون الأمني المشترك في مكافحة الإرهاب بدلًا من التركيز فقط على النفوذ السياسي.
• تطوير العلاقات الاقتصادية بشكل متوازن بحيث لا يكون هناك استغلال لحاجة العراق إلى الطاقة والغاز الإيراني.

خامسًا: الخطوات العملية نحو اتفاق عدم اعتداء ثم تعاون شامل
1. التوصل إلى تفاهمات أولية بين الحكومتين حول المسائل الخلافية، خصوصًا ملف التعويضات.
2. إطلاق مفاوضات دبلوماسية برعاية إقليمية أو دولية لإنهاء الملفات العالقة.
3. التوقيع على اتفاقية عدم اعتداء، تتضمن ضمانات متبادلة بعدم استخدام أي طرف لأراضيه ضد الطرف الآخر.
4. تعزيز التعاون العسكري والأمني المشترك، خاصةً في مجالات مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
5. التطوير التدريجي نحو تحالف اقتصادي-أمني، يرسخ الاستقرار ويُسهم في تعزيز المصالح المشتركة.

خاتمة

العراق وإيران أمام مفترق طرق تاريخي: إما أن يستمرا في حالة التوتر والاستقطاب، أو أن يُرسيا أسس سلام حقيقي يُمكن البناء عليه لمستقبل أكثر استقرارًا. إن تحويل حالة اللا حرب واللا سلم إلى معاهدة سلام قابلة للتطوير ليس فقط ضرورة سياسية، بل ضمانة لمستقبل أفضل لكلا الشعبين والمنطقة بأسرها.

في الوقت نفسه، فإن تحقيق الاستقلال الاقتصادي عن الولايات المتحدة وتقليل الهيمنة الأمريكية على القرار العراقي يُعد ضرورة لضمان سيادة العراق، وهو ما يتطلب تنويع الشراكات الاقتصادية وتعزيز التعاون الإقليمي المتوازن.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر الثقافات: الاحتفال بالتعايش والحوار في مهرجان الانسجام ب ...
- تقييم قمة الرياض وتأثيراتها على إيران والعراق ومحور المقاومة
- خطة لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء كخيار مفضل
- المهمة الحيوية لإعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
- هل ايران متورطة في طوفان الأقصى..؟!
- اتفاقية عدم اعتداء سعودية ايرانية مطلوبة قبل إعلان التطبيع م ...
- شرق أوسط جديد ..فقاعة بايدن الانتخابية !
- كركوك مدينة القوميات المتآخية تبحث عن هوية
- سوريا أزمة تلد أزمات
- الوجود الأمريكي في العراق وسوريا : ما الذي تغير؟
- رئيس باكستان يحل البرلمان تمهيدا للانتخابات..و لكن !
- قانون تجريم التطبيع .. لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظي ...
- اعتقال عمران خان أدى إلى فتح باب الشقاق في السياسات الباكستا ...
- أكثر من ربع الإسرائيليين يفكرون بالهجرة المعاكسة ..ماذا يعني ...
- إليزابيث تسوركوف -سجينة- سياسة إسرائيلية خاصة
- تغييب العراق في النزاع على حقل غاز آرش/الدرّة يقلل من فرص ال ...
- العراق الحاضر الغائب في النزاع على حقل الدرة
- -هذه ليست حرية تعبير..-
- فرص السلام في اليمن بعد الانفراجة بين السعودية وإيران.
- إيران تدعم بوتين وتلقي باللوم على الغرب في تمرد فاغنر


المزيد.....




- مجلس النواب الليبي يجدد رفضه لمحاولات تهجير الفلسطينيين
- حفرة ضخمة تبتلع مدينة برازيلية في مشهد كارثي (فيديو)
- دراسة: أوروبا قادرة على تحقيق أمنها العسكري بعيداً من واشنطن ...
- رقعة مشيمية تعيد الأمل لرجل فقد بصره جزئياً بسبب هجوم بمادة ...
- البابا فرنسيس يغيب عن قداس الأحد للمرة الثانية في ظل استمرار ...
- في سابع عملية تبادل ـ حماس تطلق سراح ستة رهائن إسرائيليين
- مد أحمر يجتاح شواطئ الأرجنتين.. ظاهرة طبيعية أم إنذار بيئي؟ ...
- توتر واستقطاب في ألمانيا عشية انتخابات حاسمة لأوروبا!
- ترامب يمتدح ماسك ويحثه على العمل بنشاط أكبر
- وثيقة عربية جديدة للتحرك ضد إسرائيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وسبل تعزيز الاستقرار