أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين صبيح كبة - كتابات ساخرة 33















المزيد.....


كتابات ساخرة 33


محمد حسين صبيح كبة

الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 02:57
المحور: كتابات ساخرة
    


من أحلى الأمور التي عرفتها اثناء دراستي هي الفرق بين الكلمة إقتصاديات وبين الكلمة الأخرى إقتصادات حيث واضح أن واحدة منها عن أمر بينما الأخرى رغم تشابه الموضوع وعلاقته مع الأخرى عن أمر ثاني.

وفي اثناء دراستي كذلك عرفت أن هناك فرقا بين العبارتين علم الالكترونيك وعلم الأليكتريسيتي حيث لا يعلم كثيرون أن ترجمة الأولى علم الكهربيات أو علم الكهارب بينما الثانية علم الكهرباء أو علم الكهربائيات.

الواضح أن الأليكترون ترجمته الكهرب أو ما يسمى بالفارسية الكهرمان الذي هو الألكترون الموجب.

أتذكر أمري جيدا اثناء الأستاذ الخاص الذي وضعناه لنا في السادس الإعدادي وكيف وضحت للأستاذ أمر السؤال أن هل يوجد الكيترون موجب وبعد قليل من الدراسة أكتشفنا المنحنى البياني له.

ولقد قالها الأستاذ صريحة أنني أول من فكر بالموضوع وأن هذا المنحنى ما دمنا قد رسمناه فلقد دخل في علوم الفيزياء وأنه قد دخل التاريخ منذ الآن فما بالك علوم الكهرباء والكهارب. ولا أتذكر كيفيات الاستفادات من الأمر الجلل.

في علوم الترجمة المشكلة التي تجابه المترجم الآلي هو الفروقات بين لغة وأخرى من نواحي عدة منها ما يعرف بعلوم الدلالة ومنها ما يعرف بعلوم السياق.

السياق هو القواعد التي تنظم الجمل والفقرات لكن الدلالة هي التي فيها المعنى.

لنأخذ المثال التالي:

ترجمة الجملة من الإنكليزية إلى العربية القرشية:

شي وينت تو سكول.

والجملة الأخرى:
ذا غيرل وينت تو سكول.

على المترجم الآلي أولا أن يبدأ بترجمة الجملة بترجمة ركيكة لكي يفهم أمره أولا.

الترجمة الركيكة هي:
هي ذهب إلى المدرسة.

وكذلك
الـ فتاة ذهب إلى المدرسة.

ثم على المترجم الآلي أن يطور قدراته في جملة اقوى.

وستكون:
ذهب إلى المدرسة بحذف شي.
الفتاة ذهب إلى المدرسة.

ثم يصحح أمره بأن يكتب
ذهبت الفتاة إلى المدرسة.
هي ذهبت إلى المدرسة

كذلك فإن المترجم الطبيعي ومنه البشري عندما يمر على الجملة أعلاه فإنه يعرف أنه في العربية القرشية أن عليه أن يضع تاء التأنيث الساكنة على الفعل الماضي في حال أن الفاعل مؤنث.

هنا على المترجم الآلي أن يلقن هذا الأمر.

لكي تكون الجملة المترجمة في النهاية:
ذهبت الفتاة إلى المدرسة.
وهي ذهبت إلى المدرسة.

لنأخذ المثال الأصعب التالي:
ذا غيرل ستديد إن أ غوود ميديكال كوليدج.

كم مرة على المترجم الآلي أن يمر على الجملة لكي تصبح عربية قرشية بشكل صحيح فما بالك بشكل راقي.

المرة الأولى قد تكون الترجمة فقط للكلمات.
الـ فتاة درس في (حذف أ) جيد طب كلية.

ثم عليه أن يمر عليها مرة ثانية لعمل السياق بالشكل الصحيح وربما مع ذلك أمر العربية في التأنيث والتذكير.
لكي تكون الجملة
الفتاة درست في جيدة طبية كلية.

ثم يمر عليها مرة ثالثة لكي تكون الجملة بشكل راقي وصحيح أو أكثر رقيا على اقل تقدير:
درست الفتاة في كلية طبية جيدة.

أو
درست الفتاة في كلية طب جيدة.

لنأخذ مثالا آخر لكن هذه المرة من العربية القرشية إلى الإنكليزية:
هذا الرجل يحاول جاهداً أن يؤدي كل الصلوات القضاء والأداء وغير ذلك.

هنا كم مرة على المترجم الآلي أن يمر على الجملة قبل أن يعطي الجواب بشكل لا نقول راقي ولكن مقبول؟

أما المترجم البشري من الأصل الطبيعي فقد يترجمها على النحو التالي:
ذس مان إز تراينغ هارد تو بيرفورم أول ذا برايرز ذا مسد، آند ذا أوبلاغاتوري برايرز، ... إكسترا.

أتذكر في اثناء دراستي أنه الحاسوب نفسه قد يمر على برنامج معين أكثر من سبع مرات قبل أن يبدأ التنفيذ الفعلي.

هنا يجب تلقين الآلة كل الصفات والخصائص التي للغة معينة.

منها مثلا الفعل الماضي رأى كيف سيكون في حال تم وضع تاء التأنيث الساكنة عليه. من دون تلقين الآلة ذلك لن تفهم وستكتبها خطأ وليس مطلقا رأت.

الطبيعي ومنه البشري ممكن أن يفهم بالفطرة بحيث أنه يمكن له في حال عدم وجود خلفية معينة له أن يفكر ويستنتج سواء بالاستنباط أم بالاستقراء أم بغير ذلك من طرق بعضها قد يصل فيه للحقيقة وللدقة وربما قد يصل لأخطاء لكن ممكن أن يتعلم بسرعة. الآلة تختلف إذ أنه من الصعب من دون تغذية صحيحة كاملة أن تقوم بعملها على الوجه الأكمل.

في بعض الأحيان تسمى خارطة تعليم الآلة للغة معينة بطريقة نوا وباخوس من ذلك مثلا حتى على اللغات التي يجب أن يعلمها للمرء نفسه خرائط اللغة العربية القرشية الفصحى وكيف هو أمر وجود الكلمات المحجوزة والكلمات غير المحجوزة فمثلا الاسم فراس غير محجوز رغم أنه إسم معروف لكن الكلمة كيف محجوزة.

هناك في الآلة ما يعرف أيضا بالأنبوب ثم محلل السياق ثم مولد الرموز.

هذه الثلاثة بالذات هي أساس وطريقة معينة ولو واحدة لا غير لكي تفهم الآلة عملها وهذا يعني مرور على الجملة المعنية ثلاث مرات على أقل تقدير. وكما ذكرت أحيانا تمر الآلة على نص معين أكثر من سبع مرات لكي تنتج جملة مترجمة معينة أو حتى لتنفيذ برنامج معين أو لغير ذلك من أمور.

لنأخذ مثالا أوضح يوضح الفرق بين البشري والآلي.

هناك بالعادة اربع علاقات شهيرة للأمر هي كل من:
من تناظري إلى رقمي،
ومن رقمي إلى رقمي،
ومن رقمي إلى تناظري،
وأخيرا من تناظري إلى تناظري.

ولنوضح المثال أكثر لنأخذ مثلا أمر شخص يكتب رسالة ما على الآلة الكاتبة أو أمر شخص يكتب رسالة ما على برنامج وورد أو برنامج ونظام تحرير ومعالجة الكلمات والنصوص أو حتى أمر شخص ما يكتب رسالة مباشرة على البريد الالكتروني.

هنا الأمر الواضح هو أنه من تناظري إلى رقمي.

أو بالانكليزية من سيميتريكال إلى ديجيتال.

عند إرسال الرسالة بالبريد الألكتروني لشخص آخر أو عند طباعة الرسالة أو إعطاء الأمر بالطباعة أو حتى بالطباعة الفورية في حالة الآلة اللكاتبة فإنه الواضح أن الأمر هنا من رقمي إلى رقمي.

عند قراءة الرسالة من قبل الشخص المرسلة إليه يكون الأمر أنه من رقمي إلى تناظري.

لكن عندما يلتقي الشخصان بعدد فترة قصيرة ويتحادثان معا فالأمر الواضح أنه
من تناظري إلى تناظري.

المشكلة التي تواجهنا هو الاختلاف في الرأي حول هل تدريب شخص معين للكلاب وللنمور يعد تناظري إلى تناظري؟ قد يكون الجواب هنا نعم.

وهل طريقة استنبات نبات معين بشكل معين فيه يمكن استخلاص مادة معينة هل هو تناظري إلى تناظري؟

قد يكون الجواب أيضا بنعم.

لكن عندما ننتقل للطريقة التي ابتكرها مخترع حبات اللؤلؤ المتشابهات الحجوم والأشكال عن طريق إدخال شفرة وراثية معينة للمحار يكون الأمر كالتالي:

هنا يعتقد البعض أن الأمر صناعي لكنه لحد الآن ما زال طبيعيا حيث فقط العالم المعني والذي اصبح بعد ذلك من أغنى أغنياء العالم بعد فترة طويلة من التجارب فقط قام بإعطاء رسالة للشفرة الوراثية للمحار بحيث تقوم بإنتاج لؤلؤ بحجوم وطرقات معينة متشابهة.

أنظر هنا الفرق بين اللؤلؤ الصناعي فعلا واللؤلؤ المنتج بعد التعديلات الوراثية.

هنا في حال إعطاء الأمر للمحار هل يعد هذا الأمر من تناظري إلى رقمي ثم من رقمي إلى تناظري؟؟؟

هذا الشخص ظل سنينا طوال يجرب كيف يمكن أن ينتج لؤلؤا بأحجام وأشكال متشابهة من المحار وبعد مدة طويلة قرر ذات يوم أن يجرب طريقة جديدة فكانت ما يعرف بمحاولته من إدخال شفرة وراثية للمحارة بطرقات معينات بحيث في النهاية استطاع أن يحصل على لؤلؤ بحجوم متشابهة.

وهذا كله قبل أمر اللؤلؤ الصناعي أصلا.

أنظر الفرق فيما بين لؤلؤ طبيعي ولؤلؤ محور وراثيا وأيضا طبيعي وما بين اللؤلؤ الصناعي.

نفس الشيء في أمر صناعة أعلام الدول.

بالعادة لإعطاء لون للقماش الذي يصنع منه علم ما بعدة الوان أنه إما أن يؤخذ اللون من النبتة الطبيعية أو غير ذلك بالشكل الطبيعي وإما أن يكون اللون مصنعا تصنيعا في الصناعة.

هنا الفرق حيث أن اللون الطبيعي مهما حاولنا يختلف بدرجات ومواصفات قياسية مسموح بها معروفة عن اللون الصناعي مهما حاولنا الوصول إلى اللون الطبيعي. أصلا اللون الطبيعي لحد الآن غير معرف بدقة فيزيائيا لحدود ما أتذكر.

والفرق هنا قد يصل لفروقات معروفة مسموح بها في اختلاف الدرجة القياسية والمواصفات القياسية عن اللون الأصلي.

هنا مرة أخرى هل نعد ذلك من تناظري إلى رقمي أم أنه في الصناعة من رقمي إلى رقمي باعتبارنا قد عبرنا مرحلة من تناظري إلى رقمي بصنع الآلة نفسها.

أتذكر جيدا حالات التطوير في المترجم الآلي وكيف يختلف الأمر ما بين الأمم وما بين الدول من أمم قوية في الأمر منذ أكثر من خمسين عاما إلى أمم ودول بدأ عندها الأمر حديثا بل وأتذكر كيف أن المترجم الآلي لـ غوغل نفسها والذي به أكثر من خمسين لغة قابلة للترجمة ما بين بعضها البعض كيف أنه عندما تمت ترجمة صفحة المغني الفيس بريسلي قبل زمن معين من الإنكليزية إلى العربية القرشية فإن الآلة ترجمت أغنيته الشهيرة "ذاتس أول رايت ماما" إلى القول أن لديه أغنية اسمها "هذا كل الحق يا ماما" هكذا بكل بساطة.

الواضح أن أمر الترجمة أمر مهول وفيه يبدع الناقل مثلما يبدع الأصيل ولكن مسؤولية الناقل رهيبة هل ينقل نفس النص ولو بروحه الكآبية التي تجعل أمة كاملة مريضة أم ينقل بالحق كل شيء بغض النظر عن الأصل السييء.

وواضح في ذلك منذ القدم أمر روزبة وأمر إبن المقفع في ترجمتهما لكتاب كليلة ودمنة كيف أن روزبة يقال أضاف فصلين من عنده وكيف يقال أن إبن المقفع أضاف فصل من عنده.

علما أن الكتاب كان يعد من نفائس الأسرار لحضارة الهند وموجود في خزائنها ولما فتح الفرس الهند أخذوه معهم وكذلك كان موجودا في خزائن الفرس فلما فتح العرب المسلمين بلاد فارس وجدوه في خزائنها فأخذوه ولم ينتشر الكتاب بعد ذلك إلا عندما تطورت المطابع ومنها المطابع الحجرية أول الأمر في نهايات القرن التاسع عشر فكان أن تمت طباعة الكتاب في أواخر القرن التاسع عشر بشكل أكبر من المعتاد ثم بعد انتشار المطابع تمت طباعة الكتاب بالشكل التجاري الواسع فما بالك الترجمات للغات العالمية الأخرى.

يقال في أمر النقل أن هناك ثلاث كلمات هي كل من لا على ترتيب معين ولا بشكل حصري ربما أيضا:

تكرار وتكرير وتكرور

فالتكرار هو النقل والنسخ.

وكان في يوم ما صناعة رائجة في بلاد العالم أجمع قبل توفر آلات النسخ وقبل قيام المطابع بطباعة نفس الكتاب لمئات الآلاف إن لم يكن الملايين من النسخ.

وهناك التكرير وهو أن ينبع من كتاب ما أصلي شيء جديد تماما.

وهذا يمكن أن نجده في أمر نص مكتوب بحرف الرمل اللغوي العربي وكيف ننقله إلى حرف الكامل اللغوي العربي.

وهناك الكلمة الثالثة الغريبة وهي التكرور والتي ربما هي الترجمة بأن تنقل نفس النص لكن للغة أخرى ولشعب آخر ولأمة أخرى.

بل خذ مثلا في الحالات الحديثة عندما يطلب أستاذ من طلابه أن يكتبوا بحثا وأنه يعطي لكل طالب رغم أن البحث وفكرته واحدة طريقة السرد فهذا يعطيه أن السرد يجب أن يكون حرا وذاك يقول له أن السرد يجب أن يكون كاملا وثالث أن السرد يجب أن يكون طويلا ورابع أن السرد يجب أن يكون كاملا وسريعا وهكذا.

على كل حال في اللغوية العربية القرشية هناك يمكن أكثر من تعريف لغة وأكثر من تعريف مصطلحا فما بالك حجز معاني وتعاريف إختراعا و/أو نحتا و/أو إشتقاقا و/أو مكسوعات و/أو تعطيش و/أو تشبيع و/أو تشويق و/أو غير ذلك من طرقات.

ومما يجب الإشارة إليه في هذا الصدد ومن الشابكة وهي ترجمتي للإنترنت أو للشبكة العالمية للاتصالات أنه على الرغم من وجود مئات الكتب التي تصدر بالعربية فإن متوسط عدد الكتب المترجمة إلى العربية في تقرير التنمية الإنسانية العربية هو 4,4 كتاب لكل مليون مواطن سنويا في حين يحظى كل مليون مواطن في المجر بنحو 519 كتابا سنويا كما يبلغ نصيب كل مواطن إسباني في العام 920 كتابا وواضح قصور المستوى العربي مع الأسف.

يبلغ عدد سكان الوطن العربي حاليا حوالي 431 مليون نسمة. فإذا اضفنا أمر الناطقين بالعربية في أنحاء أخرى منه فسنصل إلى ربما أقل شيء 450 مليونا كتقريب لأغراض البحث.

فإذا ضربنا 4,4 ضرب 450 سيكون الناتج 1980 أو تقريبا 2000 كتاب مترجم كل سنة. علما أن هذا الرقم تم حسابه بما يسمى بحساب عرب المليء ببعض الأخطاء منها أنه ليس كل العرب يقرأون بل أن فيهم نسبة عالية من الأمية وأنه البعض منهم فقير فلا يهتم بالقراءة لأنه لا وقت لديه لذلك.

هنا قد نصل لرقم تقريبي أنه يترجم كل سنة إعتمادا على الإحصائيات أعلاه لنقل 500 كتاب من مختلف اللغات للعربية ولا أدري من العربية لبقية اللغات كم أصلا. هذا إذا افترضنا صحة نسبتنا أنه ربع سكان الوطن العربي يقرأون هذه التراجم فما بالك قراءة الأخبار على الأقل أو على الأقل سماعها وسماع البرامج الإخبارية على القل.

وهذا يخالف النظرية أدناه من الشابكة الانترنت التي تقول أنه مترجم منذ زمن المأمون في العصر العباسي ليس أكثر من عشرة آلاف كتاب لحد الآن.

هناك مجلات عربية تعني بالواقع الأجنبي منها مجلة الثقافة الأجنبية العراقية والكويتية وهناك مجلات في مصر ولبنان والمغرب العربي وغير ذلك بطريقة كأنها متغزلة مع خجل هي التي تعني بالأمر.

ومن الشابكة أي الإنترنت نجد:
بحسب تقرير اليونسكو، أنتجت الدول العربية 6500 كتاب عام 1991، بالمقارنة مع 102000 كتاب في أمريكا الشّمالية، و42000 كتاب في أمريكا اللاتينية والكاريبي. وبحسب "تقرير التنمية الثقافية" فإن عدد كتب الثقافة العامة التي تنشر سنوياً في العالم العربي لا تتجاوز الـ5000 عنوان. أما في أميركا، على سبيل المثال، فيصدر سنوياً، حوالى 300 ألف كتاب.

هذه الأرقام غير كافية لفهم الهوّة بين العرب وباقي البلدان. فعدد النسخ المطبوعة من كل كتاب عربي هو ألف أو ألفين ويصل، في حالات نادرة، إلى 5 آلاف، بينما تتجاوز نسخ الكتاب المطبوع في الغرب عادةً الـ50 ألف نسخة.

كم كتاباً يتـــرجم العـرب؟
بحسب تقرير اليونسكو، يُترجَم سنوياً في العالم العربي خُمس ما يُترجَم في دولة اليونان الصغيرة. والحصيلة الكلية لما تُرجم إلى العربية منذ عصر الخليفة العبّاسي المأمون إلى العصر الحالي تقارب الـ10000 كتاب، وهذا العدد يساوي ما تترجمه إسبانيا في سنة واحدة.

أشارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) في بيان إلى أن نسبة الأمية في الدول العربية تبلغ 19.73%، وإلى تفاوت كبير بين النساء والرجال إذ تبلغ نسبة النساء من الشريحة الأمية 60.60%. إذا أضفنا إلى هذه المعطيات أن الملايين من العرب يعيشون تحت خط الفقر ويهتمون بتلبية حاجاتهم الأساسية لا بشراء الكتب، ستتضح بعض معالم الصورة العامة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك فكرة تربط بين الاهتمام بالقراءة وبين طبيعة النظام السياسي. وتقول إنه حيث تزدهر الحريات ترتفع معدلات القراءة. ففي المجتمعات الديمقراطية يعتبر المواطن نفسه شخصاً فاعلاً في الحياة العامة. لذلك يهتم، ولو قليلاً، بالإنتاج الثقافي والسياسي. وعليه، كانت معدلات القراءة في الحقبة التي ازدهرت فيها الأيديولوجيات السياسية في العالم العربي بين الفئات المتعلّمة، أكبر بكثير مما هي اليوم. أما الآن، ولأن معظم المواطنين يسلّمون مصائرهم للقدر ويشعرون بلا جدوى انخراطهم في الشأن العام، فإن الاهتمام بالقراءة تراجع.
من الشابكة أي الإنترنت بتصرف.

أنا لا أقول أن 4,4 كتاب لكل مليون سنويا هو أمر كافي أو غير كافي لكني فقط أذكر الاحصائيات.

فإذا ما علمنا أنه في الكرة الأرضية تقريبا وبجسب إحصائيات لما قبل 2010 يصدر في كل دقيقة 50 كتابا عن الشطرنج لا غير وليس عدد النسخ فإن هذا قد يعطي مؤشرا صغيرا على خطورة الموضوع سواءا في الترجمة أم في الكتب الأصيلة.

وقد يكون الأمر غير ذلك حاليا في 2025.

ومن الشابكة الإنترنت مرة أخرى نستطلع كم كتابا يقرأ العرب رغم أن المعلومات قبل أكثر من 20 سنة لكنها مفيدة لحد الآن:

كم يقـــرأ العـــرب؟
بحسب "تقرير التنمية البشرية" للعام 2003 الصّادر عن اليونسكو، يقرأ المواطن العربي أقل من كتاب بكثير، فكل 80 شخصاً يقرأون كتاباً واحداً في السنة. في المقابل، يقرأ المواطن الأوروبي نحو 35 كتاباً في السنة، والمواطن الإسرائيلي 40 كتاباً.
وجاء في "تقرير التنمية الثقافية" للعام 2011م الصادر عن "مؤسسة الفكر العربي" أن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل 200 ساعة سنوياً.
تتفاوت الأرقام بين دراسة وأخرى بالنّسبة لمعدّل القراءة في العالم العربي. في دراسة أجرتها شركة سينوفات المتعددة الجنسيات لأبحاث السّوق، عام 2008، جاء أن المصريين والمغاربة يقضون أربعين دقيقة يومياً في قراءة الصّحف والمجلات مقابل 35 دقيقة في تونس و34 دقيقة في السعودية و31 دقيقة في لبنان.
وفي مجال قراءة الكتب، يقرأ اللبنانيون 588 دقيقة في الشهر، وفي مصر 540 دقيقة، وفي المغرب 506 دقائق، وفي السعودية 378 دقيقة. هذه الأرقام تعكس واقعاً إيجابياً أكثر من الأرقام السابقة. ينتج هذا الاختلاف من كون الأرقام الأخيرة تشمل قراءة القرآن الكريم. أمّا الأرقام السابقة فلا تحسب إلا قراءة الكتب الثقافية وتتغاضى عن قراءة الصحف والمجلات، والكتب الدّراسية، وملفات العمل والتقارير، وكتب التسلية.
من الشابكة أعني الإنترنت بتصرف.

هذا في القراءة سواءا للكتب المترجمة أم الأصيلة.

المشكلة في هذه الإحصاءات أنها قد يكون فيها بعض التضليل حيث يحسب كل المواطنين وليس فقط من يقرأ ويكتب كذلك لا نرى أية إحصاءات إضافية عمن يسمعون.

والسماع كان موجودا منذ ما قبل الإسلام في الجاهلية الثانية ولقد تطور بشكل كبير في العصور التي تلت حتى العصر العثماني فأصبح شيئا عاديا ان تدخل قهوة ما لكي يكون فيها ما يشبه المونولوجست حاليا وكيف أن البعض في الزمن العثماني حتى بدايات استقلال العرب كانوا يتجمعون لسماع قراءة جريدة مثلا.

حاليا أصبح السماع شيئا يشبه القراءة وهناك الكثير من الكتب الصوتية عدا عن البرامج الفكرية والأخبار والأفلام والمسلسلات وأفلام الكارتون وغير ذلك التي ليس هناك فيها اية قراءة بالذات المترجمة على شكل دوبلاج أو الأصيلة في العربية.

كذلك لا تخبرنا الإحصائيات عن عدد الذين يقرأون الكتب المترجمة أصلا في كل ولاية أو دولة عربية على حدة ولو ممن يقرأون ويكتبون فما بالك كم يسمعون. هنا في الإحصائيات فقط عدد الكتب المترجمة في هذه أو تلك من الدول العالمية.

هناك بالعادة في الدول المتقدمة من مثل المملكة المتحدة وسويسرا لحد زمن معين والصين وغير ذلك من شعوب وأمم أنها لديها فروع للإذاعات والمواقع بلغات مختلفة غير لغات شعوبها وأممها من ذلك مثلا البي بي سي العربية والبي بي سي الفارسية وغير ذلك بينما في البلاد العربية هناك القليل الذي يصدر بلغات أخرى وبشكل خجول منها أهرام عبدو المصرية وبغداد اوبزرفير العراقية لحد زمن معين لحدود علمي على الأقل وإصدارات أخرى.

وبالعادة لا تهتم الدول التي ليست بالمتقدمة بهكذا أمر إطلاقا.

أصلا الموضوع بحاجة لتمويل رهيب. أعني أن تكون هناك إذاعات وقنوات من دولة معينة بلغات أخرى.

لدينا في هذا الصدد قناة الجزيرة التي بالانكليزية ولكن قد يكون الأمر وحيدا مع الأسف.

ورغم ذلك فإن قيام أي كان بالترجمة هو شيء خاطيء ويجب أن يكون الأمر سواءا من أو إلى العربية فما بالك بلغات أخرى يجب أن يكون دقيقا وصارما ومنضبطا فما بالك أمر أمانة نقل النص من جهة وهل ننقل الروح الكآبية أو روح القتل في كتب أجنبية أو عربية أو بلغات أخرى إلى العربية أو الأجنبية بنفس الروح هكذا بكل بساطة أم أن على المترجم أن يتصرف؟؟؟ أسئلة مشروع طرحها. وأمر الدقة والضبط والتخصص مما يقول به اللغوي الشهير مصطفى جواد رحمه الله.

ومما قرأت وسمعت به ذات يوم أن النظام في العراق وجهات التحقيق البوليسي قاموا بالقبض على شابين أخوين يمتهنان الرسم وقيل وقتها أنه تم أولا سجنهما ثم تم إعدامهما بعد ذلك.

بالطبع ثارت ثائرة الناس على الأمر لكن عندما تمت معرفة الأمر تبين أن هذين الشابين كانا يرسمان لوحات تبعث بالمتفرج إلى الكآبة وإلى الحزن وإلى اليأس وإلى الرعب وغير ذلك وأن لوحاتهما كانت وسيلة لهدم أمة بكاملها.

هنا نفس الشيء مع الترجمة بل مع النص الأصلي نفسه هل يتم السماح بكتابة نص يؤدي إلى الكآبة وإلى الحزن وإلى المرض وإلى اليأس وإلى الرعب وغير ذلك ام يجب منع ذلك.

فما بالك ترجمة هذا النص للغات أخرى في سبيل زيادة رقعة المرض ورقعة الكآبة ورقعة اليأس ورقعة الرعب وغير ذلك.

هنا السؤال المشروع طرحه.

ومع الأسف فإن الأمانة العلمية تقضي أنه في حال كون الأمر للدراسة للمختصين فقد يكون من المسموح ترجمة نص يبعث على المرض وعلى الكآبة وعلى اليأس وعلى الرعب وغير ذلك لكن مع التحذر.

مثل ذلك مثل اللوحات الدراسية التي للرسامين أنه قد يسمح لمختص معين غير ما يسمح للمتفرج العادي أو حتى ربما للرسام العادي المبتديء.

قد يقول قائل أنه في حال أن نصا ما به أمور مخيفة فالحل هو في عدم ترجمته.

لكن ماذا يكون الأمر عند الحاجة لمعرفة أمر أمة معينة. مثال ذلك المقولة الشهيرة: "إعرف عدوك" من جهة وأمر الحاجة لمعرفة أمر أمة ما صديقة من الجهة الأخرى.

يقال في أمر دار الحكمة التي أنشأها المأمون والتي قام فيها المترجمون السريان بنقل نفائس الكتب اليونانية والرومانية وربما غير ذلك إلى العربية كيف أن الخليفة طلب منهم أن يبينوا له ديانتهم. ولما كانوا ربما من غير ديانة فإنه أمهلهم شهرا لكي يجيبوا على سؤاله وإلا أعدمهم فكان أن قالوا له أننا من السريان.

أنظر هنا الأمر المهول كيف أنهم قد يكونوا من غير الصالحين لا سمح الله ومع ذلك قاموا بترجمة النفائس. هل الأمر فيما يعرف بنظريات الاستشراف في الإدارة؟؟؟ الله جـل جـلاله العالم.

كان هذا البحث عن أمور معينات في الترجمة وأشياء أخرى.

تلك الكلمة الخالدة في تاريخ الحضارات البشرية.

وشكرا لحسن القراءة.

ــــــــــــــــ نهاية المقال / البحث ــــــــــــــــ
تمت مراجعة النص.



#محمد_حسين_صبيح_كبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابات ساخرة 32
- كتابات ساخرة 31
- كتابات ساخرة 30
- كتابات ساخرة 29
- كتابات ساخرة 28
- كتابات ساخرة 27
- كتابات ساخرة 26
- كتابات ساخرة 25
- كتابات ساخرة 24
- كتابات ساخرة 23
- كتابات ساخرة 22
- كتابات ساخرة 21
- كتابات ساخرة 20
- كتابات ساخرة 19
- رد على مقالات للأستاذ أحمد صبحي منصور
- كتابات ساخرة 18
- كتابات ساخرة 17
- كتابات ساخرة 16 / نسخة مزيدة ومنقحة عن الأصل الأول
- كتابات ساخرة 16
- كتابات ساخرة 15


المزيد.....




- متحف الإثنوغرافيا في كابل.. نافذة على التنوع الثقافي في أفغا ...
- صالون الفنان -مصطفى فضل الفنى والأدبى-فى ندوته مساء الخميس ا ...
- جماليات الوصف وتعطيل السرد.. -حكاية السيدة التي سقطت في الحف ...
- بعد نيله جائزة -برلمان كتاب البحر الأبيض المتوسط-.. الكاتب ا ...
- فيلم يسلط الضوء على انتهاكات كييف
- المتحف البريطاني يختار الفرنسية اللبنانية لينا غطمة لـ-أحد أ ...
- العربية في إيران.. لغة -أم- حية بين الذاكرة والتحديات
- فيديو.. متهم يهرب من نافذة المحكمة بطريقة سينمائية
- فيديو.. أول ظهور للفنانة المغربية دنيا بطمة بعد السجن
- سجلات الليدرشيت يشعل النقاش حول القيادة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حسين صبيح كبة - كتابات ساخرة 33