أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد الراعي - انبثاق الحياة من سكون الفن!














المزيد.....

انبثاق الحياة من سكون الفن!


سعاد الراعي

الحوار المتمدن-العدد: 8260 - 2025 / 2 / 21 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


قراءة لقصيدة الشاعر طارق الحلفي "الراقصة"
القصيدة تتهادى بين ثنايا الخيال والرهافة، متجسدة في صورة لوحة تسكن الجدار، لكنها ليست جامدة، بل كيان نابض بالحياة يتوق إلى الانعتاق.
يرسم الشاعر مشهدًا شديد الحساسية، حيث الضوء يتسلل ببهائه، والنسيم يخفق بعشق:
"ونسيم شفه وجد الهبوب"
فيبعث الحياة والحيوية في اللوحة الساكنة، حتى تغدو الرقصة قدرًا حتميًا، لا مجرد رغبة عابرة للراقصة:" نزلت خجلى من اللوحة جذلى"

يبرع النص في تصوير العلاقة بين الحركة والسكون، بين التجريد والتجسد، حتى يبدو النسيم عاشقًا لعوب والراقصة معشوقة مولّهة وشغوفة تهفو إلى الالتحام به.
لحظة المسّ الأولى بينهما ليست مجرد تفاعل عابر، بل هي احتراق وجداني يهزّ الجمود والصمت، ويوقظ فتنة دفينة في أعماق راقصة اللوحة.
تنساب الكلمات كرقصة خجلى، تتدرج من التردد إلى الاندفاع، حيث يتجلى التحول الجمالي من السكون إلى الحركة، من الجمود إلى الحياة:
" هي قد مدت ذراعيها اليه
ـ أيدس الرقص ما بين يديّ وسيسأل؟
ابتهالًا: راقصيني"

ثم، في لحظة مهيبة، يتلاشى النسيم، تاركًا خلفه ضحكات الستائر ودهشتها:
" دهشة غصت من الضحك
أكاليل الستارة
حينما حركها الريح
وغادر"
وكأن الحكاية كلها كانت ومضة عابرة بين الحقيقة والخيال، بين الحضور والغياب.
هذه الخاتمة المدهشة تترك القارئ بين غموض ساحر ودهشة تتراقص في فضاء النص، حيث يبقى السؤال معلقًا: هل كانت الرقصة حلمًا أم انبثاقًا للحياة من سكون الفن؟
القصيدة تأخذنا الى حكاية ممتعة تستحق قراءتها بتمعن وباستمتاع.
لقد أحببت راقصتك أيها الحلفي
**

................
القصيدة:

راقصة

لوحة فوق الجدار
ابيضًا كان الجدار
وشعاع يهرق الضوء بهاء من خلال النافذة
ونسيم شفه وجد الهبوب
فتثنى مرحًا تحمله
لوعة رقص.. فاستدار
حينها مست ذراعيه بعفو معصميها
نزلت خجلى من اللوحة جذلى
ضرجتها فتنة وارتج صمت
حينما طاش عليها الامر
اختالت طروبا
وتأنت بابتسام محض لحظة..
بأناة..
هي قد مدت ذراعيها اليه
ـ أيدس الرقص ما بين يديّ وسيسأل؟
ابتهالًا: راقصيني
لم يهفهف حولها الا هنيهه
ما احتضنها!
ما اعتصرها!
حينما مست ذراعيه يديها
ومضى يلتاث في الصالة وقتا
منذ.. لا تدري ولكن!
وتلاشى..
.....
.....
دهشة غصت من الضحك
أكاليل الستارة
حينما حركها الريح
وغادر
***
طارق الحلفي



#سعاد_الراعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبرة لخيط الذكريات
- قصة :-لظى في خاصرة الطفولة-
- في حضرة الأم ووداعها.
- بين غربتين
- الخيانة الزوجية: أبعادها، دوافعها، وسبل التعامل معها
- التبني كخيار انساني


المزيد.....




- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد الراعي - انبثاق الحياة من سكون الفن!