عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8260 - 2025 / 2 / 21 - 12:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمخض النظام الرسمي العربي فولد قمة مصغرة في الرياض، وأجَّلَ القمة الطارئة المزمع عقدها في القاهرة أواخر الشهر الجاري حتى الرابع من اذار المقبل. ولا ندري ما جدوى القمة المصغرة، إذا كانت الطارئة ستعقد بالفعل في الموعد المعلن المشار اليه قبل قليل. ولا ننسى أن موعد القمة الدورية يقترب، ويفترض أن تعقد في آذار.
ما ذكرنا ينهض دليلًا فاقعًا على التخبط والارتباك، ناهيك بالعجز الفاضح والتبعية المخجلة إذا ما أضأنا على ما يرشح بخصوص أسباب التأجيل. يُقال بهذا الخصوص أن "بعض العرب" يريد النص في البيان الختامي للقمة على السماح بالهجرة الطوعية من غزة، وهو ما يتطابق مع ما يدفع الكيان اللقيط باتجاه تنفيذه كما أعلن وزير حربه. ويُقال أيضًا أن عددًا من "الزعماء" العرب غير متحمسين للقمة أصلًا، ولا يرون جدوى من عقدها. ولعل أسخف ما يُقال أن أسباب التأجيل لوجستية، لأن بعض "القادة" لديهم ارتباطات مسبقة. ويرشح ما يفضح المزيد من خزايا النظام الرسمي العربي، إذ يتردد وهذا ما نرجحه، أن ترامب ومجرم الحرب نتنياهو "ارتأيا" عبثية عقد قمة عربية قبل الإطلاع على خطة العرب بشأن غزة مقابل خطة الترانسفير الترامبية.
مختصر القول، الأنظمة العربية وصل بها العجز حد الإخفاق في عقد قمة تبحث تحدي تهجير الشعب الفلسطيني من غزة، وفلسطين المحتلة 1967 لاحقًا، مع أن بعضها مطلوب منه استيعاب المُهَجَّرين!
مقابل العجز الرسمي العربي الفاضح، تحضر القمة الإفريقية، وقد أنهت أعمالها قبل أيام، وتضمن بيانها الختامي قرارات قوية الدلالات في نصرة القضية الفلسطينية.
فقد دان القادة الأفارقة، بصريح العبارة وواضح الإشارة، العدوان الصهيوني وحرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني. وأعلنوا رفضهم استهداف المدنيين العُزَّل، والمنازل والمنشآت والبنى التحتية. وأكدوا أن الكيان الصهيوني اللقيط يرتكب حرب إبادة، داعين إلى محاكمته. ودعت الدول الإفريقية إلى وقف التعاون والتطبيع مع الكيان، وإرغامه على وقف عدوانه ضد الشعب العربي الفلسطيني وإنهاء احتلال أراضيه. هنا، نعتقد أن على بعض العرب الشعور بالخجل. وتضمن البيان الختامي للقمة الإفريقية رفضًا صريحًا لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، كونه جريمة تطهير عرقي يدينها القانون الدولي وترفضها الأعراف الإنسانية جملة وتفصيلًا.
بناء على ما تقدم يفرض نفسه تساؤل حقيق بالطرح: إذا كان النظام الرسمي العربي غير قادر على عقد قمة إما لعجزه أو بسبب تبعيته، فهل هو مؤهل لحماية الإنسان والأرض والعِرض؟!
الإجابة، لا النافية قطعًا ومن دون تردد. مصدر ضعف العرب ومكمن بلائهم، الإستبداد الكاتم على أنفاسهم. فالأنظمة غير معنية بمصالح الشعوب والأوطان، بقدر ما تضع على رأس سُلَّم أولوياتها التشبث بكراسي الحكم وتوريثها حتى لو استدعى هذا النوع من السقوط التواطؤ مع العدو. وما دام هذا واقع حال العرب، فإنه غير مبشر ولا يُنتظر غير ما يغيظ الصديق ويسر العدو !
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟