أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - التخدير الديني سلاح النظم القمعية














المزيد.....


التخدير الديني سلاح النظم القمعية


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8260 - 2025 / 2 / 21 - 08:42
المحور: كتابات ساخرة
    


النظم السياسية الفاشلة تعتمد إما على القمع أو الكذب أو التضليل أو إشعال الحروب لحكم الشعوب، وقد تتخذ الدين للسبب نفسه وحماية نفسها، والتاريخ يؤكد اجتماع كل هذه الوسائل عند النظم الأسوأ والأكثر وقاحة.
رقم قياسي
ورد في تقرير نشرته منظمتان غير حكوميتين مقرهما النروج وفرنسا، أن ما لا يقل عن 975 شخصاً حُكم عليهم بالإعدام في إيران خلال سنة 2024، في "تصعيد مريع" لتنفيذ عقوبة الإعدام كوسيلة "قمع سياسي" للجمهورية الإسلامية، والرقم يشكل زيادة نسبتها 17 % مقارنة بالعام 2023، وكان بين هؤلاء واحد وثلاثين امرأة وأربعة رجال شنقوا علنا، لإشاعة الرعب في النفوس وإخماد التظاهرات.
الرقم المذكور هو الأعلى منذ بدء تعداد الإعدامات في الجمهورية القمعية الإسلامية في إيران منذ سنة 2008، بعدما بدأت تقتنع الدول أن تمكين الدين*، من مقاليد السياسة لا يصلح للمجتمعات الحديثة، حتى لو كان هذا الدين سياسياً بالدرجة الأولى.
هذه الإعدامات جزء من إستراتيجية تطبقها الجمهورية القمعية الإسلامية على شعبها للمحافظة على سطوتها على السلطة، وتغطية فشلها وهدرها مئات البلايين من الدولارات للسيطرة على دول في الشرق الأوسط.
قعقعة فارغة
رغم أن العمليات العسكرية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر 2024، قد أثبتت بالبراهين اختراق إيران وميلشياتها استخباراتياً تماماً، وتحقيق انتصارات مُذلة عليهم، لم يزل قائد الحرس الثوري الإيراني إبراهيم جباري يصرّح خلال التصعيد بين إسرائيل والجمهورية القمعية الإسلامية "في أي وقت يتم اتخاذ القرار ستحدث "عملية الوعد الصادق ثلاثة" لتدمير تل أبيب وتسوية إسرائيل بالأرض".
أدلى جباري بهذه القعقعة الفارغة خلال مناورات الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج التابعة له والتي حملت اسم "الرسول الأعظم" لتخدير العقول دينياً عما يحدث وسيحدث من فشل، وأضاف "أن جبهة المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين في أعلى مستويات الجاهزية"، رغم تسوية غزة بالأرض وما حدث لحزب الله في لبنان.
جاهزية كلامية
هذه الجاهزية الشفاهية حسب جباري لأن "ضرورة زيادة مدى الصواريخ يهدد ترامب بجبهة المقاومات"، ويبدو أن الرجل لا يعرف موقع أميركا جغرافياً، أو يريد تخدير المؤمنين كما هي العادة، بل رفع عقيرته وهدد الرئيس الأميركي "ترامب عاجز عن فعل أي شيء وإذا فكروا في الاعتداء على إيران فإن جميع قواعدهم العسكرية وسفنهم الحربية في المنطقة ستُحرق بنيران غضب الشعب الإيراني وستنطلق جبهة المقاومة إلى الميدان".
غضب وميدان
سلاح جديد ستستخدمه إيران كما يبدو، فأول مرة في التاريخ تحرق نيران الغضب قواعد عسكرية، مع تساؤل بسيط هو كيف ستنطلق جبهة المقاومة إلى الميدان؟ أي ميدان يقصد جباري؟!
مرض القعقعة الكلامية ونحت الكلمات والمصطلحات مزمن كما يبدو، فقائد القوة "الجو فضائية" في الحرس الثوري اللواء أمير علي حاجي زاده قال في الثامن عشر من فبراير 2025 "عملية الوعد الصادق ثلاثة ستتم حتما".
معروف أن العنوان الديني التخديري "الوعد الصادق" هو الاسم الرمزي الذي أطلقه حزب الله اللبناني على عملية عسكرية نفذتها عناصر مقاتلة منها، وأطلقته الجمهورية القمعية الإسلامية على هجماتها الصاروخية والمسيرة في إبريل الماضي كتغطية لفشل استخبارات إيران ومقتل إسماعيل هنية في طهران، ثم جاء "الوعد الصادق" الثاني بعد تصفية نصر الله في لبنان، لكن الهجوم لم يسفر سوى خسائر تقدر بقروش قليلة في إسرائيل.
* هذه الإعدامات بدأت بشكلها المريع وأرقامها الصادمة منذ تولي روح الله الهندي، وهذا هو اسمه الحقيقي الذي أصبح لاحقاً روح الله آية الله الخوميني، نسبة إلى خمين بلدته. وقد أحسن وأوجز الخوميني حين قال: "الإسلام هو السياسة وبغيرها لا يكون شيئاً".



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل تنتظر قرارات سياسية
- شجرة زيتون غنّت للمتوسط
- الردع دواء التنمّر والمزايدات
- معايدة المسيحيين في أعيادهم
- أحمد عدوية وازدواجية عصره
- عندما قال فريد الأطرش: مش قادر!
- الرعية الفاسدة تستحق الكاهن الضرير*
- معايير المحاكم الإلهية
- أسرى الأساطير وضحايا الواقع
- أمراض الأمة إياها
- أميركا تستعيد وعيها وهيبتها
- صباح في ذاكرة ثقافة البحر المتوسط
- التكاذب منهجهم والغيبيات واقعهم
- الدنيا لا تقع ولن تنتهي
- أسئلة للمؤمنين والذميين الجدد
- سياسة أو دين أو شعوذة
- فشل الدين كمنظومة سياسية
- عواقب تعامي الحكومات الغربية
- اليوبيل الماسي لفيلم -غَزَل البنات-
- استهداف إلهام شاهين


المزيد.....




- بعد نيله جائزة -برلمان كتاب البحر الأبيض المتوسط-.. الكاتب ا ...
- فيلم يسلط الضوء على انتهاكات كييف
- المتحف البريطاني يختار الفرنسية اللبنانية لينا غطمة لـ-أحد أ ...
- العربية في إيران.. لغة -أم- حية بين الذاكرة والتحديات
- فيديو.. متهم يهرب من نافذة المحكمة بطريقة سينمائية
- فيديو.. أول ظهور للفنانة المغربية دنيا بطمة بعد السجن
- المخرج السوري هيثم حقي لـ CNN بالعربية: -لا نريد سوى سوريا ا ...
- بهية محمد.. زواج الفنانة اليمنية من مصري يثير جدلا يمنيا
- وزير الهجرة: التعددية الثقافية تثري السويد
- المجتمع في جنوب المملكة.. أحداث مسلسل الزافر بطولة الفنان را ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - التخدير الديني سلاح النظم القمعية