أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سي محمد طه - عن اي رأسمالية نتكلم ؟















المزيد.....


عن اي رأسمالية نتكلم ؟


سي محمد طه

الحوار المتمدن-العدد: 8260 - 2025 / 2 / 21 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوضع العالمي و الدولي اليوم محير للجميع و يتحدى كل النظريات و المقاربات. هذا التحدي تجاوز حدود الواقع العملي اليومي الى تحد نظري عميق.
كل النظريات اليوم وقفت عاجزة عن تفصيل ما يجري اليوم بشكل سليم يوفر امكانات علمية و معرفية لاستنباط عمق الازمة التي يعيشها العالم اليوم.
التحليل المادي الجدلي الذي يعتمد نفس القاموس المفاهيمي الكلاسيكي الذي انتجته الماركسية و روادها الكبار هو نفسه ترك اتباع مدرسته تائهين امام ما يجري.
لكن الامر لا يتطلب منا المعجزات و اشياء مثالية فوق الطبيعة. و لكن اعادة تنظيم ٱليات التحليل الماركسية و وضعها ضمن السياق المادي لواقع المرحلة التاريخية الحالية على المستوى الاقتصادي و بالتالي السياسي و الاجتماعي.
الماركسية تمكنت من تفكيك نمط الانتاج الرأسمالي بتحديد مميزاته كنمط انتاج اختلف عن كل الانماط الانتاج السابقة. و تميزت المدرسة الماركسية بترابط تحليلها المادي الجدلي مما جعلها مصدر الهام حتى لاعداء الماركسية .
لكن التطورات التي عرفتها الرأسمالية في تمرحلها جعلت بعض الماركسيين الذين كانوا ماركسيين يجدون انفسهم متخلفين عن الركب الذي تجاوزهم و اصبحوا متجاوزين واقعيا و بالتالي متجاوزين نظريا. و هكذا كان حال كاوتسكي و تروتسكي و كثير من المنظرين الذين لفظهم التاريخ لانهم لم يتملكوا ٱليات مسايرة التطورات و المتغيرات التي عرفها الواقع المادي للرأسمالية ، فاصبحت ماركسيتهم خارج السياق و بذلك كان نصيبها الاندحار.
و في المقابل تمكن رواد المدرسة الماركسية الديناميكية الذين تخلوا عن الجمود العقائدي في الماركسية و تبنوا الماركسية كٱلية للتحليل تتناسب مع السياقات المادية و لم تكن لديهم عقيدة جامدة يسقطون الواقع في قوالبها.
لينين من بين رواد هذه المقاربة الدينامية للماركسية حارب دعاة الماركسية الجامدة ، قاد موجة استعمال الٱليات الماركسية لتحليل الواقع الرأسمالي الذي تغير من الرأسمالية الكلاسيكية الى الرأسمالية المعاصرة لبداية القرن العشرين ، اي الرأسمالية في مرحلتها الامبريالية.
اي محلل يعتمد الجدل و العلمية في دراسة النظام الاقتصادي سيجد ان ما اعتمده ماركس في تحليله حول نهاية الرأسمالية يرتبط بسياق محدد ، وفق الشروط القائمة في النظام الرأسمالي كنمط انتاج اقتصادي يعتمد على تراكم فائض القيمة لتنمية رأسالمال الذي يعتبر اساس الرأسمالية، بالمقابل و تضاد مع قوة العمل كوسيلة واحدة لانتاج فائض القيمة. هذا التضاد وفق نفس الشروط يؤدي حتما الى نهاية الرأسمالية .
لكن الرأسمالية لم تتوقف عند نفس الشروط التي درسها ماركس ، و لكنها انتشرت بعيدا و في مناطق اخرى مكنتها من مراكمة الرساميل المستوردة من مناطق اخرى و استغلال فائض القيمة من تلك المناطق دون تكاليف و هو ما سمي بالاستعمار او الامبريالية.
الاستعمار و الامبريالية هي مرحلة اخرى مختلفة عن ما درسه ماركس ، انه سياق جديد و مختلف. اختلاف السياق يتطلب استعمال الاليات العلمية الماركسية و لكن وفق السياقات و المتغيرات الحديثة. انه واقع جديد يتطلب طرقا جديدة لاستعمال الاليات و بالكاد ستكون النتائج مختلفة.
هنا كانت الماركسية رائدة في تحليل الواقع الجديد و قاد هذه الريادة فلادمير لينين، و عليه سميت الماركسية من بعده بالماركسية اللينينية ، اي ماركسية المرحلة الامبريالية من الرأسمالية.
حديثنا هذا يقودنا الى السؤال اليوم عن سبب فشل التحليلات في غالبيتها لسبر اغوار القضية الاساسية لدى كل مهتم.
قيل ان ماو تسي تونغ نظر للمرحلة الثالثة. و يجد عدد كبير من الناس انفسهم منطقيين في تبني فكرة المرحلة الثالثة ليطلقوا عليها الماركسية اللينينية الماوية. هنا لست معنيا بتيار سياسي يطلق هذا الاسم على نفسه ، و الحقيقة انهم تيارات متعددة، و لكني معني فقط بالجانب النظري و الفكري المعرفي الذي يتطلب منا المناقشة.
ماو تسي تونغ منظر فذ ، ماركسي لينيني كما عرف نفسه في اكثر من مكان. تحليلاته ذات اهمية تتناسب و دوره كقائد ثورة لها اثرها على الواقع المحلي للصين و على العالم اجمع و على المسار التاريخي للفكر الماركسي برمته. لكن من يدرس كتابات ماو و بعيدا عن الغوغائية ، سيجد ان ماو قولوه ما لم يقله. و لا يمكنه ان يقله.
ماو نظر لمجتمع ما قبل رأسمالي ، مجتمع قروي ، فلاحي و قاد ثورة وطنية تحررية و لم تكن بالكاد لا ثورة اشتراكية و لا شيوعية.
لهذا فان السياق التاريخي وفق نمط الانتاج القائم في الصين ، نجد ان مفهوم المرحلة الثالثة ، لا يمكن ان يكون متناسبا مع سياق مرحلة ثالثة تتجاوز المرحلة الثانية التي نظر لسياقها لينين و طبق نظريته ستالين ، و لكن هي منطقة ثالثة تتناسب و الدول الماقبل رأسمالية و نمط انتاجها ماقبل رأسمالي صناعي . النظرية هنا لم تعتمد التنظير الاقتصادي و دراسته الا لخدمة الهدف السياسي و هو قيادة ثورة وطنية تحررية لبناء مجتمع يمكنه بناء رأسمالية صناعية من بذور فلاحية .
هنا نجد ان فهم المرحلة الثالثة لدى اتباع هذا التيار يسقطون انفسهم في العقائدية ، حيث ان المتغير هنا سياق مختلف في نمط الانتاج بذاته و ليس تغير سياق النظام الاقتصادي.
من هنا نرى ان الطرح الذي يتبنى مفهوم المرحلة الثالثة وفق المنظور المبني على رؤية ماو هو خارج سياق هذا النقاش الذي يراه متتبعوه ٱني للاجابة على اسئلة الحاضر.
من كل ما سبق يتبين ان النظام الاقتصادي العالمي اليوم تجاوز المرحلة الثانية ، مرحلة الامبريالية الى مرحلة اخرى تختلف في كل اسسها عن كل المراحل التي عرفها النظام الاقتصادي العالمي و بالتالي النظام الرأسمالي العالمي.
اغلب الكتابات و الابحاث تتناول النظم الاقتصادية و تؤكد ان النظام الاشتراكي قد اندحر امام النظام الاقتصادي الرأسمالي و ان الرأسمالية حية لم تمت.
لكن الواقع و وفق التعريف الذي حدد به النظام الرأسمالي يمكن القول ان النظرية الماركسية جادة في ما طرحته في مسألة نهاية الرأسمالية وفق الشروط و السياق المحدد له.
الرأسمالية انتهت بالحرب العالمية الاولى ، و الرأسمالية الامبريالية انتهت بالحرب العالمية الثانية،.
النظام الاقتصادي منذ خمسينات القرن الماضي ، نظام هجين ، لا تربطه بالرأسمالية غير اللبيرالية .
النظام الاقتصادي العالمي اختلفت كل سياقاته عن النظام الرأسمالي و بذلك يتطلب اعتماد ٱليات علمية جدلية و لكن بقواميس منهجية و مفاهمية مختلفة تتناسب و هذا النظام الجديد.
نحن اليوم بالفعل نعيش مرحلة جديدة و مختلفة تماما عن النظام الرأسمالي.
نظام اقتصادي لم تعد فائض القيمة محددا في تراكم الرأسمال ، و لكن اصبحت العملة النقدية و الذخيرة العسكرية هي العامل الاساس.
اليوم حتى المنظرون اللبيراليون لم تعد تسعفهم ٱليات تحليلهم للكلام عن النظام الرأسمالي لانهم يعرفون انه انتهى منذ زمن بعيد. لكن بعض الماركسيين لم يتمكنوا من الاعتراف و لو بالاحساس بهذا الواقع الذي انتجه النظام الاقتصادي كمحدد لكل البنيات الفوقية التي يراها تنهار كل يوم امام عينيه.
سي محمد طه .
المغرب



#سي_محمد_طه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حيوية لصناعة الأسلحة الأمريكية.. ما سبب اهتمام ترامب بمعادن ...
- ترامب: لن أفرض خطة التهجير من غزة.. و-تنازل- إسرائيل عن القط ...
- حماس تفرج غدا عن 6 أسرى إسرائيليين
- -تدنيس العلم الأمازيغي- في طرابلس يشعل فتيل الغضب والاحتقان ...
- -لقاء أخوي- في الرياض حول مستقبل الفلسطينيين بدون حضورهم
- مناورات صينية في بحر تسمان تُجبر رحلات جوية مدنية على تغيير ...
- سوريا.. الشرع يلتقي السفير الصيني لأول مرة منذ سقوط الأسد
- هل يكبح التحشيد السعودي خطة ترامب بغزة؟
- طهران تعلق على عرض مسيرة -شاهد- الإيرانية في الولايات المتحد ...
- الرئيس التشيكي: الولايات المتحدة نجحت في إيقاظ أوروبا من سبا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سي محمد طه - عن اي رأسمالية نتكلم ؟