أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - تاريخ الفراعنة ومصر العربية البائدة (2)















المزيد.....



تاريخ الفراعنة ومصر العربية البائدة (2)


محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)


الحوار المتمدن-العدد: 8260 - 2025 / 2 / 21 - 00:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نعود لنتساءل : ‏... ما هو العملاق ؟
العملاق هو شخص أو كائنٌ ذات سمات خلقية خاصة أو ربما تضخم في الأطراف وزيادة في الحجم ‏عن الوضع العادي، وهؤلاء أطلق عليهم العماليق. والعملاق كما نعرف هو الإنسان ضخم البناء، ولهذا - ‏على ما نعتقد- فقد كان تفسير الثعلبي للآية رقم 69 من سورة الأعراف والتي تقول" ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَن ‏جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ ‏وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ �﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا ‏كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ‎ ‎‏�/الأعراف.. على أن الله زاد هؤلاء الأقوام ‏عظماً وطولاً وقوّة وشدّة وضخامة في الحجم.. وهناك بالطبع تفسيرات أخرى تدخل في عداد المبالغات ‏والتهويل مثل قول أبو حمزة اليماني أن طول الواحد منهم كان سبعين ذراعا وأن رأس أحدهم كالقبّة ‏العظيمة وكانت عين الرجل منهم تفرخ فيها السباع...إلخ من تلك المبالغات غير المنطقيّة وإن كانت في ‏النهاية تصب في خانة ضخامة الجسم المفرطة بصورة عامّة..‏

وهناك رواية في "الروض الأنف" (الروض الأنف" للسهيلى (الجزء الأول)) ‏:"‌‏‎ ‎وكان من خرافاتها في الجاهلية ‏أن "جرهما" هو ابن لملك (أي ملاك وليس ملك بمعنى حاكم) أهبط من السماء لذنب أصابه فغضب ‏عليه ‏‏من أجله , كما اهبط هاروت وماروت , ثم ألقيت فيه الشهوة , فتزوّج امرأة فولدت له جرهما‌‏" ‏وبذلك ‏يكون المقصود هو أن "جرهم" من نسل ملاك وإنسية، وهو ما يتفق مع رواية وردت في التوراة التي تقول‌‏‎: ‎‏" ‏وحدث ‏لمّا ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسناوات ‏فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما ‏اختاروا، ‏كان في الأرض طغاة في تلك الأيّام وبعد ذلك أيضا إذ دخل ‏بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا , هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ‏ذوو ‏اسم‌‏" ‌‎(‏‎تكوين6: 1-4‌‌‏) ‏

وبالربط بين هاتين الروايتين نفهم أن الجراهمة كانوا ينظر إليهم على أنهم نسل عجيب لآباء ‏سماويين ونساء أرضيّات (أو ثمرة زواج ‏بين أبناء الله ‏وبنات الأرض" وأن هذا النسل عرف بالطغيان ‏والجبروت، وأن هؤلاء الجبابرة كانوا "منذ الدهر ذوى اسم" أي معروفين منذ ‏بداية الأزمنة... ‏
ويقول ابن خلدون: " ‏‎وأما العمالقة فهم بنو عمليق بن لاوذ، بهم يضرب المثل في الطول والجثمان. قال ‏الطبري عمليق أبو العمالقة كلهم أمم تفرقت في ‏البلاد فكان أهل المشرق وأهل عمان البحرين وأهل ‏الحجاز منهم وكانت الفراعنة بمصر منهم.." ‏

ونقف هنا وقفة قصيرة هادئة لكنها عابرة للقوميات والحضارات... فنلاحظ هنا عملية التلفيق ‏التاريخي التي وقع في شراكها أعظم المؤرخين مثل الطبري وابن خلدون، حيث تورطا في نقل وتلفيق ‏الأخبار العربية من بلد عربي اسمها مصر إلى بلد أعجمي أصبح اسمها مصر بعدما كان اسمها إيجبت؛ ‏فابن خلدون جاء بهذه الأخبار من حكايات وروايات الإخباريين العرب وليس من بلادنا وادي النيل ‏إطلاقاً؛ لأن ملوك القبط القديمة من الرعامسة وغيرهم لم يكن أحد من العرب ولا من العماليق ولا ‏المؤرخين يعرفون عنهم شيئاً لأن أخبارهم كانت مدونة في البرديات وعلى جدران المعابد والمقابر ‏والأهرامات باللغة الهيروغليفية القديمة (رنكميت) وبالخطوط الثلاث الهيروغليفي والديموطيقي ‏والهيروطيقي، ولم يكن هناك من العرب ولا المسلمين أي شخص استطاع أن يفك شفرات هذه اللغة ‏وخطوطها المعقدة إلا في القرن التاسع عشر على يد شامبليون، فكيف عرف ابن خلدون أن فراعنة مصر ‏كانوا من العماليق؟ إلا إذا كانت مصر التي يتحدث عنها هي مصرايم العرب التي حكمها العماليق؟! ولو ‏كان بناة الأهرام من العماليق على اعتبار أن هذه السلالة عباقرة، لكانوا قد شيدوا حضارات مماثلة ‏في بلادهم الأصل في طول وعرض الجزيرة العربية، وعلى كل حال فإننا نستفيد من هذا الخبر أن ‏العماليق هؤلاء من الجنس العربي واسمهم عربي وموطنهم جزيرة العرب. ‏

لكن من الغريب أن معظم المصادر التاريخية تربط بين (مصرايم والعماليق) لكن لماذا تجاهلت ‏التوراة هذا الرابط المتين ؟! وللمصادفة أمكننا العثور على نص توراتي يتيم يوضح بجلاء أن حكام ‏مصرايم كانوا من العماليق، فنقرأ في (سفر صموئيل الأول30): وَأَمَّا دَاوُدُ فَلَحِقَ هُوَ وَأَرْبَعُ مِئَةِ رَجُل، ‏وَوَقَفَ مِئَتَا رَجُل لأَنَّهُمْ أَعْيَوْا عَنْ أَنْ يَعْبُرُوا وَادِيَ الْبَسُورِ‎.‎‏ فَصَادَفُوا رَجُلًا مِصْرِيًّا فِي الْحَقْلِ فَأَخَذُوهُ إِلَى دَاوُدَ، ‏وَأَعْطَوْهُ خُبْزًا فَأَكَلَ وَسَقَوْهُ مَاءً، وَأَعْطَوْهُ قُرْصًا مِنَ التِّينِ وَعُنْقُودَيْنِ مِنَ الزَّبِيبِ، فَأَكَلَ وَرَجَعَتْ رُوحُهُ ‏إِلَيْهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلاَ شَرِبَ مَاءً فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَثَلاَثِ لَيَال‎.‎‏ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «لِمَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» ‏فَقَالَ: «أَنَا غُلاَمٌ مِصْرِيٌّ عَبْدٌ لِرَجُل عَمَالِيقِيٍّ، وَقَدْ تَرَكَنِي سَيِّدِي لأَنِّي مَرِضْتُ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ‎.‎‏ فَإِنَّنَا قَدْ ‏غَزَوْنَا عَلَى جَنُوبِيِّ الْكَرِيتِيِّينَ، وَعَلَى مَا لِيَهُوذَا وَعَلَى جَنُوبِيِّ كَالِبَ وَأَحْرَقْنَا صِقْلَغَ بِالنَّارِ‎».‎‏ فَقَالَ لَهُ ‏دَاوُدُ: «هَلْ تَنْزِلُ بِي إِلَى هؤُلاَءِ الْغُزَاةِ؟» فَقَالَ: «احْلِفْ لِي بِاللهِ أَنَّكَ لاَ تَقْتُلُنِي وَلاَ تُسَلِّمُنِي لِيَدِ سَيِّدِي، فَأَنْزِلَ ‏بِكَ إِلَى هؤُلاَءِ الْغُزَاةِ‎».‎‏ فَنَزَلَ بِهِ وَإِذَا بِهِمْ مُنْتَشِرُونَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَرْقُصُونَ ‏بِسَبَبِ جَمِيعِ الْغَنِيمَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَخَذُوا مِنْ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ أَرْضِ يَهُوذَا‎.‎‏ فَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ مِنَ ‏الْعَتَمَةِ إِلَى مَسَاءِ غَدِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ أَرْبَعَ مِئَةِ غُلاَمٍ الَّذِينَ رَكِبُوا جِمَالًا وَهَرَبُوا‏‎.‎‏ وَاسْتَخْلَصَ ‏دَاوُدُ كُلَّ مَا أَخَذَهُ عَمَالِيقُ، وَأَنْقَذَ دَاوُدُ امْرَأَتَيْهِ ". ‏

وهذا النص يوضح طبيعة العلاقة بين المجتمعات التي ذكرتها التوراة وليس الدول والشعوب التي ‏سطرتها الترجمة السبعونية، فمن الواضح جداً أن تجارة العبيد لم تكن معروفة في بلادنا إيجبت وادي ‏النيل إنما فقط كانت رائجة في بلاد العرب، ومن الواضح أنه كان اسمها إيجبت وليس مصر في عهد ‏داود، ومن الواضح أن بلادنا وادي النيل لم تكن تعرف الجمل في هذا العصر وإنما عرفته بلاد اليمن ‏حصراً، ومن الواضح كذلك أن كل أهل مصر العربية كانوا عماليق كما يقول النص، لكن العرب ‏بالتعاون مع اليهود نقلوا تاريخ مصرايم العربية إلى بلادنا إيجبت وفق رغبة اليهود، وهذا ما يؤكد ‏وجهة نظرنا في أن اليهود استطاعوا بنجاح قيادة العرب مثل البغلة برغم أن القوة كانت بيد العرب ! ‏لكن العرب لا عقل لهم.‏

بالإضافة إلى أن العرب بطبيعتهم أمة جهل وحكايات شفوية وليست مهتمة بالعلم والتدوين، ‏غير أنه عند تحليل الحمض النووي للملوك الأقباط القدماء في وادي الملوك والملكات بالأقصر بأخذ ‏عينات من ممياواتهم المحفوظة في المقابر نجد أن الصفات الوراثية بالكامل تعود لشعب النيل الأصيل ‏وهي ممتدة في الأجيال حتى يومنا هذا ولا يوجد بينها مومياء واحدة مختلفة في الأصل الوراثي أو تمُت ‏بأي صلة إلى هؤلاء العماليق، غير أن العماليق ذوي قامة طويلة وتضخم في الأطراف وضخامة في ‏الجسد مع طيش موازي في القدرات العقلية، بينما مومياوات أجدادنا في ذات الطول والحجم الطبيعي ‏لأفراد الشعب الجبتي الحالي، إضافة لذلك، من المنظور الحضاري والفكري، فإن هؤلاء سلالة العماليق ‏أمة وحشية برية مثل الكائنات البرية الشرسة وليس من مؤهلاتهم الجينية فكرة بناء الحضارات أو ‏الاهتمام بالعمل والعمل وبالبناء والإنتاج كمنظومة خاصة بالشعوب المدنية الحضارية، بل إن هؤلاء ‏العماليق قبائل بدوية برية. وقد وجدت هياكل عظمية عملاقة منتشرة في مناطق واسعة داخل ‏وحول الجزيرة العربية، ويقال أن هناك بعض هياكل عملاقة وجدت بصعيد مصر، لكنها كانت ‏متناثرة عشوائياً في رمال الصحارى البعيدة ولم توجد أحداها داخل المدن الحضارية، ما يعني أنهم كانوا ‏يعيشون حياتهم كما الضواري في الفلاة. وهذه صورة توضح حجم الفوارق بين مومياوات الأقباط ‏القدماء وهياكل العماليق المتناثرة في الرمال، لأن العرب بطبيعتهم لا يعيشون إلا في الصحارى..‏

وأما الخطأ الذي وقع فيه ابن خلدون هو أنه نقل عن الإخباريين العرب نزوح العمالقة إلى مصر، ‏لكن أي مصر ؟! ففي عصر العمالقة كانت مملكة القبط وادي النيل اسمها كميت وتامري وتاوي ‏وإيجبت، بينما إمارة مصرايم البائدة جنوب غرب الجزيرة العربية هي تلك مصر التي نزح إليها العمالقة ‏وحكموها فترة تقارب المائتي عام، وتحديداً هي فترة تواجد الإسرائيليين بها، وكان أول حكامها هو ‏فرعون يوسف (ع) وأصله كان عملوق من العمالقة من منطقة حوران جنوب مكة، حيث نجد اسمه ‏في بعض المصادر: الوليد بن مصعب بن أراهون بن الهلوت بن قاران بن عمرو بن عمليق، و هذا الوليد ‏فرعون مصرايم الأول، وهو الذي عاصر يوسف ويعقوب، وكان في الأصل يعمل عطاراً لكن تراكمت ‏عليه الديون فاضطر إلى الهروب من بلده إلى إمارة مصرايم هذه وهناك تمكن من القفز على سلطة ‏الحكم في هذه الإمارة، وتقول المصادر التاريخية أنه كان أعور وقصير و يعرج وله ذقن طويلة ، وتوالي ‏أبناء فرعون بعد ذلك على حكم هذه الإمارة حتى جاء فرعون موسى، وهو السادس من سلالة الفراعين ‏خلال مائتي عام. ((المقريزي : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، وقد نقل المؤرخون والإخباريون العرب هذه ‏الحكايات ودونها المؤرخ المصري بن عبد الحكم ونقلها عنه باقي المؤرخين العرب والجبتيين دون تدقيق وتحقيق ، وبذلك ‏حدث التلفيق التاريخي بين تاريخ وجغرافيا مصر العربية البائدة ومملكة القبط العظمى التي تم إحياء اسم مصر فيها ‏على يد كعب الأحبار.))‏

يقول الطبري في كتابه الشهير "تاريخ الرسل والملوك" أن قبيلة جاسم التي سكنت يثرب كانت من ‏قبائل العماليق، وقد زخرت كتب الإخباريين الأوائل -الذين تناولوا التاريخ القديم- بأخبار العماليق ‏وممالكهم (2500ق.م)، لاسيما وقد عاصروا خروج بني إسرائيل من مصرايم، وكان اليهود يعدوهم من ‏أشد الخصوم وألد الأعداء، بل قد ذكر "المسعودي" أن الفراعنة من العماليق الذين نزحوا إلى مصر، وإلى ‏جد العماليق "إرم" تنسب "ذات العماد" التي ورد ذكرها في القرآن، واختلف في موقعها فقيل بالأحقاف ‏قرب مكة، وقيل في حضرموت جنوب الجزيرة العربية، حيث كان انتشار العماليق من جنوب ‏الجزيرة العربية"‏‎.‎‏ ‏

ومن هذا المقتبس نفهم بجلاء أن الفراعنة أولاد العماليق أولاد إرم حاكم مملكة (إرم ذات العماد) ‏ونقهم أن العمالقة كانت لهم أكثر من مملكة في جزيرة العرب، فمملكة إرم ذات العماد تعود ‏إليهم وقد دمرها الله تعالى، وكذلك مصرايم العربية التي حكمها الفراعين العمالقة دمرها الله وأغرق ‏فرعونها.. سنكتشف أنها كانت مجاورة لإرم ذات العماد ومن جنسها، وهي بالفعل التي نزح إليها العماليق ‏الفراعين.. فهذه السلالة العربية معروفة بجبروتها في كل مكان وزمان.. ويجمع المؤرخون أن العماليق ‏من ذرية "عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح"(ع)، أي أننا حتى لو صدقنا أسطورة الانتشار الوبائي ‏للثقافة التوراتية التي تقول بأن حام بن نوح سكن شمال إفريقيا بعد الطوفان وأن مصرايم ابنه سكن ‏وادي النيل، فهذا دليل من التوراة ذاتها أن الفراعنة العماليق ليسوا من نسل حام ولا مصرايم إنما من نسل ‏سام الذي هو أبو الإسرائيليين والعرق السامي كله !!‏

وسنعرف فيما يلي أن فصيلة العماليق هذه لم تكن عشيرة واحدة بل عدة عشائر انتشرت في ‏جزيرة العرب وتفرعت إلى قبائل عديدة، ومن المقتبس السابق نفهم أنهم جميعهم كانوا يحملون ذات ‏الصفات الوراثية جسدياً وذهنياً، وأن "العماليق" لم يكن اسم وإنما وصفاً لهم، فهم يتمتعون بضخامة ‏في الجسم وطيش مماثل وموازي في الفكر، وغالبيتهم مصابون بداء العظمة والجبروت، وأغلبهم ادعوا ‏الألوهية وتم تدميرهم وإبادتهم بالدمار الإلهي... وهناك قرينة أخرى تؤكد قولنا أن فرعون حاكم ‏مصرايم العربية البائدة هذا كان من قبيلة العماليق الذين نزحوا إلى مصرايم وسيطروا عليها ‏وحكموها، فعندما خرج موسى بقومه من مصرايم وغرق فرعون وجنوده في يم سوف، ظهر في هذه ‏الآونة عداء شديد جداً بين العماليق والإسرائيليين طوال الدهر، ولم ينتهي أبداً.. ولم يكن ذلك العداء ‏نابعاً من فكرة أن الإسرائيليين موحدين والعماليق غير موحدين، بل نابع من الحادثة المأسوية التي ‏وقعت لفرعون وجنوده العماليق عند عبوره اليم خلف موسى وشعبه حيث غرق وجنوده، ودُمرت ‏مملكته بالطوفان والجراد والقمل وغيره من الموبقات. ولما كان فرعون هذا من فصيلة العماليق ‏المنتشرة في منطقة الجزيرة العربية وقد ذاع الخبر في المنطقة فاضطهد بني عمليق الإسرائيليين أينما ‏ذهبوا، ونشأ عداء مستديم بين كل عشيرة العماليق وبني إسرائيل، ولذلك عقب صعود موسى وشعبه من ‏مصرايم حاولت قبائل عمليقية الانتقام منهم مباشرة ودون سبب واضح، لكن التوراة تتجاهل الربط هنا ‏ولم يتساءل أحد من المؤرخين عن سبب هذا العداء الشديد المفاجئ الذي ظهر بين العماليق والإسرائيليين ‏ما جعلهم يحاولون الانتقام فورياً من الإسرائيليين بمجرد صعودهم من مصرايم . ‏

ويجب ملاحظة أن الكتبة الذين دونوا أسفار التوراة بعد قرون من وقوع الحوادث كانوا يشعرون ‏بالنقمة والحقد على العمالقة، ولذلك كانوا يحاولون الحط من شأنهم وتشويه سمعتهم دائماً. فقد جاء ‏في سفر العدد (24/2): "عماليق أول الشعوب. وأما آخرته فإلى الهلاك". ويقصد بذلك أن العمالقة كانوا ‏أول شعب وقف في وجه بني إسرائيل الذين أخذوا، بعد خروجهم من مصرايم بقيادة موسى، يهاجمون ‏الإسرائيليين، ويعتدون على ممتلكاتهم. وكان هؤلاء العمالقة يسكنون في مناطق شتى من ‏الجزيرة العربية، ويرى الطبري أن جدهم عمليق هو أول من تكلم بالعربية، كانت لهجتهم هي ‏العربية القديمة جداً المشتقة من الأصل السامي الآرامي، فقد تفرعت عن اللغة الآرامية عدة لهجات ‏منها السريانية والنبطية والسبأية والحميرية والعبرية والعربية، أما إسماعيل (ع) فقد كان يتحدث ‏العربية المتينة التي تطورت على لسانه بعدما اختلط بهؤلاء العماليق وتزوج منهم (زوجة من عشيرة ‏العماليق وزوجة من عشيرة جرهم)، ثم جاءت من نسله قريش التي تحدثت العربية الفصيحة بعد ذلك ‏وهي التي نزل بها القرآن الكريم. وقد ذكرت التوراة أسماء بعض زعمائهم ومدنهم العربية ومعاركهم ‏وقد حدث أول صدام في موقع رفيديم بعد صعودهم من مصرايم. فيذكر سفر الخروج (17/14) أنه بعد ‏تغلب يشوع على العماليق "قال الرب لموسى: أكتب هذا تذكاراً في الكتاب وضعه في مسامع يشوع، ‏فاني سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء".‏

وتتكرر ذكرى مقاومة العمالقة في سفر التثنية (25/17 - 19): "اذكر ما فعله بك عماليق في ‏الطريق عند خروجك من مصرايم، كيف لاقاك في الطريق، وقطع من مؤخرك كل المستضعفين ‏وراءك، وأنت كليل متعب، فمتى أراحك الرب إلهك من جميع أعدائك حولك تمحو ذكرى عماليق من ‏تحت السماء. لاتنس".‏

ويبدو أن العمالقة ظلوا ينتقمون من الإسرائيليين، لكن لا يمكن أن تنشأ هذه الغريزة ‏الانتقامية دون سبب معروف، فلم يكن الإسرائيليين عند صعودهم من مصر ذوي مال أو ثروة أو أرض بها ‏خيرات كي يطمع فيها العماليق، إنما هم قضموا ذيل الإسرائيليون وهم متعبين بعد صعودهم من ‏مصرايم مباشرة، ودون سبب ولم تذكر التوراة أي سبب لهذا العداء المفاجئ، والسبب هو أن فرعون الذي ‏غرق في يم سوف وجنوده كان من عشيرة العماليق هذه حيث انسلت طائفة من العماليق قبل مائتي عام ‏وسيطروا على إمارة مصرايم وحكموها منذ عصر يوسف إلى موسى وكان آخر وجود للعماليق في ‏إمارة مصرايم هو فرعون الغارق، ولهذا بعد خروج الإسرائيليين وذيوع الخبر في المنطقة هجمت عشيرة ‏العماليق على الإسرائيليين في محاولات انتقامية متكررة. ثم بعدما احتل الإسرائيليون منطقة تأويهم ‏في البراري والجبال، ظل العماليق يقاومونهم، ويتحالفون في سبيل ذلك مع سائر القبائل العربية من ‏موآبيين وعمونيين ومدينيين. وقد استطاع عجلون ملك مآب أن يجمع إليه بني عمون وعماليق، ‏ويسترجع من الإسرائيليين منطقة النخل (سفر القضاة 3/13)، ومنطقة نخل هذه هي الوادي القريب من ‏إمارة مصرايم حيث أن كلمة نِخِل تعني وادي، ونِخِل مُصُر تعني وادي مُصُر، وما زال هذا الوادي موجوداً ‏إلى اليوم في السعودية. ‏

ويقول ابن خلدون: وكانت الجبابرة بالشأم الذين يقال لهم ‏الكنعانيون منهم وكان الذين ‏بالبحرين وعمان والمدينة يسمون جاسم وكان بالمدينة من جاسم هؤلاء بنو لف وبنو سعد بن هزال وبنو ‏‏مطر وبنو الأزرق، وكان بنجد منهم بديل وراحل وغفار وبالحجاز منهم إلى تيماء بنو الأرقم ويسكنون ‏مع ذلك نجداً وكان ملكهم يسمى ‏الأرقم، قال وكان بالطائف بنو عبد ضخم بن عاد الأول. انتهى.‏
ومن الأخطاء التي تسربت إلى ابن خلدون عن الإخباريين العرب قوله أن الكنعانيين من العماليق، بينما الكنعانيين ‏هؤلاء كانوا عشيرة معاصرة لعشيرة العماليق ومجاورة لهم، وكان العماليق وجرهم عشيرتين معروفتين في جزيرة ‏العرب واقتتلوا حتى ذابوا جميعاً في الحروب ولم يبق منهم أحد، وإذا تتبعنا أخبارهم في التوراة نجد أن أسفار التوراة ‏تذكر بوضوح شديد أن الكنعانيين عشيرة مستقلة عن العماليق، وكان العماليق هؤلاء قوماً جبارين ويضطهدون ‏اليهود في كل مكان ما يدفعهم للهروب منهم بأي طريق.‏

‏ (وقال ابن سعيد) فيما نقله عن كتب التواريخ التي اطلع عليها في خزانة ‏الكتب بدار الخلافة من ‏بغداد، قال" كانت مواطن العمالقة تهامة من أرض الحجاز... وتطرد لهم المُلك إلى أن كان منهم السميدع ‏بن لاوذ ‏بن عمليق وفي أيامه خرجت العمالقة من الحرم أخرجتهم جرهم من قبائل قحطان فتفرقوا ونزل ‏بمكان المدينة منهم بنو عبيل بن ‏مهلايل بن عوص بن عمليق فعرفت به ونزل أرض أيلة بن هومر بن ‏عمليق... ثم ‏بعث من بني إسرائيل بعثاً إلى الحجاز فملكوه وانتزعوه من أيدي العمالقة ملوكه ونزعوا ‏يثرب وبلادها وخيبر ومن بقاياهم يهود ‏قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع وسائر يهود الحجاز على ما ‏نذكره.." (تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق١ - الصفحة ٢٧)‏

ويتحدث الطبري عن بعض القبائل البائدة والمواضع التي سكنوا فيها، ومن ضمن ما قاله؛ ‏‎"‎‏ ثُمَّ لَحِقَتْ ‏عَادٌ بِالشَّحرِ فَعَلَيْهِ هَلَكُوا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ مُغِيثُ، فَلَحِقَتْهُمْ بَعْدَ مهْرَةَ بِالشَّحْرِ وَلَحِقَتْ عُبَيْلَ بِمَوْضِعِ يَثْرِبَ ‏وَلَحِقَتِ الْعَمَالِيقُ بِصَنْعَاءَ قَبْلَ أَنْ تُسَمَّى صَنْعَاءَ، ثُمَّ انْحَدَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى يَثْرِبَ، فاخرجوا منها عبيل، فَنَزَلُوا ‏مَوْضِعَ الْجُحْفَةِ، فَأَقْبَلَ السَّيْلُ فَاجْتَحَفَهُمْ فَذَهَبَ بِهِمْ فَسُمِّيَتِ الْجُحْفَةُ وَلَحِقَتْ ثَمُودُ بِالْحجْرِ وَمَا يَلِيهِ ‏فَهَلَكُوا ثَمَّ، وَلَحِقَتْ طسمُ وَجُدَيْسٌ بِالْيَمَامَةِ فَهَلَكُوا وَلَحِقَتْ أُمَيْمٌ بِأَرْضِ أَبارٍ فَهَلَكُوا بِهَا، وَهِيَ بَيْنَ ‏الْيَمَامَةِ وَالشَّحْرِ، وَلا يَصِلُ إِلَيْهَا الْيَوْمَ أَحَدٌ، غَلَبَتْ عَلَيْهَا الْجِنُّ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ أَبَّارُ بِأَبَّارِ بْنِ أُمَيْمٍ، وَلَحِقَتْ بَنُو ‏يَقْطُنَ بْنِ عَابِرٍ بِالْيَمَنِ، فَسُمِّيَتِ الْيَمَنُ حَيْثُ تَيَامَنُوا إِلَيْهَا" (ابن جرير الطبري : تاريخ الطبري - كتاب : تاريخ ‏الأمم والملوك)‏‎ .‎

وما زال العرب يحفظون تاريخهم وأنسابهم البائدة إلى اليوم، فقد نشر الأستاذ منصور العسّاف مقالاً في ‏جريدة الرياض الإلكترونية (رابط: ‏http://www.alriyadh.com/658437#‎‏ ) عرض فيه لبعض أخبار ‏العماليق ومناطق تركزهم في جزيرة العرب، فيقول؛ يحكي لنا التاريخ عن كل بقعة من أراضيها، ‏ويروي حديث أممٍ سادت ثم بادت، وحضارات تحكي أصول العرب والنسب العربي بماضيه الطويل، ‏وتاريخ يرويه الأجداد للأحفاد العرب عن ثمود وعاد وطسم وجديس وعبيل ووبار وجرهم والعماليق، ‏وكيف قامت الحضارات وتعاقبت الممالك والإمارات لترسم على صفحة التاريخ أسماء "إرم" و "وبار" و"عيلام" ‏و"نبيط" و"عمليق" الذين انتشروا في أرض الجزيرة العربية، ووُصف بعضهم بأنهم العرب البائدة، إلاّ أن ‏قبيلة "العماليق" العائدة إلى جدها الأكبر "عمليق" تبقى علامة استفهام في حلها وترحالها ونسبها ‏وأحوالها. أما "عبد ضخم بن إرم" فقد استأثر بمنطقة الطائف، ومن هؤلاء كان العرب البائدة "طسم ‏وجديس وجرهم وثمود وعاد"، ومنها الأقوام التي أنزل الله سبحانه عليها غضبه ونقمته جراء كفرهم ‏وعصيانهم، ناهيك عمن تفانوا منهم بالحروب والتحقت فلولهم بعدنان وقحطان لتعاود القبائل العربية -‏من جديد- انتشارها من رحم العرب الأول الجزيرة العربية‎.‎‏.. ووصف العماليق بأنهم قبائل بدوية غير ‏مستقرة، وعرفوا بالجلافة وخشونة الطبع، وقد وصفتهم أسطورة سومرية الإله "مارتو" رب الأموريون: "إن ‏السلاح رفيقه ولا يثني الركبة (لا يخضع) ويأكل اللحم نيئاً ولا يمتلك بيتاً طوال حياته ولا يدفن في ‏قبر بعد موته‎".‎‏... وهذا الوصف أطلق عليهم من قبل الشعوب المدنية بالعراق.‏

ويقول الطبري أيضاً عن العماليق‎: ‎‏" وَوُلِدَ لِلاوِذَ أَيْضًا عِمْلِيقُ ابْنُ لاوِذَ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ الْحَرَمَ وَأَكْنَافَ ‏مَكَّةَ، وَلَحِقَ بَعْضُ وَلَدِهِ بِالشَّامِ، فَمنْهُمْ كَانَتِ الْعَمَالِيقُ، وَمِنَ الْعَمَالِيقِ الْفَرَاعِنَةُ بِمِصْرَ"‏‎.‎

وهنا يتأكد لنا للمرة الأخيرة أن فرعون وقبيلته هم من عشيرة العماليق، وعشيرة العماليق هذه ‏حكمت مصر حقبة من الزمن - ليس مصر القبط وإنما مصر اليمنية - وما يؤكد التلفيق التاريخي ‏الذي وقع فيه المؤرخون العرب هو قول الطبري أن الفراعنة بمصر هم من العماليق، وهو هنا لم يميز أي ‏مصر، مصر العربية البائدة أم مصر القبطية التي حملت ذات الاسم بعد دخول ابن العاص ؟ لكن على ‏كل حال فجلالة الملك رمسيس الثاني وابنه الملك مرنبتاح وكل سلالة الرعامسة ليست من عشيرة ‏العماليق هذه التي تمتد جذورها إلى شبه جزيرة العرب، وهذا صمام أمان. ويمكن التأكد من ذلك ‏بتحليل الحمض النووي لمومياوات أسرة الرعامسة بالكامل وإثبات اتصال نسبهم لعموم الشعب وليس ‏لفصيلة العماليق العربية‎.‎‏ وهذا ما يؤكد أن العماليق هؤلاء كانوا في مصر العربية القديمة وليست ‏بلاد القبط في وادي النيل، فالأقرب إلى العقل والمنطق أن هذه العشيرة العربية ‏‎-‎العماليق‎-‎‏ التي انتشرت ‏في شبه الجزيرة قد سيطر بعضها على ممالك صغيرة وقرى وإمارات عربية، إنما لا يمكن القول بأن أحد ‏من أفراد هذه العشيرة قد سيطر على مملكة القبط العظمى في عصر الرعامسة، وهي حقبة أحداث ‏التوراة المذكورة‎.‎‏ وأما هؤلاء العماليق ومنهم قبيلة الفراعين هم من شعوب الجزيرة العربية وأصلهم ‏آراميين يتحدثون اللغة الآرامية، قبل أن تتطور وتتفرع إلى لهجات محلية خرج منها العربية والعبرانية ‏السريانية ‏‎..‎إلخ‎.‎‏ ولكن التلفيق اليهودي للتاريخ جعل المؤرخين يقعون في أخطاء ما لها حدود، ‏وستكشف هذه الأخطاء حقيقة الأمر مع استمرار عمليات البحث والتنقيب والتحقيق التاريخي، لكن ‏درجة اعتناقنا للتراث والحكايات بصيغة دينية مقدسة، هذا يضع على عقولنا حاجزاً مانعاً من ‏التفكر والتدبر‎.‎‏ ‏

يُتبع ...‏‎‏ ‏‎‏‎
‎‏ ‏‎‏‎
‏( قراءة في كتابنا : مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت‎ (‎‏ ‏‎‏‎
‏ (رابط الكتاب على أرشيف الانترنت ):‏‎‏ ‏‎‏‎
https://archive.org/details/1-._20230602‎‏ ‏‎‏‎
https://archive.org/details/2-._20230604‎‏ ‏‎‏‎
https://archive.org/details/3-._20230605‎‏ ‏‎‏‎
‎‏ ‏‎‏‎
‏#مصر_الأخرى_في_اليمن):‏‎‏ ‏‎‏‎
‏ ‏https://cutt.us/YZbAA‏ ‏‎‏‎
‎‏ ‏‎‏‎
‏#ثورة‏‎_‎التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني‏



#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)       Mohamed_Mabrouk_Abozaid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الفراعنة ومصر العربية البائدة (1)‏
- الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (3)
- الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (2)
- الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (1)
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (12)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (11)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (10)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (9)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (8)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (7)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (6)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (5)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (4)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (3)‏
- حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (2)‏
- حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (1)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (5)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (4)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (3)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (2)‏


المزيد.....




- ترامب: لو أراد بوتين أخذ أوكرانيا لحصل عليها بالكامل.. ووجود ...
- هل لدى القادة العرب خطة بديلة يمكنها مواجهة خطة ترامب؟ جرجس ...
- حماس تدعو للمشاركة الحاشدة في تشييع جثماني نصر الله وصفي الد ...
- الاجتماع -الأخوي- في الرياض وتفاصيل خطة إعادة إعمار غزة التي ...
- هل تصبح القاهرة الخديوية -داون تاون دبي-؟ تصريحات رجل أعمال ...
- ماكرون لترامب: لا تكن ضعيفا أمام بوتين
- مؤتمر الحوار الوطني في سوريا بين التعثر والضغوط الدولية للان ...
- بشرط واحد .. ميونيخ توافق على استضافة نصف نهائي دوري الأمم ا ...
- دراسة تكشف ما تحتاجه أوروبا للتصدى لروسيا دون مساعدة أمريكية ...
- تحت ضغط حقوقي .. القضاء المغربي يفرج عن ناشط أويغوري تطالب ب ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - تاريخ الفراعنة ومصر العربية البائدة (2)