أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - آزاد أحمد علي - تجربة التعاونيات الزراعية في كتاب عائلة أصفر ونجار














المزيد.....


تجربة التعاونيات الزراعية في كتاب عائلة أصفر ونجار


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 8259 - 2025 / 2 / 20 - 21:01
المحور: المجتمع المدني
    


يستمتع القارئ بقراءة كتاب عائلة أصفر ونجار الذي يقع الكتاب في 120 صفحة ويتوزع على 13 فصل وخاتمة، وملحق. على الرغم من أن الكتاب يبدو في نهجه العام قد دون على شكل مذكرات، لكن النص يتمتع بقيمة تاريخية وتوثيقية استثنائية، كونه يؤرخ لتاريخ مؤسسة فريدة من نوعها وغير مسبوقة في تاريخ اقتصاد منطقة الجزيرة الفراتية العليا. تأسست مؤسسة أصفر ونجار العائلية بجهود أفراد عائلة مكافحة صغيرة ونازحة. هي عائلة أصفر – نجار السريانية الأرثوذكسية التي كانت تسكن في جوار مدينة (آمد) ديار بكر. ثم استقرت في مدينة القامشلي بعد تقسيم كوردستان العثمانية وتثبيت الحدود بين دولة الانتداب الفرنسي في سوريا والجمهورية التركية – الكمالية مطلع ثلاثينات القرن العشرين: "تأسيس النواة في ديار بكر (تركيا) من ثم النزوح الى القامشلي (سوريا) 1930 مروراً بعصرها الذهبي 1943 -1963 الذي دام عشرين عاماً بين مد وجذر من عام 1958 الى 1967 ثم الضربة القاضية سنة 1969" ص14
ولدت المؤسسة في ريف دياربكر في بيئة ريفية قلما يتم فيها التفكير بتأسيس مشاريع زراعية اقتصادية مبتكرة: "توزع نشاط المؤسسة / العائلة منذ البداية في الزراعة، كان للوالد قرية اسمها (ملوك سراي) بالقرب من دياربكر وفيها آثار كنيسة لمار ألياس، ثم تفرغوا لإدارة تربية دودة القز للحرير وصناعته لآخر مراحل تحويله الى الغزل والنسيج. وكان لنشاطهم تأثير ايجابي في المنطقة." ص22
وبعد استقرار حكومة الانتداب الفرنسي واعادة تشكيل خرائط دول المنطقة، تشجع أفراد العائلة للنزوح والاستقرار في ظل حكومة الانتداب، فتوجهوا الى مدينة قامشلي الناشئة، طلباً لبيئة اجتماعية وسياسية أفضل، وقد عملوا في نقل زراعة الأرز إليها: "عندما انزاح الأخ الأكبر مسعود أصفر من دياربكر الى القامشلي سنة 1932، بدأت المؤسسة بالتوسع في زراعة الأرز وإقامة مصنع حديث في القامشلي لقشر الأرز وتبيضه." ص29
ثم توسعت هذه المؤسسة وتحولت إلى شركة زراعية عملاقة في غضون سنوات قليلة، وخاصة بعد اكتشاف أراض زراعية شاسعة تحيط بموارد مائية هائلة في منطقة الخابور ورأس العين، فتعاونوا وتشاركوا مع أبناء وأحفاد ابراهيم باشا الملي الذين كانوا يملكون مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية تقدر بثلاثة ملايين دونم: "بحسب سندات التمليك السورية كانت ملكية ورثة ابراهيم باشا في رأس العين وغربها تبلغ ثلاثة ملايين دونم أي 300000 هكتار نصفها 150000 هكتار قابل للاستصلاح والزراعة." ص37
لذلك يمكن اعتبار انطلاقة مؤسسة أصفر ونجار الكبرى جاءت بعد الوصول الى منطقة رأس العين: "في عام 1942 وصلوا الى رأس العين حيث وجدوا ينابيع المياه تنبع في المدينة وتسيل وتشكل نهراً سورياً مئة في المئة." وشكلت شراكتهم مع خليل بيك قيمة مضافة اقتصادية واجتماعية وسياسية: "تعاقدوا مع خليل ابراهيم باشا لتركيب مضخات على عين الزرقا برفع الماء ونقلها عبر السواقي الى الأرض الزراعية المجاورة لزراعة الأرز." ص30
تضخمت ونمت مؤسسة اصفر ونجار حتى: "تمكنت من تصدير ما يزيد على ثلاثمئة ألف طن من الشعير ومئة 100 ألف طن من القمح إلى اوربا. واستوردت الشاحنات والمقطورات للفرع الزراعي وللأسواق المحلية، وكذلك الحصادات والدراسات والجرارات الزراعية وأنواع المعدات وغيرها." ص33 كما قامت المؤسسة باستصلاح الأراضي، وانشاء بلدة نموذجية زراعية تعاونية يتشارك العاملون في الزراعة مع الملاك ومؤسسة أصفر ونجار، وترجم ذلك في مشروع بلدة مبروكة الزراعية التعاونية غرب رأس العين...
انتهت المؤسسة بشكل انهيار مفاجئ بعد قرارات التأميم والاصلاح الزراعي بدءاً بالوحدة المصرية – السورية سنة 1958، وانتهاء بترسخ حكم حزب البعث في سوريا، وسيطرة حافظ الأسد الكاملة على سوريا مجتمعاً واقتصاداً.
جدير بالذكر أن الكاتب / أصغر أبناء العائلة كان قد انخرط في العمل السياسي، التحق بالتيار العروبي الدمشقي برئاسة شكري القوتلي، وتحالف مع رئيس قبيلة شمر دهام الهادي حتى دخل البرلمان لدورتين في سنة 1947، وسنة 1954. هذا ولم يكن في مواقفه السياسية وفياً للمجتمعات الكوردية التي دعمته واحتضنت عائلته، سواء في موطنهم الأصلي دياربكر أم في مناطق الجزيرة، بل كان منحازاً وغير موضوعياً، حيث وصف الحركات الاستقلالية الكوردية – السريانية في الجزيرة خلال سنوات (1933- 1946) بالانفصالية والشعوبية، وقد عبر عن هذا الموقف وثبته في كتابه، واصفاً أفراد عائلته: "تصدوا بقوة وعزم في وجه الزحف الشعوبي الانفصالي، حتى بعد الجلاء وضحوا في سبيل ذلك كثيراً من أموالهم ومصالحهم وعرضوا حيات أفرادهم للخطر من الانتداب مرات عديدة." ص36
تم مصادرة أملاكم وتأميمها بين عامي 1969 - 1970، وهاجرت العائلة من البلاد، وعمل ألياس في السعودية حتى آخر مرحلة من عمره.
OO
الكتاب: عائلة أصفر ونجار. سعيد ألياس نجار. بيروت 2010



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب سيصدم العالم بسياساته الفاقعة
- لماذا عاد ترامب؟
- الدلالة الجندرية لخسارة كل من هيلاري وهاريس في الانتخابات ال ...
- الحرب السورية الأخيرة ... الحرب السورية الأولى
- من سياسة الخطوة فخطوة إلى حرب الخطوة فخطوة
- مستقبل فكرة نوئيل - كرزون لإعلان دولة كوردستان الحاجزة بين ا ...
- ترابط الاشتراكية والديمقراطية العضوي فوز اليسار الأوربي مؤشر ...
- مستقبل المدن العالية: دهوك نموذجاً
- الفارق الجوهري بين السياسية والانتقام حرب حماس وإسرائيل نموذ ...
- جانب من تطور الحكومات والإمارات الكوردية المستقلة* (2/2)
- تطور الحكومات والإمارات الكوردية المستقلة* (1/2)
- كارثة السلطوية الجديدة
- الجوهر الكولونيالي لمعاهدة لوزان
- بطولات سياسية متخيلة بين موجات الأثير
- ثقافة الاستبداد ذات الخلفية المغولية والعنصرية المنسوبة للعر ...
- درس من كارثة الزلزال
- ضرورة الخروج من الاطار الوظيفي للحركة الكوردية
- الانتقال الحاد من عمارة الممالك الآرامية الى الإمبراطورية ال ...
- فوبيا الموت خارج الكرسي: مهاتير محمد نموذجاً
- جوانب من المشترك العمراني والمعماري للممالك المحلية المتعاقب ...


المزيد.....




- اكتشاف عشرات الجثث لمهاجرين غير شرعيين في ليبيا
- إسرائيل تستعد للإفراج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين 445 من ...
- ضغوط دولية أم حسابات السلطة؟.. دلالات الإفراج عن معتقلين سيا ...
- الحلو: -سلطة بورتسودان- عاجزة وتمنع الإغاثة عن المواطنين
- صحف عالمية: نتنياهو المسؤول الأول عن موت الأسرى الإسرائيليين ...
- إلى أين يتجه الاتحاد الأوروبي؟.. تقييم المستشار السابق للأمم ...
- مكتب إعلام الأسرى يكشف أعداد الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم غد ...
- لاجئون من دونيتسك: قوات كييف ارتكبت جرائم مروعة في حق المدني ...
- عاجل | مكتب إعلام الأسرى: من المتوقع أن تفرج إسرائيل عن 602 ...
- تقرير: اعتقال إسرائيلين في واقعة تفجير حافلات تل أبيب أمس


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - آزاد أحمد علي - تجربة التعاونيات الزراعية في كتاب عائلة أصفر ونجار