شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8259 - 2025 / 2 / 20 - 11:43
المحور:
المجتمع المدني
--ولن يستطيع فك شيفرة هذا الكم الهائل من المعلومات واكتشاف أهم الحقائق التي كانت مخفية عن البشرية إلّا الفلاسفة والعلماء المختصين، لكن البشر سيكونوا منشغلين جداً ولن يستمعوا إلى الفلاسفة. اسمعك صديقي القاريء تقول أن هذا يتحقق الآن، وأقول لك أن هذه مجرد بداية.
إن الجنس هو أقوى غريزة لدى الإنسان، ويمكنها توجيه الإنسان بأي اتجاه، وبالتحكم في تلك الغريزة يمكن التحكم في الإنسان بدقة تصل إلى مستوى التحكم بالآلات. وهذا الأمر يتطلب المزيد من المعلومات والفهم لطبيعة تلك الغريزة الجنسية.
والجنس يتنوّع ولا يقف معناه عند تلك العلاقة المقدسة بين الجنسين، بل إن العلم والفن والموسيقى وهذا المقال شكل من أشكال الجنس. وكل شيء في حياتنا الإنسانية ما هو إلا نتاج عملية الجذب الجنسي للشريك الآخر، والذي يعبّر عن هذه الغريزة تعبيراً مبدعاً ذكياً يكرس العقل البشري فيه كل خلاياه. إن الجنس يتحكّم في العقل البشري، والعقل يتحكّم في كل شيء في الوجود.
وهذا يدعونا للتوقف أمام هذا الموضوع ودراسته دراسة مكثفة، وفهمه فهماً صحيحاً وتفسير جميع مشكلات مجتمعنا في ضوء ذلك الفهم الصحيح. إنه محوري ويلعب دوراً مهماً في انتاجية البشر وقدرتهم على الإنجاز وتحقيق النجاح، وهذا يعني أيضاً أنه يلعب نفس الدور المحوري في دفعهم نحو هاوية الفشل، والسؤال هو كيف نستخدم نقطة التحكم هذه (الجنس) من أجل دفع المجتمع إلى الأمام؟
وقد يتحول الجنس إلى سلاح في أيدي قلّة يريدون أن يسجنوا البشرية في سجون من المرض والعجز، فقد يتحوّل إلى إدمان لا يقل خطراً عن أخطر أنواع الإدمان، والإدمان هو السبب الرئيسي للفشل. وهناك مليارات من الدولارات ُتنفق سنوياً علي صناعة وترويج الجنس والأفلام الاباحية، وهناك ألعاب اباحية اخرى يتم إنتاجها وترويجها لجذب جمهور الأطفال، حتى أن حجم الإنفاق على صناعة الجنس أصبح مثل حجم الإنفاق على الصناعات الاستراتيجية كصناعة السلاح والدواء. ماذا يعني هذا؟ وألا يثير هذا الكثير من التساؤلات؟
انني في هذا المقال اكتفي فقط بإلقاء الضوء على هذا الموضوع الهام والمحوري، وبإثارة التساؤلات حوله، وسوف أترك لك عزيزي القاريء حرية استخلاص الأجوبة من خلال بحثك وارتحالك المعرفي في هذا الموضوع.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟