أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - بيرس مورغان مدير على نفسه














المزيد.....


بيرس مورغان مدير على نفسه


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 16:10
المحور: الادب والفن
    


بينما كان الصخب المغلف بذرائع بالية يرتفع ضد مونديال قطر 2022 في وسائل الإعلام الغربية، كان لدى الصحافي والمحاور البريطاني البارع بيرس مورغان ما يقوله بشكل تساؤل مفيد للغاية، مستشهدا بجريمة احتلال العراق من قبل الغرب نفسه الذي يتذرع بحقوق الإنسان في قطر.
قال مورغان وهو يرد في مناظرة تلفزيونية على زميلته إميلي مايتليس في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إذا كنتم تستخدمون كل ذلك كعصا لضرب قطر، وإذا بدأنا بتحكيم تلك المبادئ بشكل سطحي، فأين سيتوقف ذلك، وأي منا في الغرب نظيف أخلاقيا بما فيه الكفاية.
وتساءل، “هل نحن أخلاقيون بدرجة كافية، الدول التي غزت العراق ودمرت البلاد، وبعد عشرين عاما تركنا حكمه للإرهاب، هل نحن نتحلى بالنظافة الأخلاقية الكافية لاستضافة كأس العالم كي ننتقد قطر، أعتقد أن ذلك مليء بالنفاق.”
لم ينته الأمر بعد، فمورغان بقي أهم الأصوات الإعلامية التي ينظر إليها في مواجهة استحواذ إسرائيل على السردية الإخبارية في حرب الإبادة بغزة، كان يطلق الأسئلة الأكثر طلبا عن أسطورة “أخلاقية” الجيش الإسرائيلي بينما الملايين من متابعيه ينتظرون الإجابة المخاتلة التي لن تأتي من ضيوفه من المسؤولين الإسرائيليين.
خذ مثلا عندما سأل مورغان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي هايمان “في اعتقادك كم مدنيا قتلتم في غزة؟” فأجاب هايمان “لا نملك أرقاما دقيقة. إنها ضبابية الحرب كما تعلم.”
وعندما أعاد السؤال بذكاء الصحافي “لكن لديكم العدد الدقيق لمن قتلتم من إرهابيي حماس؟ لماذا لا تعلمون عدد من قتلتم من المدنيين؟” فأجاب هايمان “لأنه من الواضح أن تركيزنا ينصب على ملاحقة إرهابيي حماس.”
وذلك لعمري جوهر الإخلاص لقيمة السؤال، فالصحافي لا يقول فعلت، بل بكل تواضع يقول سمعت وشاهدت.
اليوم لدينا مورغان يغرد من دون أي رقابة من قبل المؤسسات التي عمل فيها أو مداراة مموليها، عندما يضع رهانا كاملا على مستقبل وسائل الإعلام الرقمية، تاركا وراءه مسيرته المهنية التي استمرت عقودا من الزمن في الصحافة المكتوبة والبث التلفزيوني.
اشترى مورغان قناته غير الخاضعة للرقابة على موقع يوتيوب من روبرت مردوخ، أحد أول أرباب عمله وحليفه المقرب، منهيا صفقة مدتها ثلاث سنوات مع مجموعة “نيوز يو كي” التي تنضوي تحتها مجموعة من الصحف والقنوات الإخبارية، بقيمة عشرات الملايين من الدولارات على الرغم مما يقول إنه عرض “سخي للغاية” للبقاء مع مردوخ.
في اليوم التالي لإعلان الخبر، كان مورغان جالسا في مقهى بكنسينغتون وسط لندن بالقرب من منزله، واعترف بأن الأمر كان بمثابة مخاطرة، لكنه كان واثقا من أنها ستؤتي ثمارها.
وعبر مورغان الذي سبق أن ترأس تحرير صحف وأدار أشهر البرامج التلفزيونية الحوارية عن رغبته بأن يكون المنتدى العالمي للنقاش، واضعا خططا طموحة لإنشاء بودكاست جديد وعروض حية وامتياز أوسع نطاقا غير خاضع للرقابة من شأنه أن يجلب مقدمين آخرين إلى جانب الملايين من جمهوره الحالي على يوتيوب.
ليس مهما كم من الأموال التي ستغدق على مورغان من منصته الشخصية الجديدة، بمجرد أن نعرف أنه ترك عقدا مليونيا مع إمبراطور الإعلام مردوخ، لكن علينا أن ندرس بعناية رهانه الجريء على قيمة علامته التجارية الشخصية وما يراه هيمنة حتمية وشيكة للمنصات الرقمية مع تخلي الجمهور، وخاصة الأجيال الأصغر سنا، عن وسائل الإعلام التقليدية.
مع ذلك لم يتخل مورغان الذي أصبح مديرا على نفسه! عن كتابة عموده الأسبوعي في صحف مردوخ، ولديه كتاب سيصدر قريبا.
وبينما أكتب تلك السطور كان مورغان في الرياض لحوار وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز الفيصل، للحصول على الإجابات الأهم التي ينتظرها العالم عن مونديال السعودية.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسخة ترامب2.0 تحرق السقف
- السياب في لندن
- أوبريت حمائم الإطار التنسيقي
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف
- لا أسوأ من التخمين السياسي
- الصوفي المطمئن عبدالهادي بلخياط
- الإطار التنسيقي المهزوم في سوريا
- لم يعد غوارديولا جوبز كرة القدم
- نترقب إيران جائزتنا الكبرى!
- دسائس الفاتيكان
- بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي
- فيروز لولا فيلمون وهبي
- ابتذال المحلل السياسي
- غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”


المزيد.....




- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...
- الرئيس اللبناني: للأسف الفساد بات ثقافة


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - بيرس مورغان مدير على نفسه