سرى الحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 1794 - 2007 / 1 / 13 - 10:35
المحور:
الادب والفن
سيدي ..
الليلة سأتهم بالخيانة لألف ليلةٍ وليلة..
حتى القيامة
فقد تجردتُ عن كل الطوائف لأكون أمامكَ أنثى تتلبسُ الخوفَ والهزيمة ...
خوفٌ مسوّر بعشقي لك .. أحمل قنديلاً بزيتِ الوجع ..
فتعال لملمني ..
من أصوات القبلات الطائرةِ جنوناًً في سماء مدينةٍ عجائبية ..
ومن شفاه الحب المباغت الذي تلبسَ شوارعَ بغدادَ العتيقة
فأنا الليلة .. نثارٌ على صدرِ المقابر ..
وحكايا صبايا يرقصنَ على سجادٍ عراقيّ الفقد ..
..
بمعوذاتٍ للحفظِ من شرّ القُبل
وفنجانِ قهوةٍ .. يُطرز ليلتي دونك ..
يُداعبُ أصابعي ..
يَخلو من كل شيء إلا منك ..
حلاوتُك .. هنا .. مرّة ..
ومرّكَ حلو حتى الآآآآه ..
وأنت تهوي بي على شفا جرفِ اشتياق
أسألكَ احتضاني ..
فأنا أنثى بوطنٍ مفقودٌ من سواك
ووشمٌ من النعي فوق جسد الغياب
أنا وطنٌ من موت وثلج
سيدي العالق كأسطورة ..
الليلة لن تشبه كل ليلة ..
لنعوذ من شر القُــبل ..
لنمضي دون هذا العراق ،
ودون الوطن ..
دون نسج العناكب ،
وصراخ الثعالب ..
وملح المقل
يكفيني عراق الموتِ موتاً..
إكتفيتُ جداً ..
وشهقتكَ جداً ...
من هناك حتى أنا .. هنا
كان لي عمرٌ هنا .. من وردٍ رحل
وحلمٌ منتظر ..
منفي الغياب
يا أنت .. يا هناك ..!!
يا عمري وعمري
يا رجلا علمني كيف أتذوق الوطن ..
كقطعة شو كولا بحُلو قهوتي ..
لم يعد هذا الوطن ..
ولا أنا .. ولا أنت ...
ولاطفلٌ بريء ،
لاحسينٌ لاعُمَر ..
نحن في ركنٍ المسيح
نصلبُ على جذع القبَل ..
نصرخُ غدراً ..
حتى أقاصي الموت ..
في شرخِ الخجل
و(ضي ) ..
طفلتي الأغلى ..
فاكهةُ العُمر ..
وحكايا جدّةٍ تعتلي لوحَ السرير
صمتٌ مهيب ..
نجم تهاوى في حلمٍ صغير
هذي الضيّ ضاعت
.. وضاعَ حسينٌ وعُمر ..
وأمانيّي الكُثُر ..
على محجر النحر الأنيق ..
بدماءٍ من رماد ..
وضياعٍ وسفر ..
#سرى_الحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟