أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة















المزيد.....


أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واضح بان هناك تماهي كامل بين قوى اليمين التلمودي التوراتي الصهيوني،وبين قوى اليمين الإنجليكاني اليميني المتطرف في امريكا،وأن أمريكا تفكر بعقل اسرائيلي وترى الأمور فقط بعيون اسرائيلية،وهذا ما تكشفه تصريحات وخطط ترامب وتهديداته ووعيده،وفق ما يعرف بخطته لطرد وتهجير سكان غزة،والسيطرة على ارضها واقامة ما يعرف ب" ريفيرا" الشرق،وكذلك السعي الى ضم اجزاء واسعة من الضفة الغربية،ضمن مشروع " الهندستين" الجغرافية " و"الديمغرافية للضفة الغربية،ولتعزيز هذه المشاريع والمخططات،تمارس ضغوط امريكية كبيرة على حلفائها من عرب ما يعرف بمعسكر " الإعتدال" ،مصر والسعودية والأردن، من أجل اجبارهم على تحمل تبعيات الإحتلال،وتحمل اعباء اعادة اعمار قطاع غزة.

الدعم الأمريكي لإسرائيل،يتجاوز كل الأبعاد العسكرية والسياسية،الى تزويد اسرائيل، بأحدث الأسلحة المتطورة،بما في ذلك القنابل الموجهة من زنة الفي رطل وصواريخ هليفاير الإستراتيجية ،وحتى قنبلة "أم القنابل" والتي تزن 11 طناً.

هذا التماهي بين هذه القوى المتطرفة، يهدف الى ترميم الهيمنة الإسرائيلية التي تعرضت الى هزات كبرى بعد السابع من اكتوبر/2023،ودعم مطلق لكل سياسات اليمين المتطرف واليمين الديني التلمودي التوراتي، بما في ذلك دعم وتأييد ضم الضفة الغربية،وتحويل اسمها الى دولة " يهودا والسامرة"،وتشريع ذلك عبر قانون في "الكنيست"،حيث اقرت اللجنة الوزارية للشؤون الخارجية والأمنية،هذا القرار بالقراءة التمهيدية،وكذلك هناك مشروع قرار يعرض على الكونغرس الأمريكي،لتحويل اسم الضفة الغربية الى "يهودا والسامرة" تماهي مع القرار الإسرائيلي.

هذا التغول والتوحش الأمريكي - الإسرائيلي ،والذي نشهده على ارض الواقع،عبر التحلل من الإتفاقيات التي كانت امريكا فيها ضامن على جبهة لبنان،وضامن ووسيط على جبهة قطاع غزة، كل المؤشرات تقول انها في طريقها للسقوط، فعلى جبهة لبنان، جرى توافق امريكي- اسرائيلي،على استمرار احتلال اسرائيل،لخمسة تلال استراتيجية لبنانية،تل اللبونة وتل العويضة وتل الحماميص وتل العزية وتل جبل بلاطة،وفي قطاع غزة الإتفاق يترنح، العدوان مستمر ومتواصل ،ولا التزام بشروط الإتفاق،لا برتوكول انساني نفذ ،ولا معدات ثقيلة دخلت، ولا منازل متنقلة ولا خيام،ولا انتظام في خروج الجرحى والمرضى،ولا شاحنات مساعدات انسانية تدخل بالعدد المطلوب،ناهيك عن الخروقات غير المتوقفة في التدمير والقصف وتحليق الطيران والإعتداءات المتعددة.
قلنا بان امريكا في عهد ترامب،متماهية تماماً مع اسرائيل، فأمريكا هي اسرائيل واسرائيل هي امريكا،وترامب كما وصفه شريكه وحليفه نتنياهو،افضل صديق لأمريكا في البيت الأبيض على مر كل الحكومات الأمريكية،وليس كما قال الرئيس الأمريكي السابق بايدن عن نفسه ، ليس شرطاً ان تكون يهوديا حتى تكون صهيونياً ،فهذا الترامب يقول بأنني اكثر صهيونية من الصهاينة انفسهم،وأكثر اخلاصاً لجيل المؤسسين الصهاينة جابتونسكي وبن غوريون.

الضغوط الأمريكية ستستمر وتتواصل لإضعاف محور المقاومة وإفشال أي جهود للتوصل إلى حل سياسي عادل، ما يجعل المنطقة أمام مشهد متفجر تهيمن عليه حسابات القوة ومصالح التحالفات الدولية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
نتنياهو بعد لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو،قال بأن إسرائيل مقبلة على انتصارات لم نحلم بها من قبل بدعم من ترامب ،وأضاف أننا سنغير وجه الشرق الأوسط بأكمله بالتنسيق مع ادارة ترامب و"نحن على أعتاب تغيير تاريخي لضمان مستقبل دولة إسرائيل".

اسرائيل تزداد توحشاً وتغولاً،في ظل تغطية امريكية كاملة،لكل ما تقوم به،فهي تعربد في سوريا،تحتل اراضي سوريه جديدة،وتقيم اكثر من عشرين نقطة مراقبة داخل اراضيها،تشق طرق وتنسف وتدمر،وتستمر في القصف والتدمير ،دون حسيب او رقيب،وهي تفعل نفس الشيء في جنوب لبنان،رغم الهدنة التي تمنعها من أي اعتداءات وعمليات تدمير،ولكنها لم تلتفت للهدنة ولا للقرار 1701 والياته التنفيذية، امريكا مددت لها مدة بقائها حتى الثامن عشر من هذا الشهر،واستمرت في عدوانها واعمالها العسكرية وخروقاتها التي تجاوزت ال1500 خرق،والتي سقط فيها أكثر من 60شهيداً،وعشرات الجرحى،ولتعلن بأنها لن تنسحب من خمسة تلال استراتيجية لبنانية،وبتنسيق مشترك مع امريكا.

ما ينسحب على جبهة لبنان ينسحب على جبهة قطاع غزة،فمن الواضح بأن هناك اتفاق أمريكي- اسرائيلي، على استعادة اكبر عدد من الأسرى،وتحويل المرحلة الأولى الى مرحلة انتقالية طويلة،لإستعادة اكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين،ومن اجل اطالة امد حكومة نتنياهو ومنعها من الإنهيار من داخلها،ونتنياهو بات يعطي تصريحات متناقضة،فهو تارة يرى في خطة ترامب لطرد وترحيل سكان قطاع غزة الحل الأمثل،ويكلف وزير حربه،بتشكيل لجنة من اجل تهجير سكان قطاع غزة "طواعية"،على ان تشارك في تلك الخطة وزارات متعددة،وان تتم براً وجواً وبحراً ،وفي المقابل يعلن انه ينوي الذهاب لتنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسسٍرى،تلك المرحلة التي يلف الغموض مصيرها وإمكانية تنفيذها،حيث نتنياهو يكبلها بشروط تعجيزية،نزع سلاح حماس والمقاومة،وعدم بقاء حماس عسكرياً وسياسياً في اليوم التالي لوقف العدوان،وترحيل قادتها العسكريين والأسرى الكبار الذين يجري وجرى الإفراج عنهم،وجرى ترحيلهم للقطاع الى دول متعددة،تلك الشروط التعجيزية،هي وصفة للعودة الى القتال،ولعل امريكا واسرائيل متفقتان في هذه الإتجاه،ولكن العودة الى القتال ليس بالخيار السهل،ولا يمكن ان يحقق اهداف عجزت اسرائيل عن تحقيقها في 471 يوماً، استخدمت فيها كل فائض قوتها،وجربت كل أنواع السلاح الأمريكي المتطور،وكذلك هذا الخيار من شأنه تهديد حياة بقية الأسرى الإسرائيليين،ولعل تغيير نتنياهو لطاقم التفاوض في المرحلة الثانية،بإستبعاد رئيسي " الموساد" ،ديفيد برنياع" و" الشاباك" غونين بار،وجعل هذا الطاقم بقيادة صديقه المقرب،وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر،يعكس رغبة نتنياهو في السيطرة على المؤسستين الأمنية والعسكرية،بما يخدم مصالحه السياسية والشخصية،بعد ان عمل على اقالة وزير حربه السابق يؤاف غالانت ومن بعده رئيس الأركان هيرتسي هليفي.



يبدو بأن المنطقة ستكون حبلى بالتطورات،وخاصة بأن خيارات نتنياهو محدودة في هذا الإتجاه،وهو يصير في حقل الغام،ويواجه ضغوط كبيرة ومتناقضة، ترامب يضغط عليه للسير في خطة طرد وتهجير سكان قطاع غزة،وهو يقول بأنه سيغير بالشراكة معه وجه الشرق الأوسط،وستكون المنطقة امام تغيير تاريخي يضمن مستقبل ووجود اسرائيل،وضغوط من داخل الحكومة، تمارس عليه من قبل سموتريتش بالعودة للقتال مجدداً بعد استعادة أكبر عدد من الأسرى،وكذلك ضغوط من خارج الحكومة،بن غفير الذي استقال من الحكومة والإئتلاف،وضغوط من المعارضة السياسية واهالي الأسرى،من اجل ان يستمر في صفقة تبادل الأسرى بمراحلها الثلاث،ويبدو بأن قرار نتنياهو لم يعد بيده،وربما بات القرار بيد شريكه ترامب،والأيام القادمة ستجيب عن كل تلك التطورات وماهية الخيارات.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في القدس:- حرب على الوعي ،المناهج ،الهوية ،الذاكرة، والتاريخ
- ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني
- مشروعترامب للتطهير العرقي،استهداف لفلسطين قضية وهوية
- الخيار العسكري الإسرائيلي القادم
- التهدئة في لبنان،الغموض سيد الموقف
- بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة
- هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة..؟؟
- الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية
- هذه الحرب التي تقترب من نهايتها ،ماذا قالت وماذا كشفت ..؟؟
- ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي ...
- سوريا بين الأطماع الإستعمارية ومخاطر التقسيم
- هل تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية..؟؟
- 2024 عام الزلازل وعام 2025 عام الهزات الإرتدادية
- نتنياهو ذاهب الى حرب مفتوحة مع اليمن
- نحن في حالة ضياع وتيه
- في ارض الميلاد للسنة الثانية تغيب عنها احتفالات الميلاد
- سوريا يعاد صياغتها بالحديد والنار ودخلت مرحلة التقسيم
- بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي
- اما -كرت- احمر في وجه التركي،وإلا فالخسارة كبيرة وشاملة
- أنقرة تنوب عن تل ابيب في الحرب على سوريا


المزيد.....




- روسيا تشارك بمعرض الخليج العالمي للغذاء
- بوشكوف: المحادثات السرية بين بوتين وترامب -كابوس أوروبا-
- ماسك: الجنود الأوكرانيون يُزجون في المعركة من أجل أكبر مخطط ...
- وزير الدفاع الإيراني: نصدر المعدات العسكرية إلى 30 دولة في ا ...
- استطلاع رأي: 27% من الكنديين يعتبرون الولايات المتحدة عدوا ب ...
- السودان يستدعي سفيره من كينيا ويوجه انتقادات حادة للرئيس ولي ...
- المغرب.. سلطات مدينة العيون ترفض دخول برلمانيين أوروبيين
- -نيويورك تايمز-: ترامب قد لا ينسحب من -الناتو- لكنه يعمل بال ...
- الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث الأربع المستلمة لا تخص أسرانا
- تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - أمريكا واسرائيل عدوانية غير مسبوقة