أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)
الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 08:54
المحور:
الادب والفن
لطالما كانت الكتابة فعلًا إبداعيًا يستمد جذوره من الماضي ويتنبأ بالمستقبل، لكن ماذا لو تخطت الرواية حدود الزمن؟ ماذا لو وجد كاتب إنجليزي في القرن التاسع عشر مخطوطة غامضة تحتوي على قصة لم تُكتب بعد؟ كيف سيتعامل مع هذا الاكتشاف؟ في هذه المقالة، سنستكشف هذه الفكرة المشوّقة، وكيف يمكن تحويلها إلى رواية أدبية تجمع بين الغموض والفانتازيا والتساؤلات الفلسفية حول الكتابة والزمن.
القسم الأول: البطل والاكتشاف الغامض
تبدأ القصة في عام 1890، عندما يعثر الروائي الشاب "إدوارد بليث" على مخطوطة مرمية بين رفوف مكتبة قديمة في لندن. العنوان غريب: مدينة المستقبل المحترقة. لكنه لا يتوقف عند ذلك، بل يذهله أن المؤلف المدون على الغلاف هو… إدوارد بليث! كيف يمكن أن يكون قد كتب رواية لم يتذكر كتابتها؟
عندما يبدأ في قراءتها، يكتشف أن الرواية تدور حول لندن بعد 150 عامًا، مدينة غارقة في الفوضى التكنولوجية، حيث تتحكم الآلات في حياة البشر، والكتاب أصبحوا بلا قيمة، والأفكار محكومة بقوانين مشددة تمنع الإبداع.
القسم الثاني: الصراع النفسي والأخلاقي
إدوارد في حيرة. هل يكمل قراءة المخطوطة، أم يتجاهلها خشية أن يغير مستقبله؟ هل ينسب الرواية إلى نفسه، وينشرها قبل أن يكتبها "نسخته المستقبلية"؟ أم أن نشرها قد يؤدي إلى سلسلة أحداث تسرّع وقوع الكارثة التي تتنبأ بها الرواية؟
كلما تعمق في القراءة، بدأ يشعر أن الرواية ليست مجرد قصة، بل رسالة من كاتب آخر… ربما من نفسه في المستقبل. لكنه لا يعرف إن كانت رسالة تحذير أم فخًا سيغير مجرى حياته.
القسم الثالث: تداعيات الفكرة في الأدب الإنجليزي
هذه الفكرة تثير تساؤلات حول طبيعة الإبداع: هل الأفكار ملكنا فعلًا، أم أنها تأتي من مصدر غير معروف؟ هل يمكن للكاتب أن يسبق زمانه، أم أن بعض القصص تُكتب لتُقرأ فقط في وقتها المناسب؟
في الأدب الإنجليزي، لطالما وُجدت روايات تنبأت بالمستقبل، مثل 1984 لجورج أورويل وعالم جديد شجاع لألدوس هكسلي. لكن ماذا لو كانت بعض هذه الروايات مستوحاة من مستقبل حقيقي؟
في النهاية، تبقى قصة "الكاتب الذي سرق روايته من المستقبل" ليست فقط رواية خيال علمي، بل تأملًا فلسفيًا حول الزمن والإبداع والقدر. هل الأفكار تُكتب لأنها من وحي الخيال، أم لأن شخصًا ما، في زمان ما، قد عاشها بالفعل؟
#أميمة_البقالي (هاشتاغ)
Oumaima_Elbakkali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟