|
آطار مفاهيمي لمفهوم الارهاب - والارهاب الالكتروني
خولة جبار محمد الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 23:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يُعد الإرهاب من أخطر الظواهر التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم، حيث يستخدم الأفراد أو الجماعات العنف والتهديد لتحقيق أهداف سياسية، دينية، أيديولوجية أو اقتصادية. يتمثل الإرهاب في أعمال تتسم بالقسوة والتخويف، تستهدف الأبرياء وتنشر الفوضى والخوف في المجتمعات.
تختلف أشكال الإرهاب بين الهجمات المسلحة، والتفجيرات، والاختطاف، والجرائم الإلكترونية، وغيرها من الوسائل التي تهدف إلى زعزعة الأمن وإثارة الرعب. وللإرهاب تأثيرات سلبية عميقة، حيث يعرقل التنمية الاقتصادية، ويفسد العلاقات بين الدول، ويؤدي إلى انتهاك حقوق الإنسان.
لمكافحة الإرهاب، تتعاون الدول والمنظمات الدولية على وضع استراتيجيات أمنية، وتعزيز الحوار بين الثقافات، ونشر الوعي حول خطورة الفكر المتطرف. كما أن تعزيز العدالة الاجتماعية، وتحقيق التنمية، والحد من الفقر والتمييز، كلها عوامل تساهم في الحد من انتشار الإرهاب وتجفيف منابعه. يُعد الإرهاب ظاهرة خطيرة تهدد أمن الأفراد والمجتمعات، حيث يعتمد على العنف والتخويف لتحقيق أهداف سياسية، دينية، أو أيديولوجية. ويتخذ الإرهاب أشكالًا متعددة، منها الهجمات المسلحة، التفجيرات، الاختطاف، وعمليات التخريب التي تستهدف زعزعة الاستقرار وبث الذعر بين الناس.
اولاً: الارهاب لغةً واصطلاحاً ١. لغةً: لفظ الارهاب في اللغة العربية مشتقة من المصدر ( ترهيب ) يقول الراغب الاصفهاني في مفرداته - الرهبة والراهب : مخافة مع تحرز واضطراب اي الفعل ( رهب - يرهب - رهبةً ) اي خاف وهي الخوف والفزع ، محور راهب من اللّٰه اي خائف من عقابه وترهبه اي توعده ، اما في القرآن الكريم فينصرف معنى الارهاب الى ما ورد في الآيات القرآنية التي تأتي بمعنى الفزع والخوف والخشية والرهبة من عقاب اللّٰه تعالى فقد ورد في قولة تعالى (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) وجاء (إنَّمَا هُوَ إِلَةٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) وورد (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً) كما يأتي الارهاب في القرآن الكريم بمعنى الردع العسكري فقد ورد (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ) وجاء ايضاً (وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمِ) اما في اللغات الاخرى فأن الارهاب يأتي بمعنى رعب (terror) وتعني خوفاً او تهديد غير مألوف وغير متوقع وقد اصبح هذا المصطلح يأخذ معنى جديد في الثلاثين عاماً الاخيرة ويعني استخدام العنف والقاء الرعب بين الناس .( ) 2ـ اصطلاحاً: لم يُقدم تعريف جامع لمعنى الإرهاب، فللحكومات تصورات متفاوتة عنه حسب سياستها، وأبرز اختلاف في الرأي بين الحكومات هو حول حركات التحرير الوطنية ففي الوقت الذي تعتبر فيه بعض الحكومات أعضاء حركات المقاومة الوطنية ضد المستعمرين والمحتلين مناضلين في طريق الحرية والاستقلال يطلق عليهم بعض آخر ارهابين. وكما شاهدنا في الفترة الأخيرة من تصويت داخل أروقة الجامعة العربية على اعتبار حزب اللّٰه منظومة إرهابية. فقد عرفتهُ المادة الاولى من قانون مكافحة الارهاب رقم (١٣) لسنة ٢٠٠٥ العراقي بأنه (كل فعل اجرامي يقوم به فرد او جماعه منظمة تستهدف فرداً او مجموعه او جماعات او مؤسسات رسمية او غير رسمية توقع الاضرار بالممتلكات العامة او الخاصة بغية الاخلال بالوضع الامني او الاستقرار والوحدة الوطنية او ادخال الرعب و الخوف والفزع بين الناس او اثارة الفوضى تحقيقاً لغايات ارهابية) وتنص المادة (٤) من نفس القانون على العقوبة بالفقرة الاولى منهما وتكتفي بها وكما موضح ادناه:.( ) ١ـ يعاقب بالإعدام كل من ارتكب - بصفته فاعلا اصيلاً او شريك عمل ايا من الاعمال الارهابية الواردة الثانية والثالثة من هذا القانون، يعاقب المحرضو المخطط والممول وكل من مكن الارهابيين من القيام بالجرائم الواردة في هذا القانون بعقوبة الفاعل الاصلي. كما عرفه القانون المصري للارهاب بأنه : ( كل استخدام للقوة او العنف او التهديد او الترويع يلجأ اليه الجاني تنفيذا لمشروع اجرامي فردي او جماعي بهدف الاخلال بالنظام العام او تعريض سلامة المجتمع وامنه للخطر اذا كان من شأن ذلك ايذاء الاشخاص او القاء الرعب بينهم او تعريض حياتهم او حرياتهم او امنهم للخطر او الحاق الضرر بالبيئة او بالاتصالات او المواصلات او بالاموال او المباني او بالاملاك العامة او الخاصة اواحتلالها او الاستيلاء عليها او منع او عرقلة ممارسة السلطات العامة او دور العبادة او معاهد العلم لاعمالها او تعطيل طبيق الدستور او القوانين او اللوائح ).( )
وقدعرفت جامعة الدول العربية الارهاب في الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب عام ١٩٩٨ على انه (كل فعل من افعال العنف او التهديد بها اياً كانت بواعثه او أغراضه يقع تنفيذا لمشروع اجرامي فردي او جماعي يهدف الى القاء الرعب بين الناس او ترويعهم بإيذائهم او تعريض حياتهم او حريتهم او امنهم للخطر او الحاق الضرر بالبيئة او بأحد المرافق او الاملاك العامة او الخاصة او احتلالها او الاستيلاء عليها او تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر) كما عرفه مجمع الفقه الاسلامي التابع لرابطة العالم الاسلامي بأنه : ( العدوان الذي يمارسه افراد او جماعات او دول بغيا على الانسان في دينه او دمه و عقله وماله وعرضه ، ويشمل صنوف التخويف الاذى والتهديد والقتل بغير حق ، وما يتصل بصورة الحرابة واخافة السبيل وقطع الطريق ، وكل فعل من افعال العنف او التهديد يقع تنفيذا لمشروع اجرامي فردي اوجماعي ، ويهدف الى القاء الرعب بين الناس او ترويعهم بأيذائهم او تعريض حياتهم او حريتهم او امنهم او اموالهم للخطر ، ومن صنوفه الحاق الضرر بالبيئة او بأحد المرافق او الاملاك العامة او الخاصة ، او تعريض احد الموارد الوطنية او الطبيعية للخطر ، فكل هذا من صور الفساد في الارض التي نها اللّٰه سبحانه وتعالى المسلمين عنها ) .( )
كما عرفت منظمة المؤتمر الإسلامي بوصفها احدى المراجع القانونية للدول الإسلامية - الإرهاب كالاتي: يطلق اصطلاح الإرهاب على كل عمل عنيف او يتضمن تهديداً والذي - على الرغم من مقاصده والدوافع منه - هو مخطط اجرامي فردي او اجتماعي يقصد من القيام به نشر الرعب بين الناس او التهديد بالحاق الضرر او تعريض ارواحهم وكرامتهم، وامنهم او حقوقهم للخطر او أي تأسيسات وأموال عامة او خاصة او الاستيلاء عليها او تحريض الثروات الوطنية او التأسيسات الدولية للخطر او التهديد باستقرار الدولة المستقلة واستقلالها ووحدتها السياسية او سيادتها.( ) اما منظمة الامم المتحدة فقدعرفت الارهاب كذلك واصدرت في ذلك عدة اتفاقات كما اصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار رقم ٩٤/٦٠ في ١٩٩٤ كمحاولة لتحديد مفهوم الارهاب حيث نص القرار على ( ان الارهاب عبارة عن الاعمال والطرق والممارسات التي تشكل مخالفة صارخة لأغراض ومبادئ الامم المتحدة والتي قد تشكل تهديدا للسلام والامن العالميين وتهديد علاقات الصداقات بين الدول وتعيق التعاون الدولي وتهدف الى تدمير حقوق الانسان والحريات الاساسية والاسس الديمقراطية المجتمع) الا ان سلوك المنظمة الدولية اتجاه الارهاب اخذ اكثر شدة بعد احداث ٢٠٠١/٩/١١ حيث ادان القرار ١٣٧٣ الصادر عن مجلس الامن في ٢٨ ديسمبر2001 الهجمات التي وقعت على الولايات المتحدة الامريكية معتبرا انها عمل ارهابي دولي يهدد الامن والسلام الدوليين.
- تعريف الاتحاد الاوربي للإرهاب : نصت الاتفاقية الاوربية لقمع الارهاب على ضرورة القضاء على الظاهرة الدولية التي توسعت في اوربا في السبعينيات وقمع كل عمل بشكل اعتداء على الحقوق والحريات الاساسية للأشخاص، استناداً على مجموعه الاتفاقيات الاممية مثل: اتفاقية قمع الاستلاء غير المشروع على الطائرات والجرائم التي وردت في اتفاقية قمع جرائم الاعتداء على سلامة الطيران المدني الموقعة في (موربال) وغيرها من الجرائم الخطيرة التي تمثل اعتداء على الحياة والسلامة الجسدية او حرية الاشخاص ذوي الحماية الدولية واكدت الاتفاقية الاوربية بصفه خاصة على اهمية مبدأ (تسليم مرتكبي الاعمال الارهابية) كأحد العناصر الاساسية لضمان فعالية الاتفاقية وتحقيقها للنتائج والاهداف المرجوة. كما طالبت المنظمة الدول الاوربية بوضع خطة عملية لمكافحة الارهاب اثر احداث ٢٠٠١/٩/١١ انطلاقا من وضع تعريف اوربي للظاهرة واقرار محاكمة اي منهم على الاراضي الاوربية قبض علية من قبل الشرطة الاوربية او في اي دولة عضو، ويعد ذلك تقدما عمليا بعد ما كان الامر متوقف على تسليم المتهمين فقط. - الارهاب في الموسوعة الدولية للإرهاب: هو (الاسلوب العشوائي في استخدام القوة لتحقيق الغرض السياسي ولكن هذا الاسلوب لا يتماشى مع عالم القرن العشرين حيث ان الارهاب ترعاه منظمات ارهابية كبيرة) .( ) - الارهاب في القاموس السياسي: الارهاب هو محاولة نشر الذعر والفزع لأغراض سياسية والارهاب تستخدمه حكومة استبدادية لإرغام الشعب على الخضوع والاستسلام لها لأغراض سياسية الاتفاقية الاوربية لقمع الارهاب على ضرورة القضاء على الظاهرة الدولية التي توسعت في اوربا في السبعينيات وقمع كل عمل بشكل اعتداء على الحقوق والحريات الاساسية للأشخاص، استناداً على مجموعه الاتفاقيات الاممية مثل: اتفاقية قمع الاستلاء غير المشروع على الطائرات والجرائم التي وردت في اتفاقية قمع جرائم الاعتداء على سلامة الطيران المدني الموقعة في (موربال) وغيرها من الجرائم الخطيرة التي تمثل اعتداء على الحياة والسلامة الجسدية او حرية الاشخاص ذوي الحماية الدولية واكدت الاتفاقية الاوربية بصفه خاصة على اهمية مبدأ (تسليم مرتكبي الاعمال الارهابية) كأحد العناصر الاساسية لضمان فعالية الاتفاقية وتحقيقها للنتائج والاهداف المرجوة. كما طالبت المنظمة الدول الاوربية بوضع خطة عملية لمكافحة الارهاب اثر احداث ٢٠٠١/٩/١١ انطلاقا من وضع تعريف اوربي للظاهرة واقرار محاكمة اي منهم على الاراضي الاوربية قبض علية من قبل الشرطة الاوربية او في اي دولة عضو، هذا بجد تقدما عمليا بعد ما كان الامر متوقف على تسليم المتهمين فقط.
- الارهاب في الموسوعة الدولية للإرهاب: هو (الاسلوب العشوائي في استخدام القوة لتحقيق الغرض السياسي ولكن هذا الاسلوب لا يتماشى مع عالم القرن العشرين حيث ان الارهاب ترعاه منظمات ارهابية كبيرة). - الارهاب في القاموس السياسي: الارهاب هو محاولة نشر الذعر والفزع لأغراض سياسية والارهاب تستخدمه حكومة استبدادية لإرغام الشعب على الخضوع والاستسلام لها لأغراض سياسية والارهاب وسيلة تتخذها دولة نفرض سيادتها على شعب من الشعوب لإشاعة روح الانهزامية والرضوخ لمطالبات التعسفية واستخدام الارهاب جماعة لترويع المدنيين تحقيق اطماعها حتى تفرض الاقلية حكمها على الأكثرية.( ) ثانياً: نبذه قصيرة عن تاريخ الارهاب قال تعالى في محكم كتابه: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا تَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) ان مصطلح سفك الدماء والافساد والفساد مرتبط بالإرهاب فالإرهاب يعني سفك الدماء وسفك الدماء يعني ارهاب وكيف يتطور سفك الدماء بدون العنف والارهاب والبطش والقهر؟ كذلك يخبرنا القرآن الكريم عن قصص استبداد وارهاب الحاكم في العصور التي سلفت كقصة النبي موسى (ع) وما فعله فرعون مصر فذبح ابنائهم واستبقى نسائهم فأنتشر الذعر والرعب في المجتمع واصابهم الهلع من هذه الافعال كما قال تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْبِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) وكذلك قصه النبي ابراهيم الخليل (ع) عندما القي في النار قال تعالى ((قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا أَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ)) . ولاشك ان هذا كان تنكيلاً به وارهابا لغيره، كذلك ان دس السم لأمتنا المعصومين (عليهم السلام) كان اغتيالاً إلا ان تلك الاعمال كانت عمليات إرهابية على المستوى الفردي فالعمليات الإرهابية في يومنا هذا تتخذ اشكالاً متطورة ومنظمة. اما الارهاب في العصور القديمة فقد يذكر المؤرخون ان الحقبة القديمة كان فيها من الرعب والترهيب والارهاب الذي يمارسه الافراد او الجماعات ما يكفي او يزيد على وصف الارهاب ويمكن القول ان اول حركة ارهابية ظهرت في التاريخ القديم منظمة لا انفرادية هي حركة يهودية في عهد الحكم الروماني في القدس في الفترة ما بين ٧٣٦٦ ق.م وكان يطلق عليها (السيكاري) AL-Sicari وهي حركة سياسية دينية متطرفة تتكون من مجموعه من اليهود الذين وفدوا الى فلسطين في نهاية القرن الاول قبل الميلاد بعد ان كان البابليون قد شتتوهم عام ٥٨٦ ق. م كانت اساليب عمل هذه الجماعات اساليب غير تقليدية فقد كانوا ينفذون عملياتهم في وضح النهار وفي المناطق المزدحمة وكثيراً ما كانوا يستغلون المناسبات والاحتفالات التي كانت تضم عددا من الناس ويضربون عدوهم في وسط هذا الزحام حيث كان ذلك الزحام بمثابة غطاء لهم يصعب تعقبهم فيه او القبض عليهم وكانوا يستخدمون نوع من السيوف القصيرة الخناجر المسماة (سيكا) والتي استمدوا منها اسم منظمة (السيكاري) وقامت هذه المنظمة بالعديد من عمليات التخريب كالاغتيال والتدمير وفي نهاية الامر تم القضاء على هذه الجماعات وتدميرها .( ) وبعد ذلك الارهاب في العصور الوسطى والتي كان من اهم الاعمال الارهابية في تلك العصور هي القرصنة البحرية التي كانت تهدد التجارة والملاحة البحرية واستخدمت هذه المجموعات من قبل بعض الحكومات والامبراطوريات كالإنكليزية والفرنسية والاسبانية لتنفيذ مأربها في القرصنة البحرية اما الارهاب في العصر الحديث وفي بداية القرن التاسع عشر كانت الولايات المتحدة الامريكية ومعظم الدول الاوربية ارض خصبة وملائمة للأنشطة الارهابية فقد ظهرت هناك حركات التحرير وحركات عنصرية هدفها ارهاب الزنوج والملونين ومن ابرز هذه المنظمات الارهابية هي منظمة تدعى (كووكلاس كلان) الارهابية التي انشأها المزارعون سنة ١٨٥٦ وكان هدفها قتل المواطنين الزنوج وارهابهم وكانت من اساليبهم الشنق على الاشجار. وان مفهوم الارهاب في تطور مستمر يتناسب طردياً مع التطور في كافة المجالات الأخرى العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها. لذلك ظهرت في العصور الحديثة الكثير من المنظمات الارهابية مثال حركة طالبان وتنظيم داعش وغيرها من الافكار التي بنيت عليها حكومات مارست الارهاب على شعبها مثل حكومة بروما وحركة طالبان عند استلامها الحكم في افغانستانفي ضل الاحتلال الامريكي لها ٢٠٠١م.( ) ثالثاً : مفهوم الارهاب الالكتروني لقد تعددت تعاريف الارهاب واختلفت وتباينت في شأنه الاجتهادات ، ولم يصل المجتمع الدولي حتى الان الى تعريف جامع مانع متفق عليه للارهاب ، ويرجع ذلك الى تنوع اشكاله ومظاهره ، وتعدد اساليبه وانماطه ، واختلاف وجهات النظر الدولية والاتجاهات السياسية حوله وتباين العقائد والايديولوجيات التي تعتنقها الدول تجاهه ، فما يراه البعض ارهابا يراه الاخر عملا مشروعا . كما بذلت في هذا الشأن جهوداً مشكورة من اهل العلم والانصاف ، ومن بعض المجامع الاسلامية والعربية ، وكذلك حاولت بعض الاتفاقيات الدولية والاقليمية تحديد الامر المراد من هذا المصطلح وتم التطرق اليه اعلاه. وان من ابرز الاشكاليات التي تواجه طرق معالجة ظاهرة الارهاب تأخر المجتمع الدولي حتى الان في الوصول الى تعريف واضح ومحدد لمعنى الارهاب ، مما فتح المجال لاجتهادات واسعة غير موفقة اضطهدت بسببها الشعوب وانتهكت الحقوق ، وخرقت القوانين الدولية تحت ستار دعوى مكافحة الارهاب . ينطلق تعريف الارهاب الالكتروني من تعريف الارهاب . وتأسيسا على ماسبق الوسائل يمكننا تعريف الارهاب الالكتروني بأنه : العدوان او التخويف او التهديد المادي او المعنوي الصادر من الدول او الجماعات او الافراد على الانسان ، في دينه ونفسه وعرضه وعقله او ماله بغير حق ، بأستخدام الموارد المعلوماتية او الالكترونية ، بشتى صنوف العدوان وصور الفساد . فالارهاب اللالكتروني يعتمد على استخدام الامكانيات العلمية والتقنية ، بأستغلال وسائل الاتصال والشبكاتى المعلوماتية من اجل تخويف وترويع الاخرين ، والحاق الضرر بهم اوتهديدهم . وعليه فأن اغلب التعريفات المتعلقة بالإرهاب الالكتروني تنطلق من تعريف الارهاب التقليدي اذ لا يختلف كلاهما الا من حيث الطريقة او الوسيلة التي يلجا اليها الجاني لتحقيق العمل الارهابي، وعليه فأننا نعرف الارهاب الالكتروني بانه: (كل سلوك اجرامي ارادي يرتكبه فرد او مجموعة افراد باستخدام الوسائل الالكترونية وتضمن انتهاكا لاحد مبادى القانون الدولي، سواء اكان هذا السلوك باسم او ايعاز او بدعم وتشجيع ام برضا من دولة ما، او احدى المنظمات او الهيئات الرسمية، او ارتكبت بشكل اعتداء او تهديد المصلحة محمية دولية عبر الوسائل الالكترونية)، اذ يتضح لنا من خلال التعريف مدى الارتباط الوثيق للإرهاب الالكتروني بالتطور التكنولوجي، اذ بات هذا التقدم التكنولوجي يلعب دورا مهما في كافة جوانب الحياة، فضلا عن حجم المخاطر التي يمكن ان يسببها، اذ تزداد خطورة الارهاب الالكتروني، وفي الدول المتقدمة، تتم إدارة البنية التحتية لها عن طريق أجهزة الكمبيوتر وشبكات المعلومات، مما يجعلها اهدافا سهله للهجمات، ولا تحتاج هذه الجماعات الى استخدام متفجرات، بل فقط عن طريق النقر على لوحة المفاتيح لتدمير البنية التحتية المعلوماتية لدولة ما ومهاجمتها، مما يسبب اثارا مدمره، فالإرهاب الالكتروني يعد خطرا قائما ومحدقا، نظرا لتنوع وسائله وتوسع نطاقه، فانه يجعل من الممكن مهاجمه الدول عبر وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في اجواء توفر درجة كبيرة من السلامة والامان للإرهابيين..( ) وفي الأونة الأخيرة أصبح الإرهاب الإلكتروني يشكل تهديد للأمن والسلم الدوليين، فضلا عن الآثار الضارة على العلاقات الدولية، ويحدث ذلك في حال الشك بدوله ما بقيامها بتجنيد ارهابين عبر الوسائل الإلكترونية، وتحريض الإرهابيين من خلال هذه الوسائل للاستهداف دوله أخرى، مما سيؤدي إلى آثار سلبية بينها وبين الدول المتضررة من الإرهاب الإلكتروني، قد تصل أحيانا إلى مرحلة مقاطعة تلك الدولة. من الامثلة على ذلك ما فعلته عصابات داعش والقاعدة، من خلال استخدامهم للوسائل التكنولوجية لقيامها بأعمالها الإرهابية، والتي أدت إلى توتر العلاقات الدولية وتهديد الأمن الدولي. وما قام به موقع" ويكيلكس "والذي يعرف" بصراع الإلكتروني ذو طبيعة ناعمة "وهي جرائم لا تحتاج عنفا ولا سفك للدماء إذ تعرف بطبيعتها الهادئة، وكل ما تحتاج إليه هذه الجرائم هو القدرة على التعامل مع الحاسوب على مستوى عال من التقنية لارتكاب الأفعال غير المشروعة، وأدى هذا الصراع الإلكتروني في الحصول على المعلومات والأسرار واستخدامها عبر المنصات الإعلامية وتسريبها، والذي يكون ذا تأثير على طبيعة العلاقات لدولية، فإن هذا الصراع سيشكل تهديدا للسلام العالمي، لكونه حرب إلكترونيات بين الدول، تسبب في إضرار بالأمن والسلم الدولي، فضلا عن تأثير هكذا نوع من الجرائم على العلاقات الدبلوماسية الدولية، كونها تتم من خلال جمع المعلومات والتجسس، وتسهيل الأنشطة السرية في العلاقات الدولية، لدرجة أن هذه الجرائم تحدث من دولة إلى دولة أخرى، وتعريضها للخطر نتيجة حدوث عمل إرهابي على إقليمها وتأثيره على مصالح دولة أخرى كوقوعه على أعضاء السلك الدبلوماسي أو على رعايا عدة دول أو على وسائل نقل أجنبية، من الأمثلة التطبيقية على ذلك ما حدث في سنة ٢٠١٥ عندما أفاد مكتب الإدارة الشخصية لتابع للحكومة الأمريكية أن قراصنة تمكنوا من سرقة ما يقارب أربعة ملايين من بيانات الموظفين الفدر اليين،" وقد تم اتهام حكومة الصين بالوقوف خلف هذه العملية التي تعد الفاجعة الأكبر في البلاد، إذ تمكنها هذه العملية من تجنيد جواسيس نظرا لأهمية المعلومات المسروقة والتي تمكنها من الوصول إلى أسرار أمن الدولة الأمريكية وبناء على ما تقدم فإن الإرهاب الإلكتروني له عدة آثار، منها ما يؤثر على مجرى العلاقات الدولية من خلال تجنيد الإرهاب عبر شبكات الإنترنيت وتحريضهم ضد الدول الأخرى، وكذلك في تأثيره على المجال السياسي إذ إنه يهدد الوحدة الدولية بالتفكك والنيل من سمعه الدولة وهيبتها، فضلا عن الجانب الأمني والذي يفضي إلى عدم الشعور بالأمن والطمأنينة جراء هذه الجريمة، وعن تأثيرها في الجانب الاقتصادي للدول نتيجة للشل الذي يصيب عجلة الإنتاج إلى غير ذلك من الأثار في مختلف المجالات، إذ إن كل هذه الأفعال الناجمة عن جريمة الإرهاب الإلكتروني تؤثر وتهدد أمن المجتمع الدولي ككل .
#خولة_جبار_محمد_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آطار مفاهيمي للنظام البرلماني والاداء التشريعي والرقابي
-
اسلوب ادارة الازمات
-
مؤسسات المجتمع المدني ودورها في عملية ألتنشئة ألسياسية
-
تحديات أدارة التنوع في تركيا
-
آلاثار الاقتصادية لظاهرة المخدرات على الفرد والمجتمع
-
صنع السياسات العامة
-
البرنامج الحكومي في السياسة العامة
-
استراتيجيات أدارة الصراع
-
مفهوم أدارة ألسياسة العامة في الدول المتعددة الاعراق
-
أدارة التنوع .. الهند انموذجاً
-
السياسة التعليمية في العراق بعد عام 2003(السمات والخصائص)
-
قراءة في اهم الاستراتيجيات المتخذة في مجال التعليم و التعلم
...
-
سبل أنجاح العملية التربوية والتعليمية في العراق بعد عام 2003
-
الديمقراطية كمفهوم عن الحرية والعدل والمساواة في الحقوق والو
...
المزيد.....
-
ماذا قال ترامب عن محادثات الرياض بين أمريكا وروسيا.. ونشر قو
...
-
الجيش الأمريكي يعلن إنقاذ بحارة من سفينة إيرانية غارقة في ال
...
-
الكرملين: بوتين مستعد للحوار مع زيلينسكي
-
شاهد: أهالي كفر كلا يعودون إلى بلدتهم المدمرة بعد انسحاب الج
...
-
زوران ميلانوفيتش يبدأ ولايته الثانية كرئيس لكرواتيا
-
الكويت.. قرار جديد بخصوص إجراءات سحب الجنسية
-
السلطة الفلسطينية تقدر تكلفة إعادة إعمار غزة
-
محكمة أمريكية تأمر باحتجاز الزعيمة المتحولة جنسيا لـ -الزيزي
...
-
ماكرون يعلن استعداده للمحادثة مع بوتين -في الوقت المناسب-
-
هجوم إسرائيلي يستهدف دبابات في منطقة سعسع جنوبي سوريا (فيديو
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|